جرح اللسان اقوى من جرح الابدان
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة المسامير
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ». صحيح مسلم
يحكى انه كان يوجد اب وابنه يعيشان معا , وكان ذلك الابن صعب المراس عصبي المزاج الى درجة انه كان يصعب على والده او من حوله ارضاؤه , فكان دائم سريع الغضب لأتفه الأسباب , كان يملاء الدنيا صيحا وصراخا بالقبيح من الكلام اذا ما اغضبه احد ما، عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( مَا مِنْ شَيْءٍ أثْقَلُ في مِيزَانِ العبدِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ ، وَإنَّ الله يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
فاذا بأحد الايام وقد عقد الاب الحكيم العزم على ان يعطى ابنه درسا فى الاخلاق , وانه قد حان الوقت ليتعلم مايفيده فى حياته بعد يقينه من استحالة استمرار ولده على ذلك الحال . فاذا بالاب يوما ينادى ابنه , فلبى الابن نداء ابيه , فاذا بوالده يعطيه كيسا , واذا بالكيس ملىء بالمسامير , وبلا مقدمات قال له والده ": بنى , فى كل مرة تختلف فيها مع شخص وتفقد اعصابك معه , قم بطرق مسمارا فى سور الحديقة !!! .
كان مطلبا غريبا وعجيبا من الاب ذلك ما يطلبه من ابنه , وتعجب الابن من طلب ابيه ,ولكنه اثار انتباهه ,وفضوله , وقد اعجبته تلك الفكرة , ولكنه تساءل فى نفسه:"لم يدق مسمارا اذا اصبح على ذلك الحال ؟
لم يجد جوابا لاسئلته من ابيه الا انه سيعرف الاجابة حين يأتى وقتها. فعزم على تنفيذ ما طلبه منه والده .
فكان فى كل مرة ينتابه غضب عظيم او يفقد فيها اعصابه , تجده يدب الارض بقدميه سيرا الى حيث يوجد السور , وقد تملكه الغضب والانفعال , ممسكا بتلابيب اعصابه كى لا ينفجر بكلامه فى وجه احد , متجاهلا أى تساؤل ممن حوله عن مكان ذهابه , متغاضيا نظراتهم والدهشة التى تطل بأعينهم اذ هو فى عزم غضبه وقد اطبق شفتيه عمدا ان يقول شيئا تاركا محدثه الى حيث لا يعلم . وفى اول يوم له , طرق 37 مسمارا بسور الحديقة الى ان ناله التعب وانهكه ذلك الدق , واذا به وبأخر مسمار يدقه بذلك اليوم يتساءل": ألم يفكر أبى فى شىء ايسر من طرق المسامير؟", وصار بكل يوم يدق عددا لا بأس من المسامير , كلما غضب طرق مسمارا , كلما اوشك على سب احد طرق مسمار , الى ان مر اول اسبوع له من تلك التجربة , وقد نوى ان يحاول ضبط اعصابه اذا ما غضب او فقد اعصابه , فهو اهون من دق مسمارا . وبالتدريج بدأ عدد المسامير المدقوقة يوميا ينخفض شيئا فشيئا , ثم يمر الاسبوع تلو الاخر و عدد المسامير ينخفض وينخفض , الى ان جاء اليوم الذى لم يدق فيه الفتى مسمارا واحدا فى سور الحديقة على الرغم من غضبه . فقد تعلم كيف يتحكم فى اعصابه وكيف يكظم غضبه اذا هو غضب , كيف يتغاضى عن اقوال الاخرين الى تثير غضبه وكيف يتحكم بلسانه , تعلم متى يقول قولا لا يندم عليه , كى لا يندم عليه يوما فعلا , متى يتكلم ومتى يصمت , فقد تبين له ان الصمت قد يجدى عن القول احيانا. وعندها ذهب الى والده ليخبره بذلك الخبر , وانه لم يعد فى حاجة الى كيس المسامير , كان يوما سعيدا بحياته , ولقد سعد بهذا اليوم ايما سعادة , فلقد تغير طبعه وخلقه الى الاحسن , والى الافضل ، فاذا بوالده يخبره": بنى , الان قم بخلع مسمارا واحدا عن كل يوم يمر بك دون ان تفقد اعصابك فيه " وياله من مطلب اخر عجيب , ولم ياترى ؟ الم يطلب منى يوما ان ادق تلك المسامير , والان يطلب منى ان ازيلها ؟!! عجبا !! حسنأ فلأنفذ له ما طلب , وعلى أية حال , فأنا الان افضل مما كنت عليه من قبل , وسأتمكن بأذن الله من ازالتها فى وقت اقصر من ذى قبل. ومرت عدة ايام , وقد ازال الفتى المسامير , المسمار تلو الاخر بشروط ابيه له .
جاء الى حيث والده كى يخبره بأنه قد ازالها جميعا وكله شوق ولأن يعرف الان لم فعل ذلك ؟ فما نتيجة مافعل ؟ فها قد جاء والده واخبره بالخبر السعيد , وها قد قام الوالد باصطحابه الى ذلك السور الذى قد شبع دقا , وطلب منه ان يمعن النظر فى السور , ثم قال له": بنى قد احسنت التصرف , فأطعتنى ولم تعصنى , ولبيت طلباتى ولم تخذلنى يوما الى الان , ولكن أى بنى انظر الى تلك الثقوب التى تركتها بالسور فهى ابدا لن تزول , ولن يعود السور ابدا كما كان." " يابنى , حينما كانت تشب مشادة بينك وبين الاخرين , فتفقد اعصابك فى حينها , ثم يخرج منك السىء من الكلمات لهم , فأنت قد تركت جرحا بأعماقهم , وطرقت بها ثقوبا كتلك التى بالسور "انت ان استطعت ان تخرج سكينا من جوف احدهم بعد ان طعنته بها , وقد تركت بقلبه جرحا غائرا , قد يلتئم تاركا مكانه اثرا , فلا عليك بعدها ان تتأسف له ,فكم من مرة ستتأسف و تعتذر على ما فعلت ولكن ذلك الجرح لازال موجودا يابنى , ان جرح اللسان اقوى من جرح الابدان .
القصة منقولة بتصرف
من الإيميل |
|
|
|
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»
الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم
|