اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : عَنْ أَبِي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدّارِيِّ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ لِلَّهِ، وَلِكِتابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعامَّتِهِمْ». رَواهُ مُسْلِمٌ.

يُروى أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه كتَبَ إلى ابنِه مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفيَّةِ: (لا يكُنْ أخوك على قَطيعَتِك أقوى مِنك على صِلتِه، وعلى الإساءةِ أقوى مِنك على الإحسانِ) .


           :: وادي الجن شمال المدينة والبئر . (آخر رد :ابن الورد)       :: زعماعندو قدرة خارقة "بوهالي" خارج يداوي الناس من أمراض فالشارع العام فيها حارالأطباء (آخر رد :ابن الورد)       :: الشريف بهلول كيداوي وكيدير عمليات مستعصية وكيتحدى أطباء جميع دول العالم (آخر رد :ابن الورد)       :: 5:04 / 9:22 خطير ..عبد السلام دخانة يشرب ويستحم بالاسيد / الماء القاطع . (آخر رد :ابن الورد)       :: هَدْيِه النبي صلى الله فِي الْعِلَاجِ بِشُرْبِ الْعَسَلِ، وَالْحِجَامَةِ، وَالْكَيِّ. (آخر رد :ابن الورد)       :: استكشاف قرية الجن الفروثي وتجربة جهاز كاشف الجن والأشباح بالموجات الكهرومغناطيسية . (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح بتصريح صادم: الجن يتعامل معنا والمنظومة التي تدير العالم تستجلب الشياطين ! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدث عن أسرار عبدة الشيطان :" التاروت هو أمر شيطاني "! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدى المنجمين : 2024 فيها لقاء مع الفضائيين وظهور وباء الزومبي ! (آخر رد :ابن الورد)       :: ماهي حقيقة مثلث برمودا ؟ ولماذا تختفي الطائرات والسفن به ؟ (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26 Feb 2018, 10:52 AM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 6919 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
آكام المرجان في أحكام الجان 9







الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ فِي خوف الْجِنّ من الْإِنْس

قَالَ أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا دَاوُد بن عمر والضبي حَدثنَا عباد بن الْعَوام أَنبأَنَا حُصَيْن عَن مُجَاهِد قَالَ بَينا انا ذَات لَيْلَة أُصَلِّي إِذْ قَامَ مثل الْغُلَام بَين يَدي قَالَ فشددت عَلَيْهِ لآخذه فَقَامَ فَوَثَبَ فَوَقع خلف الْحَائِط حَتَّى سَمِعت وقعته فَمَا عَاد إِلَيّ بعد ذَلِك قَالَ مُجَاهِد إِنَّهُم يهابونكم كَمَا تهابونهم حَدثنَا هَارُون بن عبد الله الْبَزَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر حَدثنِي مُعسر بن كدام عَن شيخ أرى كَانَ يكنى أَبَا شراعة قَالَ رَآنِي يحيى ابْن الجزار وَأَنا أهاب أَن أَدخل زقاقا بِاللَّيْلِ فَقَالَ لي إِن الَّذِي تهاب هُوَ اشد مِنْك فرقا قَالَ حَدثنَا اسحاق بن ابراهيم حَدثنَا مُحَمَّد بن جَابر عَن حَمَّاد عَن مُجَاهِد قَالَ الشَّيْطَان أَشد فرقا من أحدكُم مِنْهُ فَإِن تعرض لكم فَلَا تفَرقُوا مِنْهُ فيركبكم وَلَكِن شدوا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يذهب وَالله أعلم

الْبَاب الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ فِي تسخير الْجِنّ للإنس وطاعتهم لَهُم

قَالَ الله تَعَالَى {وَمن الشَّيَاطِين من يغوصون لَهُ ويعملون عملا دون ذَلِك وَكُنَّا لَهُم حافظين} وَقَالَ تَعَالَى {وَحشر لِسُلَيْمَان جُنُوده من الْجِنّ وَالْإِنْس وَالطير فهم يُوزعُونَ}
{وَمن الْجِنّ من يعْمل بَين يَدَيْهِ بِإِذن ربه وَمن يزغ مِنْهُم عَن أمرنَا نذقه من عَذَاب السعير يعْملُونَ لَهُ مَا يَشَاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعْمَلُوا آل دَاوُد شكرا} {وَالشَّيَاطِين كل بِنَاء وغواص وَآخَرين مُقرنين فِي الأصفاد} وَقَالَ تَعَالَى {قَالَ عفريت من الْجِنّ أَنا آتِيك بِهِ قبل أَن تقوم من مقامك} وَفِيمَا قصّ الله تَعَالَى من أَعمال الْجِنّ لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام كِفَايَة قَوْله تَعَالَى {وَالشَّيَاطِين كل بِنَاء وغواص وَآخَرين مُقرنين فِي الأصفاد} روى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَن قَتَادَة يعْملُونَ لَهُ مَا يَشَاء من محاريب وتماثيل وَقَالَ السّديّ وَمن الشَّيَاطِين كل بِنَاء من الْبناء الَّذِي يبْنى
قَوْله وغواص قَالَ قَتَادَة غواص يستخرجون الْحلِيّ من الْبَحْر وَقَالَ السّديّ الغواص الَّذِي يقوم فِي المَاء وَآخَرين مُقرنين فِي الاصفاد قَالَ قَتَادَة من مَرَدَة وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي وثاق وَقَالَ قَتَادَة مُقرنين فِي الأصفاد من السلَاسِل فِي أَيْديهم مصفودين مسخرين مَعَ سُلَيْمَان وَقَالَ السّديّ الأصفاد تجمع الْيَدَيْنِ إِلَى عُنُقه قَوْله تَعَالَى {هَذَا عطاؤنا فَامْنُنْ أَو أمسك بِغَيْر حِسَاب} قَالَ السّديّ اُمْنُنْ على من شِئْت مِنْهُم فَأعْتقهُ وَقَالَ ابْن عَبَّاس قَوْله {هَذَا عطاؤنا فَامْنُنْ} يَقُول أعتق من الْجِنّ من شِئْت وَأمْسك مِنْهُم من شِئْت وَقَالَ قَتَادَة هَؤُلَاءِ الشَّيَاطِين احْبِسْ مِنْهُم من شِئْت فِي وثاقك هَذَا أَو سرح من شِئْت مِنْهُم فَاتخذ عِنْده يدا اصْنَع مَا شِئْت لَا حِسَاب عَلَيْك فِي ذَلِك قَالَ السّديّ يمن على من يَشَاء مِنْهُم فيعتقه ويمسك من يَشَاء مِنْهُم فيستخدمه لَيْسَ عَلَيْهِ فِي ذَلِك حِسَاب
وَقَالَ شَاكر فِي كتاب الْعَجَائِب حَدثنَا مُحَمَّد بن عُمَيْر أَبُو عَزِيز حَدثنَا عمرَان بن مُوسَى بِمَكَّة حَدثنَا عَليّ بن مهْرَان حَدثنَا جرير ابْن عبد الحميد عَن سُفْيَان بن عبد الله ان عمر بن عبد الْعَزِيز سَأَلَ مُوسَى ابْن نصير أَمِير الْمغرب وَكَانَ يبْعَث فِي الجيوش حَتَّى بلغ أَو سمع وجوب الشَّمْس عَن أعجب شَيْء رَآهُ فِي الْبَحْر فَقَالَ أنتهيت إِلَى جَزِيرَة من جزائر الْبَحْر فَإِذا نَحن بِبَيْت مَبْنِيّ وَإِذا نَحن فِيهَا بِسبع عشرَة جرة خضراء مختومة بِخَاتم سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فَأمرت بِأَرْبَع مِنْهَا فأخرجت وَأمرت بِوَاحِدَة مِنْهَا فنقبت فَإِذا شَيْطَان يَقُول وَالَّذِي أكرمك بِالنُّبُوَّةِ لَا أَعُود بعْدهَا أفسد فِي الارض ثمَّ نظر فَقَالَ وَالله مَا أرى بهَا سُلَيْمَان وَملكه فانساخ فِي الأَرْض فَذهب فَأمرت بالبواقي فَردَّتْ إِلَى مَكَانهَا وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا عَبَّاس ابْن الْوَلِيد بن مزِيد البيروني حَدثنَا أبي عَن مُوسَى بن نصير وَكَانَ يَهُودِيّا من أهل الْكتاب فَأسلم فَأمر على الْمغرب فَخرج غازيا فِي الْبَحْر حَتَّى أَتَى بَحر الظلمَة واطلق المراكب على وجوهها تسير قَالَ فَسمع شَيْئا يقرع المراكب فَإِذا بحرار خضر مختمة فهاب أَن يكسر الْخَاتم فَأمر فَأخذ قلَّة مِنْهَا ثمَّ رَجَعَ فَنَظَرْنَا فَإِذا هِيَ مختمة فَقَالَ لبَعض اصحابه اقدحوها من اسفلها قَالَ فَلَمَّا أَخذ المقداح الْقلَّة صَاح صائح لَا وَالله يَا نَبِي الله لَا أَعُود قَالَ فَقَالَ مُوسَى هَذَا من الشَّيَاطِين الَّذين سجنهم سُلَيْمَان بن دَاوُد وَنفذ المقداح فِي الْقلَّة فَإِذا شخص على رجل الْمركب فَلَمَّا نظر إِلَيْهِم قَالَ أَنْتُم هم وَالله لَوْلَا نعمتكم على لفرقتكم
قلت ولى مُوسَى بن نصير غَزْو الْبَحْر لمعاوية وافتتح الأندلس وَجَرت لَهُ عجائب وَقيل لم يسمع فِي الْإِسْلَام بِمثل سَبَايَا مُوسَى بن نصير وكثرتهم وَالله تَعَالَى أعلم

الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ فِي دلَالَة الْجِنّ الْإِنْس على مَا يدْفع كيدهم ويعصم مِنْهُم

قَالَ أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا ابو عُثْمَان سعيد بن عُثْمَان الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا زيد بن الْحباب العكلي حَدثنِي عبد الْمُؤمن بن خَالِد الْحَنَفِيّ من أهل مرو أَنبأَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ عَن أبي الْأسود الدؤَلِي قَالَ قلت لِمعَاذ بن جبل أَخْبرنِي عَن قصَّة الشَّيْطَان حِين أَخَذته فَقَالَ جعلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صَدَقَة الْمُسلمين فَجعلت الثَّمر فِي غرفَة قَالَ فَوجدت فِيهِ نُقْصَانا فَأخْبرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَان يَأْخُذهُ فَدخلت الغرفة وأغلقت الْبَاب فَجَاءَت ظلمَة عَظِيمَة فغشيت الْبَاب ثمَّ تصور فِي صُورَة ثمَّ تصور فِي صُورَة أُخْرَى فَدخل من شقّ الْبَاب فشددت إزَارِي عَليّ فَجعل يَأْكُل من الثَّمر فَوَثَبت عَلَيْهِ فضبطته فَالْتَفت يداي عَلَيْهِ فَقلت يَا عَدو الله فَقَالَ خل عني فَإِنِّي كَبِير ذُو عِيَال وَأَنا فَقير وَأَنا من جن نَصِيبين وَكَانَت لنا هَذِه الْقرْيَة قبل أَن يبْعَث صَاحبكُم فَلَمَّا بعث أخرجنَا مِنْهَا فَخَل عني فَلَنْ أَعُود عَلَيْك فخليته وَجَاء جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا كَانَ فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَادَى مناديه مَا فعل أسيرك فَأَخْبَرته فَقَالَ أما إِنَّه سيعود فعد قَالَ فَدخلت الغرفة وأغلقت على الْبَاب فجَاء فَدخل من شقّ الْبَاب فَجعل يَأْكُل من الثَّمر فصنعت بِهِ كَمَا صنعت بِهِ فِي الْمرة الاولى فَقَالَ خل عني فَإِنِّي لن أَعُود إِلَيْك فَقلت يَا عَدو الله ألم تقل إِنَّك لن تعود قَالَ فَإِنِّي لن أَعُود وَآيَة ذَلِك أَنه لايقرأ أحد مِنْكُم خَاتِمَة الْبَقَرَة فَيدْخل أحد منا فِي بَيته تِلْكَ اللَّيْلَة وَسَاقه فِي كتاب مكايد الشَّيْطَان عَن أبي سعيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن زيد ابْن الْحباب
وَقَالَ ابو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا اسماعيل بن الْفضل الاسفاطي حَدثنَا مُوسَى بن اسماعيل حَدثنَا ابان بن يزِيد عَن يحيى بن ابي كثير عَن الْحَضْرَمِيّ ابْن لَاحق عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن أبي بن كَعْب عَن جده أبي بن كَعْب أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه كَانَ لَهُ جرن فِيهِ ثَمَر فَكَانَ يتعهده فَوَجَدَهُ ينقص فحرسه ذَات لَيْلَة فَإِذا هُوَ بِدَابَّة شبه الْغُلَام المحتلم قَالَ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ السَّلَام فَقلت مَا أَنْت جني أم إنسي قَالَ جني قَالَ قلت ناولني يدك فناولني يَده فَإِذا يَد كلب وَشعر كلب قَالَ فَقلت هَكَذَا خلقه الْجِنّ قَالَ لقد علمت الْجِنّ مَا فيهم أَشد مني قلت مَا حملك على مَا صنعت قَالَ بَلغنِي أَنَّك رجل تحب الصَّدَقَة فأحببنا أَن نصيب من طَعَامك قَالَ فَقَالَ لَهُ أبي فَمَا الَّذِي يجيرنا مِنْكُم قَالَ هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي سُورَة الْبَقَرَة {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} من قَالَهَا حِين يصبح أجِير منا حَتَّى يُمْسِي وَمن قَالَهَا حِين يُمْسِي أجِير منا حَتَّى يصبح فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق الْخَبيث وَهَكَذَا رِوَايَة الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَن حَرْب بن شَدَّاد عَن يحيى بن أبي كثير عَن الْحَضْرَمِيّ بن لَاحق عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن أبي ابْن كَعْب عَن جده بِهِ وَفِي الصَّحِيح حَدِيث ابي هُرَيْرَة قَالَ وكلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان فَأَتَانِي آتٍ فَجعل يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته فَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بِهن قلت مَا هِيَ قَالَ إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرا هَذِه الْآيَة {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} حَتَّى ختم الْآيَة فَإِنَّهُ لن يزَال عَلَيْك حَافظ من الله تَعَالَى وَلَا يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فعل أسيرك اللَّيْلَة قلت يَا رَسُول الله عَلمنِي شَيْئا زعم أَن الله تَعَالَى يَنْفَعنِي بِهِ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ أَمرنِي أَن أَقرَأ اية الْكُرْسِيّ إِذا أويت إِلَى فِرَاشِي زعم أَنه لَا يقربنِي حَتَّى أصبح وَلَا يزَال على من الله تَعَالَى حَافظ قَالَ أما أَنه قد صدقك وَهُوَ كذوب وَقَالَ أَبُو بكر الْقرشِي فِي مكايد الشَّيْطَان والهواتف حَدثنَا اسحاق بن اسماعيل حَدثنَا اسامة عَن اسماعيل بن أبي خَالِد حَدثنَا اسحاق قَالَ خرج زيد ابْن ثَابت إِلَى حَائِط لَهُ فَسمع فِيهِ جلبة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ رجل من الْجِنّ أصابتنا السّنة فأردنا أَن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قَالَ نعم ثمَّ خرج اللَّيْلَة الثَّانِيَة فَسمع فِيهِ أَيْضا جلبة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ رجل من الْجِنّ أصابتنا السّنة فأردنا أَن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قَالَ نعم فَقَالَ لَهُ زيد بن ثَابت أَلا تُخبرنِي مَا الَّذِي يعيذنا مِنْكُم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي حَدثنِي عَليّ بن عُثْمَان اللاحقي حَدثنِي عُبَيْدَة بنت الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْوَلِيد ابيها أَن رجلا أَتَى شَجَرَة أَو نَخْلَة فَسمع فِيهَا حَرَكَة فَتكلم فَلم يجب فَقَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فَنزل إِلَيْهِ شَيْطَان فَقَالَ إِن لنا مَرِيضا فَبِمَ تداويه قَالَ بِالَّذِي أنزلتني بِهِ من الشَّجَرَة وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن بن الْمُنْذر فِي كتاب الْعَجَائِب حَدثنَا مُحَمَّد بن عمرَان ابْن حبيب الْبَزَّار حَدثنَا الْقَاسِم بن الحكم حَدثنَا حَمْزَة بن حبيب الزيات قَالَ بَينا أَنا يحلوان فِي خَان وحدي إِذا أَنا بشيطانين قد أَقبلَا فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه هَذَا الَّذِي يقرئ النَّاس الْقُرْآن تعال نَفْعل بِهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ وَيلك مر قَالَ فَلَمَّا دنوا مني قَرَأت هَذِه الْآيَة {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة وَأولُوا الْعلم قَائِما بِالْقِسْطِ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه لَا أرْغم الله إِلَّا بأنفك أما انا فَلَا أَزَال أحرسه إِلَى الصَّباح
وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الهواتف حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد حَدثنِي الْحسن بن عُرْوَة حَدثنِي ابي عُرْوَة بن زيد عَن ابي الاشم الْعَبْدي ولقيته بالموصل قَالَ خرج رجل فِي جَوف اللَّيْل إِلَى ظهر الْكُوفَة فَإِذا هُوَ بِشَيْء كَهَيئَةِ الْعَريش وَإِذا حوله جمع قد أَحدقُوا بِهِ قَالَ فكمن الرجل ينظر اليهم إِذْ جَاءَ شَيْء حَتَّى جلس على ذَلِك الْعَريش فَقَالَ وَالرجل يسمع كَيفَ لي بِعُرْوَة بن الْمُغيرَة فَقَامَ شخص من ذَلِك الْجمع فَقَالَ انا لَك بِهِ فَقَالَ على بِهِ السَّاعَة قَالَ فَتوجه نَحْو الْمَدِينَة قَالَ فَمَكثَ مَلِيًّا ثمَّ جَاءَ حَتَّى وقف بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَيْسَ إِلَى عُرْوَة سَبِيل فَقَالَ الَّذِي على الْعَريش ولمه قَالَ لِأَنَّهُ يَقُول كلَاما حِين يصبح وَحين يُمْسِي فَلَيْسَ إِلَيْهِ سَبِيل فَتفرق ذَلِك الْجمع وَانْصَرف الرجل إِلَى منزله فَلَمَّا اصبح غَدا إِلَى الكناس وَاشْترى جملا ثمَّ مضى حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فلقي عُرْوَة بن الْمُغيرَة فَسَأَلَهُ عَن الْكَلَام الَّذِي يَقُوله حِين يصبح وَحين يمسى وقص عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ إِنِّي أَقُول حِين أصبح وَحين أمسي آمَنت بِاللَّه وَحده وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لَا انفصام لَهَا وَالله سميع عليم ثَلَاث مَرَّات وَقَالَ فِي مكايد الشَّيْطَان حَدثنِي الْحسن بن عبد الْعَزِيز الجروي حَدثنَا الْحَارِث بن مِسْكين حَدثنَا ابْن وهب حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن زيد بن أسلم قَالَ قدم رجلَانِ من اشجع إِلَى عروس لَهما حَتَّى إِذا كَانَا من نَاحيَة بِموضع ذكره إِذا بِامْرَأَة قَالَت مَا تريدان قَالَا عروسا لنا نجهزها قَالَت إِن لي بأمرها كُله علما فَإِذا فرغتما فمرا عَليّ فَلَمَّا فرغا مرا عَلَيْهَا قَالَت فَإِنِّي متعتكا فحملاها على أحد بعير بعيريهما وَجعلا يتعقبان الآخر حَتَّى أَتَوا كثيبا من الرمل فَقَالَت إِن لي حَاجَة فأناخا بهَا فانتظراها سَاعَة فابطأت فَذهب احدهما فِي اثرها فَأَبْطَأَ قَالَ فَخرجت أطلب فَإِذا أَنا بهَا على بَطْنه تَأْكُل كبده فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك رجعت فركبت وَأخذت طَرِيقا واسرعت فاعترضت لي فَقَالَت لقد اسرعت قلت رَأَيْتُك أَبْطَأت فاركبي فرأتني ازفر فَقَالَت مَالك قلت إِن بَين ايدينا سُلْطَانا ظَالِما جائرا قَالَت أَفلا أخْبرك بِدُعَاء إِن دَعَوْت بِهِ عَلَيْهِ أهلكته وآخذ لَك حَقك مِنْهُ قلت مَا هُوَ قَالَ قل اللَّهُمَّ رب السَّمَوَات وَمَا أظلت وَرب الارضين وَمَا أقلت وَرب الرِّيَاح وَمَا أذرت وَرب الشَّيَاطِين وَمَا أضلت أَنْت المنان بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام تَأْخُذ للمظلوم من الظَّالِم حَقه فَخذ لي حَقي من فلَان فَإِنَّهُ ظَلَمَنِي قلت فرديها على فَجعلت تردها على حَتَّى إِذا أحصاها دَعَا بهَا عَلَيْهَا قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهَا ظلمتني وأكلت أخي قَالَ فَنزلت نَار من السَّمَاء فِي سوأتها فشقتها بِاثْنَتَيْنِ فَوَقَعت شقة هَهُنَا وشقة هَهُنَا قَالَ وَهِي السعلى تَأْكُل النَّاس وَأما الغول فَمن الْجِنّ تبطل وتلعب بِالنَّاسِ وتضرط وتلعب بِالنَّاسِ لَا تزيد على ذَلِك
وَقَالَ فِي مكايد الشَّيْطَان حَدثنَا عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم البارودي حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام الْقصار حَدثنَا سُفْيَان عَن ابْن ابي ليلى عَن أبي ايوب الانصاري قَالَ قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الغول تدخل على من سهوة لي قَالَ إِذا رَأَيْتهَا فَقل أجيبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ فرأيتها فأخذتها فخدعتني وَقَالَت لَا أَعُود فخليتها فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك فَقلت أُخْتهَا حَلَفت لي أَن لَا تعود فَقَالَ كذبت ستعود فعد قَالَ فأخذتها فَحَلَفت أَن لَا تعود فخليتها فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك فَقلت أَخَذتهَا فَحَلَفت أَن لَا تعود فخليتها قَالَ كذبت ستعود فَعَادَت فأخذتها فَقَالَت خل عني وأخبرك بِشَيْء إِذا قلته لم يقربك شَيْطَان فخليتها فَقَالَت اقْرَأ آيَة الْكُرْسِيّ قَالَ فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك فَأَخْبَرته فَقَالَ صدقت وَهِي كذوب وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد عَن أبي احْمَد الزبيرِي عَن سُفْيَان نَحوه وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن أبي أَحْمد الزبيرِي بِهِ وَقَالَ حسن غَرِيب والغول فِي لُغَة الْعَرَب هُوَ الجان إِذا تبدى فِي اللَّيْل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْهَرَوِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بن عُثْمَان ابْن اسحاق قَالَ سَمِعت من أَب أُمِّي مَالك بن حَمْزَة بن أبي أسيد عَن أَبِيه عَن جده أبي أسيد السَّاعِدِيّ الخزرجي أَنه قطع ثَمَرَة حَائِطه فَجعله فِي غرفَة فَكَانَت الغول تخَالفه إِلَى مشْربَته فتسرق ثمره وتفسد عَلَيْهِ فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ تِلْكَ الغول فاستمع مِنْهَا فَإِذا سَمِعت اقتحامها قَالَ يَعْنِي وجبها فَقل باسم الله أجيبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفعل فَقَالَت يَا أَبَا أسيد اعفني ان تكلفني اذْهَبْ إِلَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأُعْطِيك موثقًا من الله تَعَالَى لَا أخالفك إِلَى بَيْتك ولااسرق ثمرك وأدلك على آيَة تقرؤها على بَيْتك فَلَا تخَالف أهلك وتقرؤها على إناثك فَلَا يكْشف غطاؤه قَالَ فَأَعْطَتْهُ الموثق الَّذِي رَضِي بِهِ مِنْهَا وَقَالَ الْآيَة الَّتِي قَالَت أدلك عَلَيْهَا آيَة الْكُرْسِيّ ثمَّ حلت استها تضرط فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقص عَلَيْهِ قصَّتهَا حِين ولت وَلها ضريط قَالَ صدقت وَهِي كذوب وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الْبَاب الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَة فِي بَيَان فرار الشَّيْطَان من عمر حَدِيث الَّذِي صرعه عمر وَفِيه قَول الشَّيْطَان للمصروع اقرا سُورَة الْبَقَرَة لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا أَيَّة تقْرَأ فِي وسط شياطين الا تفَرقُوا وَلَا تقْرَأ فِي بَيت فَيدْخل ذَلِك الْبَيْت قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حدثت عَن اسحاق بن ابراهيم حَدثنِي مُحَمَّد بن منيب عَن السّري بن يحيى عَن أبي الْمُنْذر قَالَ حجَجنَا فنزلنا فِي أصل جبل عَظِيم فَزعم النَّاس أَن الْجِنّ تسكنه فَإِذا شيخ قد أقبل من المَاء فَقلت يَا ابا شمير مَا تذكرُونَ من جبلكم هَذَا هَل رَأَيْت من ذَلِك شَيْئا قطّ قَالَ نعم أخذت يَوْمًا قوسا لي وأسهما فَصَعدت الْجَبَل على وَجل فابتنيت بَيْتا من شَجَرَة عِنْد عين من مَاء فَمَكثت فِيهِ فَإِذا الأروى قد أَقبلت نزيل لَا تخَاف شَيْئا فَشَرِبت من تِلْكَ الْعين وربضت حولهَا فرميت كَبْشًا مِنْهَا فَمَا أَخْطَأت قلبه فصاح صائح فَمَا بَقِي فِي الْجَبَل شَيْء إِلَّا ذهب يعدو على خياله قد أخيف ذعيرا أَو ردهَا حبس الطير على أبي شمير فَوق لَهُ سَهْما مثل السّير أَبيض براق الْعين فَقتل فدَاء عد بن الاصبغ فَقَالَ لَهُ قَائِل وَيلك الا تقتله قَالَ وَيلك لَا استطيع قَالَ وَيلك لمه قَالَ لِأَنَّهُ تعوذ بِاللَّه حِين أسْند إِلَى الْجَبَل فَلَمَّا سَمِعت بذلك اطمأننت وَالله تَعَالَى أعلم

الْبَاب السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ فِيمَا يعْصم بِهِ من الْجِنّ ويستدفع بِهِ شرهم

وَذَلِكَ فِي عشر حروز
أَحدهَا الِاسْتِعَاذَة بِاللَّه مِنْهُ قَالَ الله تَعَالَى {وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ فاستعذ بِاللَّه إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} وَفِي مَوضِع آخر {وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ فاستعذ بِاللَّه إِنَّه سميع عليم} وَفِي الصَّحِيح أَن رجلَيْنِ اسْتَبَّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَحْمَر وَجه أَحدهمَا فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لأعْلم كلم لَو قَالَهَا لذهب عَنهُ مَا يجد أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم
الثَّانِي قِرَاءَة المعوذتين روى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْجريرِي عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ من الجان وَعين الْإِنْسَان حَتَّى نزلت المعوذتان فَلَمَّا نزلت أَخذ بهما وَترك مَا سواهُمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ هُوَ حَدِيث حسن غَرِيب
الثَّالِث قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ فَفِي الصَّحِيح من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وكلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان فآتاني آتٍ فَجعل يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته فَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر الحَدِيث فَقَالَ إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة الْكُرْسِيّ لن يزَال عَلَيْك من الله حَافظ وَلَا يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدقك وَهُوَ كذوب ذَاك الشَّيْطَان
الرَّابِع قِرَاءَة سُورَة الْبَقَرَة فَفِي الصَّحِيح من حَدِيث سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قبورا وَإِن الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ الْبَقَرَة لَا يقربهُ الشَّيْطَان
الْخَامِس خَاتِمَة سُورَة الْبَقَرَة فقد ثَبت فِي الصَّحِيح من حَدِيث أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَرَأَ الْآيَتَيْنِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة فِي لَيْلَة كفتاه وروى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله كتب كتابا قبل أَن يخلق الْخلق بألفي عَام أنزل مِنْهُ آيَتَيْنِ ختم بهما سُورَة الْبَقَرَة فَلَا يقرآن فِي دَار ثَلَاث لَيَال فَيقر بهَا شَيْطَان
السَّادِس أول سُورَة حم الْمُؤمن إِلَى قَوْله {إِلَيْهِ الْمصير} مَعَ آيَة الْكُرْسِيّ فَفِي التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أبي مليكَة عَن زُرَارَة بن مُصعب عَن سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَرَأَ حم الْمُؤمن إِلَى قَوْله {إِلَيْهِ الْمصير} وَآيَة الْكُرْسِيّ حِين يصبح حفظ بهما حَتَّى يُمْسِي وَمن قرآهما حِين يُمْسِي حفظ بهما حَتَّى يصبح وَعبد الرَّحْمَن الْمليكِي وَإِن كَانَ قد تكلم فِيهِ من قبل حفظه فَالْحَدِيث لَهُ شَوَاهِد فِي قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ
السَّابِع لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير مائَة مرّة فَفِي الصَّحِيح من حَدِيث سَمُرَة مولى أبي بكر عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير مائَة مرّة كَانَت لَهُ عدل عشر رِقَاب وَكتب لَهُ مائَة حَسَنَة ومحيت عَنهُ مائَة سَيِّئَة وَكَانَت لَهُ حرْزا من الشَّيْطَان يَوْمه ذَلِك حَتَّى يُمْسِي وَلم يَأْتِ أحد بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أحد عمل أَكثر من ذَلِك
الثَّامِن كَثْرَة ذكر الله عز وَجل فَفِي التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله تَعَالَى أَمر يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام بِخمْس كَلِمَات أَن يعْمل بهَا وَيَأْمُر بني إِسْرَائِيل ان يعملوا بهَا وَأَنه كَاد ان يبطئ بهَا قَالَ عِيسَى إِن الله أَمرك بِخمْس كَلِمَات لتعمل بهَا وتأمر بني اسرائيل أَن يعملوا بهَا فإمَّا أَن تَأْمُرهُمْ وَإِمَّا أَن آمُرهُم فَقَالَ يحيى عَلَيْهِ السَّلَام أخْشَى إِن سبقتني بهَا أَن يخسف بِي أَو أعذب فَجمع النَّاس فِي بَيت الْمُقَدّس فَامْتَلَأَ فقعدوا على الشّرف فَقَالَ إِن الله أَمرنِي بِخمْس كَلِمَات ان أعمل بِهن وآمركم أَن تعملوا بِهن أولهنَّ أَن تعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَأَن مثل من اشرك بِاللَّه كَمثل رجل أشترى عبدا من خَالص مَاله بِذَهَب أَو ورق فَقَالَ هَذِه دَاري وَهَذَا عَمَلي فاعمل وأد إِلَى فَكَانَ يعْمل وَيُؤَدِّي إِلَى غير سَيّده فَأَيكُمْ يرضى أَن يكون عَبده كَذَلِك وَإِن الله آمركُم بِالصَّلَاةِ فَإِذا صليتم فَلَا تلتفتوا فَإِن الله تَعَالَى ينصب وَجهه بِوَجْه عَبده فِي صلَاته مَا لم يلْتَفت وآمركم بالصيام فَإِن مثل ذَلِك كَمثل رجل فِي عِصَابَة مَعَه صرة فِيهَا مسك وَكلهمْ يعجب أَو يُعجبهُ رِيحهَا فَإِن ريح الصَّائِم أطيب عِنْد الله تَعَالَى من ريح الْمسك وآمركم بِالصَّدَقَةِ فَإِن مثل ذَلِك كَمثل رجل أمسكوه فَأوثقُوا يَده إِلَى عُنُقه وقدموه ليضربوا عُنُقه فَقَالَ أَنا أفديه مِنْكُم بِالْقَلِيلِ وَالْكثير ففدى نَفسه مِنْهُم وأمركم أَن تَذكرُوا الله تَعَالَى فَإِن مثل ذَلِك كَمثل رجل خرج الْعَدو فِي أَثَره سرَاعًا حَتَّى أَتَى على حصن حُصَيْن فأحرس نَفسه مِنْهُم كَذَلِك العَبْد لَا يحرز نَفسه من الشَّيْطَان إِلَّا بِذكر الله تَعَالَى قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا آمركُم بِخمْس الله تَعَالَى أَمرنِي بِهن السّمع وَالطَّاعَة وَالْجهَاد وَالْهجْرَة وَالْجَمَاعَة فَإِنَّهُ من فَارق الْجَمَاعَة قيد شبر فقد خلع ربقة الْإِسْلَام من عُنُقه إِلَّا أَن يُرَاجع وَمن دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهُ من جثا جَهَنَّم فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَإِن صَامَ وَصلى قَالَ وَإِن صَامَ وَصلى فَادعوا بِدَعْوَى الله الَّذِي سَمَّاكُم الْمُسلمين الْمُؤمنِينَ عباد الله قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح وَقَالَ البُخَارِيّ الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ لَهُ صُحْبَة وَله غير هَذَا الحَدِيث
التَّاسِع الْوضُوء وَالصَّلَاة وهما من أعظم مَا يتحرز بِهِ لَا سِيمَا عِنْد ثوران قُوَّة الْغَضَب والشهوة فَإِنَّهَا نَار تغلي فِي قلب ابْن آدم كَمَا روى التِّرْمِذِيّ وَغَيره من حَدِيث ابي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَلا وَإِن الْغَضَب جَمْرَة فِي قلب ابْن آدم أما رَأَيْتُمْ إِلَى حمرَة عَيْنَيْهِ وانتفاخ أوداجه فَمن أحس بِشَيْء من ذَلِك فليلصق فِي الأَرْض وَفِي أثر آخر أَن الشَّيْطَان خلق من نَار وانما تُطْفِئ النَّار بِالْمَاءِ وَفِي السّنَن قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الْغَضَب من الشَّيْطَان وَإِن الشَّيْطَان من النَّار وَإِنَّمَا تُطْفِئ النَّار بِالْمَاءِ فَإِذا غضب أحدكُم فَليَتَوَضَّأ
الْعَاشِر إمْسَاك فضول النّظر وَالْكَلَام وَالطَّعَام ومخالطة النَّاس فَإِن الشَّيْطَان إِنَّمَا يتسلط على ابْن آدم من هَذِه الْأَبْوَاب الْأَرْبَعَة فَفِي مُسْند الإِمَام أَحْمد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ النظرة سهم مَسْمُوم من سِهَام إِبْلِيس فَمن غض بَصَره لله عز وَجل أورثه الله حلاوة يجدهَا فِي قلبه إِلَى يَوْم يلقاه وَالله تَعَالَى أعلم أهـ


الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ فِي تَأْثِير الْقُرْآن وَالذكر فِي أبدان الْجِنّ وفرارهم من ذَلِك

قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنِي يحيى ابْن اسحاق البَجلِيّ وحاتم بن أبي حوثرة عَن ابْن لَهِيعَة عَن قيس بن الْحجَّاج قَالَ قَالَ شيطاني دخلت فِيك وَأَنا مثل الْجَزُور وَأَنا فِيك الْيَوْم مثل العصفور قَالَ قلت وَلم ذَاك قَالَ تذيبني بِكِتَاب الله عز وَجل حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنِي خلف بن تَمِيم حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص عَن أبي اسحاق عَن أبي الأخوص عَن عبد الله قَالَ شَيْطَان الْمُؤمن مهزول حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنِي مجاعَة بن ثَابت وَيحيى بن اسحاق قَالَا حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن مُوسَى بن وردان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الْمُؤمن يضنى شَيْطَانه كَمَا يضني أحدكُم بعيره فِي السّفر حَدثنَا إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا عبد الله بن نمير عَن الْأَعْمَش عَن مَالك بن الْحَارِث عَن أبي خَالِد الْوَالِبِي قَالَ خرجت وافدا إِلَى عمر رَحمَه الله وَمَعِي أَهلِي فنزلنا منزلا وَأَهلي خَلْفي فَسمِعت أصوات الغلمان وجلبتهم فَرفعت صوتي بِالْقُرْآنِ فَسمِعت وجبة شَيْء طرح فسألتهم فَقَالُوا أخذتنا الشَّيَاطِين فلعبت بِنَا فَلَمَّا رفعت صَوْتك بِالْقُرْآنِ ألقونا وذهبوا
حكى ابْن عقيل فِي الْفُنُون قَالَ كَانَ عندنَا بالظفرية يَعْنِي من بَغْدَاد دَار كلما سكنها نَاس أَصْبحُوا مولى فجَاء مرّة رجل مقرئ فاكتراها وارتقبناها فَبَاتَ بهَا واصبح سالما فتعجب الْجِيرَان فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ انْتقل فَسئلَ فَقَالَ لما بت بهَا صليت بهَا الْعشَاء وقرأت شَيْئا من الْقُرْآن وَإِذا شَاب قد صعد من الْبِئْر فَسلم على فبهت فَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك عَلمنِي شَيْئا من الْقُرْآن فشرعت أعلمهُ ثمَّ قلت هَذِه الدَّار كَيفَ حَدِيثهَا قَالَ نَحن جن مُسلمُونَ نَقْرَأ وَنُصَلِّي وَهَذِه الدَّار مَا يكثر بهَا إِلَّا الْفُسَّاق فيجتمعون على الْخمر فنخنقهم قلت فَفِي اللَّيْل أخافك فتجئ نَهَارا قَالَ نعم قَالَ وَكَانَ يصعد من الْبِئْر بِالنَّهَارِ وألفته فَبَيْنَمَا هُوَ يقْرَأ إِذا بمعزم فِي الدَّرْب يَقُول المرقى من الدبيب وَمن الْعين وَمن الْجِنّ فَقَالَ أَي شَيْء هَذَا قلت معزم قَالَ أطلبه فَقُمْت وأدخلته فَإِذا أَنا بالجني قد صَار ثعبانا فِي السّقف فعزم الرجل فَمَا زَالَ الثعبان يتدلى حَتَّى سقط فِي وسط المندل فَقَامَ ليأخذه ويضعه فِي الذنبيل فمنعته فَقَالَ أتمنعني من صيدي فأعطيته دِينَارا وَرَاح فانتفض الثعبان وَخرج الجني وَقد ضعف وَنحل واصفر وذاب فَقلت مَالك قَالَ قتلني هَذَا بِهَذِهِ الإسلامي وَمَا أظني أقلح فَاجْعَلْ بالك مَتى سَمِعت فِي الْبِئْر صراخا فَانْهَزَمَ قَالَ فَسمِعت فِي اللَّيْل النعي فانهزمت قَالَ ابْن عقيل وَامْتنع أحد أَن يسكن تِلْكَ الدَّار بعْدهَا وَالله أعلم

الْبَاب الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ فِي السَّبَب الَّذِي من أَجله تنقاد الْجِنّ وَالشَّيَاطِين للعزائم والطلاسم

كفار الْجِنّ وشياطينهم يختارون الْكفْر والشرك ومعاصي الرب وإبليس وَجُنُوده من الشَّيَاطِين يشتهون الشَّرّ ويكيدون بِهِ ويطلبونه ويحرصون عَلَيْهِ يقتضى خبث أنفسهم وَإِن كَانَ مُوجبا لعذابهم وَعَذَاب من يغوونه كَمَا قَالَ إِبْلِيس {فبعزتك لأغوينهم أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادك مِنْهُم المخلصين} وَقَالَ {أرأيتك هَذَا الَّذِي كرمت عَليّ لَئِن أخرتن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لأحتنكن ذُريَّته إِلَّا قَلِيلا} وَقَالَ تَعَالَى {وَلَقَد صدق عَلَيْهِم إِبْلِيس ظَنّه فَاتَّبعُوهُ إِلَّا فريقا من الْمُؤمنِينَ}
وَالْإِنْسَان إِذا فَسدتْ نَفسه أَو مزاحه يشتهى مَا يضرّهُ ويلتذ بِهِ بل يعشق ذَلِك عشقا يفْسد عقله وَدينه وخلقه وبدنه وَمَاله والشيطان هُوَ نَفسه خَبِيث فَإِذا تقرب صَاحب العزائم والأقسام وَكتب الروحانيات السحرية وأمثال ذَلِك إِلَيْهِم بِمَا يحبونه من الْكفْر والشرك صَار ذَلِك كالرشوة والبرطيل لَهُم فيقضون بعض أغراضه كمن يعْطى غَيره مَالا ليقْتل لَهُ من يُرِيد قَتله أَو يُعينهُ على فَاحِشَة أَو ينَال مَعَه فَاحِشَة وَلِهَذَا كثير من هَذِه الْأُمُور يَكْتُبُونَ فِيهَا كَلَام الله تَعَالَى بِالنَّجَاسَةِ وَقد يقلبون حُرُوف {قل هُوَ الله أحد} أَو غَيرهَا بِنَجَاسَة إِمَّا دم وَإِمَّا غَيره وَإِمَّا بِغَيْر نَجَاسَة ويكتبون غير ذَلِك مِمَّا يرضاه الشَّيْطَان أَو يَتَكَلَّمُونَ بذلك فَإِذا قَالُوا أَو كتبُوا مَا ترضاه الشَّيَاطِين أعانتهم على بعض أغراضهم إِمَّا تغوير مَاء من الْمِيَاه وَإِمَّا أَن يحمل فِي الْهَوَاء إِلَى بعض الْأَمْكِنَة وَإِمَّا أَن يَأْتِيهِ بِمَال من أَمْوَال بعض النَّاس كَمَا تسرقه الشَّيَاطِين من أَمْوَال الخائنين وَمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ ويأتى بِهِ وَإِمَّا غير ذَلِك وَلَو سقنا فِي كل نوع من هَذِه الْأَنْوَاع من الْأُمُور الْمعينَة وَمن وَقعت لَهُ مِمَّن عَرفْنَاهُ وَمن لم نعرفه لطال ذَلِك جدا قَالَ مُحَمَّد بن اسحاق النديم فِي كتاب الفهرست فِي أَخْبَار الْعلمَاء وَأَسْمَاء مَا صنفوه من الْكتب فِي الْفَنّ الثَّانِي من الْمقَالة الثَّامِنَة زعم المعزمون والسحرة أَن الشَّيَاطِين وَالْجِنّ والارواح تطيعهم وتخدمهم وتتصرف بَين أَمرهم ونهيهم فَأَما المعزمون مِمَّن ينتحل الشَّرَائِع فَزعم أَن ذَلِك يكون بِطَاعَة الله جلّ اسْمه والابتهال اليه والإقسام على الْأَرْوَاح وَالشَّيَاطِين بِهِ وَترك الشَّهَوَات وَلُزُوم الْعِبَادَات وَأَن الْجِنّ وَالشَّيَاطِين يطيعونهم إِمَّا طَاعَة لله جلّ اسْمه لأجل الإقسام بِهِ وَإِمَّا مَخَافَة مِنْهُ تبَارك وَتَعَالَى وَلِأَن فِي خاصية اسمائه وَذكره قمعهم وإذلالهم فَأَما السَّحَرَة فَإِنَّهَا زعمت أَنَّهَا تستعبد الشَّيَاطِين بالقرابين والمعاصي وارتكاب المحضورات مِمَّا لله عز وَجل فِي تَركهَا رضَا وللشياطين فِي اسْتِعْمَالهَا رضَا مثل ترك الصَّلَاة وَالصَّوْم وإباحات الدِّمَاء وَنِكَاح ذَوَات الْمَحَارِم وَغير ذَلِك من الْأَفْعَال البشرية قَالَ مُحَمَّد بن اسحاق فَأَما الطَّرِيقَة المذمومة وَهِي طَريقَة السَّحَرَة فَزعم من يُجِيز ذَلِك أَن مدخ بنت إِبْلِيس وَقيل هِيَ بنت ابْن إِبْلِيس لَهَا عرش على المَاء وَأَن المريد لهَذَا الْأَمر مَتى فعل لَهَا مَا تُرِيدُ وصل إِلَيْهَا وأخدمته من يُرِيد وقضت حَوَائِجه وَلم يحتجب عَنْهَا وَالَّذِي يفعل لَهَا القرابين من حَيَوَان نَاطِق وَغير نَاطِق وان يدع المفترضات وَيسْتَعْمل كل مَا يقبح فِي الْعقل اسْتِعْمَاله وَقد قيل أَيْضا مدح هُوَ إِبْلِيس نَفسه وَقَالَ آخر إِن مدخ تجْلِس على عرشها فَيحمل إِلَيْهَا المريد لطاعتها فَيسْجد لَهَا قَالَ مُحَمَّد بن اسحاق النديم قَالَ لي إِنْسَان مِنْهُم إِنَّه رَآهَا فِي النّوم جالسة على هيئتها فِي الْيَقَظَة وَأَنه رأى حولهَا قوما يشبهون الزط سوادية حُفَاة مشققي الأعقاب وَقَالَ رَأَيْت من جُمْلَتهمْ ابْن منذريني وَهَذَا رجل من أكَابِر السَّحَرَة قريب الْعَهْد واسْمه أَحْمد بن جَعْفَر غُلَام ابْن زُرَيْق وَكَانَ يناطق من تَحت الطست وَقَالَ الشَّيْخ ابو الْعَبَّاس احْمَد بن تَيْمِية بعد مَا حكى قَرِيبا من هَذَا وَالَّذين يستخدمون الْجِنّ بِهَذِهِ الْأُمُور يزْعم كثير مِنْهُم أَن سُلَيْمَان كَانَ يستخدم الْجِنّ بِهَذِهِ الْأُمُور فَإِنَّهُ قد ذكر غير وَاحِد من عُلَمَاء السّلف أَن سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لما مَاتَ كتبت الشَّيَاطِين كتب سحر وَكفر وجعلتها تَحت كرسيه وَقَالُوا كَانَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يعْمل ليستخدم الْجِنّ بِهَذِهِ فطعن طَائِفَة من أهل الْكتاب فِي سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِهَذَا السَّبَب وَآخَرُونَ قَالُوا لَوْلَا أَن هَذَا حق جَائِز لما فعله سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فضل الْفَرِيقَانِ هَؤُلَاءِ بقدحهم فِي سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَهَؤُلَاء باتبَاعهمْ السحر فَأنْزل الله تَعَالَى فِي ذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَلما جَاءَهُم رَسُول من عِنْد الله مُصدق لما مَعَهم نبذ فريق من الَّذين أُوتُوا الْكتاب} إِلَى قَوْله {لَو كَانُوا يعلمُونَ} فَبين الله تَعَالَى أَن هَذَا يضر وَلَا ينفع إِذْ كَانَ النَّفْع هُوَ الْخَيْر الْخَالِص أَو الرَّاجِح وَالضَّرَر هُوَ الشَّرّ الْخَالِص أَو الرَّاجِح وَشر هَذَا إِمَّا خَالص أَو رَاجِح
فصل قَالَ مُحَمَّد بن اسحاق يُقَال وَالله اعْلَم إِن سُلَيْمَان بن دَاوُد أول من استعبد الْجِنّ وَالشَّيَاطِين واستخدمها وَقيل أول من استعبدها على مَذَاهِب الْفرس حمشيد بن أويخهان قَالَ وَكَانَ يكْتب لِسُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَمِمَّنْ استعبدهم آصف بن برخيان ويوسف بن عيصو والهرمزان بن الكردول وَالَّذِي فتح هَذَا الْأَمر فِي الْإِسْلَام أَبُو نصر أَحْمد بن هِلَال البكيل وهلال بن وصيف وَكَانَ مخدوما ومناطقا لَهُ وَله أَفعَال عَجِيبَة وأعمال حَسَنَة وخواتيم مجربة وَله من الْكتب كتاب الرّوح المتلاشية وَكتاب الْمُفَاخَرَة فِي الْأَعْمَال وَكتاب تَفْسِير مَا قالته الشَّيَاطِين لِسُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام وَمَا أَخذ عَلَيْهِم من العهود وَمن المعزمين الَّذين يعْملُونَ بأسماء الله تَعَالَى رجل يعرف بِابْن الإِمَام وَكَانَ فِي أَيَّام المعتضد وطريقته محمودة غير مذمومة وَمِنْهُم عبد الله بن هِلَال وَصَالح المدري وَعقبَة الأدرعي وَأَبُو خَالِد الْخُرَاسَانِي هَؤُلَاءِ بالطريقة المحمودة وَلَهُم أَفعَال جليلة وأعمال نبيلة
قلت هَذَا الَّذِي قَالَه النديم من أَن عبد الله بن هِلَال كَانَ يعْمل بالطريقة المحمودة غير صَحِيح فقد كَانَ عبد الله بن هِلَال رجلا فَاجِرًا زنديقا يتْرك الصَّلَاة تقربا إِلَى إِبْلِيس لعنهما الله تَعَالَى وَيَأْمُر الشَّيَاطِين فتلعب ببني آدم وَيجمع بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فِي الْحَرَام وَيدل على ذَلِك مَا ذكره أَبُو عبد الرَّحْمَن الْهَرَوِيّ فِي كتاب الْعَجَائِب فَقَالَ حَدثنَا يحيى بن عَليّ ابْن حسن بن حمدَان بن مزِيد بن مُعَاوِيَة السَّعْدِيّ قَالَ حَدثنِي أَحْمد بن عبد الْملك قَالَ جَاءَ رجل إِلَى عبد الله بن هِلَال الْكُوفِي وَكَانَ صديقا لإبليس وَكَانَ يتْرك لَهُ صَلَاة الْعَصْر وَكَانَت حَوَائِجه عِنْده مقضية قَالَ فجَاء رجل فَقَالَ إِن لي جارا غَنِيا وَمن أحسن النَّاس صنيعا لي وَله ابْنة حسناء فَأَنا أحسده فَأحب أَن تكْتب لي إِلَى إِبْلِيس حَتَّى يبْعَث شَيْطَانا فيخطبها قَالَ فَكتب إِلَى إِبْلِيس إِن أَحْبَبْت أَن تنظر إِلَى من هُوَ شَرّ مني ومنك فَانْظُر إِلَى حَامِل كتابي هَذَا واقض حَاجته ثمَّ قَالَ سر إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا إِن خطّ حولك خطة فَإِذا جَاءَك صَاحبك فأره الْكتاب من بعيد قَالَ فَفعل وَجعل الشَّيَاطِين يَمرونَ بِهِ حَتَّى جَاءَ شيخ على سَرِير وَأَرْبَعَة يحملونه قَالَ فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ من بعيد رفع الْكتاب فَأمر إِبْلِيس بِالْكتاب فَأخذ فَلَمَّا نظر إِلَى عنوانه قبله وَوَضعه على رَأسه فَلَمَّا قَرَأَ الْكتاب صرخَ صرخة رَجَعَ إِلَيْهِ من كَانَ قبله ولحقه من كَانَ خَلفه فَقَالُوا مَالك يَا سيدنَا قَالَ هَذَا كتاب صديقي يَقُول فِيهِ إِن أَحْبَبْت أَن تنظر إِلَى من هُوَ شَرّ مني ومنك فَانْظُر إِلَى حَامِل كتابي هَذَا واقض حَاجته هاتوا شَيْطَانا أَصمّ أعمى أبكم ووجهوه إِلَى بَيت ذَلِك الرجل ليخطبها فَفَعَلُوا فَإِن كَانَت هَذِه الطَّرِيقَة هِيَ المحمودة عِنْد النديم فليت شعري مَاذَا عِنْده الذميم قَالَ الْحجَّاج يَوْمًا لعَمْرو بن سعيد ابْن الْعَاصِ اخبرني عبد الله بن هِلَال صديق إِبْلِيس أَنَّك تشبه إِبْلِيس قَالَ وَمَا يُنكر الْأَمِير أَن يكون سيد الْإِنْس يشبه سيد الْجِنّ فَعجب من قُوَّة جَوَابه
فصل قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس أهل العزائم والإقسام يقسمون على بعض الْجِنّ ليعينهم على بعض فَتَارَة يبرون قسمه وَكَثِيرًا لَا يَفْعَلُونَ ذَلِك بَان يكون ذَلِك الْجِنّ مُعظما عِنْدهم وَلَيْسَ للمعزم وعزيمته من الجبرية مَا يَقْتَضِي إعانتهم على ذَلِك إِذْ كَانَ المعزم قد يكون بِمَنْزِلَة الَّذِي يحلف غَيره وَيقسم عَلَيْهِ بِمن يعظمه وَهَذَا تخْتَلف أَحْوَاله فَمن أقسم على النَّاس ليؤذوا من هُوَ عَظِيم عِنْدهم لم يلتفتوا إِلَيْهِ وَقد يكون ذَلِك منيعا فأحوالهم شَبيهَة بأحوال الْإِنْس وَلَكِن الْإِنْس أَعقل وأصدق وَأَعْدل وأوفى بالعهد وَالْجِنّ أَجْهَل وأكذب وأظلم وأغدر فالمقصود أَن أَرْبَاب العزائم مَعَ عون عزائمهم تشْتَمل على شرك وَكفر لَا تجوز الْعَزِيمَة بِهِ وَالْقسم فهم كثيرا يعجزون عَن دفع الجني وَكَثِيرًا مَا تسخر مِنْهُم الْجِنّ إِذا طلبُوا مِنْهُم قتل الجني الصارع للإنسي أَو حَبسه فيخيلون إِلَيْهِم أَنهم قَتَلُوهُ أَو حبسوه وَيكون ذَلِك تخييلا وكذبا هَذَا إِذا كَانَ يرى مَا يخيلونه صَادِقا الرُّؤْيَة فَإِن عَامَّة مَا يعرفونه لمن يُرِيدُونَ تَعْرِيفه إِمَّا بالمكاشفة والمخاطبة إِن كَانَ من جنس عباد الْمُشْركين وَأهل الْكتاب ومبتدعة الْمُسلمين الَّذين تصلهم الْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَإِمَّا بِمَا يظهرونه لأهل العزائم والإقسام أَنهم يمثلون مَا يُرِيدُونَ تعزيمه فَإِذا أرَاهُ الْمِثَال أخبر عَن ذَلِك وَقد يعرف أَنه مِثَال وَقد يوهمونه أَنه نفس المرئي وَإِذا أَرَادوا سَماع كَلَام من يُنَادِيه من مَكَان بعيد مثل من يستغيث بِبَعْض الْعباد الصَّالِحين من الْمُشْركين وَأهل الْكتاب وَأهل الْجَهْل من عباد الْمُسلمين إِذا اسْتَغَاثَ بِهِ بعض محبيه فَقَالَ يَا سَيِّدي فلَان فَإِن الجني يخاطبه بِمثل صَوت ذَلِك الْإِنْسِي فَإِن رد الشَّيْخ عَلَيْهِ الْخطاب أجَاب ذَلِك الْإِنْسِي بِمثل ذَلِك الصَّوْت قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس وَهَذَا وَقع لعدد كثير أعرف مِنْهُم طَائِفَة وَكَثِيرًا مَا يتَصَوَّر الشَّيْطَان بِصُورَة الْمَدْعُو الْمُنَادِي المستغاث بِهِ إِذا كَانَ مَيتا وَكَذَلِكَ قد يكون حَيا وَلَا يشْعر بِالَّذِي ناداه بل يتَصَوَّر الشَّيْطَان بصورته فيظن الْمُشرك الضال المستغيث بذلك الشَّخْص أَن الشَّخْص نَفسه أَجَابَهُ وَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَان وَهَذَا يَقع للْكفَّار المستغيثين بِمن يحسنون بِهِ الظَّن من الْأَمْوَات والأحياء كالنصارى المستغيثين بجرجس وَغَيره من قداديسهم وَيَقَع لأهل الشّرك والضلال الَّذين يستغيثون بالموتى والغائبين يتَصَوَّر لَهُم الشَّيْطَان فِي صُورَة ذَلِك المستغاث بِهِ وَهُوَ لَا يشْعر قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَأعرف عددا كثيرا وَقع لَهُم فِي عدَّة أشخاص يَقُول لي كل من الْأَشْخَاص إِنِّي لم أعرف أَن هَذَا المستغاث بِهِ والمستغيث قد رأى ذَلِك الَّذِي هُوَ على صُورَة هَذَا وَمَا اعْتقد أَنه إِلَّا هَذَا وَذكر لي غير وَاحِد أَنهم اسْتَغَاثُوا بِي كل يذكر قصَّة غير قصَّة صَاحبه فَأخْبرت كلا مِنْهُم أَنِّي لم أجب أحدا مِنْهُم وَلَا علمت باستغاثته فَقيل فَيكون ملكا فَقلت الْملك لَا يغيث مُشْركًا إِنَّمَا هُوَ شَيْطَان اراد ان يضله وَكَذَلِكَ يتَصَوَّر بصورته وَيقف بِعَرَفَات ليظن من يحسن بِهِ الظَّن أَنه وقف بِعَرَفَات وَكثير مِنْهُم يحملهُ الشَّيْطَان إِلَى عَرَفَات أَو غَيرهَا من الْحرم فيتجاوز الْمِيقَات بِلَا إِحْرَام وَلَا تَلْبِيَة وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ وَلَا بالصفا والمروة وَفِيهِمْ من لَا يعبر مَكَّة وَفِيهِمْ من يقف بِعَرَفَات وَيرجع وَلَا يَرْمِي الْجمار إِلَى أَمْثَال ذَلِك من الْأُمُور الَّتِي يضرهم بهَا الشَّيْطَان حَيْثُ فعلوا مَا هُوَ مَنْهِيّ عَنهُ فِي الشَّرْع إِمَّا محرم أَو مَكْرُوه لَيْسَ بِوَاجِب وَلَا مُسْتَحبّ وَقد زين لَهُم الشَّيْطَان أَن هَذَا من كرامات الصَّالِحين وَهُوَ من تلبيس الشَّيْطَان فَإِن الله لَا يعبد إِلَّا بِمَا هُوَ وَاجِب ومستحب وكل من عبد عبَادَة لَيست وَاجِبَة وَلَا مُسْتَحبَّة وظنها وَاجِبَة أَو مُسْتَحبَّة فَإِنَّمَا زين لَهُ الشَّيْطَان ذَلِك وَالله اعْلَم
فصل يجوز أَن يكْتب للمصاب وَغَيره من المرضى شَيْء من كتاب الله عز وَجل وَذكره بالمداد الْمُبَاح وَيغسل ويسقي كَمَا نَص ذَلِك الإِمَام أَحْمد وَغَيره وَاحْتج بِمَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ يكْتب لمن أَصَابَهَا الطلق كَلِمَات الكرب وآيتين من كتاب الله عز وَجل تناسب الْحَال يكْتب لَا إِلَه إِلَّا الله الْعَظِيم الْحَلِيم {سُبْحَانَ الله} {رب الْعَرْش الْعَظِيم} {الْحَمد لله رب الْعَالمين} {كَأَنَّهُمْ يَوْم يرونها لم يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّة أَو ضحاها} {كَأَنَّهُمْ يَوْم يرَوْنَ مَا يوعدون لم يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَة من نَهَار بَلَاغ فَهَل يهْلك إِلَّا الْقَوْم الْفَاسِقُونَ}
قلت قدمنَا فِي الْبَاب الأول اسْتِطْرَادًا أَن عَامَّة مَا بأيدي النَّاس من العزائم والطلاسم والرقي لَا تفقه بِالْعَرَبِيَّةِ مَعْنَاهَا وَلِهَذَا نهى عُلَمَاء الْمُسلمين عَن الرقي غير المفهومة الْمَعْنى لِأَنَّهَا مَظَنَّة الشّرك وَإِن لم يعرف الراقي أَنَّهَا شرك وَمن رتع حول الْحمى أَو شكّ أَن يَقع فِيهِ وَفِي الصَّحِيح عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه رخص فِي الرقي مَا لم يكن شركا وَقَالَ من اسْتَطَاعَ أَن ينفع أَخَاهُ فَلْيفْعَل وَفِي التطبب والاستشفاء بِكِتَاب الله عز وَجل غنى تَامّ ومقنع عَام وَهُوَ النُّور والشفاء لما فِي الصُّدُور والوقاء الدَّافِع لكل مَحْذُور وَالرَّحْمَة للْمُؤْمِنين من الْأَحْيَاء وَأهل الْقُبُور وفقنا الله لإدراك مَعَانِيه وأوقفنا عِنْد أوامره ونواهيه وَمن تدبر من آيَات الْكتاب من ذَوي الْأَلْبَاب وقف على الدَّوَاء الشافي كل دَاء مواف سوى الْمَوْت الَّذِي هُوَ غَايَة كل حَيّ فَإِن الله تَعَالَى يَقُول {مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء} وخواص الْآيَات والأذكار لَا ينكرها إِلَّا من عقيدته واهية وَلَكِن لَا يَعْقِلهَا إِلَّا الْعَالمُونَ لِأَنَّهُ تذكرة وَتَعيهَا اذن وَاعِيَة وَالله الْهَادِي للحق


الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ فِي حكايات مُكَافَأَة الْجِنّ وَالْإِنْس على الْخَيْر وَالشَّر

قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد حَدثنِي عبيد الله بن جرير الْعَتكِي حَدثنَا الْوَلِيد بن هِشَام الحذمي قَالَ كَانَ عبيد بن الأبرص وَأَصْحَاب لَهُ فِي سفر فَمروا بحية وَهِي تتقلب فِي الرمضاء وتلهث عطشا فهم بَعضهم بقتلها فَقَالَ عبيد هِيَ إِلَى من يصب عَلَيْهَا نقطة من مَاء أحْوج قَالَ فَنزل فَصَبَّهُ عَلَيْهَا قَالَ فَمَضَوْا فَأَصَابَهُمْ ضلال شَدِيد حَتَّى ذهبت عَنْهُم الطَّرِيق فبيناهم كَذَلِك فَإِذا هَاتِف يَهْتِف ... يَا أَيهَا الركب المضل مذْهبه ... دُونك هَذَا اليكن منا فاركبه
حَتَّى إِذا اللَّيْل تولى مغربه ... وسطع الْفجْر ولاح كوكبه
فَخَل عَنهُ رَحْله وسبسبه ...
قَالَ فَسَار بِهِ من اللَّيْل حَتَّى طلع الْفجْر مسيرَة عشرَة بلياليهن فَقَالَ عبيد بن الأبرص ... يَا أَيهَا الْبكر قد أنجبت من غمر ... وَمن فيافي تضل الرَّاكِب الْهَادِي
هلا تخبرنا بِالْحَقِّ نعرفه ... من الَّذِي جاد بالنعماء فِي الْوَادي ...
فَقَالَ مجيبا لَهُ ... أَنا الشجاع الَّذِي أبصرته رَمضًا ... فِي ضحضح نازح يسرى بِهِ صادي
فجدت بِالْمَاءِ لما ضن شَاربه ... رويت مِنْهُ وَلم تبخل بإنجاد
الْخَيْر يبْقى وَإِن طَال الزَّمَان بِهِ ... وَالشَّر أَخبث مَا أوعيت من زَاد ...
وَيدخل فِي هَذَا عدَّة آثَار مُتَفَرِّقَة فِي موَاضعهَا من هَذَا الْكتاب مِنْهَا قصَّة مَالك بن خريم وَهِي مَذْكُورَة فِي الْبَاب الموفي سِتِّينَ أَن الظباء مَاشِيَة الْجِنّ قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنِي اسماعيل بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي حَدثنِي المريمي قَالَ كنت أقنص الْحمر فَخرجت ذَات يَوْم فبنيت كوخا فِي الْموضع الَّذِي ترده للشُّرْب فَلَمَّا وَردت شددت سَهْما فَإِذا انا بهاتف يَقُول يَا منهلة حمرك فنفرت الْحمر كلهَا فَانْصَرَفت وَمَعِي جَارِيَة لي يُقَال لَهَا مرْجَانَة وحماران فشددتهما من وَرَاء الْحَبل وفوقت سهمي وَجَلَست أرقبهما فَلَمَّا طلعت الْحمر لم أجنح إِلَى تلبث فرميتها فصرعت حمارا مِنْهَا ثمَّ قلت ... قد فقدت حمارها منهلة ... أتبعتها سيحلة منسلة
كذنب النحلة يَعْلُو الجلة
قَالَ فَأَجَابَنِي مُجيب ... قد فقدت حمارها مرْجَانَة ... أتبعتها سيحلة خسانة
فِي قَبْضَة عسراء فِي سريانة
فَقَالَت الْجَارِيَة يَا مولَايَ قد مَاتَ وَالله أحد الحمارين وَيدخل هُنَا قصَّة جمل الْيَتَامَى وَهِي مَذْكُورَة فِي الظباء وَالله أعلم


الْبَاب الموفي خمسين فِي بَيَان صرع الْجِنّ للإنس

قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس رَحمَه الله صرع الْجِنّ للإنس قد يكون عَن شَهْوَة وَهوى وعشق كَمَا يتَّفق للإنس مَعَ الْجِنّ وَقد يتناكح الْإِنْس وَالْجِنّ ويولد بَينهمَا ولد وَهَذَا كثير مَعْرُوف وَقد ذكر الْعلمَاء ذَلِك وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَقد يكون وَهُوَ كثير وَالْأَكْثَر عَن بغض ومجازاه مثل أَن يؤذيهم بعض الْإِنْس أَو يَظُنُّوا أَنهم يتعمدون آذاهم إِمَّا ببول على بَعضهم وَإِمَّا بصب مَاء حَار وَإِمَّا بقتل بَعضهم وان كَانَ الْإِنْس لَا تعرف ذَلِك وَفِي الْجِنّ ظلم وَجَهل فيعاقبونه بِأَكْثَرَ مِمَّا يسْتَحقّهُ وَقد يكون عَن عَبث مِنْهُم وَشر ميل سُفَهَاء الْإِنْس وَحِينَئِذٍ فَمَا كَانَ من الْبَاب الأول فَهُوَ من الْفَوَاحِش الَّتِي حرمهَا الله تَعَالَى كَمَا حرم ذَلِك على الْإِنْس وان كَانَ بِرِضا الآخر فَكيف إِذا كَانَ مَعَ كَرَاهَته فَإِنَّهُ فَاحِشَة وظلم يُخَاطب الْجِنّ بذلك ويعرفون أَن هَذَا فَاحِشَة مُحرمَة لتقوم عَلَيْهِم الْحجَّة بذلك يعلمُوا بِأَنَّهُ يحكم فيهم بِحكم الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي أرْسلهُ إِلَى جَمِيع الثقلَيْن الْإِنْس وَالْجِنّ وَمَا كَانَ من الْقسم الثَّانِي فَإِن كَانَ الْإِنْسِي لم يعلم فيخاطبون بِأَن هَذَا لم يعلم وَمن لم يتَعَمَّد الْأَذَى وَلم يسْتَحق الْعقُوبَة وَإِن كَانَ قد فعل ذَلِك فِي دَاره وَملكه عرفُوا بِأَن الدَّار ملكه فَلهُ أَن يتَصَرَّف فِيهَا بِمَا يجوز وَأَنْتُم لَيْسَ لكم أَن تمكثوا فِي ملك الْإِنْس بِغَيْر إذْنهمْ بل لكم مَا لَيْسَ من مسَاكِن الْإِنْس كالخراب والفلوات وَلِهَذَا يوجدون كثيرا فِي الخراب والفلوات ويوجدون فِي مَوَاضِع النَّجَاسَات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والمقابر وَالْمَقْصُود أَن الْجِنّ إِذا اعتدوا على الْإِنْس اخبروا بِحكم الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأقيمت عَلَيْهِم الْحجَّة وَأمرُوا بِالْمَعْرُوفِ ونهوا عَن الْمُنكر كَمَا يفعل بالإنس لِأَن الله تَعَالَى يَقُول {وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا} وَقَالَ تَعَالَى {يَا معشر الْجِنّ وَالْإِنْس ألم يأتكم رسل مِنْكُم يقصون عَلَيْكُم آياتي} صدق الله الْعَظِيم


الْبَاب الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ فِي دُخُول الْجِنّ فِي بدن المصروع

أنكر طَائِفَة من الْمُعْتَزلَة كالجبائى وأبى بكر الرازى مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الطَّبِيب وَغَيرهمَا دُخُول الْجِنّ فى بدن المصروع وأحالوا وجود روحين فى جَسَد مَعَ إقرارهم بِوُجُود الْجِنّ إِذْ لم يكن ظُهُور هَذَا فى الْمَنْقُول عَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كظهور هَذَا وَهَذَا الذى قَالُوهُ خطأ وَذكر ابو الْحسن الأشعرى فى مقالات أهل السّنة وَالْجَمَاعَة أَنهم يَقُولُونَ إِن الْجِنّ تدخل فى بدن المصروع كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {الَّذين يَأْكُلُون الرِّبَا لَا يقومُونَ إِلَّا كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس} قَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قلت لأبى إِن قوما يَقُولُونَ إِن الْجِنّ لَا تدخل فى بدن الْإِنْس قَالَ يَا بنى يكذبُون هُوَ ذَا يتَكَلَّم على لِسَانه قلت ذكر الدارقطنى فى الْجُزْء الذى انتقاه من حَدِيث أَبى سهل بن زِيَاد لفرقد السنحى عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن امْرَأَة جَاءَت بِابْن لَهَا إِلَى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يَا رَسُول الله إِن ابنى بِهِ جُنُون وَأَنه يَأْخُذهُ عِنْد غدائنا وعشائنا فَمسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَدره ودعا لَهُ فتفتفه فَخرج من جَوْفه مثل الجرو الْأسود فسعى رَوَاهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى فى أَوَائِل مُسْنده فتفتفه اى قيأه وسيأتى إِن شَاءَ الله تَعَالَى عَن قريب حَدِيث أم أبان الذى رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره وَفِيه قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخرج عَدو الله وَهَكَذَا حَدِيث أُسَامَة بن زيد وَفِيه اخْرُج يَا عَدو الله فإنى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ القاضى عبد الجبار إِذا صَحَّ مَا دللنا عَلَيْهِ من رقة أجسامهم وَأَنَّهَا كالهواء لم يمْتَنع دُخُولهمْ فى أبداننا كَمَا يدْخل الرّيح وَالنَّفس المتردد الذى هُوَ الرّوح فى أبداننا من التخرق والتخلخل وَلَا يُؤدى ذَلِك إِلَى اجْتِمَاع الْجَوَاهِر فى حيّز وَاحِد لِأَنَّهَا لَا تَجْتَمِع إِلَّا على طَرِيق الْمُجَاورَة لَا على سَبِيل الْحَال وَإِنَّمَا تدخل فى أجسامنا كَمَا يدْخل الْجِسْم الرَّقِيق فى الظروف
فَإِن قيل إِن دُخُول الْجِنّ فى أجسامنا إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع يُوجب تقطيعها أَو تقطيع الشَّيَاطِين لِأَن الْمَوَاضِع الضيقة لَا يدخلهَا الْجِسْم إِلَّا ويتقطع الْجِسْم الدَّاخِل فِيهَا قيل لَهُ إِنَّمَا يكون مَا ذكرته إِذا كَانَت الْأَجْسَام الَّتِى تدخل فى الْأَجْسَام كثيفة كالحديد والخشب فَأَما إِذا كَانَت كالهواء فَالْأَمْر بِخِلَاف مَا ذكرته وَكَذَلِكَ القَوْل فى الشَّيَاطِين إِنَّهُم لَا يَتَقَطَّعُون بدخولهم فى الْأَجْسَام لأَنهم إِمَّا أَن يدخلُوا بكليتهم فبعضهم مُتَّصِل بِبَعْض فَلَا يَتَقَطَّعُون وَإِمَّا أَن يدخلُوا بعض أجسامهم إِلَّا أَن بَعضهم مُتَّصِل بِبَعْض فَلَا يتقطع أَيْضا وَهَذَا مثل أَن تدخل الْحَيَّة فى جحرها كلهَا أَو يدْخل بَعْضهَا وَبَعضهَا يبْقى خَارج الْجُحر لِأَن ذَلِك لَا يُوجب تقطعها وَلَيْسَ لأحد أَن يَقُول مَا أنكرتم إِذا حصل الجنى فى الْمعدة أَن يكون قد أكلناه كَمَا إِذا حصل الطَّعَام فِيهَا كُنَّا آكلين لَهُ وَذَلِكَ لِأَن الْأكل هُوَ معالجة مَا يُوصل بالمضغ والبلع وَلَيْسَ كلما يحصل فى الْمعدة نَكُون لَهُ آكلين وَلَا يكون المَاء بحصوله فى الْمعدة مَأْكُولا فَإِن قيل يجوز أَن يدخلُوا فى الْأَحْجَار قيل نعم إِذا كَانَت مخلخلة كَمَا يجوز دُخُول الْهَوَاء فِيهَا فَإِن قيل فَيجب على مَا ذكرْتُمْ دُخُول الشَّيْطَان وَزَوجته فى جَوف الآدمى فينكحها فتحبل وتلد فَيكون لَهُم فِي جَوف الْوَاحِد منا أَوْلَاد قيل قد أجَاب أَبُو هَاشم عَن هَذَا السُّؤَال بِأَن ذَلِك لَا يمْتَنع فى الْأَجْسَام الرقَاق كَمَا لَا يمْتَنع ذَلِك فى الْأَجْسَام اللطاف أَلا ترى أَنه رُبمَا يجْتَمع فى الْجوف من الدُّود وَنَحْوهَا شئ عَظِيم كثير وَكَذَلِكَ الرَّقِيق من الْأَجْسَام غير مُمْتَنع هَذَا مِنْهُ قَالَ إِلَّا أَنه لَا يقطع الْولادَة عَلَيْهِم لأَنهم مختارون فَرُبمَا لم يختاروا أَن يتوالدوا فى أَجْوَاف الْإِنْس كَمَا لَا نَخْتَار نَحن أَن نتوالد فى الْأَسْوَاق والمساجد بل نَخْتَار فعل ذَلِك فى مَوَاضِع مَخْصُوصَة فَلَا يمْتَنع أَن تكون هَذِه حَالهم وَإِذا صَحَّ مَا ذَكرْنَاهُ سقط هَذَا الِاعْتِرَاض قَالَ القاضى عبد الجبار بعد مَا قدم حَدِيث الشَّيْطَان يجرى من ابْن آدم مجْرى الدَّم هَذَا لَا يَصح إِلَّا أَن تكون أجسامهم رقيقَة على مُقْتَضَاهُ ونظائرذلك من الْأَخْبَار المروية فى هَذَا الْبَاب من أَنهم يدْخلُونَ فى أبدان الْإِنْس وَهَذَا لَا يجوز على الْأَجْسَام الكثيفة قَالَ ولشهرة هَذِه الْأَخْبَار وظهورها عِنْد الْعلمَاء قَالَ أَبُو عُثْمَان عَمْرو بن عُبَيْدَان الْمُنكر لدُخُول الْجِنّ فى أبدان الْإِنْس دهرى أَو يجِئ مِنْهُ دهرى
قَالَ عبد الجبار وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهَا قد صَارَت فى الشُّهْرَة والظهور كشهرة الْأَخْبَار فى الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْحج وَالزَّكَاة وَمن أنكر هَذِه الْأَخْبَار الَّتِى ذَكرنَاهَا كَانَ رادا والراد على الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لَا سَبِيل إِلَى علمه إِلَّا من جِهَته كَافِر وَمن لَا يعلم أَن المعجزات لَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا الله عز وَجل وَحده لم يَصح لَهُ أَن يعلم أَن الْأَجْسَام لَا يَفْعَلهَا إِلَّا الله عز وَجل وَمن لم يعلم ذَلِك لم يُمكنهُ إِثْبَات قَادر لنَفسِهِ وَلَا عَالم لنَفسِهِ وَلَا وحى لنَفسِهِ وَمن لم يُمكنهُ إِثْبَات هَذَا لم يكنه إِثْبَات فَاعل الْأَجْسَام وَإِذا لم يُمكنهُ ذَلِك وهى مَوْجُودَة لم يُمكنهُ أَن يثبتها محدثة وَإِذا لم يُمكنهُ أَن يثبتها محدثة وهى مَعَ ذَلِك مَوْجُودَة فَلَا بُد من أَن تكون قديمَة وَمن كَانَ هَذَا حَاله كَانَ دهريا أَو جَاءَ مِنْهُ دهرى على مَا قَالَ وَفَسَاد قَوْله على مَا ذَكرْنَاهُ من هَذَا التَّرْتِيب فَهَذَا معنى قَوْله دهرى أَو يجِئ مِنْهُ دهرى وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الأنصارى وَلَو كَانُوا كثافا يَصح ذَلِك أَيْضا مِنْهُم كَمَا يَصح دُخُول الطَّعَام وَالشرَاب فى الْفَرَاغ من جِسْمه فَيجب تَصْحِيح ذَلِك وتأويله الْمس مِنْهُ عَلَيْهِ وَقَالَ قَائِلُونَ إِن معنى سلوكهم فى الْإِنْس إِنَّمَا هُوَ بإلقاء الظل عَلَيْهِم وَذَلِكَ هُوَ الْمس وَمِنْه الصرع والفزع وَذَلِكَ أَيْضا مِمَّا يَدْفَعهُ الْعقل غير أَنه ورد السّمع بسلوكهم فى الْإِنْس وَوضع الشَّيْطَان رَأسه على الْقلب وَالله تَعَالَى أعلم


الكتاب: آكام المرجان في أحكام الجان
المؤلف: محمد بن عبد الله الشبلي الدمشقيّ الحنفي، أبو عبد الله، بدر الدين ابن تقي الدين (المتوفى: 769هـ)
المحقق: إبراهيم محمد الجمل
الناشر: مكتبة القرآن - مصر - القاهرة




 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس
قديم 26 Feb 2018, 05:25 PM   #2
سلطانه
وسام الشرف
SULTANA


الصورة الرمزية سلطانه
سلطانه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل :  Jan 2018
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم :  20
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Black
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 9



جزاك الله خير .


 

رد مع اقتباس
قديم 27 Feb 2018, 01:10 AM   #3
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 9



جزاك الله خير ..


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 27 Feb 2018, 11:50 AM   #4
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 9



جزاكم الله خير وشاكر مروركم


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 11:49 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي