|
#1
06 Jan 2024, 12:24 AM
|
||||||||||
|
||||||||||
|
خطبة جمعة : آداب التنزه والتحذير من السيول - فيصل الحسني .
حي البلد - فيصل عبدالله عوض . الجمعة 23 جماد الثاني 1445 هـ موضوع الخطبة : آداب التنزه والتحذير من السيول .................................................. .................................... بِسْم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ عباد الله وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون .................................................. .................................... من قديم الزمان وعلى مر العصور والأزمان حب التنزه والفسحة والخروج للبر والبحر وحب السياحة والفرجة للترويح عن النفوس والفسحة للقلوب . غريزة في جميع البشر وفطرة فطر الله تعالى الناس عليها .عباد الله الإسلام دين يُسر وسُهولة، وفسحة وسماحة، روى الشيخ الألباني عن أنس بن مالك دخل عمرُ بنُ الخطابِ والحَبَشَةُ يلعبونَ في المسجدِ فَزَجَرَهُمْ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دَعْهم يا عمرُ فإنَّهم بنو أَرْفِدَةَ ورى الإمام النسائي عن أبي هريرة دخلَ عُمرُ والحبشةُ يلعَبونَ في المسجِدِ ، فزجرَهُم عمرُ رضيَ اللَّهُ عنهُ ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : دَعهُم يا عمرُ ، فإنَّما هُم بنو أرفده و روى الإمام أحمد -رحمه الله- عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبني أرفدة: "دونكم يا بني أرفدة! حتى يعلم اليهود أن في ديننا فُسحة". .عباد الله كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنَ الناسِ تَعليمًا وتربيةً، وقد أُرْسِلَ مبشرا و مُيسِّرًا، وبيَّن أنَّ الإسلامَ دِينُ يُسرٍ رَفَع اللهُ به الحَرجَ والضِّيقَ عن النَّاسِ، وأنَّ الإسلامَ فيه فُسحةٌ مَشروعةٌ للَّعِبِ والتَّرويحِ في أوقاتٍ مَعلومةٍ بما لا يُخِلُّ بثوابتِ الشَّرعِ. ووسَّع عليهم دُون تَجاوزٍ في الآداب والأخلاق والأعراف عباد الله سماحة الإسلام لاتمنع الترويحَ عن النفس، ولا قضاء بعضِ الوقت في الاستجمام والراحة، فـ "إن لنفسك عليك حقا"، وأن لأهلك عليك حقا .روى الإمام أحمد وأبوداود عن شريح الحارثي قال: "قلت لعائشة رضي الله عنها: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدو؟ قالت: نعم، كان يبدو إلى هذه التلاع"؛ .ومعنى يبدو أي يخرج إلى البر والبادية ويتنزه . ويتفسح في مرتفعات المدينة المنورة وطيبة الطيبة قال الخطابي: "التلاع: جمع تَلعة؛ وهي ما ارتفع من الأرض وغلظ، وكان ما سفل منها مسيلًا لمائها"؛. عباد الله قال العلماء في شرح الحديث: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى البادية بعضُ الأوقات ليستجم ويروح عن نفسه بما خلق الله تعالى من جمال طبيعة وجمال الأجواء عباد الله وهديه وقوله وفعله صلى الله عليه وسلم هو سنة وعلم وتعليم لأمته على مدى الزمان إلى قيام الساعة عباد الله وإن من أعظم فوائد النزهات والخروج إلى البر والبحار والفلوات التفكر والتدبر في ملكوت الأرض والسموات لنزداد خشية وإيمانًا ويقينا وعبادة وحبا وقربا من خالق الأرض والسموات .................................................. .................................... اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب برحمتك يا أرحم الراحمين .................................................. ..................................... .................................................. ..................................... اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا. .................................................. ..................................... بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور . .................................................. ..................................... الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :. الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون .................................................. ..................................... ويا عباد الله : إن للخروج إلى البر والخروج إلى البادية, والرحلات البرية, أو الرحلات البحرية, التي تكون خارج المدن والقرى ، لها آدابا وأحكاما يحسن بالخارج إلى مثل هذه الأماكن التنبهُ إليها، والعملُ بها. منها الحروز والتحصينات والمحافظة على العبادات والطاعات .ومنها حسن النزول في أماكن التنزه فلانغير أي شيء فيه ولا أن نشوه جمال معالمه وأن لا نقطع شجره ولا نغير من نظام أرضه وأن نحافظ عليه وعلى نظافته وأن لا نشعل النار إذا كان مسموحا في مكان لإشعال النار فيه لوقت الحاجة للحاجة وضرورتها وإطفاء النار التي قمنا بإشعالها قبل ترك المكان والمغادرة منه وأن نتجنب الإماكن العاليةوالأماكن المنحدرة والأماكن الخطرة لنا ولأطفالنا وأن نحذر ونتجنب الجلوس وعمل المخيمات في بطون الاودية ومجاري السيول وأوقات توقع الأمطار الشديدة عباد الله ديننا هو دين الإسلام ومضمونه السلامة والأمن والأمان للفرد والأسرة ومختلف طبقات المجتمع عباد الله: ومما ينبغي التنبه له والتفطن في جميع رحلات البر، والبحر والجو أن تبتعد الناس عن المنكرات والمعاصي ومايغضب الله تعالى وأن نتأدب مع الله تعالى في بره وبحره وجوه و فوق أرضه وتحت سمائه فقال سبحانه في سورة البقرة ﴿أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾ [البقرة: 107] وقال سبحانه في سورة في سورة المائدة ﴿لِلَّهِ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما فيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [المائدة: 120] وقال سبحانه في سورة التوبة .﴿إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ يُحيي وَيُميتُ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾ [التوبة: 116] .................................................. .................................. .................................................. .................................... اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب برحمتك يا أرحم الراحمين __________________________________________________ _____ اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللَّهُمَّ إنَّا نسألك الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعفافَ والْغِنَى اللهم ربنا أعنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم ربنا إهدنا يسر الهدى لنا إهد عامة المسلمين اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم، وأرزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم، اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين. للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا وأجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين اللهم ربنا إجعلنا وزوجاتنا وذرياتنا من عبادك الذين أحببتهم ورضيت عنهم يارب العالمين اللهم ربنا إغفر لنا ولأبائنا ولإمهاتنا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار وأدخلنا الجنة مع الأبرار ياعزيز ياغفار ) .(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180 - 182] __________________________________________________ _______________
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
العرض العادي
