ما الفرق بين الحسد والعين ؟ وماطرق الوقاية والعلاج منهما ؟ ( 1 )

[size=5]هبة الله - الأردن
طرق الوقاية والعلاج من الحسد والعين العنوان
ما الفرق بين الحسد والعين ؟ وماطرق الوقاية والعلاج منهما؟ السؤال
الحل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا شك أن الحسد والعين بينهما عموم وخصوص وجهي، بمعنى أن الحسد أَعَمُّ من وجه، وأخص من وجه آخر، وكذلك العين، فمن حيث السبب أو الباعث على الحسد والعين فهما يلتقيان فيما كان سببه أو باعثه: البغض، أو الكراهية للنعمة تكون عند الغير وإرادة زوالها عنه، وتنفرد العين فيما كان سببه الإعجاب والاستحسان، ومن حيث السعي في إزالة النعمة عن الغير يلتقيان فيما كانت وسيلته الرؤية، أو التوجه بالروح أو الوهم والتخيل، وينفرد الحسد فيما كانت وسيلته غير ذلك، من الاتصال والملامسة، أو النميمة أو الأدعية، والرُّقَى، والتعوُّذات.
ولا شك أيضاأن الحسد والعين ثابتان بدلالة النقل والعقل، والتأثير إنما يكون بإذن من الله ـ عز وجل ـ الأمر الذي يقتضي عدم الخوف من أحد إلا من الله وحده، ويقتضي كذلك مزيدًا من التملُّق لله حتى يحمي من كيد الحساد، والعيانين.
والحسد منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود حسب حال المحسود، والحاسد، وأنه لا عقاب على مَن كان حسده في قلبه، ولم يَسْعَ لإبرازه إلى عالَم الوجود.

والحَسَدَ لا ينشأ مِن فَرَاغ، وإنَّمَا له أسبابه وبواعثه الذاتية والغَيْرِيَّة، كما أن له آثاره الفردية والجماعية، والتي تَتَعَدَّى الدنيا إلى الآخرة.
كمالا يَصِحُّ المبادرة باتِّهَامِ أَحَدٌ بأنه حَاسد أو عاين، وإلا كانت الشكوك، وفقد الثقة بين الناس، وبالتالي تكون الفُرْقة والقطيعة، الأمر الذي يفتح الباب في وجه الأعداء فيُسَلَّطوا على الإسلام وأهله، وإنما لابد من الدليل اليقيني القطعي، وذلك أمر بعيد المنال.

وللوقاية والعلاج من الحسد والعين أساليب، ووسائل كثيرة، بعضها جاءت به السنة وحدها، وبعضها جاء بالكتاب والسنة، وبعضها مُستَقًى من الواقع مادام لا يتصادم مع الكتاب والسنة.


ومن السهل رسم طريق الوقاية والعلاج على هذا النحو:

1ـ التحصن بالله والتعوذ به، سبحانه وتعالى:
وذلك بالمواظبة على ذكر الله بعموم، والاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد، وكذلك العائن بخصوص، فإن هذا الذكر أكبر حماية وحصانة للعبد من شر شياطين الجن، وشياطين الإنس.
وقد أمر الله بذلك في قوله: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (سورة الفلق:1ـ5).

2ـ تقوى الله، عز وجل:
المُتَمثِّلة في توحيده ـ سبحانه ـ والإقلاع عن المعاصي، والمواظبة على فعل الطاعات، قال، تعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا) (آل عمران: 120).
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لابن عمه عبد الله بن عباس:
"احفظ الله يَحْفَظْك، احفظ الله تَجِدْه تِجَاهك" (الحديث أخرجه الترمذي في: السنن: كتاب صفة القيامة: باب منه 4/575ـ576 برقم 2516 من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بلفظ: كنت خلف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاسْتَعِنْ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلام، وجَفَّت الصحف"، وعَقَّبَ عليه بقوله: "هذا حديث حسن صحيح"، وأحمد في: المسند 1/293،303، 307ـ308، من حديث ابن عباس مرفوعًا به، وينحوه).

3ـ الصبر والتحمُّل:
فلا يُحَدِّث نفسه بأذى الحاسد أصلًا، ولا يقاتله، ولا يشكو، وتَمادِي الحاسد والعائن يكون سببًا في هلاكه من حيث لا يدري ولا يشعُر.
يقول ابن القيم، رحمه الله:
"السبب الثالث: الصبر على عدوه، وألا يقاتله، ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه أصلًا، فما نصر على حاسده، وعدوه بمثل الصبر عليه، والتوكل على الله، ولا يستطل تأخيره، وبَغْيه، فإنه كلما بَغَى عليه كان بغيه جندًا، وقوة للمبغي عليه المحسود، يقاتل به الباغي نفسه، وهو لا يشعر، فبغيه سِهَام يَرْمِيها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغي عليه ذلك لَسَرَّهُ بغيه عليه، ولكن لضعف بصيرته لا يرى إلا صورة البغي دون آخره ومآله، وقد قال، تعالى:
(وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) (الحج: 60).
فإذا كان الله قد ضَمِنَ له النصر مع أنه قد استوفى حَقَّه أولًا، فكيف بمن لم يستوف شيئًا من حقه، بل بغي عليه وهو صابر، وما من ذنب أسرع عقوبة من البغي، وقطيعة الرحم، وقد سبقت سنة الله: أنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دَكًّا" (انظر: بدائع الفوائد لابن القيم 2/241).

4ـ التوكل على الله:
وذلك بالأخذ بالأسباب التي مضت مع الاعتماد التام على الله ـ عز وجل ـ فإن هذا التوكل بهذه الصورة من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يُطِيق من أذى الخلق، وظلمهم، وعُدوانهم، قال، تعالى:
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق: 3).
وقد قيل: "لو تَوَكَّل العبد على الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ، وكَادَتْه السماوات والأرض، ومن فيهن، لجعل الله له مخرجًا من ذلك، وكَفَاهُ ونَصَرَه" (انظر: بدائع الفوائد لابن القيم 2/241).

5ـ التوبة النصوح:
بأن يتذكر نعمة الله عليه، وسوء أَدَبِه مع هذه النعمة، حيث استخدمها في معصية الله ـ عز وجل ـ فَيَنْقَدِح في قلبه الخوف من الله ومن عقابه فيُقْلِع، ويَرُد المظالم إلى أصحابها فورًا، ويعزم عزمًا أكيدًا ألا يعود وإنْ قُطِّعَ وحُرِّقَ بالنار، عند ذلك يكون العفو عنه من الله وصرف كَيْد الحُسَّاد والعَيَّانِين.
قال، تعالى:
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) (هود: 3).
وقال، تعالى:
(وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31).

عندي سؤال محيرني كيف تتحول العين المعجبه الى عين حاسده الى سحر؟
اريد شرحالذالك وجزاك الله خيرا

سلام 00 معذرة اخي ابو الحسن 00 احسن الله عليك 0
ارجو ان اتفضل من شخصكم ان ارد بما من الله علي بهذا الصدر
و نامل ان يفيد الجميع باذن الله 00 و لك الشكر مقدما 00

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحســـــــد والعيــــــــــــن)

الحمد لله القائل (يأيها الناس قد جاءكم مو عظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) يونس.
الحسد داء عضال يصيب مرضى القلوب وهو داء خطير وعواقبه وخيمة في إفساد سبل المعاملات الإنسانية - لذا فلقد حذرنا رسولنا الكريم بقـــــوله ( لا تحاسدوا ولا تقاطعوا.... الحديث).
وقد ذكر الحسد في القران الكريم في مواضع كثيرة، منها على سبيل المثال: قوله تعالى في سورة البقرة (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسدا من عند أنفسهم )وفي سورة النساء قوله تعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونوا سواء ... )89
وفي سورة يوسف الكثير ومنها ( وقالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة ... ) وقوله تعالى في سورة الفلق ( من شر حاسد إذا حسد ..) وقد ذكر العلماء بأن الحسد هو تمنى زوال نعمة الغير وان لم يصر للحاسد مثلها.. وقد يعرف الحسد باسم العين أي الإصابة بالعين.

فالحسد مذموم ومحمود... فأما المذموم كما في قوله تعالى: ( أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله )يونس 54
والحسد المحمود كما في قوله تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) المطففين 20.
فهو حين ينافسه حتى يلحقه أو يجاوزه فهو من شرف النفس وعلو الهمة - وأما في الأولى قوله تعالى : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) النساء 32
وفي بيان حقيقة الحسد وهي شدة الأسى على الخيرات التي تكون للناس, فإذا أنعم الله على أخيك بنعمة فلك حالتان كما قيل :




الحالة الأولى : إن تكره تلك النعم وتحب زوالها وهذه الحالة تسمى حسدا ,
فالحسد حدة كراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم ...
الحالة الثانـية : أن لاتحب زوالها ولا تكره وجودها ودوامها, ولكن تشتهي لنفسك
مثلها , وهده تسمى غبطة و قد تختص باسم المنافسة.
وهناك فرق بين المنافسة والحسد .. وقد روي عن النبي صل الله عليه وسلم انه قال: " المؤمن يغبط والمنافق يحسد.."
وقد قال الشاعر:-
نافس على الخيرات أهلا العلا فإنما الدنيا أحاديث
كل امرئ في شأنه كادح فوارث منهم وموروث

وقد قيل أن أصل الحسد فرع من الحقد والحقد ثمرة الغضب ومنشأه حب الدنيا – أما الآخرة فلا ضيق فيها فأهلها متحابون فلا حقد ولا كره ولا حسد.

وقد قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:-
أولـهــا: قد أبغض كل نعمة قد ظهرت على غيره..
الثانــي: سخط لقسمته كأنه يقول لربه لم قسمت هكذا..
الثالــث: أنه ضن بفضله - يعني أن ذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء وهو يبخل بفضل الله تعالى ..
الرابــع: خذل ولي الله تعالى – لأنه يريد خذلانه وزوال النعمة عنه..
الخامس: أعان عدوه يعني إبليس لعنة الله.

ويقال: الحاسد لا ينال في المجالس إلا مذمة وذلا، ولا ينال من الملائكة إلا لعنا وبغضاً، ولا ينال في الخلوة إلا جزعا وغما ، ولا ينال عند الجزع إلا شدة وهو لا ينال في الموقف إلا فضيحة و نكالا ، ولا ينال في النار إلا حرا واحتراقا .

فمن أوصاف الحاسد :-
- يكون دائم السخط على أقدار الله .
- قليل الشكر لله .
- يتتبع عثرات الآخرين و يضخم الأخطاء.
- يخفي محاسن ومميزات المحسود ..
- يتحين الفرص في الضرر للمحسود في نفسه وماله وأهله ..

وقد يكون الحسد من شياطين الجن والإنس، والحاسد مقصده الشر بطبعه ونفس وبغضه للمحسود، والشيطان يقترن به ويعينه ويزين له الحسد..
العلاقة بين الحاسد والساحر:-
الحسد يأتي من شياطين الجن والإنس.
الحاسد والساحر يبلغ شرهما للعبد ويقارنهما الشيطان ويحادثهما ، الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه لأنه يطلب ما تحبه الشياطين من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم.
الساحر: يطلب من الشياطين أن تعينه ويستعين بها في قضاء حاجاته، وهو أكفر
وأخبث .
الحاسد: قصده الشر بطبعه ونفسه وبغضه للمحسود.
الساحر: قصده الشر بعلمه وكسبه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والحسد فانه يأكل الحسنات كما تأكل
النار الحطب ".

ومن كلام الإمام الحسن رضي الله عنه قال:-
هلاك الناس من ثلاث:- ( الكبر، الحرص ،الحسد ).
فالكــبر: هلاك الدين وبه لعن إبليس.
الحرص: هلاك النفس وبه اخرج آدم من الجنة.
الحســـد: رائد الشر وبه قتل قابيل أخاه هابيل.

وللحسد قصص كثيرة مؤثرة عبر التاريخ ، بدأ بإبليس الذي حسد آدم وسعى في خروجه من الجنة التي حرم منها بسبب الكبر واشتعلت بينهما العداوة والبغضاء ومن ثم حسد قابيل لأخيه هابيل وهي أشد أنواع الجسد وفي ذلك التاريخ باستخدام القوة (القتل) فالحاسد يستخدم فيها قدراته المختلفة كما فعل أخوة يوسف بيوسف فالقوه في غياب الجب ، وتلك كانت صورة من أضرار الحسد.

وأما عن واقعنا المعاش في حياتنا، كما يقولون فحدث ولا حرج، فما من ذي نعمة إِلا وله حاسدون ويدبرون له المكايد.
فكم من زوجين حبيبين كان لهما حاسدون واشون أفسدوا ما بينهما بالكذب, وبما حل بهما الفراق , وكم من أصحاب متآخين في الله دخل بينهم الحاسدون والواشون .

ولله در الشاعر قديما قال في مدارة الحسد:-
وداريت كل الناس إلا الحاسد مدارته عذت وشق نوالـــها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
وقال أخر:-
هم يحسدوني على موتي فــوا أسفا
حتى على الموت لا أخلو من الحسد

إن الحسد سجية من سجايا اليهود فيما بينهم, وللمسلمين كذلك في المنافقين فإنهم من الحاسدين للمؤمنين في كل زمان ومكان..

وقد أمر الله تعالى بالتعوذ من الحاسد إذا حسد ( ومن شر حاسد إذا حسد ) قال شيخ الإسلام بن تيمية ، رحمه الله - وسورة الفلق فيها الاستعاذة من شر المخلوقات عموما وخصوصا ،ولهذا قيل فيها برب الفلق ، فإن فالق الإصباح والنور يزيل بما في النور أنواره من الخير ما في الظلمة من الشر،وفالق الحب والنوى بعد انعقادهما يزيل ما في عقد النفاثات فان فلق الحب والنوى أعظم من حل عقد النفاثات ..

وقال ابـن القيم : ( في بدائـع الفوائد ) تأمل تقييده سبحانـه شر الحاسـد بقـولـه
( إذا حسد ) لان الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يترتب عليه أذى بوجه ما بقلبه ولا بلسانه ولا يبديه ، بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ولا يعاجل أخاه إلا بما يحبه الله ، فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله .. ا هـ
وهناك بعض الإعراض التي تصيب المصاب بعد وقوع الحسد:-
1- الإرهاق الجسدي, والتعرض للكسل والخمول والشعور بالإجهاد المستمر.
2- الإرهاق الفكري، وقد يمكن الهم والغم والحزن والفزع والخوف الشديد منه.
3- الأمراض المستمرة في الجسد المفاجأة ومن غير أسباب عضوية مسبقة.
4- الانفعالات المستمرة (العصبية) من غير سبب أو سبب تافه.
5- الانطواء والعزلة والتراجع في أداء بعض الإعمال ،وضعف الشهية للطعام.
6- ضيق في الصدر وشحوب الوجه من حين لأخر.
7- كثرة حدوث مشاجرات بين الزوجين وازدياد النفور بينهما ,أو فيما بين أفراد
الأسرة لأسباب تافهة.
وقد تكون بعض الأعراض المذكور ماثلة مع من يعانون من الإصابة بالعين أو السحر ولكن سوف نفرد له جانب أخر بإذن الله.

و نعرج بذلك من الحسد إلى العين للارتباط ما بينهما...

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العين حق ) أي الإصابة بالعين حق، وكما هي رقية جبريل للنبي وبها ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ..)

ومن الملاحظ ومعلوم بالتجربة أن العين المعجبة قليلا ما تكون مصحوبة بالمس،أما الحاسدة كثيرا ً ما تكون مصحوبة بالمس والله أعلم ...

في تعريف العين : يقول ابن القيم في (الزاد) هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعيون، تصيبه تارة وتخطيه تارة، فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته ...

(والحاسد يحصل له ذلك عند غيبه وحضوره أيضا ،ونفس العائن لا تتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون العائن أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وان لم يره ...) والإصابة بالعين إما أن تكون من عين أنسيه أو عين جنيه فالجن يصيبون بالعين كإصابة الإنس وأشد.
وعين انسيه كعين عامر بن ربيعة وما حدث لسهيل بن حنيف ، وعين جنية وهي أن تنظر الجن لبشر فيحسده، والدليل علي ذلك حديث أم سلمة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سعفة , فقال استرقوا لها فان بها النظرة ..) أخرجه البخاري وقال الحسن بين مسعود الفراء : وقوله (سعفة) أي نظرة - يعني من الجن- يقول بها عين أصابتها من الجن أنفذ من أسنة الرماح.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم:
يتعوذ من أعين الجن واعين الأنس فلما نزلت المعوذتان اخذ بها وترك ما سوى ذلك

وفي موضع آخر يقول ابن القيم " أن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة انبعثت من عينيه قوة سمية تتصل بالمعين فيتضرر..

وقد قال الشعراوي بهذا الصدد ( أن الشيء كلما كان دقيقا لا تراه العين كان أثره وفعله اكبر وكان عنيفا في فعله .. فأدق الجراثيم مثلا هي أعنفها في التأثير على الجسم وهي أقواها في مقاومة الدواء وكلما ارتقينا في العلم واستطعنا تكبير الأشياء مئات الألوف من المرات أو ملايين المرات ،اكتشفنا جراثيم وأشياء غاية في الدقة وتأثيرها غاية في العنف، أذن فكوننا لا نرى شيئا بالنسبة للحسد فليس معناه انه لا تأثير له أو أن تأثيره ضعيفا..)

وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكثر من يموت من أمتي بعد كتـــاب الله وقضائه وقدره بالأنفس...) وقال البزاز يعني العين ،وحديث أخ ...عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: ( العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر وان أكثر هلاك أمتي في العين ....).

وكثير منهم سبب موتهم بأسباب غير معروفه أو أمراض عضوية يعجز الأطباء عن معرفة سببها وطريقة علاجها ،وبعضهم تؤدي إلى أمراض نفسية وعصبية .. نسأل الله العافية .

الفرق بين العائن والحاســــد:-
الحسد والعين يشتركان في الأثر , حيث يسببان ضررا ً للمعين والمحسود
الحاســـد: يضر بنفسه عند غيبة المحسود وحضوره.
العائــــن: قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان, وربما أصابت عينه نفسه.
الحاســد : يمكن أن يحسد في الأمر قبل وقوعه وبعد وقوعه .
العائــــن: لا يعين إلا الموجود بالفعل .
الحاســـد: أعم من العائن كما ذكرنا و ذلك بان يتأتى عن الحقد والبعض وتمني
زوال النعمة.

العيــــن قد تقع من رجل صالح من جهة إعجابه بالشئ دون إرادة منه، كما حدث بين ربيعة عندما أصاب سهل بن حنيف رضي الله عنهما.
فالعين تكون سببها الإعجاب والاستعظام والاستحسان، فهنا أن العائن حاسد خاص ومن أعجاز القران في سورة الفلق جاء ذكر الاستعاذة من الحاسد إذ أن شر الحاسد دخل فيه العائن.

أن النفس أذا ما أفرضت في الإعجاب بنعمة من النعم أثرت فيها ما لم يبرك صاحبها ويقول ابن حجر...( ان العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحب ومن الرجل الصالح , وأن الذي يعجبه الشئ ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة فيكون ذلك رقية منه ..اهـ ).

وأما العين الحاسدة: وهي تخرج من نفس حاسدة خبيثة وهي تتمنى زوال النعمة التي انعم الله بها على المحسود.
وأما العين القـاتلــة: وهي تخرج من العائن إلى المراد أعانته بقصد الضرر فيصاب فيجد من الضيق والحزن والكآبة وتضيق عليه الأرض فلربما بأمراض ومرض يؤدي إلى وفاته ...ان لم يتدارك الأمر... والله اعلم.

كثيرا ًمن الناس يصابون وهم لا يعلمون بذلك، أو يعلمون متأخرا ً بأنهم مصابون بالحسد أو العين.




وهذه بعض الأعراض التي تظهر على المصاب وإن كان يشعر بشئ من تلك الأعراض وهو لا يلقي لها بالا ً،وقد يظن أنها من الأمراض العضوية:-
- شحوب في الوجه بسبب انحباس الدم
- حرارة أو برودة في أطراف الأرجل أو اليدين.
- تقرحات تظهر على الجلد أو كدمات و تساقط الشعر.
- حدوث ألم مستمر ومتنقل في أسفل الظهر أو بين الكتفين وألام المفاصل.
- الكسل والخمول والشعور بالإجهاد المستمر وضيقة في الصدر.
- نفور من البيت والأهل أو التعامل بقسوة وعنف وحدوث المشكلات العائلية مع توهم
رؤية خيالات.
- النسيان أحيانا ً والثقل في مؤخرة الرأس مع صداع مستمر متنقل.
- كثرة الغازات في البطن أو الإمساك المزمن وضعف الشهية .
- أي مرض معين في عضو من أعضاء الجسم لم ينفع معه أدوية طبية معاصرة.
- حالات الأرق في الليل وعدم الخلود للنوم بسهولة.
- الخوف الشديد الغير طبيعي وعدم التركيز في بعض الأشياء.

وهناك بعض الأعراض التي تصيب المريض في أثناء الرقية , منها على سبيل المثال , وان كانت هذه الأعراض تتشابه في أعراض المس والسحر:-
- عند مقابلة القارئ المصاب تزداد ضربات قلبه ويود أن يهرب من المجلس.
- التثاؤب المستمر مع شعور بالنعاس أو النوم.
- البكاء الخفي وتساقط الدموع بدون إرادة منه.
- يفرك العين أو أن لا يستطيع الصبر على تلك الحالة.
- محاولة طلب توقف الرقية مع صراخ شديد.
- خدر أو حرارة زائدة أو برودة شديدة.
- المعيون يحصل له تقيأ وكذلك المسحور.
- الشعور بأن هناك شيئا ما ينسل من أطرافه.
- يشعر المعيون بالرغبة في التمغط أي كالذي يفعله الشخص حينما يستيقظ من النوم.أ الا




العـــــــــــلاج:-
يتم علاج المحسود أو المعيون, بطريقتين هما الأصل في العلاج ،وطريقة ثالثة ابتدعها العوام من الناس تمثل الشركيات في العلاج أو المدارة.
ولكن الأهم في ذالك:-
الأولى: أغتسال المحسود بغسل الحاسد وتستخدم هذه الطريقة أذا عرف
الحاسد(العائن) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العـين حق ولو كان
شئ سابق القدر سبقه العين ،وإذا أستغسلتم فاغسلوا) صحيح مسلم.
الثـانيـة: بالرقية الشرعية عند قارئ متمكن والأدعية النبوية الصحيحة والواردة عنه
وفوق كل ذك ألا يستعجل العلاج والشفاء لان كل ذلك بقدرالله وعليه الصبر
والمتابعة .
موقف المسلم من حاسديه:-
وقد جمع الله تفصيل ذلك في قوله تعالى:( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران 134
قال أهل العلم : ثلاث منازل للمبتدئين والمقتصدين والسابقين بالخيرات .
المنزلة الأولى: من أساء إليه فليكظم وهذه أدنى منزلة فهو يكظم غيظه , ولا يتشفى
لنفسه في المجالس ولا يتعرض له .
المنزلة الثـانيـة: فان زاد على الكظم ( والعافين عن الناس ) فهو خير لصفا قلبه وحسن
سريرته ورجاء ما عند الله.
المنزلة الثـالثـة: ومن جميع ماسبق ( والله يحب المحسنين ) فأحسن إليه بصلة أو هدية فان لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ،و الإحسان من أصعب الأسباب على النفس وأشقاها عليه كما قيل في ذلك ، وقد نبه الله سبحانه وتعالى في قوله ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله أنه هو السميع العليم ) فصلت 34-36.
فأثنى الله عليهم بقوله تعالي ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ) القصص 54.



نسأل الله الحفظ والحماية من كل ضرر وشر ونعوذ به من حسد الحاسدين وكيد الكائدين.


والله ولـــــى التوفـيــــــــــــق،،،

من خلال رؤيتي لهالة بعض الاشخاص المصابين بالحسد وبعض ممن هو مصاب بالعين ..وجدت ان الحسد يصيب الهالة المحيطة بجسد الانسان ككل فيحدث فيها خلل بصفة عامة ..اما العين فنها تحدث اختراق للهالة مما يكون سبب رئيسي في الاصابة بالمس ان كان هناك من يحاول دخول بدن الشخص المصاب بالعين
وجهة نظر قد تكون علي صواب او علي خطا لكن هي رؤيتي لتلك الهالات وهي تبين هذا الامر والله اعلي واعلم
ان طالت فترة الحسد علي الانسان تبدا طاقته ككل بالضعف والوهن اكثر واكثر
لدي سؤال ؟
مما عرفت ان الانسان عندما يصيب بالعين فان العين تكون مجتمعه من نفسه فتنطلق كشرارة كهربائية للمعيون ..كيف تنطلق ؟؟كنت اري انها تنطلق من عين العائن حتي سمعت ان هناك من يصيب بالعين وهو اعمي ؟؟ فمن اين تنطلق اذن ؟؟؟؟؟

جزاك الله شيخي الفاضل ابو الحسن علي ما تفضلت به

جزاكم الله خيراا

ماتقصرون