من صفات المعالج بالرقية الشرعية

ان الحمدلله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ومن شر ابليس وجنوده من الجن والانس .

مما لا شك فيه ان العلاج بالقران الكريم هو علاجنافع وشفاء تام ( هو للذين امنوا هدى وشفاء ) فصلت اية 44 وقال تعالى في سورة الاسراء ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) . ولم يقل تعالى دواء ﻷن الدواء علاج يخطىء ويصيب واما الشفاء بإذنه تعالى وفي ذلك كل من عند ربنا .

وقد انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة العلاج بالقران الكريم وهي جيدة في حدها . ولكن مما يثيرنا ونأسف عليه ان يتولى هذا الامر بعض جهلة القراء في الوقت الذي تسلطت فيه شياطين الانس والجن لضغوط الحياة ومعوماتها التي شغلت الناس مع قلة الاذكار المقيدة أو المطلقة إلى من رحم الله .

ومما لا يخفي عليه أن ظاهرة الدجل والشعوذة التي نمت في بعض القرى ثم استفحلت حتى ظهرت بقوتها في العاصمة و التي تضم بين جنباتها من رجال الفكر والاداب والسياسة والدين ، ولا غرابة ان نجد بعض هؤلاء من استسلموا لهم رغم مكانتهم الاجتماعية والعلمية واما بعض القراء فقد اصبحوا تجار محترفين لا يقلون عن خطر الدجالين والمشعوذين ﻷنهم يرفعون راية الاسلام ولواء القرآن ويتسترون بالعلاج به ويدعون بأن لهم المقدرة في طرج الجان وفك السحر وابطال العين و ... نحن نؤمن بوجود الجان والسحر والعين ... ولكنننا نكفر بافعال السحرة والمشعوذين الذين يتشبثون بالمرضى لنيل رغباتهم الدنيوية التي تعرض لها كثير من تلك الفءات سواء رجالاً او نساء .

واني ادعو الاخوة من رجال الدين وعلماء النفس والاطباء الشريين للتحرك للفضاة على تلك العصابات التي تتاجر بالام الناس وتبيع لهم الوهم تحت راية طب الاعشاب والقرآن والسنة وتبيين طرهم وضلاتهم بالقنوات سواء كانت سمعية من اذاعة أو المنظورة من التلفاز أو الكتابية من الجراء وما شابه ذلك .

واذا نقول في مجال الرقية الشرعية على ان الشخص المعالج في هذا المجال ( الراقي ) يجب عليه ان تحلى ببعض الصفات التي تؤهله بأ، يكون عند الله تعىل مرضياً ويوفق لما يقو به . والله المستعان .

1. ان يؤمن بالله تعلى ايمانا ولا يشرك في عبادته احدا في الاقوال والافعال .

2. ان يتتجه نيته إلى الله تعال ولا ينتظر من احد جزاء ولا شكورا وان لا يكون همه جمع المال والهدايا .

3. ان يكون عالماً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومتبع السلف رضوان الله عليهم .

4. ان تكون رقيته بكلام الله تعالى وبأسمائه وصفاته ومن اذكار رسول الله صلى الله عليه وسلم .

5. ان تكون الرقية بصوت مسموع وان يبتعد عن الطلاسم والكلمات الغير مفهومة أو الاستعانة بالجان كما يدعون .

6. وان يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى وانما هي سبب من الاسباب .

7. ان يكون له اﻹلمام التام باحوال الجن وظروفهم والتحلي بالشجاعة قادراً على تولي زمام الامر ان دعت الحاجة لذلك .

8. ان يكون من الذين يتقون الله والصابرين والحافظين حدوده يتجنب فعل المحرامات والمكاره حتى يكون مثالاً يتحدى به ويحترمه الانس والجين معاً .

9. ان يكون متسلح بالعلم الشرعي وان يكثر من قراءة الكتب التي لها علاقة في مجال الرقية وان يستفيد ن تجارب الاخرين والرجوع إلى فتاوى العلماء في هذا الصدد .

10. ومن صفاته أن يفرق ما بين المنهج الشرعي وطرق السحرة والدجالين .

11. وينبغي على المجالج ان لا يثير أي جدل فقهي أو مذهبي او سياسي وان يحكون الحوار حول ذكر الله تعالى وان لا يتدخل في شؤونه الخاصة .

12. عليه مراعاة حالة المريض من حيث الجنس و العمر والحالة الاجتماعية والمستوى الثقافي وعاداته وتقاليده وان يتعرف بداية مرضه بعد الاسئلة التشخيصية في حدود الشرع حتى يتعرف على طبيعة المرض هل هو عضوي أو عضوي غير معروف أو مرض نفسي حتى يوجهه التوجيه الصحيح .

وهذا ما خطر على بالي .. فالمعذرة وان قصرت في هذا الموضوع ..

وان لا ينسى بأنه يقوم بدعوة المريض أو الجان بالهداية .

لقوله تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )

والله الموفق .