اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ) نبارك لكم عيد الأضحى المبارك فكل عام وأنتم وجميع أمة الإسلام في صحة وعافية وسلامة وأمن وامان .

اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم وسائر صالح أعمالهم وتقبل من أهل الحج حجهم وسائر صالح أعمالهم وردهم لبلدهم وردهم لأهلهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور ياعزيز ياغفور .


           :: الان معكم علاج لكل مرض باذن الله تعالى . (آخر رد :ابن الورد)       :: إمرأة أوربية تركض بعد العلاج (آخر رد :ابن الورد)       :: السفر (آخر رد :ابن الورد)       :: هل يجوز صيام عاشوراء وعرفة بنية القضاء ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: إذا كان صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة مستقبلة، فلماذا يصام كل عام ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: الرد على من قال إن صوم يوم عرفة ليس من السنة . (آخر رد :ابن الورد)       :: أحكام وشروط الأضحية . (آخر رد :شبوه نت)       :: أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة . (آخر رد :شبوه نت)       :: يوم عرفة فضله ومكانته وما يستحب فيه . (آخر رد :ابن الورد)       :: سادن الصنم يتلوى على الأرض حزنا على فراق الصنم ،، ثم أسلم (آخر رد :شبوه نت)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10 Feb 2010, 02:32 AM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5253 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Post ملف كامل لأعظم النساء المؤمنات






المهاجرة
(سارة)
خرجتْ مهاجرة فى سبيل الله مع زوجها وابن أخيه لوط -عليهماالسلام- إلى فلسطين.
ولما اشتد الجفاف فى فلسطين هاجرت مع زوجها مرة أخرى إلىمصر.
وسرعان ما انتشر خبرهما عند فرعون مصر الذى كان يأمر حراسه
بأن يخبروهبأى امرأة جميلة تدخل مصر.
وذات يوم، أخبره الجنود أن امرأة جميلة حضرتْ إلىمصر، فلما علم إبراهيم بالأمر
قال لها: "إنه لو علم أنك زوجتى يغلبنى عليكِ، فإنسألك فأخبريه بأنك أختي،
وأنت أختى فى الإسلام، فإنى لا أعلم فى هذه الأرضمسلمًا غيرك وغيري".
وطلب فرعون من جنوده أن يحضروا هذه المرأة، ولما وصلت إلىقصر فرعون
دعت اللَّه ألا يخذلها، وأن يحيطها بعنايته، وأن يحفظها منشره،
وأقبلت تتوضأ وتصلى وتقول:
"اللهم إن كنتَ تعلم أنى آمنتُ بك وبرسولك،وأحصنتُ فرجى إلا على زوجي،
فلا تسلط على هذا الكافر".فاستجاب اللَّه دعاءعابدته المؤمنة فشَلّ يده عنها
-حين أراد أن يمدها إليها بسوء-
فقال لها : ادعى ربك أن يطلق يدى ولا أضرك. فدعت سارة ربها؛
فاستجاب الله دعاءها، فعادت يدهكما كانت، ولكنه بعد أن أطلق اللَّه يده
أراد أن يمدها إليها مرة ثانية؛فَشُلّت، فطلب منها أن تدعو له حتى تُطْلق يده
ولا يمسها بسوء، ففعلت، فاستجابالله دعاءها، لكنه نكث بالعهد فشُلّت مرة ثالثة.
فقال لها : ادعى ربك أن يطلقيدي، وعهدٌ لا نكث فيه ألا أمسّك بسوء،
فدعت اللَّه فعادت سليمة، فقال لمن أتىبها: اذهب بها فإنك لم تأتِ بإنسان،
وأمر لها بجارية، وهى "هاجر" -رضى اللهعنها- وتركها تهاجر من أرضه بسلام.
ورجع إبراهيم وزوجه إلى فلسطين مرة أخري،ومضى "لوط" -عليه السلام-
فى طريقه إلى قوم سدوم وعمورة (الأردن الحالية) يدعوهم إلى عبادة اللَّه،
ويحذرهم من الفسوقوالعصيان. ومرت الأيام والسنون ولم تنجب سارة بعد
ابنًا لإبراهيم، يكون لهمافرحة وسندًا، فكان يؤرقها أنها عاقر لا تلد، فجاءتها
جاريتها هاجر ذات مرة؛لتقدم الماء لها، فأدامت النظر إليها، فوجدتها صالحة
لأن تهبها إبراهيم، لكنالتردد كان ينازعها؛ خوفًا من أن يبتعد عنها ويقبل
على زوجته الجديدة، لكن بمرورالأيام تراجعت عنها تلك الوساوس، وخفَّت؛
لأنها تدرك أنّ إبراهيم - عليه السلام - رجل مؤمن، طيب الصحبة والعشرة،
ولن يغير ذلك من أمره شيئًا.
وتزوَّجإبراهيم -عليه السلام- "هاجر"، وبدأ شيء من الغيرة يتحرك فى نفس سارة،
بعد أنظهرت علامات الحمل على هاجر، فلمّا وضعت هاجر طفلها إسماعيل -
عليه السلام - طلبت سارة من إبراهيم أن يبعدها وابنها، ولأمر أراده اللَّه أخذ
إبراهيم هاجروابنها الرضيع إلى وادٍ غير ذى زرع من أرض مكة عند بيت الله الحرام،
فوضعهماهناك مستودعًا إياهما اللَّه، وداعيا لهما بأن يحفظهما الله ويبارك فيهما،
فدعاإبراهيم -عليه السلام- ربه بهذا الدعاء:

(رَّبَّنَا إِنِّىأَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِرَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاس تَهْوِىإِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم :37] .
لكن آيات الله لا تنفد، فأراد أن يظهر آية أخرى معها. وذات يوم، جاءنفرٌ لزيارة
إبراهيم عليه السلام؛ فأمر بذبح عجل سمين، وقدمه إليهم، لكنه دهشلما وجدهم
لا يأكلون، وكان هؤلاء النفر ملائكة جاءوا إلى إبراهيم -عليه السلام-
فى هيئة تجار، ألقوا عليه السلام فرده عليهم . قالتعالى:
(وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْسَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
. فَلَمَّارَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةًقَالُواْ
لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوط) [هود: 69-70] .
قال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُالْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ
لَحَلِيمٌأَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) [هود : 47-48]
وأخبرت الملائكة إبراهيم - عليه السلام- أنهم ذاهبون إلى قوم لوط؛ لأنهم عصوا
نبى الله لوطًا، ولميتبعوه.
وقبل أن تترك الملائكة إبراهيم -عليه السلام- بشروه بأن زوجته سارة سوفتلد ولدًا
اسمه إسحاق، وأن هذا الولد سيكبر ويتزوج، ويولد له ولد يسميهيعقوب.
ولما سمعت سارة كلامهم، لم تستطع أن تصبر على هول المفاجأة، فعبَّرت عنفرحتها،
ودهشتها كما تعبر النساء؛ فصرخت تعجبًا مما سمعت، وقالت:
(قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَابَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ.
قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْأَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُحَمِيدٌ مَّجِيدٌ)
[هود: 72-73] .
وحملت سارة بإسحاق - عليه السلام - ووضعته، فبارك اللَّه لها ولزوجها فيه ؛
ومن إسحاق انحدر نسل بنى إسرائيل .
هذه هى سارة زوجة نبى اللَّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- التى كانتأول
من آمن بأبى الأنبياء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حين بعثه اللَّهلقومه يهديهم
إلى الرشد، ثم آمن به لوط ابن أخيه - عليه السلام -، فكان هؤلاءالثلاثة
هم الذين آمنوا على الأرض فى ذلك الوقت. وماتت سارة ولها من العمر 127عامًا .







رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2010, 02:35 AM   #2
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue


المتوكلة
(أم موسى)
تحت صرخات امرأة ذُبح ابنها، فتحت أيارخا زوجة عمران الباب، بعدأن ابتعدت
أقدام جنود فرعون، واختفت ضحكاتهم الوحشية، ومضت إلى جارتها،
التىكانت أقرب إلى الموت منها إلى الحياة، تخفف عنها آلامها، وتواسيها فىأحزانها.
كان بنو إسرائيل فى مصر يمرون بأهوال كثيرة، فقد ضاق بهم "فرعون"،
وراح يستعبدهم ويسومهم سوء العذاب؛ نتيجة ما رأى فى منامه من رؤياأفزعته،
فدعا المنجِّمين لتأويل رؤياه، فقالوا: سوف يولد فى بنى إسرائيل غلاميسلبك المُلك،
ويغلبك على سلطانك، ويبدل دينك. ولقد أطل زمانه الذى يولد فيهحينئذٍ.
ولم يبالِ فرعون بأى شيء سوى ما يتعلق بملكه والحفاظ عليه، فقتل الأطفال
دون رحمة أو شفقة، وأرسل جنوده فى كل مكان لقتل كل غلام يولد لبنى إسرائيل .
وتحت غيوم البطش السوداء، ورياح الفزع العاتية، وصرخات الأمهات وهن يندبن
أطفالهن الذين قُتِلوا ظلمًا، كان الرعب يسيطر على كيان زوجة عمران، ويستولى
الخوف على قلبها، فقد آن وضع جنينها وحان وقته، وسيكون مولده فى العامالذى
يقتل فرعون فيه الأطفال.
واستغرقت فى تفكير عميق، يتنازع أطرافه يقينالإيمان ولهفة الأم على وليدها،
ووسوسة الشيطان الذى يريد أن يزلزل فيها ثباتالإيمان، لذلك كانت تستعين دائمًا باللَّه،
وتستعيذ به من تلك الوساوس الشريرة .
ولما أكثر جنود فرعون من قتل ذكور بنى إسرائيل قيل لفرعون:
إنه يوشك إناستمر هذا الحال أن يموت شيوخهم وغلمانهم، ولا يمكن لنسائهم
أن يقمن بمايقوم بهالرجال من الأعمال الشاقة فتنتهى إلينا، حيث كان بنو
إسرائيل يعملون فى خدمةالمصريين فأمر فرعون بترك الولدان عامًا وقتلهم عامًا،
وكان رجال فرعون يدورونعلى النساء فمن رأوها قد حملت، كتبوا اسمها،
فإذا كان وقت ولادتها لا يولِّدهاإلا نساء تابعات لفرعون . فإن ولدت جارية تركنها،
وإن ولدت غلامًا؛ دخل أولئكالذباحون فقتلوه ومضوا. ولحكمة اللَّه -تعالى وعظمته-
لم تظهر على زوجة عمرانعلامات الحمل كغيرها ولم تفطن لها القابلات ،
وما إن وضعت موسى - عليهالسلام-
حتى تملكها الخوف الشديد من بطش فرعون وجنوده، واستبد بها القلق
علىابنها موسى، وراحت تبكى حتى جاءها وحى اللَّه عز وجل آمرًا
أن تضعه داخل صندوقوتلقيه فى النيل. قال تعالي:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّمُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَاتَخَافِى
وَلَا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَالْمُرْسَلِينَ) [القصص :7].
وكانت دار أم موسى على شاطئالنيل، فصنعت لوليدها تابوتًا وأخذت ترضعه،
فإذا دخل عليها أحد ممن تخافه، ذهبتفوضعته فى التابوت، وسَـيرَتْـهُ فى البحر،
وربطته بحبل عندها.
وذات يوم،اقترب جنود فرعون، وخافت أم موسى عليه، فأسرعت ووضعته
فى التابوت، وأرسلته فىالبحر، لكنها نسيت فى هذه المرة أن تربط التابوت،
فذهب مع الماء الذى احتمله حتىمرَّ به على قصر فرعون. وأمام القصر توقف
التابوت، فأسرعت الجوارى وأحضرنه،وذهبن به إلى امرأة فرعون،
فلما كشفت عن وجهه أوقع اللَّه محبته فى قلبها، فقدكانت عاقرًا لا تلد.
وذاع الخبر فى القصر، وانتشر نبأ الرضيع حتى وصل إلىفرعون،
فأسرع فرعون نحوه هو وجنوده وهمّ أن يقتله، فناشدته امرأته أن يتركه،
وقالت له: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَاتَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ
وَلَدًا وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ) [القصص: 9].
كاد قلب أم موسى أن يتوقف، فهى ترى ابنها عائمًا فىصندوق وسط النهر،
ولكنَّ الله صبرها، وثبتها، وقالت لابنتها:
اتبعيه، وانظرىأمره، ولا تجعلى أحدًا يشعر بك. وكان قلبها ينفطر حزنًا
على مصير وليدها الرضيعالذى جرفه النهر بعيدًا عنها
(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّمُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىقَلْبِهَا لِتَكُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِفَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون)
[القصص: 10-11].
فرحت امرأة فرعون بموسى فرحًا شديدًا، ولكنه كان دائم البكاء، فهوجائع،
ولكنه لا يريد أن يرضع من أية مرضعة، فخرجوا به إلى السوق لعلهم يجدون
امرأة تصلح لرضاعته، فلما رأته أخته بأيديهم عرفته، ولم تُُظِْْهِْرذلك،
ولم يشعروا بها، فقالت لهم: أعرف من يرضعه. وأخذته إلىأمه.
( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْأَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ
وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ. فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَى تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ
حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[القصص: 12-13].
هذا هو القدر الإلهى يظهر منه ومضات ليتيقن الناس أن خالق السَّماواتوالأرض
قادر على كل شيء: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَىأَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].
وما إن وصل موسى -عليه السلام- إلى أمه حتى أقبل على ثديها، ففرحتالجوارى
بذلك فرحًا شديدًا، وذهب البشير إلى امرأة فرعون، فاستدعت أمموسى،
وأحسنت إليها، وأعطتها مالا كثيرًا - وهى لا تعرف أنها أمه-، ثم طلبتْمنها
أن تُقيم عندها لترضعه فرفضتْ، وقالت :
إن لى بعلا وأولادًا، ولاأقدرعلى المقام عندك، فأخذته أم موسى إلى بيتها،
وتكفلت امرأة فرعون بنفقات موسى. وبذلك رجعت أم موسى بابنها راضية مطمئنة،
وعاش موسى وأمه فى حماية فرعون وجنوده، وتبدل حالهما بفضل صبر أم موسى وإيمانها.
ولم يكن بين الشدة والفرج إلايوم وليلة، فسبحان من بيده الأمر، يجعل لمن اتقاه




من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.
اللهم فرج همومنا وهموم كل مكروب





 

رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2010, 02:43 AM   #3
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue


زوجة الفراسةوالحياء

( زوجةموسى )


يقول ابن مسعود: أفرس الناس ثلاثة ؛ صاحب يوسف حين قاللامرأته:

(أَكْرِمِى مَثْوَاهُ) [يوسف:21]، وصاحبة موسى حين قالت: (يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ)

[القصص: 26]، وأبو بكر حيناستخلف عمر بن الخطاب.

ولكن ما الذى أخرج موسى من مصر إلى أرض مدين فى جنوبفلسطين؛

ليتزوج من ابنة الرجل الصالح، ويرعى له الغنم عشر سنين ؟!

كان موسى يعيش فى مصر، وبينما هو يسير فى طريقه رأى رجلينيقتتلان؛

أحدهما من قومه "بنى إسرائيل"، والآخر من آل فرعون. وكان المصرىيريد

أن يسخِّر الإسرائيلى فى أداء بعض الأعمال، واستغاث الإسرائيلىبموسى،

فما كان منه إلا أن دفع المصرى بيده فمات على الفور، قال تعالي:

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَافَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا

مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْعَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِى مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِ

فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِإِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِين)[القصص: 15].

وفى اليوم التالى تشاجر اليهودى مع رجل آخر فاستغاث بموسى -عليهالسلام-

مرة ثانية فقال له موسى: إنك لَغَوِى مُبين؛ فخاف الرجل وباحبالسِّرِّ عندما قال:

أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسًا بالأمس، فعلم فرعونوجنوده بخبر قتل موسى

للرجل، فجاء رجل من أقصى المدينة يحذر موسى، فأسرعبالخروج من مصر،

وهو يستغفر ربه قائلاً: (رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

[القصص :16].

وخرج موسى من مصر،وظل ينتقل حتى وصل إلى أرض مَدْين فى جنوب فلسطين،

وجلس موسى -عليه السلام- بالقرب من بئر، ولكنه رأى منظرًا لم يعجبه؛

حيث وجد الرعاة يسقون ماشيتهم منتلك البئر، وعلى مقربة منهم تقف

امرأتان تمنعان غنمهما عن ورود الماء؛استحياءً من مزاحمة الرجال،

فأثر هذا المنظر فى نفس موسى؛ إذ كان الأولى أنتسقى المرأتان أغنامهما

أولاً، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما، فذهب موسىإليهما وسألهما عن

أمرهما، فأخبرتاه بأنهما لا تستطيعان السقى إلا بعد أنينتهى الرجال من سقى

ماشيتهم، وأبوهما شيخ كبير لا يستطيع القيام بهذاالأمر، فتقدم ليسقى لهما

كما ينبغى أن يفعل الرجال ذوو الشهامة، فزاحمالرجال وسقى لهما،

ثم اتجه نحو شجرة فاستظل بظلها، وأخذ يناجىربه:

(رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير) [القصص: 24].

وعادت الفتاتان إلى أبيهما، فتعجب من عودتهماسريعًا. وكان من عادتهما

أن تمكثا وقتًا طويلا حتى تسقيا الأغنام، فسألهماعن السبب فى ذلك، فأخبرتاه

بقصة الرجل القوى الذى سقى لهما، وأدى لهمامعروفًا دون أن يعرفهما،

أو يطلب أجرًا مقابل خدمته، وإنما فعل ذلك مروءةمنه وفضلا.


وهنا يطلب الأب من إحدى ابنتيه أن تذهب لتدعوه، فجاءت إليهإحدى الفتاتين

تمشى على استحياء، لتبلغه دعوةأبيها: (إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)

[
القصص: 25]. واستجاب موسى للدعوة، فلما وصل إلى الشيخ وقصّ عليهقصته،

طمأنه الشيخ بقوله: (لا تَخَفْ نَجَوْتَمِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[القصص: 25].

وعندئذ سارعت إحدىالفتاتين -بما لها من فراسة وفطرة سليمة، فأشارت

على أبيها بما تراه صالحًالهم ولموسى -عليه السلام-:

(قَالَتْإِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِىالأَمِين)[القصص: 26].

فهى وأختها تعانيان من رعىالغنم، وتريد أن تكون امرأة مستورة،

لا تحتكّ بالرجال الغرباء فى المرعىوالمسقي، فالمرأة العفيفة الروح

لا تستريح لمزاحمة الرجال. وموسى فتى لديهمن القوة والأمانة ما يؤهله

للقيام بهذه المهمة، والفتاة تعرض رأيها بكلوضوح، ولا تخشى شيئًا، فهى

بريئة النفس، لطيفة الحسّ.

ويقتنع الشيخالكبير لما ساقته ابنته من مبررات بأن موسى جدير بالعمل

عنده ومصاهرته،فقال له: (إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَى هَاتَيْنِ عَلَى

أَن تَأْجُرَنِى ثَمَانِى حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَوَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ

عَلَيْكَ سَتَجِدُنِى إِن شَاء اللَّهُ مِنَالصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ أَيَّمَا

الأَجَلَيْنِقَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَى وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)[القصص :27-28].

ولـمَّا وَفَّى موسى الأجل وعمل فى خدمةصِهْرِه عشر سنين، أراد أن يرحل

إلى مصر، فوافق الشيخ ودعا له بالخير، فخرجومعه امرأته وما أعطاه

الشيخ من الأغنام، فسار موسى من مدين إلىمصر.

وهكذا كانت زوجة موسى - رضى اللَّه عنها - نموذجًا للمؤمنة، ذاتالفراسة

والحياء، وكانت قدوة فى الاهتمام باختيار الزوج الأمينالعفيف.



 

رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2010, 02:48 AM   #4
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue



الزوجةالوفية

( زوجة أيوب )


زوجة صابرة أخلصت لزوجها،ووقفت إلى جواره فى محنته حين نزل به البلاء،

واشتد به المرض الذى طال سنينعديدة، ولم تُظْهِر تأفُّفًا أو ضجرًا، بل كانت متماسكة طائعة.

إنها زوجةنبى اللَّه أيوب - عليه السلام - الذى ضُرب به المثل فى الصبرالجميل،

وقُوَّة الإرادة، واللجوء إلى اللَّه، والارتكان إلىجنابه.


وكان أيوب - عليه السلام - مؤمنًا قانتًا ساجدًا عابدًا لله، بسطاللَّه له فى رزقه،

ومدّ له فى ماله، فكانت له ألوف من الغنم والإبل، ومئاتمن البقر والحمير،

وعدد كبير من الثيران، وأرض عريضة، وحقول خصيبة ،وكان لهعدد كبير

من العبيد يقومون على خدمته، ورعاية أملاكه، ولم يبخل أيوب -عليهالسلام-

بماله، بل كان ينفقه، ويجود به على الفقراء والمساكين .


وأراد اللَّه أن يختبر أيوب فى إيمانه، فأنزل به البلاء، فكان أولمانزل عليه ضياع

ماله وجفاف أرضه ؛ حيث احترق الزرع وماتت الأنعام، ولم يبقلأيوب شيء

يلوذ به ويحتمى فيه غير إعانة الله له، فصبر واحتسب، ولسان حالهيقول فى

إيمان ويقين : عارية اللَّه قد استردها، ووديعة كانت عندنا فأخذها،نَعِمْنَا بها دهرًا،

فالحمد لله على ما أنعم، وَسَلَبنا إياها اليوم، فلهالحمد معطيا وسالبًا، راضيا وساخطًا،

نافعًا وضارا، هو مالك الملك يؤتىالملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز

من يشاء ويذل من يشاء . ثم يخرُّأيوب ساجدًا لله رب العالمين .

ونزل الابتلاء الثاني، فمات أولاده، فحمداللَّه -أيضًا- وخَرّ ساجدًا لله، ثم نزل الابتلاء

الثالث بأيوب -فاعتلتصحته، وذهبت عافيته، وأنهكه المرض، لكنه على الرغم من

ذلك ما ازداد إلاإيمانًا، وكلما ازداد عليه المرض؛ ازداد شكره لله.

وتمر الأعوام على أيوب - عليه السلام - وهو لا يزال مريضًا، فقد هزل جسمه،

ووهن عظمه، وأصبح ضامرالجسم، شاحب اللون، لا يقِرُّ على فراشه من الألم.

وازداد ألمه حينمابَعُدَ عنه الصديق، وفَرَّ منه الحبيب، ولم يقف بجواره إلا زوجته

العطوف تلكالمرأة الرحيمة الصالحة التى لم تفارق زوجها، أو تطلب طلاقها،

بل كانت نعمالزوجة الصابرة المعينة لزوجها، فأظهرت له من الحنان ما وسع قلبها،

واعتنتبه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. لم تشتكِ من هموم آلامه، ولا من مخاوف

فراقهوموته. وظلت راضية حامدة صابرةً مؤمنة،ً تعمل بعزم وقوة؛ لتطعمه وتقوم

علىأمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست .

ومع أن الشيطان كان يوسوس لها دائمًابقوله :

لماذا يفعل اللَّه هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنبًا أو خطيئة؟

فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يعينها، وظلت فى خدمةزوجها


أيام المرض سبع سنين، حتى طلبت منه أن يدعو اللَّهبالشفاء،

فقال لها: كم مكثت فى الرخاء؟ فقالت: ثمانين . فسألها: كم لبثتُ فىالبلاء؟

فأجابت: سبع سنين .

قال: أستحى أن أطلب من اللَّه رفعبلائي، وما قضيتُ منِه مدة رخائي. ثم أقسم أيوب

-
حينما شعر بوسوسة الشيطانلها - أن يضربها مائة سوط، إذا شفاه اللَّه،

ثم دعا أيوب ربه أن يكفيه بأسالشيطان، ويرفع ما فيه من نصب وعذاب، قال تعالي:

(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّىمَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص : 41].


فلما رأى اللَّه صبره البالغ، رد عليه عافيته ؛حيثأمره أن يضرب برجله،

فتفجر له نبع ماء، فشرب منه واغتسل، فصح جسمه وصلحبدنه، وذهب عنه المرض،

قال تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَاأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍوَعَذَابٍ

ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً

مِّنَّاوَذِكْرَى لِأُوْلِى الأَلْبَاب)[ص:41-43] .

ومن رحمة اللَّه بهذهالزوجة الصابرة الرحيمة أَن أَمَرَ اللَّهُ أيوبَ أن يأخذ

حزمة بها مائةعود من القش، ويضربها بها ضربةً خفيفةً رقيقةً مرة واحدة ؛

ليبرّ قسمه، جزاءله ولزوجه على صبرهما على ابتلاء اللَّه

(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ِنَّاوَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص: 44] .



 

رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2010, 02:51 AM   #5
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue


الملكة

( بلقيس )


استيقظتْ من نومها والظلام يحيط بكلشيء؛ لتستعدَّ للذهاب مع حاشيتها إلى

معبد الشمس الكبير بأرض مأرب علىبُعْدِ ثلاثة أميال من صنعاء؛ حيث يستقبل

شعب سبأ يومًا من الأيام المقدسةالتى تشهد نشاطًا كبيرًًا فيقدمون قرابينهم للشمس

التى يعبدونها من دوناللَّه . وما إن أشرقت الشمس حتى اخترق نداء الكاهن آذان

أهل سبأ يأمرهمبالسجود لها 000 وفى الوقت الذى كان يسجد فيه أهل سبأ للشمس،

كان نبى اللَّهسليمان - عليه السلام - وجنوده يسجدون للَّه رب العالمين؛

اعترافًا بحقه -عزوجل- . وقد وهب اللَّه لسليمان ملكًا عظيمًا، وكوَّن سليمان

جيشًا عظيمًا،من الإنس والجن والطير، وجعل لكل واحد فى الجيش مكانًا

ومهمةً عليه أنينفذها.

واعتاد "سليمان" - عليه السلام - أن يتفقد جنوده حينًا بعد آخر،وذات مرة لم يجد الهدهد،

فقال: (مَا لِى لاأَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ)[النمل:20-21].

فجاء الهدهد بعد أن مكث فترة من الزمن، فقال لسليمان -عليهالسلام- :

(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍفَقَالَ

أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍيَقِينٍ. إِنِّى وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ

مِن كُلِّشَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِمِن


دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْفَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَايَهْتَدُونَ
[النمل: 22-24]. ثم أخذ الهدهد يصف مارأى وما سمع وكيف يعبدون الشمس

من دون اللَّه . ففكر نبى اللَّه ثمقال: (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين) [النمل: 27].

عرف الهدهد بفطرته السليمة أن السجود لايكون إلا للَّه سبحانه وتعالي،

كما عرف أهمية الدعوة إلى اللَّه تعالي، وكيفيتحرك لها حتى وإن لم يكلفه

أحد بهذا العمل، وهكذا يكون الداعية دائمًا فىكل مكان وزمان .

وبعد ذلك كتب نبى اللَّه عليه السلام رسالة، وأمر الهدهدبالذهاب إلى ملكة سبأ

وأن يعطيها الرسالة، فقال له:

(اذْهَب بِّكِتَابِى هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّعَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُون) [النمل:28]


وبينما كانت بلقيس تستريح من عناء يوم طويل فىفراشها، دخل عليها الهدهد

من النافذة، وألقى عليها الكتاب، فقرأته وعلمتمافيه، وأنه من نبى اللَّه سليمان

-
عليه الصلاة والسلام -، فجمعت وزراءهاوأعيان قومها وقرأت عليهم خطاب سليمان،

وقالتقَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّى أُلْقِى إِلَى كِتَابٌكَرِيمٌ.

إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِالرَّحِيمِ.

أَلَّا تَعْلُوا عَلَى وَأْتُونِىمُسْلِمِينَ [النمل: 29- 31]، ثم طلبت منهم الرأىوالمشورة

(قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُأَفْتُونِى فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ) [النمل: 32].


وهى فى ذلك تعطى صورة طيبة للشورى عندالحاكم . فأجابها القوم

(قَالُوا نَحْنُأُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِى مَاذَاتَأْمُرِينَ)[النمل:33]

لكن بلقيس كانت تعلم قوة سليمان، فأرادتأن تصرف قومها عن الحرب،

وأن تردهم إلى الرشاد،

(قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَاوَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَيَفْعَلُونَ) [النمل: 34].

كان يدور فى ذهنبلقيس أمر سليمان، ولم تكن تعلم أن الله سخَّر له الريح تجرى

بأمره، فقالتبحكمة بالغة وحسن تدبير:

(وَإِنِّى مُرْسِلَةٌإِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ )[النمل:35]

وأخبرتهم أنه إن كان ملكًا قبل الهديةوانصرف، وإن كان نبيا فلن يقبل الهدية،

ولن يرضى منا إلا أن نتبعه على دينه . ووافق القوم على ذلك، وانصرفوا .

فلما جاءت رُسل بلقيس بالهدية إلىسليمان،

قال لهم : ( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍفَمَا آتَانِى اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْتَفْرَحُون)

[النمل: 36] وكيف يقبل الهدية وقد أكرمهالله بالنبوة والحكمة، وأعطاه الله

ما لم يعط أحدً ا من العالمين؟!

فقال لرئيس الوفد:

(ارْجِعْإِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَاوَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُون) [النمل: 37]

وأدرك سليمان بحكمته أن إنذاره هذا سينهى الأمر،وستُقبل عليه الملكة

مستسلمة طائعة؛ لأنه ظهر من تصرفاتها أنها لا تريدالحرب، وعندما عادوا

إليها أخبروها بماحدث، فأرسلت إلى سليمان تخبره أنهاسوف تأتى إليه ومعها

كبار قومها، وأمرت بلقيس جنودها بحراسة عرشها والحفاظعليه وإغلاق الأبواب دونه،

وخرجت من مُلْكها متجهة ناحية الشمال، وقبيلحضورها، أراد سليمان

أن يبين لها قدرة اللَّه وعظمته،

وكيف أعطاهمالم يعط أحدًا من العالمين فأقبل على جنوده قائلاقَالَ


يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْيَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِى مُسْلِمِينَ.

قَالَ عِفْريتٌمِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّىعَلَيْهِ لَقَوِى أَمِينٌ )

[النمل: 38-39] لكن سليماناستبطأه، فقام رجل مؤمن من بنى إسرائيل،

وكان صدِّيقًا يعلم اسم اللهالأعظم، فقال لسليمانأَنَا آتِيكَ

بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّإِلَيْكَ طَرْفُكَ)[النمل: 40]وبالفعل كان عرش بلقيسأمام نبى اللَّه

سليمان فخر ساجدًا لعظمة اللَّه، واعترافًا بنعمته،وقال(هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى

أَأَشْكُرُ أَمْأَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّىغَنِى كَرِيمٌ)[النمل: 40].

ورأت بلقيس مُلكَ سليمان،وبينما قومها يتهامسون فيما بينهم على ما يروَنه،

رأت عرشها بعد أن أمرسليمان جنوده أن يغيروا معالمه، وأن يبدلوا أوضاعه

بحيث تختلف فيه الرؤية؛ليعرف مدى ذكائها(قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَانَنظُرْ أَتَهْتَدِى

أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ. فَلَمَّاجَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَوَأُوتِينَا

الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ )[النمل: 41-42].

فلما دخلت بلقيس الصرح الذى أمر نبىاللَّه سليمان جنوده ببنائه من الزجاج

بحيث يجرى من تحته جدول صغير من الماءحسبته لجة (أى ماء) فكشفت

عن ساقيها بحركة لاشعوريةمنها:

( قِيلَ لَهَا ادْخُلِى الصَّرْحَفَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُصَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِير)
[النمل:44].

فلما رأت بلقيس ماوهبه اللَّه لنبيه سليمان قالت:

( قَالَتْرَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّالْعَالَمِين) [النمل: 44].

وهكذا كانت بلقيس ملكة سبأامرأة ذات فراسة وحكمة وذكاء ؛ فلم تستبد برأيها فى

الأمور العظيمة والخطوبالجليلة، بل استشارت قومها، وهذا يدل على فطنتها

فلما عرفت الحق آمنت بهوأسلمت للَّه طوعًا مع سليمان عليه السلام.

تلك هى بلقيس بنت شراحيل بن مالكبن الريان، ملكة سبأ، تمكنت من الملك

بعد مقتل عمرو ذى الأذعار، فبايعهاقومها وولوها الحكم، فأدارت شئون البلاد

بشجاعة وحكمة، ورممت سد مأربالشهير، وشيدت قصرها فى مدينة مأرب،

وازدهرت على يديها التجارة والزراعة،وزادت ثروات البلاد واستقرت أحوال الناس.

كانت تعبد الشمس هى وقومها، ثمأكرمها الله تعالى بالإيمان، فآمن قومها برسالة

نبى الله سليمان - عليهالسلام- فتزوجها سليمان - عليه السلام- وأنجبتْ له ولدًا،

إلا أنه توفىشابَّا، وتوفيت بعده بلقيس فى أنطاكية -رضى اللهعنها
-.



 

رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2010, 03:33 AM   #6
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue




 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسرار هتلر التاريخيه - كامل زكي مواضيع لاتدعها تفوتك !! Threads do not let them miss 1 25 Mar 2012 06:35 AM
تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن(1) فضيلة الشيخ / محمد بن جميل زينو أبو سفيان دراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم . الإدارة العلمية والبحوث Studies and science research spells and 0 23 Jul 2010 02:08 PM
المصحف كامل لسديس والشريم أبو همام الموصلي ؟؟؟؟؟؟ صوتيات ومرئيات المركز . Audio & Video Center 2 28 Jul 2009 10:32 PM
رمضان شهر المؤمنات لعام 1428 هام كتاب ألكتروني رائع أبو سفيان المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 3 26 Aug 2008 11:37 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 05:47 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي