اليوم السابع والعشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن.

مشروع الإحياء و التعريف بـ 29 سنّة خلال شهر رمضان 1429 هـ.

اليوم السابع والعشرون

(هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الهَدَايَا والضَحَايَا والعَقيقَة)..

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الهَدَايا:
الهدية مفتاح من مفاتيح القلوب، وسنّة هجرها الكثيرون ولم يعيروها اهتمامهم، رغم لفت الرسول صلى الله عليه وسلم انتباهنا إلى أهميتها، في عدة أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا"،
[الراوي: أبو هريرة ،المحدث: الألباني ، المصدر: صحيح الأدب المفرد ، الصفحة أو الرقم: 462، خلاصة الدرجة: حسن.].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:( يانساء المسلمات ، لا تحقرنّ جارة جارتها ، ولو فرسن شاة)،[ صحيح البخاري- باب فضل الهبة].
ففي الحديثين السابقين إشارة إلى أهمية الهدية ومكانتها وعظيم تأثيرها، فهي إحدى الوسائل التي تملك القلب، وتنفذ من خلاله للتأثير على الشخص.
وعلى الرغم من كون "الهدية" شيئا ماديا، فإنها تكون سببا في الوصول إلى قيمة روحية عظيمة ألا وهي "الحب في الله"، فضلا عن أنها تذهب الضغينة، كما لا يخفى ما للهدية من أثر طيب في توطيد أواصر المحبة وتنمية مشاعر الود.
والهدية سلوك اجتماعي قديم، عبرت عنه بلقيس زمن سليمان عليه السلام، وسطّر القرآن ذلك حين قال: "وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ".
ولقد ظهرت الهدية بشكل كبير في المجتمع الإسلامي الأول فقد:
أَهْدى صَلى الله عَليه وسَلمْ الغَنَمَ ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:(أهدى النبي صلى الله عليه وسلّم مرّة ً غَنَمَاً)،[صحيح البخاري-باب تقليد الغنم]،
وأهدى الإبل ، وأهدى عن نسائه البقر وأهدى في مُقامه ، وفي حجَّته ، وفي عمرته ،
وكان إذا أهدى الإبل قلَّدها وَأشْعرها ، فيشُقُّ صفحة سَنَامها الأيمن يسيراً ، حتى يسيل الدَّمُ .


وأباح لأمته أن يأكُلوا من هداياهم وضحاياهُم ويتزوَّدُوا منها .
وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يقبل الهديّة أيّا ً كان مقدارها كان النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم الصحابة ألا يردوا الهدية، ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:( لو دعيت ُ إلى ِذراع ٍ أو ُكراع ٍ ، لأجبت ، ولو أهدي إليّ ذراع ٍ أو ُكراع ٍ لقبلت).
[ صحيح البخاري- باب القليل من الهبة].
وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ لا يرد الطيب إذا أهدي إليه ، ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال:كان النبي صَلى الله عَليه وسَلمْ لا يرد الطيب.

و ذم النبي صَلى الله عَليه وسَلمْ العائد في هبته ، ففي صحيح البخاري عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال صَلى الله عَليه وسَلمْ:(العائد في هبته كالكلب ،يقئ ثم يعود في قيئه).

وثبت عنه صَلى الله عَليه وسَلمْ أنه قد قبل الهديّة من المشركين، ففي صحيح البخاري ، قال أبو حميد ،( أهدى ملك أيلة َ للنبي صَلى الله عَليه وسَلمْ بغلةً بيضاء ، وكساه بُرُدا ً ، وكتب له ببحرِهِم).
وقال سعيد ،عن قتادة ، عن أنس :( إنّ ُأكيدر دومة َ أهدى إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلمْ ).

وإما إهداء المسلم للمشرك فقد ورد في ذلك قوله تعالى :{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم}.[الممتحنة:8]
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ، "أي لا ينهاكم الله عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلونكم في الدين كالنساء و الضعفة منهم، كذلك لا ينهاكم عن العدل معهم".
وفي صحيح البخاري ، عن أسماء بنت أبي بكر ، رضي الله عنهما ، قالت:( َقدِمت عليّ أمّي وهي مشركة ، في عهد رسو ل صَلى الله عَليه وسَلمْ ، فاستفتيت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلمْ ،قلت :وهي راغبة ٌ ،أفأصل ُ أمّي ؟ قال:"نعم ، صلي أمّك".


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الأَضَاحي :

لـم يكن يدع الأضحية ، وكان يُضحي بكبشين ، وكان ينحرُهما بعد صلاة العيد ، وقال : " كُلُّ أيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ " [المسند] .

وأخبر أنَّ من " ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَلَيْسَ مِنَ النُّسُكِ في شِيءٍ ، وإنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ " [البخاري ومسلم] .

وأمرهم أن يذبحوا الجذع من الضأن ـ وهو ما أتمَّ ستةَ أشهرٍ ـ والثَّنِيَّ مِمَّا سِواهُ ـ والثني من الإبِل : مَا استكمل خمس سنين ، ومن البقر : ما دخل في السنة الثالثة .

وكان من هديه اختيارُ الأضحية واستحسانُها وسلامتُها من العيوبِ ، ونَهَى أن يُضحَّي بمقطوعةِ الأُذن ومكسورةِ القرن ، والعوراء ، والعرجاءِ الكسيرة والجعفاءِ . وأَمَر أن تُستشرف العينُ والأُذُنُ ـ أي : يُنظر إلى سلامتها .

وأمر من أرادَ التضحية ألاَّ يأخذ من شعره وبشره شيئاً إذا دخل العشر .

وكان من هديه أن يُضحي بالمُصلى ، ففي البخاري ،عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح وينحر بالمصلَّى"


وكان من هديه أن الشاةَ تُجزئُ لبيته ولو كثُر عددهم .

وأباحَ لسائق الهدي ركوبه بالمعروف إذا احتاج حتى يَجد غيره .

وكان هديه نحر الإبل قياماً ، معقولةَ يدها اليسرى ، وكان يُسمي الله عند نحره ، ويُكبر .

وكان يذبحُ نُسُكه بيده ، وربما وكَّل في بعضه ، ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم :"نحر بيده سبع بُدن قياما ً ،وضحّى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين ".

وكان إذا ذَبَحَ الغنم وضع قدمه على صِفاحها ، ثم سَمَّى وكَبَّر ونَحَرَ ، ففي البخاري ،(عن قتادة: حدثنا أنس رضي الله عنه:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحِّي بكبشين أملحين أقرنين، ووضع رجله على صفحتهما، ويذبحهما بيده).

كان رُبما قسَّم لُحومَ الهدي ، ورُبَّما قال "مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ " .

وكان من هديه ذبحُ هدي العُمرة عند المروة ، وهدي القران بمنىً . ولم ينحر هديه قط إلا بعد أن حلَّ ، ولم ينحره ـ أيضاً ـ إلاَّ بعد طلوع الشمس وبعد الرمي ، ولم يُرخِّص في النحر قبل طلوع الشمس البتَّةَ .

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في العَقِيقَة والمواليد:

العقيقة:
هي الذبيحة التي تذبح عن المولود .

حكمها:
سنّة مؤكّدة ولو كان الأب معسرا ً ،فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم وفعلها أصحابه ، روى أصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقّ عن الحسن و الحسين كبشا ً كبشا ً .
فضلها:
روى أصحاب السنن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (كلّ مولود ٍ رهينة ٌ بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه و ُيحلقُ ويسمّى ).
ما يذبح عن الغلام و البنت :
عن أم كرز الكعبية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " عَنِ الغُلاَمِ شَاتَانِ متكافئتان، وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاةٌ " .
وقت الذبح :
يكون يوم السابع بعد الولادة إن تيسّر ،وإلا ففي اليوم الرابع عشر ، وإلا ففي اليوم الواحد و العشرين من ولادته ، وإن لم يتيسّر ففي أي يوم من الأيام .

تسميته :
ومن السنّة أن يسمّى المولود اسما ً حسنا ً و يُحلق شعره ويتصدّق بوزنه فضّة إن تيسّر ذلك ، لما رواه أحمد والترمذي عن ابن عبّاس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن الحسن بشاة ، وقال: (يا فاطمة ، احلقي رأسه ،وتصدّقي بوزنه فضّة ً على المساكين ) ، فوزناه فكان وزنه درهما ً أو بعض درهم.

وأحب الأسماء عبدالله و عبدالرحمن لحديث مسلم ، وأصدقها همّام و حارث كما ثبت في الحديث الصحيح ،، ويصحّ التسمية بأسماء الملائكة و الأنبياء و طه و يس ، وقال ابن حزم :اتفقوا على تحريم كل اسم ٍ معبّد ٍ لغير الله كعبد العزّى ، وعبدِهبل ،وعبدعمر،وعبدالكعبة، حاشا عبدالمطّلب.
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التسمّي بالأسماء التالية : يسار ،و رباح ،و نجيح ٌ ، وأفلح ، لأن ذلك ربّما يكون وسيلة من وسائل التشائم ، ففي حديث سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا تسم ّ غلامك يسارا ً و لا رباحا ً و لانجيحا ً ولا أفلح ، فإنك تقول:أثم هو – فلايكون- فيقول:لا).رواه مسلم.

الأذان في أذن المولود: ومن السنّة أن يؤذّن في أذن المولود اليمنى ،ويقيم في الأذن اليسرى ليكون أوّل مايطرق سمعه اسم الله ، روى أحمد و أبو داود والترمذي وصححه عن أبي رافع رضي الله عنه قال:رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أذّن بالصلاة في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة ،رضي الله عنهم.

وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.

مرجع إضافي ّلهذا الموضوع:

مقالة بعنوان (سنن مهجورة- تهادوا تحابوا) ، للكاتب/مسعود صبري
نقلاً عن موقع إسلام أون لاين ، www.islamonline.net

بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير

بارك الله بك

جزاك الله خيراً وبارك فيك

وفيكم بارك ونفع، شاكرة ً لكم مروركم الكريم.