اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: جنوب إفريقيا: شعوذة وسحر لربح مباريات كرة القدم . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر في أمم إفريقيا.. الشرطة تشارك وزملاء يهاجمون بعضهم . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر في الكرة الإفريقية داء أم دواء وهمي ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: رحلتي الخطيرة في إستكشاف السحر الأسود في أدغال أفريقيا - التوجو . (آخر رد :ابن الورد)       :: شاهد عيان .. سحر في أفريقيا . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر والشعوذة تجارة رائجة في أفريقيا . (آخر رد :ابن الورد)       :: قبائل تعيش على السحر الأسود: ترقص مع الشياطين؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر والشعوذة.. على كل شكل ولون في إفريقيا . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر فى أفريقيا.. طريقة لتفسير الحياة والدين والفوز فى مباريات كرة القدم (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 Nov 2006, 06:47 PM   #21
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الحادية عشرة


(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) مريم)

ماذا تقول لعبد جعل الله تعالى له ودا؟ إذا وده الله تعالى ودّه جبريل عليه السلام وإذا وده جبريل ودّته الملائكة ثم وده الصالحون من الناس. وفي الحديث القدسي: إذا أحبّ الله عبداً نادى جبريل إني أحبّ فلاناً فأحِبّه ثم ينادي جبريل في الملائكة إن الله يحب فلاناً فأحبوه فتحبه الملائكة ثم يوضع له القبول في الأرض.

مودة الله تعالى أولاً ثم مودة جبريل ثانياً ثم مودة الملائكة ثالثاً ثم مودة الناس. كل من آمن بالله وعمل الصالحات وصار بطلاً في هذا وهناك فرق بين أن يكون عمل الصالحات وأن يكون دخل في الصالحين (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) العنكبوت) هؤلاء متخصصون في الصلاح وانتقلوا من عمل الصالحات الى أن صار الصلاح ديدنهم فهؤلاء يحبهم الله تعالى. وهناك فرق بين الحب والودّ فالحب يكون لعمل ما مثلاً تحب شخصاً لشجاعته أو كرمه أو دينه هذا الحب يترقّى ويتعمق في قلبك حتى يصبح حباً لذات هذا الانسان وليس لأجل عمله يصبح وداً مثلاً رجل صنع لك معروفاً فأحببته بهذا المعروف ثم زاد الحب في قلبك يوماً يعد يوم فأصبحت تحبه لذاته ونسيت معروفه ومهما فعل فإنك تحبه حتى لو أساء إليك فانقلب الحب ودّاً. قال تعالى في أهل بدر بعد أن امتدحهم لصبرهم وبلائهم : اعملوا ما شئتك فقد غفرت لكم. انقلب حب الله تعالى ودّاً. وهذا ينطبق على كل الذين جاء في القرآن ذكر أن الله تعالى رضي عنهم ورضوا عنه وهم الأنصار والمهاجرون والرضوانيون الذين اتّبعوه باحسان.

هذا هو الحب وكل من عمل الصالحات حتى صار صالحاً هذا الانسان يحبه الله تعالى لصلاحه ثم ينقلب هذا الحب إلى أن يودّه الله تعالى لذاته. وفي الحديث: إن من عباد الله عز وجل من رزقهم ويعافيهم ولا يبتليهم وإذا ماتوا أدخلهم الجنة. هؤلاء أحبهم الله تعالى لذواتهم لأمر ما وهو أعلم بهم ولا يُسأل عمّا يفعل . فكما يحب هذا العبد لصلاحه إذا أحبّه لذاته صار ودّاً (سيجعل لهم الرحمن ودا) والجعل هو تغيير الصيرورة شيئ لم يكن ثم صار إذن هكذا هي مودة الله عز وجل (اعمل ما شئت فقد غفرت لك) وفي الحديث القدسي: إن عبدي أذنب ذنباً فقال يا رب اغفر لي فيقول الله عز وجل علم عبدي أن له رباً يغفر الذنوب قد غفرت لعبدي. وفي حديث آخر: من استغفرني وهو يعلم أني قادر على أن أغفر له غفرت له كل ذنوبه. فليفعل عبدي ما شاء إذا كلما أذنب ذكرني واستغفر.

أما حب جبريل عليه السلام والملائكة: حملة العرش مولعون بالصالحين (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر) هذه الآية تدل على حب الملائكة لعباد الله . أصحاب المساجد وأأصحاب الأعمال الصالحة تعشقهم الملائكة ويتفقدونهم إذا غابوا ويستبشرون إذا عادوا. " إن للمساجد أوتاداً الملائكة خُلّتهم" هؤلاء يصبحون حديث الملائكة إذا مانوا من زوار المسجد الذين تعودوا على المساجد (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ (11) الرعد) (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) الطارق).

حينئذ إن كنت صالحاً تستغفر لك الملائكة ليل نهار حتى وأنت نائم تدخل بين ثوبك وجسدك. فإا اكتمل حب الله تعالى وحب جبريل عليه السلام والملائكة وهذا من السهولة فما عليك إلا أن تكون من أصحاب الأعمال الصالحة مهما أذنبت ومن العمال الصالحة أن تستغفر كلما أذنبت وتنوي التوبة حتى وإن عدت تجدد التوبة والاستغفار. إذا أحبك الله تعالى وجبريل عليه السلام والملائكة يجعل الله تعالى لك القبول في الأرض بين الناس فيحبونك ويقتدون بك ويسرون برؤيتك ويتشرفون بزيارتك ويصبح ذكرك على ألسنتهم ثم كما قال صلى الله عليه وسلم : يوضع له القبول في الأرض" ويقول تعالى في الحديث القدسي: ما أقبل علي عبد بقلبه إلا أقبلت عليه بقلوب المؤمنين. فإذا أقبلت على الله تعالى بقلبك وفرّغته من هموم الدنيا ومشاغلها يُقبل عليك الله تعالى ومعه جميع قلوب المؤمنين. وفي الحديث: تفرّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم وما أقبل عبد بقلبه الى الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفِد اليه بالود والرحمة وكان الله بكل خير أسرع إليه.

وهذه خاتمة العبادات العظيمة ولو قرأنا النصوص تعلمنا كيف تكون محباً ومحبوباً بين الناس ويقول تعالى في الحديث القدسي: وجبت محبتي للمتحابين فيّ. ويقول تعالى : يوم القيامة أين المتحابين في جلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي. أن تحب عبداً لله لا لمصلحة دنيوية وإنما فقط لاعجابك بصلاحه وكرمه وأخلاقه ليس لك عنده مصلحة ولا حاجة فهذه عبادة لا تسبقها عبادة يوم القيامة.

جاء أعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله: متى الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم ماذا أعددت لها؟ فقال ما أعددت لها لا كثير صلاة ولا كثير صيام إلا إني أحبك فقال صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحبّ. فما فرح الصحابة بحيث كما فرحوا بهذا الحديث. وفي الحديث: أقرب الناس مجلساً من الله يوم القيامة المتحابون في الله.



 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 13 Nov 2006, 09:51 PM   #22
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الثانية عشرة


الغربة موجعة والغربة موحشة ولو كنت ملكاً وأنت غريب فإن أُنسك بهذا الملك لا يكتمل إلا إذا كان معك أهلك فإذا بقيت فرداً فإن اغتباطك يكون ناقصاً مهما كان معك من اسباب السرور وهكذا هو الأمر يوم القيامة إن من عباد الله تعالى من يتم عليه نعمته ويجمع له أهله مهما كانوا أقل منه في الدرجة إكراماً له. فالسفير مثلاً الذي يمثل بلده في دولة أخرى يكون له من الامتيازات ما يعطى أهله مثلها فقط لأنهم أهله ومعه لا لأنهم في مستواه الوظيفي فمن أجله يكرمون زوجته وأولاده وعائلته التي ترافقه. هكذا يوم القيامة (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد) هذه حالة خاصة وبشارة عظيمة يستطيع كل مسلم ذو همّة أن يكون من هذا النوع. أن تكون أنت صالحاً والله تعالى يدخل أهلك المقصرين في مرتبتك من الصلاح إذا كانوا موحدين فيمكن أن تكون أنت تستحق الفردوس الأعلى وأهلك في درجات أخرى في الجنة وقلنا أن الجنان مئة كوكب وبين كل كوكبين ما بين السماء والأرض لكن الله تعالى لصلاحك يجمع معك أهلك في نفس مرتبتك اكراماً لك. هذه طبقة أو شريحة من المؤمنين يجمع الله تعالى لهم كل أهلهم ما داموا صالحين لدخول الجنة أي أن يكونوا موحدين ويضعهم في نفس الدرجة التي أنت فيها (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ). شخص واحد في العائلة صالحاً قد يكون أباً أو أماً أو ابناً أو بنتاً أو زوجاً أو زوجة إذا كان صالحاً يجمع الله تعالى أهله معه في مكانه في الجنة.

ما هي الشروط التي تجعلك من هؤلاء الصالحين؟

أن تكون موحداً يصل الرحم ويوصل الأمانة ويشكر النعمة باستخدامها في طاعة الله تعالى وأن تخشى الله تعالى هيبة ويؤدي العبادات بهيبة عالية من خشية الله تعالى وأن يخاف سوء الحساب فالذي يخشى الله تعالى يُحسّن عباداته والذي يخافه يبتعد عن المعاصي فالخوف يمنعك عن المعاصي والخشية تحسّن العبادات. وأن تصبر على الطاعات (صيام في يوم حار قتال، انفاق،) وتصبر على البلاء والمرض وتصبر على الشهوات فتصبر على النعمة إذا طغت وعلى البلاء إذا استشرى وعلى العبادات إذا صعبت. وأن تقيم الصلاة وأن تنفق مما رزقك الله تعالى سراً (صدقات) وعلانية (زكاة), إن كانت فيك هذه الصفات تكون من الذين قال تعالى فيهم (أولئك لهم عقبى الدار) وهذه الصفات التسع تضمنتها آيات سورة الرعد التي ذكرناها (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)).

عليك أن تحاول أن تكون من هؤلاء فإن لم تستطع فعليك أن تحرص على أن يكون أحد من أولادك أو أهلك يتصف بصفات أولو الألباب الذين لهم عقبى الدار. وقلنا في لقاء سابق أن الملائكة تبقى مع الذين تحبهم الى ساعة الاحتضار وفي القبر وعند المحشر وعند الصراط وعند دخولهم الجنة ويدخلون معهم يخدمونهم في الجنة. هذا فضل عظيم من الله تعالى أن تسعى لهذه الآيات وتحاول تطبيقها وتطبيقها سهل لمن سهلها الله تعالى عليه ورحمته وسعت كل شيء ودليل أن تسعك رحمة الله تعالى أن تكون منهؤلاء. ويبقى الأمل والأمنية والطموح أن تأنس بأهلك جميعاً وهم في جوارك وكما دعوت لهم في الدنيا تجدهم أمامك فليكن واحد من العائلة على هذا النسق لعله يكون هو السبب في أن يجمع الله تعالى كل عائلته في منزلته اكراماً له هذا إذا كانوا صالحين للجنة أي موحدين وهذه منة من منن الله تعالى على عباده الصالحين وأسأل الله تعالى أن يجعل في كل عائلة من المسلمين سبباً في دخول الفردوس الأعلى.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 16 Nov 2006, 01:06 PM   #23
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الثالثة عشرة


(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر)

آية تجعلنا نطمئن قليلاً ولا نأمن من مكر الله تعالى أننا سننجو يوم القيامة. النظام أن نأتي يوم القيامة ازواجاً ثلاثة كما جاء في سورة الواقعة (السابقون، أصحاب اليمين، أصحاب الشمال). أما السابقون فهم الأنبياء والصدّيقن والشهداء والصالحين وهؤلاء لا يحاسبون أبداً وأصحاب الشمال هم الكافرون. نحن في هذا العصر لسنا بالتأكيد من السابقين ولسنا بحمد الله من أصحاب الشمال نحن وسط من أصحاب اليمين. وأصحاب اليمين ينقسمون الى ثلاثة أقسام فيما بينهم كما جاء في آية سورة فاطر: هناك من يأتي يوم القيامة وقد زادت حسناته على سيئاته ومنهم من تساوت حسناته وسيئاته ومنهم من زادت سيئاته على حسناته. من أصحاب اليمين من تزيد حسناته على سيئاته فهؤلاء سابقون في أصحاب اليمين وهؤلاء سابقون بالخيرات بإذن الله ويدخلون الجنة بغير حساب ولا يأتون لساحة العرض كما قال صلى الله عليه وسلم . كل من يأتي يوم القيامة وقد رجحت كفة حسناته على سيئاته يدخل الجنة بغير حساب. أما من تساوت حسناته وسيئاته فيقول صلى الله عليه وسلم فيهم : فذاك الذي يحاسب حساباً يسيراً وينقلب الى أهله مسرورا، قالت عائشة رضي الله عنها: ما الحساب اليسير يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : العرض. (وعرضوا على ربك صفاً) فينظر الله تعالى في صحيفتهم يوم القيامة ثم يقول اذهبوا بعبدي الى الجنة لأنه اذا تساوت حسنات وسيئات العبد، رحمة الله سبقت غضبه فيدخله الجنة برحمته لكنه يُعرض على الله تعالى وهذا يسبب له شيء من الحزن لأنه سيكون بين يدي الله تعالى إن شاء رحمه وإن شاء عذّبع. أما النوع الثالث فهم الذين زادت سيئاتهم على حسناتهم كما قال صلى الله عليه وسلم : " وذاك الذي أثقل ظهره وأوبق كاهله وذاك الذي أشفع له" وقال صلى الله عليه وسلم: شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي. وأصحاب الكبائر ما زالوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إذا كانوا مصلّين. فإذا كان أحد هؤىء يصلي ولكنه مات وهو عاق لوالديه أو أكل ربا أو قذف امرأة أو فرّ من الزحف (ونحن جميعاً فارون من الزحف من بعد ان احتلّت فلسطين) فهذا الذي يشفع له الرسول صلى الله عليه وسلم أما من زادت سيئاته على حسناته ولم يكن من المصلين فلا يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس من أمته (قالوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين) وهو مفصول منها كما أن الخائن لوطنه مفصول من الرعيّة. فعلى كل مسلم أن يعلم أن الحدّ الأدنى بينه وبين نجاته يوم القيامة أن يكون من المصلين فإن كان صالحاً فبها وإن لم يكن صالحاً فبصلاته ينتمي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يجعله مؤهلاً لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

نحن إذن إما ظالم لنفسه وهو من زادت سيئاته على حسناته وإما مقتصد حسناته تساوت مع سيئاته وسابق بالخيرات وهم من زادت حسناتهم على سيئاتهم فإما أن تكون من أصحاب الفضل الكبير بأن تكون حسناتك أكثر من سيئاتك وإما إن كنت ممن كثرت سيئاته على حسناته لا بد أن تحرص على أن تكون مصليّاً لأنك بها تدخل في نظام السفاعة والتي هي لأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وأسأله تعالى أن نكون من السابقين بالخيرات.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 16 Nov 2006, 01:09 PM   #24
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الرابعة عشرة


(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136))

آية تتيح للعصاة المغالين في عصيانهم باباً من أبواب الفوز والرحمة والمغفرة بل جعلهم الله تعالى من ضمن المتقين ومن هؤلاء المتقين الذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. فلم يبق لأحد عذر بعد هذه الآية فقد أعذر الله تعالى لعباده ما دام فتح لهم باباً للتوبة.

فإذا فعلت فاحشة اي ذنباً من الذنوب العظام التي توفر لك مصلحة او شهوة كالزنا والسرقة واكل الربا وشرب الخمر كل ما تستفيد منه في الدنيا ويحقق لك شهوة من الشهوات وهي حرام حرمة مطلقة وكل ذنب تفعله من أجل غيرك وليس لك فيه مصلحة فهذا ظلم للنفس كأن تشهد زوراً لشخص ما هذه كبيرة من الكبائر العظام لكنك فعلتها من أجل غيرك أو أن تُعين حاكماً ظالماً يقتل شعبه ويفرّق بين الناس فأنت تكون قد بعت دينك بدنيا الآخرين والشقي من باع دينه يدنيا الآخرين. فإذا ظلمت نفسك من أجل غيرك فقد أثقلت كاهلك وأوبقت ظهرك بالذنوب وذهبت النار من أجل الآخرين. وسواء من فعل فاحشة او ظلم نفسه فهم من العصاة الذين يفعلون الفاحشة او يذنبون ذنوباً عظيمة من أجل الآخرين إذا ذكروا الله تعالى على الذنب واستغفروه ولم يصرّوا على الذنب يغفر الله تعالى لهم. بعد أن زنى أحدهم مثلاً تذكر الله تعالى وهو على الذنب وأن الله تعالى يراه ويراقبه فحدّث نفسه بهذا الأمر ثم لام نفسه ثم ندم ثم شعر بالخزي ثم استغفر يغفر الله تعالى له مهما كان ذنبه عظيماً لأنه (ومن يغفر الذنوب الا الله). يقول صلى الله عليه وسلم عن ربه: من استغفرني وهو يعلم اني ذو قدرة ان اغفر له غفرت له ذنوبه ولا أبالي. ابليس يقول (فبعزتك لأغوينهم أجميعن الا عبادك منهم المخلصين) ويقول تعالى (وعزّتي وجلالي لأغفرنّ لهم ما استغفروني). فالله تعالى يهيب بنا أن نستغفره ولشد حبه للمستغفرين جعل مكافأتهم ان الاستغفار ليس لأجل المغفرة فقط وإنما يُصلح لهم دينهم ودنياهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب. ويقول صلى الله عليه وسلم : من سرّه أن يرى صحيفته يوم القيامة فليُكثر من الاستغفار. وهناك صيغة للاستغفار علّمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيّد الاستغفار ان يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من اهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فملت قبل ان يصبح فهو من اهل الجنة (رواه البخاري).

افتح الله تعالى هذا الباب فما عُذرك إن لم تدخل الجنة؟ وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه أنه ما من عبد أذنب ذنباً ثم قام فتوضأ وصلى ركعتين ثم استغفر الله الا غفر له.

رب العلمين من رحمته يمهل المذنب فيطلب من الملائكة أن تمهل العاصي ساعات فإن تاب واستغفر لا تكتب الذنب فهذه بشارة عظيمة أن كل الخطائين والمذنبين مفتوح لهم الباب ليتوبوا. ويقول تعالى في الحديث القدسي: إن العبد ليعصيني يتذكرني على المعصية لا يستغفرني أغفر له.


 
 توقيع : بيرق السعدي


التعديل الأخير تم بواسطة بيرق السعدي ; 16 Nov 2006 الساعة 01:15 PM

رد مع اقتباس
قديم 16 Nov 2006, 01:19 PM   #25
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الخامسة عشرة


(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر)

رب العالمين يأمرك أن تدعوه لكي يستجيب لك فماذا بعد هذا من بشارة؟! تأمل لو أن ملكاً من ملوك الأرض أحبّك فأعطاك رقم هاتفه الخاص وطلب منك أن تتصل به في أي وقت تحتاجه وفي أي أمر تحتاجه ليقضيه لك مهما كان طلبك عظيماً ماذا يمكن أن يكرمك الملك أكثر من ذلك؟ هكذا فعل ملك الملوك في قوله تعالى لعباده (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) قدرٌ كتب تعالى على نفسه أنه من دعاه لا بد أن يستجيب له وقد يقول البعض دعوت الله ولم يستجب لي. في الحديث القدسي ينادي بالعبد يقول تعالى يا عبدي لقد أمرتك بالدعاء ووعدتك بالاستجابة فهل كنت تدعوني فيوق نعم يا رب فيقول له الرب أولم تكن دعوتني في يوم كذا بغَمٍّ نزل بك فكشفته عنك أولم تكن دعوتني في يوم كذا بغمٍّ نزل بك فلم تر استجابة فيقول العبد نعم يا رب فيعدد الله تعالى له كل ما دعاه من ساعة ما أصبح مميزاً الى ساعة موته ز هذا الدعاء دعوتني فاستجبت وهذا الدعاء دعوتني فلم استجب ويريه كل ادعيته فيقول تعالى للعبد انظر فوقك فإذا به يرى الأدعية التي لم تستجب في الدنيا وإذا بالله قد ادّخر لم من النعيم ما لا يمكن وصفه ولا يقاس بما استجاب الله تعالى له في الدنيا بهذا النعيم العظيم.فيقول العبد في نفسه ليته لم يستجب لي في الدنيا دعاء.

قوله تعالى (ادعوني استجب لكم) الدعاء هو العبادة والدعاء مخ العبادة كما قال صلى الله عليه وسلم لأنه اتحاد بين الله تعاى وعبده فأنت تتحد مع الله عز وجل. عندما يُضام الطفل يصيح لوالده وعندما تضام الطفلة تصيح لأمها وأحب الناس اليها فما بالك بمن يستغيث بالله تعالى والله وليّ المؤمنين. من أجل ذلك قد تصل يوم القيامة بالدعاء الى ما لا تصله بالعمل. في الحديث أن من عباد الله عبدين أخوين كان احدهما أشدّ صلاحاً من الآخر فلما بُعث ودخل الجنة رأى لصالح أن أخاه قد سبقه وهو في جنة أعلى من جنته فتعجب الصالح بم شبقه فيقول يا رب لقد كنت خيراً منه في الدنيا فبم سبقني؟ فيقول الرب أبخستك من حقك شيء؟ فيقول لا هذا مكاني الذي استحقه بعملي. قال تعالى هذا جزاؤك بعملك وهذا كان يدعوني الفردوس الأعلى فأعطيته الفردوس.

يقول صلى الله عليه وسلم : سلوا الله الفردوس الأعلى فإنها مقصورة الرحمن. إذا كانت اعمالك لا توصلك الفردوس الأعلى لقِصرك عن ذلك فقد تصلها بالدعاء وقد أوصاني الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء من حيث أنه مخ العبادة (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وداخرين أي أذلاء والداخر والمدخور هو المهزوم بذُلٍ وهوان. يقول صلى الله عليه وسلم فيما يحدث به عن ربه" يا عبادي كلكم ضالّ الا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنّكم جاءوني على صعيد واحد وسألني كل واحد مسألة وأعطيت كل واحد ما سأل ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص المخيط من البحر. وهذا كم كرم الله تعالى فالله تعالى يحب الدعاء ويحب دعاء الصالحين وجاء في الأثر أن الطالحين إذا دعوا الله تعالى يقول سبحانه لجبريل عليه السلام أجِبهم فإني لا أحب أن اسمع صوتهم وإذا دعاه الصالحون يقول لجبريل أخِّره فإني أحب سماع صوته. وإذا لاحظنا في القرآن جاءت كلمة التضرع أي التذلل في الدعاء فعليك أن تسأل الله تعالى بذُلِّك ودعائك وتوسّلك كما علّمنا صلى الله عليه وسلم فواتح الدعاء المستجاب التي يحبها الله تعالى وهي أن تنادي الله تعالى بـ (يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا الجلال والاكرام) تقول الملائكة إن ذا الجلال والاكرام التفت لك فاسأله. وكذلك يستفتح الدعاء بدعاء ذي النون في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) إذا قدمتها في الدعاء يكون الدعاء مستجاباً بإذن الله تعالى ومناط الاستجابة معروفة عند فِطر الصائم وفي الثلث الأخير من الليل وعند نزول المطر ورؤية البرق أو حصول الآيات من خسوف وكسوف ونحوها وبين الأذان والإقامة وبين الحيعلتني وكذلك الدعاء الجماعي فعليك أن تجتهد في الدعاء فإنه فيه وصولاً لا يوفّره لك العمل مهما كان عظيماً.

ندعو الله تعالى بحسن الخاتمة والنصر والتوفيق وأن يملأ بلادنا بالعدل والحرية والأمن والأمان اللهم آمين.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 20 Nov 2006, 04:40 PM   #26
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



















البشارة السادسة عشرة


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) الاحزاب)

شلن مُفرِح للنفس أن يمدحك مادح فما بالك إن كان هذا المادح شاعراً يجيد الشعر ويمدحك مدحاً يُجلّي فيه صفاتك الكريمة أو ما بالك إن كان هذا المادح وجيهاً من وجهاء الأمة أو وزيراً أو ملكاً. تخيّل إذا كان الملك هو الذي يمتدحك أمام كل جلسائه وشعبه كله والشعب كله يسمع الملك وهو يمتدحك ويُثني عليك وخاصة إذا امتدحك الملك أمام عِلية القوم هكذا يقال صلّى الملك على فلان أي امتدحه أمام أرقى حاشيته ووجهاء قومه هكذا هي صلاة الملوك.

فرب العالمين يُثني عليك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) الاحزاب) أيُّ مجدٍ هذا أن يذكرك الله تعالى في الملأ الأعلى؟! جعل الله تعالى لكل العبادات سقفاً وزمناً وحدّاً تنتهي اليه كالصلاة محددة والحج محدد والزكاة محددة وهكذا كل العبادات حددها الله تعالى كمّاً وكيفاً ونُهينا عن الإفراط فيها إلا الذِكر هذه العبادة العظيمة لم يجعل الله تعالى له حدّاً معلوماً بل قال ادعوني حتى يقال مجانين (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم) بالسِرّ والعلن مطلق الفعل بالكمّ والكيف.

هذه العبادة هي مدح الله تعالى وإذا امتدحت الله يمدحك وإذا مدحك الله تعالى وهي صلاته عليك يسّر لك أسباب الهداية وأخرجك من ظلمات الشرك والجهل والغفلة والضلال. وأصبحت من عباد الله الصالحين وأصبحت فيمن عنده سبحانه ويكفي أن تعلم أن الله تعالى يقول كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (عن ابي هريرة) : يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب اليّ شبراً تقربت اليه ذراعاً وإن تقرب مني ذراعاً تقربت اليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة . حيثما ذكرت الله تعالى بالكمّ والكيف فهو يُثني عليك مثل ذلك (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) وقوله تعالى كان بالمؤمنين رحيماً تعني أن رحمة الله تعالى الملك القادر تغطي النِعَم وتحصي لك كل ما تريد.

فرب العالمين يُثني على عباده تخيّل رجلً يصلي بالليل والناس نيام فالله تعالى عز وجل يُشهد ملائكته والملأ الأعلى حملة العرش ومن حوله والأنبياء الذين في السموات ويقول: انظروا الى عبدي هذا هجر فراش حبيبه من أجلي. ماذا تتخيل أن يعطي الله تعالى لهذا القائم في الليل يتهجد وقد أثنى عليه تعالى في الملأ الأعلى؟ عطاء لا يمكن أن تدركه العقول والله تعالى قال في من يقومون الليل: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) السجدة) فجاء قوله تعالى بعدها (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)) هؤلاء أثنى عليهم الله تعالى والذي يُثني عليه الملك أمام الملأ لا بد أن تكون ثنيّة عظيمة لا تدركها عقول الحاشية والملأ.

أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن رجل كان يقاتل في سبيل الله وكان القتال شرساً والضغط عظيماًَ وهرب الجند وانسحبوا وهذا من حقهم إلا أنه هو بقي واحداً وصمد بنفسه فإما أن ينتصر وإما أن يُقتل فيقول تعالى: انظروا الى عبدي هذا صبر لي بنفسه ولو شاء لهرب.

وما أكثر ما يُني الله تعالى على عباده الذين يقومون بأعمال عظيمة غير قيام الليل والثبات في المعركة إن لم تكن قادراً على هذه الأعمال ومثال ذلك أن تبقى بين صلاة المغرب والعشاء في المسجد وهذا هو الرباط: رجل صلى المغرب وانتظر في المسجد لكي يصلي العشاء هذا الرجل في أشرف الأوقات وهو بين صلاتين يقول تعالى فيه: انظروا الى عبادي فرغوا من صلاة ينتظرون أخرى أُشهدكم أني قد غفرت لهم.

الأعمال التي يُني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى كثيرة وعلينا أن نتقصاها ولنعلم أن الله تعالى إذا أثنى علينا أعطانا أكثر مما يعطيه أي ملك في الأرض من رفعة درجة ومغفرة وعطاء وجنان لا حصر لها.

ولذلك جاء الذِكر من أعظم العبادات فهو كما ذكرنا عبادة غير محددة كمّاً وكيفاً كباقي العبادات ويمكنك أن تذكر الله تعالى كما تشاء وقال تعالى: "أنا جليس من ذكرني" تأمل نزوله سبحانه بما يليق بذاته ليجلس مع من يذكره ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الوِرق والذهب وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال ذِكر الله. لأن ذكر الله تعالى سبب أن يصلي الله تعالى عليك ويُثني عليك فإذا أثنى عليك نظر إليك وإذا نظر إليك لا يعذبك ويقول افعل ما شئت فقد غفرت لك. وذِكر الله تعالى شأن الصالحين والذاكرين والذاكرات وعندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلّم الصحابة عبادة لا يسألوه غيرها قال: فليكن لسانك رطباً بذكر الله. وقال صلى الله عليه وسلم : ذهب الذاكرون بكل خير.

فما عليك إلا أن يكون لك وردٌ يومي مثلاً من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مئة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج، أو كما قال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : بشّر من تلقاه أنه من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، وكذلك الصلاة على النبي فقد قال صلى الله عليه وسلم: أولاكم بي يوم القيامة وأدناكم مني مجلساً أكثركم عليّ صلاة. فعليك أن تتبع هذه المأثورات وتختار لك عدداً من الأدعية والأذكار واختر منها ما يتناسب مع ظرفك ولا تنساها وتذكر أن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلّ.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 20 Nov 2006, 04:45 PM   #27
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue




















البشارة السابعة عشرة


(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الحج)

بشارة عظيمة وقد دلّ عليها التطبيق العملي في كل عصر وفي كل زمان ومكان من آدم عليه السلام الى أن تقوم الساعة فما عليك الا أن تكون من الذين آمنوا وأن تكون الخصومة بينك وبين غيرك عادلة عندئذ مهما كان وضعك ضعيفاً فإن الله تعالى ناصرك ى محالة إن لم يكن اليوم فغداً فإن الله ناصرك وإن لم يكن بفِعلك فبفعله عز وجلّ.

لا بد أن تكون هناك خصومة ليكون هناك مدافعة (حرب أو خصومة) وفي كلا الحالتين وعد الله تعالى أن يدافع عن الذين آمنوا (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) هذه قاعدة كونية والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير فالله تعالى حق والموت حق والحساب حق والحشر حق ونصر المؤمنين حق على شرط أن يكونوا مؤمنين فعلاً حقاً (أولئك هم المؤمنون حقاً) وهناك فرق بين المؤمنين بالاسم والمؤمنين حقاً ولكي تكون مؤمناًً حقاً لا بد ان تكون خصومتك مع الآخر مشروعة والخصومة إما في حرب وهذا واقع في كل التاريخ الانساني فأصحاب الحق مهما كانوا ضعافاً إذا كانوا أصحاب حق فعلاً وكانوا ممن يؤمنون بالله عز وجل فإن الله تعالى ناصرهم (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) يوسف ) ونصر الله له جنود لا حصر لها منها الطوفان كما قال تعالى (فأرسلنا عليهم الطوفان) والطوفان نوعان: طوفان مياه كما حصل لفرعون وقوم نوح وهناك طوفان الأمراض كالسرطان والطاعون مما يبيد أقواماً ومن جنود الله تعالى : الطوفان بنوعيه والجراد والقُمّل والضفادع والدم وكل ما هو مبيد حينئذ يسخّر الله تعالى جنوداً لنصرة عباده المؤمنين الذين ضاع حقهم وخصومتهم مع عدوهم مشروعة وعدوهم يمتلك من القوة ما لا يمتلكون إذا قام المؤمنون بواجباتهم ووفروا شروط النصر. وشروط النصر أولها أن لا تكون المعاصي فيهم ظاهرة فإذا فشت فيهم المعاصي وظهرت فيهم الفاحشة فليس هناك اي ارتباط بينهم وبين الله عز وجل كما في الحديث الصحيح "إذا شاع الخمر والربا والزنا رفع الله يديه عن الخلق فلا يبالي بأي واد هلكوا".

(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الانفال) أنزل الله تعالى آلاف الملائكة في غزوة بدر وهم لا يزالون موجودين الى هذا اليوم ويسمونه ملائكة بدر كما نسمي الذين قاتلوا في بدر البدريين وهؤلاء الملائكة يسخرهم الله تعالى حيثما أراد تسخيرهم والأمثلة في التاريخ منذ آدم عليه السلام الى يومنا شاهدة من حيث ان الله تعالى ينصر الرسل والمؤمنون كما فعل مع ابراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وغيرهم من الرسل والانبياء وما يفعله الله تعالى مع الرسل يفعله مع أممهم إذا كانوا على التوحيد. حينئذ هذه خصومة حرب وهناك خصومة مع الشيطان وهي أشد الخصومات ضراوة لأن الخصومات الحربية العسكرية تنتهي والحرب كرٌ وفر ومن قوانين الحروب ان تنتهي مهما طالت والتاريخ فيه أمثلة عديدة على حروب استمرت سنوات عديدة ثم انتهت (داحس والغبراء، الأوس والخزرج، الحروب العالمية وغيرها) لكن حربك مع الشيطان فهي حرب ضروس لا تنتهي فإذا كنت مع الله عز وجل في هذه الحروب واستنصرت به يُدافع الله تعالى عنك (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) فعليك أن تكون من عباد الله حينئذ ستجد نفسك أقوى من الشيطان بألف مرة ويخنس الشيطان معك خنوساً لذلّته كأنه الحِلس البالي (أي الخرقة الممزقة). وإذا أرت أن تكون من عباد الله فاقرأ أواخر سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)) هذه الآيات فيها صفات عباد الله منتظمة انتظاماً عظيماً (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)). حينئذ أنت تكون من عباد الله الذين يدافع عنك في كل خصوماتك سواء كان عدوك خارجي أو خصومة مع مجتمعك إذا كانوا على ضلال أو مع الشيطان وهذه الخصومات هي التي تشغل الناس جميعاً ولكن الخصومة مع الشيطان أخطر ولا تنتهي إلى الموت.

إذن الله تعالى فعلٌ ورد فعل: فعل لأنه خلقك ورزقك ونصرك وله رد فعل تبدأ أنت أولاً كما في قوله (إن تنصروا الله ينصركم) (فاذكروني اذكركم) (نسوا الله فنسيهم) وهكذا عليك أن تنصر الله تعالى بألا تتركوا المعاصي والفواحش ظاهرة في دياركم علناً صحيح أن المعاصي من قوانين الانسان "لو لم تذنوبا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم". وهناك فرق بين أن تعصي الله سراً وأنت نادم مستتر كما قال صلى الله عليه وسلم :من أصاب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر فإنه في ستر الله إن شاء عذبه وإن شاء ستره ومن أبدى صفحته أقمنا عليه الحدّ.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 20 Nov 2006, 04:49 PM   #28
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue





















البشارة الثامنة عشرة


من البشائر العظيمة قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الحج) والله سبحانه وتعالى يدافع عن الذين آمنوا سواء كانوا جماعات أو أفراد أو دولً ما داموا من الذين آمنوا ويعملوا الصالحات وهذا من نسق منصنع الله تعالى منذ خلق آدم الى أن تقوم الساعة. فقد نجّا الله تعالى الأنبياء ومن آمن معهم وأهلك أعداءهم ومناوئيهم وعندما تكون هناك مدافعة فالأمر فيه حرب أو خصومة وأن جميع الدعوات والأنبياء والرسل الذين أرسلهم لبيلّغوا عن ربهم رسالاته تعرضوا لعداءات غير منطقية وكانت شرسة يعجز عنها النبي المعني ومن آمن به حينئذ يتصدى الله تعالى للدفاع عن الذين آمنوا (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) يوسف) (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) حقاً تعني أمر ثابت وقانون من قوانين الله تعالى ثابت لا يختلف. كلنا يعرف ماذا قال تعالى بقوم نوح حيث أغرقهم وقوم صالح وقوم هود وقوم فرعون وهكذا (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) العنكبوت) هذا النسق استمر ولم يختلف يوماً واحداً وقد نجى الله موسى وابراهيم وصالح وهود ونوح وهكذا هي سُنة الله تعالى في خلقه يدافع عن الذين آمنوا وفي بدر قال تعالى (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الانفال) وقد دافع تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الهجرة في غار ثور واستمرت الحالى الى يومنا هذا ما كان المؤمنون مؤمنين يتعرضون لأذى شديد أو حرب ضروس أو فرق ضالّة يتدخل تعالى بأسباب وبدون أسباب وكلنا نعرف ماذا حدث يوم حنين (ويوم حنين) هذه الخوارق التي تدل على نصرة الله تعالى ودفاعه عن المؤمنين متواترة ولا تقبل التخلف والخطأز ثم استمر الحالة بعد ذلك (سارية الجبل، اليرموك، وغيرها من المعرك الضروس التي كان فيها المؤمنون قِلّة وضعفاء والكفر مستشرياً حيث أنزل الله تعالى سكينته وأنزل جنوداً لم تروها.

هذا في حالة الحروب أما في حالة الخصومة فما من فترة من فترات التاريخ تعرّض فيها الاسلام الى تضليل وبِدَع وانحراف من أعداء كان لهم قوة في جزء من الأزمنة إلا اضمحلت تلك الفرق المعادية وبقي الاسلام نقياً صافياً لا يقل قيمة ومناعة عن التقدم ولو استعرضنا تاريخ الاسلام نجد ان فترات طويلة منه استحكم فيها أعداء الاسلام من حكومات ملحدة أو دهرية أو مبتدعة نصبت المشانق للعلماء والصالحين والملتزمين وكذلك لما استولى الشيوعيون على جمهوريات اسلامية شرّدوهم ثم زالت تلك القوة وبقي الاسلام ناصعاً.

هذه السُنّة مضطردة الى يوم القيامة بشرط واحد وهو إذا كان المؤمنون مؤمنين وحتى يكونوا مؤمنين لهم علامة اساسة وهي أن لا يسمحوا بظهور المعاصي واستشراؤها حتى تستحكم فيهم علانية كم قال صلى الله عليه وسلم : "إذا شاع الخمر والربا والزنا رفع الله يديه عن الخلق فلا يبالي بأي واد هلكوا" إن الله يدافع عن اذين آمنوا إذا كانوا من المؤمنين حقاً وليس من شأن المؤمن أن تستبد بمجتمعاتهم الذنوب والمعاصي والكبائر حتى تصبح حالة مستقرة ورسمية يدافع عنها وهم صامتون ساكتون ولذها فليس من شأن المؤمنين وإن كان هناك مؤمنون من أي نوع من الايمان ثم لا يقفون سدّاً أمام استشراء الباطل وفي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم : كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر فقالوا أوكائن ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم وأشدّ منه كائن. كيف أنتم إذا رأيتم المنكر معروفاً والمعروف منكراً فقالوا أوكائن ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم وأشدّ منه كائن قال كيف أنتم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟

نحن نسمع في بعض المجتمعات الاسمية حكومات تمنع الحجاب والصلاة وهذه مجتمعات لا تستحق أن تطبق عليها القوانين الالهية من حيث أن الله تعالى تكفّل أن يدافع عن المؤمنين من أفراد وجماعات ودول وينصرهم فإن في ذلك خروجاً على القاعدة التي تستدر ذلك القانون. ومن هنا نعلم أن مصيبة المسلمين في ضعفهم وقهرهم وتخلفهم ليس ناتجاً عن عدوهم وإنما أسبابه كامنة في مجتمعاتهم فالمسلمون يؤخذون من حصونهم فهم يُقهرون في بلادهم في أنفسهم فيتجرأ عليهم العدو حيث يرفع الله تعالى يديه عنهم فلا يبالي بأي واد هلكوا. من أجل ذلك إذا أردنا أن ننتهي من الذل فعلينا أن نكون مؤمنين مؤمنين ولا نسمح بأن يكون الباطل المستشري حالى مستقرة ثابتة تخرجنا من دائرة الايمان وتلحقنا بمن ليس من هذا الوصف من دول العالم الأخرى وعلينا أن نتولى أنفسنا بأنفسنا من غير أن نطمع في أن يدافع عنا الله تعالى أو ينصرنا عز وجل لأنه يجافع عن الذين آمنوا . فأسأله تعالى أن يجعلنا من الذين آمنوا ونكون من المؤمنين حقاً لكي يدافع الله تعالى وهذا الأمر آت لا محالة لأن الأمة دائماً تمر بضعف وقوة ولا بد أن القوة آتية بعد الضعف.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 21 Nov 2006, 09:19 AM   #29
ابن الورد
الحسني


الصورة الرمزية ابن الورد
ابن الورد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : اليوم (12:53 PM)
 المشاركات : 17,408 [ + ]
 التقييم :  24
 الدولهـ
Saudi Arabia
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Cadetblue


الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين

أخي الحبيب بيرق مازلت علما يرفف فوق رؤسنا
فلا حرمك الله أجرنا
وجعل المبشرات نورك في الدنيا والآخرة

وجزاك الله عن الجميع خير الجزاء

وكل البوارق خير من آل سعدي
لاعدمناك يحفظك لنا ربي


 
 توقيع : ابن الورد



رد مع اقتباس
قديم 21 Nov 2006, 07:45 PM   #30
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اخي في الله
ابو فهد
الله يرفع من قدرك دوماً بك تعلو الهمم
اشكر لك متابعتك النيّره


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشروني الله يبشركم بالجنه ؟ معاناة ‎تعطير الأنام في تأويل الرؤى والأحلام - تفسير ابن الورد الحسني 3 26 Mar 2007 10:22 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 01:37 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي