#1
|
||||||||
|
||||||||
ففيهما فجاهد !!
ففيهما فجاهد!!! كان في عهد الفاروق عمررضي الله عنه شاب يُدعى (كلاب بن أمية بن أسكر الكناني) وكان هذا. الشاب بارا بوالديه فقابل اثنين من الصحابة وسألهما ما أحب الأعمال إلى الله فقالوا له الصلاة والصوم والجهاد. فذهب إلى عمر ليرسله إلى الثغور (وهي أماكن يرابط فيها الجيش لصد العدوان على المسلمين) فقال له عمر رضي الله عنه لا أرسلك حتى تستأذن والديك، فذهب إلى أبيه وأمه يرجوهما ويقبل أيديهما وأرجلهما حتى وافقا، وذهب إلى الثغور، فافتقده أبوه وأخذ يبكي عليه، واشتد حزنه حتى مر بحمامة على شجرة تطعم أولادها الصغار فنظر إليها وقال: مالِ شيخين قد نشدا كلابا كتاب الله لو عقل الكتاب... تركت أباك مرعشة يداه وأمك ما تسيغ لها شرابا.. إذا نادت حمامة بطن فج على أفراخها ذكرت كلابا .. فإنك والتماس الأجر بعدي كباغي الماء يتبع السرابا.. حتى أصابه ما أصاب يعقوب عليه السلام من الحزن، ثم اشتد بكاؤه ووجله، وأراد أن يدعو على ولده فلم تطاوعه نفسه، فأخذ يدعو على عمر ويقول: سأستعدي على الفاروق ربا له حج الحجيج إلى بساق. إنِ الفاروق لم يردد كلابا إلى شيخين هامهما بواق. من شدة الكبر سقطت الجبهة على العين ثم اشتد حزنه على ولده، فسمعه أحد أقربائه وقال: يا أبا كلاب تعال معي قال، إلى أين؟قال تعال، ثم أخذه إلى المسجد وأجلسه في الحلقة التي فيها عمر (وهو لايدري) فقال له قريبه: يا أباكلاب أنشدنا من أشعارك فتذكر ولده فقال : سأستعدي على الفاروق ربا له حج الحجيج إلى بساق. إن الفاروق لم يردد كلابا إلى شيخين هامهما بواق. فسمعه عمر فقال: من هذا؟ فأخبروه بحاله وشوقه إلى ولده، فأرسل إلى الثغور أن أرسلوا إلي كلاب بن أمية بن أسكر الكناني على دواب البريد (حتى تكون أسرع) فجاء كلاب إلى عمر فقال له عمر: ياكلاب ماذا فعلت لأبيك حتى يحبك كل هذا الحب؟ قال: يا أمير والله ما علمت أبي يحب هذا الشيء إلا فعلته قبل أن يطلبه مني ولا شيء يكرهه إلا تركته قبل أن ينهاني عنه. قال له عمر: زدني قال: يا أمير المؤمنين إني لا أحلب لأبي اللبن كما تحلبونه أنتم والله إن لي مع ذلك خبرا.. فقال عمر ماذا تفعل ؟ قال آتي بالليل وأرى أي النوق مليئة باللبن ثم أغسل ضرعها بالماء البارد حتى يبرد اللبن بداخلها ثم أحلبه لأبي بطريقة معينة حتى يكون اللبن له زبد ثم أقدمه لأبي بعد صلاة الفجر. فقال عمر: سبحان الله كل هذ الأجل شربة لبن قال كلاب وغير ذلك كثير فقال عمر احلب لي من هذا اللبن الآن قال ياأمير المؤمنين أذهب إلى أبي أسلم عليه. قال لا. حتى تحلب. فحلب له اللبن فأخذه عمر وأمر بحبس كلاب .. ثم قال اتوني بأمية بن أسكر. فجاء الرجل يجر خطاه قد كبرسنه واحدودب ظهره ثم وقف بين يدي عمر قال له عمر يا أبا كلاب ما أعظم أمنية لك في الدنيا قال ليس لي فيها شيء. قال عمر: أقسمت عليك قال أن أرى ولدي كلابا قال عمر سيسرك الله به إن شاء الله فخذ هذا اللبن تقوى به قال يا أمير ما حاجة لي فيه قال أقسمت عليك أن تشرب فمسك الإناء وقبل أن يشرب بكى وقال إني لأشم رائحة ولدي كلاب في هذا اللبن فقال عمر أخرجو له ولده كلابا فسمع الشيخ كلابا فبدا يتلمس ويبكي حتى احتضن ابنه فأخذ يقبله ويجذبه إليه بقوة وعمر ينظر إليهما ويبكي و ينتفض من شدة البكاء حتى أخذ طرف عمامته وغطي وجهه عن الناس وقال ياكلاب أتريد الجنة؟! هي تحت قدم هذا الشيبة وتلك العجوز ..
|
13 Aug 2015, 08:17 PM | #2 |
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
|
رد: ففيهما فجاهد !!
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|