#1
|
|||||||||
|
|||||||||
خطبة جمعة : أحب الأعمال إلى الله - الشيخ فيصل الحسني .
حي البلد - فيصل عبدالله عوض . الجمعة 10 شوال 1445 هـ موضوع الخطبة : أحب الأعمال إلى الله 1/2 .................................................. .................................... بِسْم الله الرحمن الرحيم. الخطبة الأولى: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ عباد الله وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون .................................................. .................................... أحب المسلمون الصائمون رمضان وأحبوا العبادات وفعل الطاعات وكثرة الذكر والدعاء والقرآن وكُلُّ مُؤْمِنٍ يُحِبُّ اللَّهَ -تَعَالَى- فَإِنَّهُ يَتَلَمَّسُ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ -تَعَالَى- مِنَ الْأَقْوَالِ لِيَقُولَهَا، وَمِنَ الْأَعْمَالِ لِيَعْمَلَهَا، وَمِنَ الْأَمَاكِنِ لِيَرْتَادَهَا ، وَمِنَ الصِّفَاتِ التي يحبها الله تعلى لِيَتَّصِفَ بِهَا؛ فَلَيْسَ مَنْ سَارَ فِي حَيَاتِهِ عَلَى مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ -تَعَالَى- كَمَنْ سَارَ عَلَى هواه وعلى غَيْرِ هُدًى من الله تعالى .فقال سبحانه في سورة الملك ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22)) وقال سبحانه في سورة القلم : {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34).أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ.(35).مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ.(36)} [القلم] عباد الله وَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَاللَّهُ -تَعَالَى- يُحِبُّهُ؛ لِأَنَّهُ –سُبْحَانَهُ- يُحِبُّ الطَّاعَاتِ، وَيَكْرَهُ الْمُحَرَّمَاتِ، وَ النَّصَّ عَلَى شَيْءٍ بِخُصُوصِهِ أَنَّهُ مَحْبُوبٌ لِلَّهِ -تَعَالَى- يَدُلُّ عَلَى الْعِنَايَةِ بِهِ، أَوْ عَلَى مَظِنَّةِ غَفْلَةِ النَّاسِ عَنْهُ، فَيَتِمُّ تَنْبِيهُهُمْ إِلَيْهِ لِلْعِنَايَةِ بِهِ. . وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ بِأَعْمَالٍ هِيَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، عَلَى رَأْسِهَا الْفَرَائِضُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- مَا فَرَضَهَا عَلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِأَنَّهُ –سُبْحَانَهُ- يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ يؤدوها وأن يعملوا بِهَا؛ فقَالَ –سُبْحَانَهُ- فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ:الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هُريرة "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ" ). . وَأَعْلَى الْفَرَائِضِ وَأَزْكَاهَا وَأَفْضَلُهَا الصَّلَاةُ؛ وَلِذَا كَثُرَتِ النُّصُوصُ الدَّالَّةُ عَلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ -تَعَالَى- لِأَدَائِهَا، وَمَحَبَّتِهِ –سُبْحَانَهُ- للمساجد والأماكن التي يصلوا فيها ؛ روى الإمام البخاري ومسلم عن ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا" ). .عباد الله فَلْنَتَأَمَّلْ هَذَا الْحَدِيثَ الْعَظِيمَ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ وَنُقَارِنْهُ بِتَقْصِيرِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ فِيهَا، فَرُبَّمَا فَوَّتُوا الْجَمَاعَةَ، أَوْ تَمَادَوْا فَأَخَّرُوا الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، وَلَا سِيَّمَا صَلَاةَ الْفَجْرِ. روى الإمام أحمد ابن حَنْبَل قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَعْجِيلُ الصَّلَاةِ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا" . .عباد الله وَلَمَّا كَانَتِ الصَّلَاةُ أَحَبَّ عَمَلٍ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- كَانَتْ بِقَاعُهَا أَحَبَّ الْبِقَاعِ إِلَيْهِ -سُبْحَانَهُ-؛ روى الإمام مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا" . اللهم ربنا علمنا حبك وحب من يحبك وحب كل قول وعمل يقربنا لحبك .................................................. .................................... اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب برحمتك يا أرحم الراحمين .................................................. ..................................... .................................................. ..................................... اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا. .................................................. ..................................... بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور . .................................................. ..................................... الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :. الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون ويا عباد الله : .................................................. .................................... وَكَثْرَةُ الْجَمَاعَةِ فِي الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْ قِلَّتِهَا؛ وَلِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدٍ يَغَصُّ بِالْمُصَلِّينَ أَفْضَلَ مِنَ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدٍ فِيهِ قِلَّةٌ مِنَ الْمُصَلِّينَ؛ روى الإمام النسائي عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَفِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "...صَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، وَمَا كَانُوا أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ." . وَأَحَبُّ صَلَاةِ النَّافِلَةِ وَصِيَامِ النَّافِلَةِ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- صَلَاةُ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَصَوْمُهُ؛ روى البخاري ومسلم عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ --رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا" . عباد الله وَمِنْ مُوَاصَلَةِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ رَمَضَانَ صِيَامُ سِتِّ شَوَّالٍ؛ روى الإمام مسلم عن أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" . . عباد الله : الْزَمُوا التَّقْوَى بَعْدَ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- حَقِيقٌ أَنْ يُتَّقَى فِي كُلِّ زَمَانٍ ومكان وَقَبُولُ الْأَعْمَالِ مُعَلَّقٌ بِالتَّقْوَى فقال سبحانه في سورة المائدة (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[الْمَائِدَةِ: 27]. .................................................. ................................... قيل لبشر الحافي: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال بئس القوم قومٌ لا يعرفون لله حقاً إلا في رمضان إن العبد الصالح الذي يتعبد الله ويجتهد السنة كُلَّها، وسئل الشبليُ رحمه الله: أيُما أفضل رجب أو شعبان ؟ فقال كن ربانياً ولا تكن شعبانيا ولا رمضانيا . .................................................. ..................................... اللهم ربنا علمنا حبك وحب من يحبك وحب كل قول وعمل يقربنا لحبك اللهم ربنا إهدنا طريقك القويم وثبتنا على صراطك المستقيم اللهم ربنا تقبل منا صيامنا وصلاتنا وقرآننا ودعائنا وسائر صالح أعمالنا اللهم ربنا بلغنا رمضان سنين عديدة وأزمنة مديدة برحمتك يا أرحم الرحمين .................................................. .................................... دعاء الخطبة الثانية اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم ، وارزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم، اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم ربنا واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين برحمتك ياأرحم الرحمين . ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار وأدخلنا الجنة مع الأبرار ياعزيز ياغفار ) (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182] ——————————————————————
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|