السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk فضح دهاليز السحرة المظلمة وطرق عمل السحر والطلاسم والتحذير من طقوس الكهّان والعرّافين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
سحر الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها .
حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو ثابت في الصحيحين وهو على النحو التالي : * ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها – أنها قالت : ( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله 0 حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب – أي مسحور - ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر 0 قال : وأين هو ؟ قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه 0 فجاء فقال : يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين – أي كونها وحشة المنظر - ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين - رضي الله عنها - بأسانيد مختلفة 0 * عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن – قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا – فقال : يا عائشة : أعلمت إن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب 0 قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً 0 قال : وفيم ؟ قال : في مشط ومشاقة – أي ما يغزل من الكتان - 0 قال وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة – أي حجر في أسفل البئر - في بئر ذروان ، قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه ، فقال : هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين0 قال : فاستخرج 0 قال : فقلت : أفلا أي تنشرت ، فقال : أما والله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد منه شراً ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الطب ( 50 ) – برقم 5766 ) 0 النشرة : ( نشر ما طوى الساحر وتفريقه ، وهي عبارة عن الرقية التي بها تحل عقدة الرجل عن مباشرة الأهل ) ( أنظر شرح الكرماني على صحيح البخاري – 41 / 21 ) 0 أضواء على الحديث : ( لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع ، جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم ، وكان حليفاً لبني زريق ، وكان ساحراً ، فقالوا له : يا ابن الأعصم أنت أسحرنا ، وقد سحرنا محمداً فلم نصنع شيئاً ، ونحن نجعل لك جعلاً على أن تسحره لنا سحراً ينكؤه – أي يوجعه - ، فجعلوا له ثلاثة دنانير ، وقد ساعد اليهود على تدبير مكيدتهم أن غلاماً من اليهود كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة من أسنان مشطه وأعطاها اليهود الذين قاموا بدورهم بإعطاء ذلك لابن الأعصم فتولى سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم دس السحر في بئر لبني زريق يقال له ذروان ، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر – أي تساقط - شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وجعل يدور ولا يدري ما عراه ، فيبنما هو نائم إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب ؟ قال : من طبه 0 قال : لبيد بن الأعصم ، قال : وبم طبه ؟ قال : بمشط ومشاطة ، قال : وأين هو ؟ ، قال : في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان ، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعوراً ، وقال يا عائشة : أما شعرت إن الله أخبرني بدائي ثم بعث رسول الله علياً والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا فيه وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى المعوذتين ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما نشط من عقال ، وجعل جبريل يقول : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين ، الله يشفيك ، فقالوا يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثير على الناس منه شراً وأمر بها فدفنت ) ( أنظر بتصرف : زاد المسير – 271 ، 272 / 9 ، الجامع لأحكام القرآن – 254 / 20 ، فتح الباري – 226 / 10 ، المجموع شرح المهذب للنوي – 242 ، 243 / 19 ، أسباب النزول للشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري – 346 ، 347 – أنظر صحيح البخاري بشرح الكرماني – 21 / 43 ) 0 قال ابن حجر في الفتح : ( ومن رواية عمرة عن عائشة " فنزل رجل فاستخرجه " وفيه من الزيادة أنه وجد في الطلعة تمثالاً من شمع – تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وإذا فيه إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، وكلما نزع إبرة وجد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألماً ثم يجد بعدها راحة – فتح الباري – 10 / 230 ) 0 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سحر عائشة رضي الله تعالى عنها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ وعن محمد بن المنكدر أن امرأة قالت لعائشة يا أمّ المؤمنين هل عليّ من جناح أقيد جملي فقالت اخرجوا عنّي الساحرة ثم أمرت بمكانها فصبّ عليه ماء وملح قال عبد الملك تعني بقولها أقيد جملي أن تسحر زوجها وكانت عائشة تأمر بدفن الأظفار والشعر ودم المحاجم مخافة أن يسحر فيه وروت عمرة أن عائشة - رضي الله عنها - كانت برّت جارية لها ثم إن عائشة اشتكت بعد ذلك ما شاء الله ثم دخل عليها رجل سندي فقال إنك مطبوبة قالت ومن طبّني قال امرأة من نعتها كذا وكذا فوصفها لها في حجرها صبيّ قد بال عليها قالت عائشة أي فلانة لجارية كانت تخدمها فوجدتها عند جيران لها وفي حجرها صبيّ قد بال فلمّا غسلت بول صبيّها جاءت فقالت لها عائشة سحرتني قالت نعم قالت ولِمَ قالت أحببت العتق قالت عائشة أحببت العتق والله لا تعتقين أبداً ثم أمرت عائشة ابن أخيها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيء ملكها فباعها قالت عائشة ثم ابتع بثمنها رقبة حتى اعتقها ففعل قالت عمرة فلبث ما شاء الله من الزمان ثم إنها رأت في المنام أن تغتسل من ثلاث آبار يمدّ بعضها بعضاً فإنك تشفين قالت عمرة فدخل على عائشة ابن أخيها وعبد الرحمن بن سعيد بن زرارة فذكرت عائشة لهما ذلك فانطلقا إلى قباء فوجدا آباراً ثلاثاً يمدّ بعضها بعضاً فاستقيا من (1/76) -------------------------------------------------------------------------------- كلّ بئر ثلاثة سحب حتى ملأ السحب من جميعهن ثم أتوا به عائشة فاغتسلت به فشفيت وكانت عائشة تأمر المسحور أن يستقبل جرية الماء فيغطس فيه رأسه سبع مرّات وقالت عائشة من استقبل جرية الماء النهري فغطس فيه رأسه إحدى وعشرين مرّة ثم يغيره في عامه ذلك سحر وروي أن بنات لبيد بن أعصم اليهودي سحرن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فاشتكى شكية شديدة حتى خيف عليه ومكث أربعين يوماً في شكايته وقد تغير جسمه ودهنه وخامره النسيان فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا محمد أنت مطبوب يعني مسحور قال ومن طبّني قال بنات لبيد بن أعصم اليهودي قال وفيما قال في خفّ طلع ذلك قال وأين وضعته قال في راعوفة بئر ذوران قال فما دوائه يا جبريل قال تنزع ماء البئر حتى تبدوا الراعوفة فتستخرج من تحتها وكانت البئر في بني بياضة من الأنصار فأرسل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لاستخراج ذلك من البئر وأحضر لذلك أبا بكر وعمر فنزعوا الماء فوجدوه قد تغير كهيئة ماء الحناء ثم استخرجوا الخف من تحت الراعوفة فأتي به رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فوجدوا في عقداً معقداً ونزل جبريل على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بالمعوذتين فقال له اقرأ يا محمد فقال وما أقرأ قال اقرأ ( قل أعوذ بربِّ الفلق ) الفلق 1 فكلّ ما قرأ آية انحلت عقدة إلى آخر المعوذتين فبرق رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وصحّ وقال صلوات الله عليه ما تعوذت بمثلها ثم أمر أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إنساناً فبال على العقد والخف ثم أحرقا بالنار وألقيا بعد احتراقهما في حفرة وواروهما بالتراب ثم دعا رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ببنات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال البغوي : ( وروي أن امرأة دخلت على عائشة ، فقالت : هل علي حرج أن أقيد جملي ؟ قالت : قيدي جملك ، قالت : فأحبس علي زوجي ؟ فقالت عائشة : أخرجوا عني الساحرة ، فأخرجوها 0 وروي أنها قالت لعائشة : أوخذ جملي ، ومعناه هذا ، يقال : أخذت المرأة زوجها تأخيذا ، إذا حبسته عن سائر النساء ) ( شرح السنة – 12 / 190 – وروي بصيغة التمريض أي التضعيف ) 0 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقد أورد هذا الأثر العلامة اللالكائي في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " بلفظ آخر حيث قال : ( حدثنا محمد بن عثمان قال : حدثنا سعيد بن محمد الحناط قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : سمعت سفيان يذكر عن سليمان بن أمية – شيخ من ثقيف من ولد عروة بن مسعود – دخل على عائشة سمع أمه وجدته : سمع امرأة تسأل عائشة هل علي جناح أن أزم جملي ؟ قالت : لا 0 قالت : يا أم المؤمنين إنها تعني زوجها قالت : ردوها علي فقالت : ملحة ملحة في النار اغسلوا على أثرها بالماء والسدر ) ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – 7 / 1288 – والأثر برقم 2278 ) 0 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ وشاهد ذلك الأثر الوارد عن عائشة - رضي الله عنها - من حديث عمرة قالت : ( اشتكت عائشة فطال شكواها ، فقدم إنسان المدينة يتطبب ، فذهب بها بنو أخيها ، يسألونه عن وجعها ، فقال : والله إنكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة 0 قال : هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها 0 قالت : نعم أردت أن تموتي فأعتق 0 قالت : وكانت مدبرة ، قالت فبيعوها في أشد العرب ملكة - أشد العرب ملكة : أي للأعراب الذين لا يحسنون إلى المماليك - واجعلوا ثمنها في مثله ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 6 / 40 - موطأ الإمام مالك - 2 / 422 ، وعبدالرزاق في مصنفه - 10 / 183 ) 0 وقد أورد البغوي سندا آخر للحديث مع زيادة في المتن وهو : ( أخبرنا أبو الحسن الشيرازي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن ، عن أمه عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أعتقت جارية لها عن دير منها 0 ثم أن عائشة مرضت فدخل عليها سندي فقال : إنك مطبوبة فقالت : من طبني ؟ قال : امرأة من نعتها كذا وكذا ، وقد بال في حجرها صبي فقالت عائشة : ادعو لي فلانة لجارية لها تخدمها ، فوجدوها في بيت جيران لها ، في حجرها صبي قد بال 0 فقالت : حتى أغسل بول هذا الصبي فغسلته ثم جاء فقالت لها عائشة : أسحرتني ؟ فقالت : نعم 0 فقالت : لم ؟ قالت : أحببت العتق 0 قالت عائشة : والله لا تعتقي أبدا 0 فأمرت ابن أخيها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيء ملكتها 0 ثم ابتع بثمنها رقبة حتى أعتقها 0 ففعلت 0 قالت عمرة : فلبثت عائشة ما شاء الله من الزمان ، ثم إنها رأت في النوم أن اغتسلي من ثلاث أبؤر يمد بعضها بعضا فانك تشفين 0 قالت عمرة : فدخل على عائشة إسماعيل بن عبد الله بن أبي بكر ، وعبد الرحمن بن سعد بن رواحة ، فذكرت لهما الذي رأت ، فانطلقا إلى قتادة ، فوجدوا آبارا ثلاثا يمد بعضها بعضا ، فاستقوا من كل بئر منها ثلاث شجب حتى ملأوا الشجب من جميعهن ، ثم أتوا به عائشة ، فاغتسلت به ، فشفيت 0 قال المحققان : إسناده صحيح 0 وهو مما انفرد بروايته أبو مصعب الزهري العوفي 0 قاضي المدينة ، أحد رواة الموطأ عن مالك وقد قالوا : إن في موطئه زيادة نحو مائة حديث عن سائر الموطآت 0 وهو من آخر الموطآت التي عرضت على مالك - رحمه الله - ) ( شرح السنة - 12 / 189 ) 0 سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن هذا الأثر وهل يجوز اعتماد ذلك في علاج السحر ، أم أن ذلك خاص بسحر عائشة – رضي الله عنها – ؟؟؟ فأجاب – حفظه الله - : ( يمكن أن قصة هذه الرؤيا من خصائص عائشة – رضي الله عنها – فقد يكون السحر الذي عمل لها قد ألقي في إحدى تلك الآبار ، ويكون من فضلها أن أجاب الله تعالى دعاءها ، أو كشف لها عن علاج السحر الذي عمل لها ، وأنه يزول بالاغتسال من تلك الآبار مجموعة ، فعلى هذا لا يكون مفيدا لغيرها ، ولهذا لم ينقل أن استعمل في علاج السحر ، أما إذا عرف أن السحر موجود في بئر أو حفرة فيجوز إخراجه وإحراقه أو تفريقه ، كما حصل من عمل ذلك اليهودي للنبي صلى الله عليه وسلم فقد جعل سحره في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، وألقاه في بئر ذروان ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجه منها وأزاله فبرئ بإذن الله تعالى ، ولم يكن جمع مياه الآبار مطلقا معروفا في العلاج من السحر والصرع ونحوه والله أعلم
|
30 Jul 2009, 04:37 PM | #2 |
باحث ماسي
|
حديث تأثير السحر في سيد البشر (ص)
الكتاب والسنة والمتواترة أو الإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه ، وحديث الباب منه إن لم يحمل على التقية ، فافهم . وقال شيخ الإسلام المجلسي رحمه الله في (بحار الأنوار) (17) ـ عقب إيراده أحاديث سحره صلى الله عليه وآله وسلم ـ : والأخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ، ومعارضة بمثلها فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك . انتهى . ولقد أجاد فيما أفاد ، رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه . وقال أيضا ـ من جملة كلام الله ـ : وأما تأثير السحر في النبي والإمام صلوات الله عليهما فالظاهر عدم وقوعه . انتهى . وكلامه هذا ظاهر في عدم اعتباره ـ رحمه الله ـ تلك الأخبار الدالة بظاهرها على التأثير ، وناهيك به طعنا فيها من هذا الإمام الخريت في الحديث وعلومه ، والله الموفق والمعين . * * * ____________ (17) بحار الأنوار 63 / 41 . -------------------------------------------------------------------------------- (74) فصل وأما ما روي في ذلك من طرق مخالفينا فكثير ، نقتصر على إيراد نبذة منه في هذا الإملاء المختصر ، فنقول : أخرج ابن أبي شيبة في (المصنف) (18) قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما ، قال : فأتاه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لذلك عقدا ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا فاستخرجها ، فجاء بها فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأنما نشط من عقال ، فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه أحد . وأخرجه ابن سعد ، والنسائي في سننه (19) والحاكم وصححه ، وعبد بن حميد في مسنده ـ كما في الدر المنثور (20) ـ . وفي إسناده : محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي . قال يعقوب بن شيبة وابن سعد : يدلس (21) ، وفي (هدي الساري) (22) : ربما دلس . وقد ذكروا أن المدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع ، وهو ____________ (18) المصنف 8 / 29 ح 3569 ، تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : 46 ـ 47 . (19) سنن النسائي 7 / 113 . (20) الدر المنثور 6 / 417 . (21) تهذيب التهذيب 5 / 91 . (22) هدي الساري : 460 . -------------------------------------------------------------------------------- (75) هنا عنعن فلا يحتج بحديثه ، وكذلك الأعمش ، على ما سيأتي إن شاء الله ـ . وقال ابن حبان وغيره : كان مرجئا خبيثا ـ كما بترجمته في تهذيب التهذيب (23) ـ . وقال ابن حبان أيضا : ربما أخطأ (24) . وفيه : سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي الأسدي ، وقد رمي بالتدليس . قال الحافظ في (التقريب) : يدلس . وعدة النسائي من المدلسين ـ كما في الخلاصة ، للخزرجي ـ . وقال أبو حاتم : الأعمش حافظ يخلط أو يدلس . تهذيب التهذيب 5 / 545 . وقال عثمان بن سعيد الدارمي : سئل يحيى بن معين عن الرجل يلقي الرجل الضعيف بين ثقتين ، ويصل الحديث ثقة عن ثقة ، ويقول : أنقص من الإسناد وأصل ثقة عن ثقة ، قال : لا تفعل لعل الحديث عن كذاب ليس بشيء ، فإذا أحسنه فإذا هو أفسده ، ولكن يحدث بما روى . قال عثمان : كان الأعمش ربما فعل هذا . انتهى (25) . وعده الحافظ العراقي أيضا من المدلسين فقال ـ في ألفية الحديث ـ : وفي الصحيح عدة كالأعمش وكهشيــم بعده وفتـش وقال البقاعي : سألت شيخنا هل تدليس التسوية جرح ؟ فقال : لا شك أنه جرح ، فإنه خيانة لمن ينقل إليهم وغرور . انتهى . ولعظم ضرره قال شعبة بن الحجاج ـ فيما رواه الشافعي عنه (26) ـ : التدليس أخو الكذب ، وقال أيضا : لئن أزني أحب إلي من أن أدلس . انتهى . وقال الحافظ السيوطي ـ في مبحث تدليس التسوية من كتابه (تدريب ____________ (23) تهذيب التهذيب 5 / 91 . (24) هدي الساري : 461 . (25) لسان الميزان 1 / 12 . (26) فتح المغيث بشرح ألفية الحديث : 82 . -------------------------------------------------------------------------------- (76) الراوي) (27) ـ : قال الخطيب : وكان الأعمش وسفيان الثوري يفعلون مثل هذا . وقال العلائي : فهذا أفحش أنواع التدليس مطلقا وشرها . وقال العراقي : هو قادح فيمن تعمد فعله . وقال شيخ الإسلام : لا شك أنه جرح وإن وصف به الثوري والأعمش فلا اعتذار . انتهى . وأخرج البخاري في صحيحه (28) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا عيسى بن يونس ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ، حتى كان ذات يوم ـ أو ذات ليلة ـ وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : يا عائشة ، أشعرت أن الله تعالى أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر ، قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشيطان ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا ، فأمر بها فدفنت . وأخرج نحوه في باب السحر من كتاب الطب عن أبي أسامة عن هشام . وأخرجه مسلم أيضا في باب السحر من كتاب الطب والمرض والرقى من ____________ (27) تدريب الراوي 1 / 226 . (28) كتاب الطب ـ باب السحر وقول الله تعالى : (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) ـ كتاب الدعوات ـ باب تكرير الدعاء . -------------------------------------------------------------------------------- (77) صحيحه باختلاف يسير في اللفظ . وأخرج البخاري أيضا أيضا في صحيحه (29) قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : أول من حدثنا به ابن جريج يقول : حدثني آل عروة عن عروة ، فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن فقال : يا عائشة ، أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا ، قال : وفيم ؟ قال : في مشط ومشاطة ، قال : وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان . قالت : فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم البئر حتى استخرجه ، فقال : هذه البئر التي أريتها ، وكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن نخلها رؤوس الشياطين ، قال : فاستخرج ، قالت : فقلت : أفلا ـ أي تنشرت ـ ؟ فقال : أما والله فقد شفاني ، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا . انتهى . وفي إسناده : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج . قال المخراقي عن مالك : كان ابن جريج حاطب ليل . وقال الدار قطني : تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح ، مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما ، وأما ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات ـ كما في تهذيب التهذيب (30) ـ . هذا ، وقد عرفت أن حديث الباب في الصحيحين يدور على هشام بن ____________ (29) كتاب الطب ـ باب هل يستخرج السحر ؟ ـ كتاب الأدب ، باب قول الله تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) الآية . (30) تهذيب التهذيب 3 / 502 ـ 503 . -------------------------------------------------------------------------------- (78) عروة عن أبيه عن عائشة ، وقد حكى شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (31) و (هدي الساري) (32) عن يعقوب بن شيبة ، أنه قال : كان تساهله ـ يعني هشاما ـ أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه . قال ابن حجر : هذا هو التدليس ، وأما قول ابن خراش : كان مالك لا يرضاه ، فقد حكي عن مالك أشد من هذا . انتهى . قلت : هو ما حكاه الخطيب في (تاريخ بغداد) (33) والحافظ الذهبي في (الكاشف) عن الإمام مالك ، أنه قال : هشام بن عروة كذاب . فأي وزن يقام بعد هذا لقول ابن القيم : إن هشاما من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب رد حديثه (34) ؟ ! وقال الحافظ في (تقريب التهذيب) : ربما دلس ، وقد عرفت ـ فيما تقدم ـ أن المدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع ، وهنا ليس كذلك ، وإن وقع في الصحيحين فليس بشيء ولا كرامة . ويعجبني كلام الشيخ العلامة محيي الدين بن أبي الوفاء القرشي في هذا المضمار حيث قال : اعلم أن (عن) مقتضية للانقطاع عند أهل الحديث ، ووقع في مسلم والبخاري من هذا النوع شيء كثير ، فيقولون على سبيل التجوز : ما كان من هذا النوع في غير الصحيحين فمنقطع ، وما كان في الصحيحين فمحمول على الاتصال . انتهى (35) . وأيضا : فقد ثبت في جملة من أحاديث الباب أنه عليه وآله الصلاة والسلام أرسل عليا عليه السلام إلى البئر فاستخرج السحر ، وكان جبريل قد ____________ (31) تهذيب التهذيب 6 / 35 . (32) هدي الساري : 471 . (33) تاريخ بغداد 1 / 223 . (34) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : 46 . (35) الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 428 ـ 429 . -------------------------------------------------------------------------------- (79) نزل بالمعوذتين ، فكلما قرئت آية انحلت عقدة حتى قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنما أنشط من عقال ، وهو يدل بظاهره على عدم إتيانه عليه وآله الصلاة والسلام البئر ، إذ لو أتاها في جماعة من أصحابه لكان مظنة لثوران الشر على الناس ووقوع الفتنة بين المسلمين واليهود ، لا أن ذلك لأجل أن لا يطلعوا على ما سحر به صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فيتعلمه من أراد استعمال السحر . كيف وقد ثبت في بعض الأحاديث أن السحر حلت عقده ونقض بمحضره الشريف ؟ ! وفي بعضها إشعار باستكشاف ما كان داخل الجف وأنه وجد في الطلعة تمثال من شمع ، تمثال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا فيه إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة (36) . هذا ، وما في (فتح الباري) (37) من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجههم أولا إلى البئر ثم توجه فشاهدها بنفسه ، مدفوع بأن الثابت في أحاديث الباب أن عقد السحر انحلت بقراءة المعوذتين بعد ما أتوا به إليه صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما تقدم ـ فلم يبق في البئر شيء من السحر حتى يتوجه عليه وآله الصلاة والسلام لمشاهدته ، فتنبه . وأيضا : إن قول عائشة (أفلا استخرجته) وجوابه صلى الله عليه وآله وسلم إياها بحصول المعافاة يعارضه ما وقع في حديثها الآخر من استخراجه ، وكذا ما رووه في حديث ابن عباس (38) من أنه صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى علي وآخر فأمرهما أن يأتيا البئر . وفي مرسل عمر بن الحكم ـ عند ابن سعد ـ : فدعا جبير بن إياس الزرقي فدله على موضع في بئر ذروان فاستخرجه . ____________ (36) فتح الباري 10 / 241 . (37) فتح الباري 10 / 241 . (38) عند ابن سعد كما في فتح الباري 10 / 240 . -------------------------------------------------------------------------------- (80) قال ابن سعد : ويقال الذي استخرجه قيس بن محصن الزرقي (39) . وقال الحافظ أبو الفضل ابن حجر : وفي رواية عمرة عن عائشة (فنزل رجل فاستخرجه) (40) . وأنت خبير بأن هذا الاختلاف في المستخرج ينبئ عن تحقق أصل الخراج ، إذ لولاه لما كان وجه للاختلاف فيه ، على أن في أكثر أحاديث الباب دلالة على استخراج السحر ونقضه ـ كما تقدم ويأتي إن شاء الله ـ . وبالجملة : فثاني الحديثين يدفع أولهما الصريح في عدم استخراج السحر ، والمخالف لغيره من النقول الدالة على استخراجه وحله فيسقط عن الاعتبار ، لأن ذلك قد استفاض من طرق مخالفينا واشتهر . ومن ثم رجحوا رواية سفيان بن عيينة التي أثبت فيها إخراج السحر وجعل سؤال عائشة عن النشرة ، لتقدمه في الضبط على رواية عيسى بن يونس التي نفى فيها السؤال عن النشرة وجعل سؤال عائشة عن الاستخراج (41) . قال الحافظ ابن حجر (42) : ويؤيده أن النشرة لم تقع في رواية أبي أسامة ، والزيادة من سفيان مقبولة لأنه أثبتهم ، ولا سيما أنه كرر استخراج السحر في روايته مرتين فيبعد من الوهم ، وزاد ذكر النشرة وجعل جوابه صلى الله عليه وآله وسلم ب (لا) بدلا من الاستخراج . انتهى . ولما أشكل ذلك على المتعبدين بحديث عائشة في الصحيحين انبروا للجمع بينهما : بأن الاستخراج المثبت هو استخراج الجف من البئر ، والمنفي استخراج ما حواه (43) . ____________ (39) فتح الباري 10 / 240 . (40) فتح الباري 10 / 241 ، دلائل النبوة 7 / 92 . (41) فتح الباري 10 / 245 ، إرشاد الساري 8 / 406 . (42) فتح الباري 10 / 245 . (43) فتح الباري 10 / 245 ، إرشاد الساري 8 / 406 ، تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : 45 ـ 46 . -------------------------------------------------------------------------------- (81) ويقدح فيه ما مر آنفا من أن في بعض أحاديث الباب ـ ومنها حديث الصحيحين ـ إشعارا باستكشاف ما كان داخل الجف من المشط والمشاطة وتمثال الشمع والإبر والوتر ، فتنبه . قال الشيخ الإمام أبو جعفر الطوسي ـ رضوان الله عليه ـ في كتاب (الخلاف) (44) ـ بعد ما ذكر رواية الجمهور حديث زيد بن أرقم في السحر ـ : وهذه أخبار آحاد لا يعمل عليها في هذا المعنى ، وقد روي عن عائشة أنها قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما عمل فيه السحر ، وهذا يعارض ذلك . انتهى . قلت : ويؤيده ما أخرجه ابن سعد عن الواقدي بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل ـ كما في فتح الباري (45) ـ قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم ـ وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا ـ فقالوا له : يا أبا الأعصم أنت أسحرنا ، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا . . . إلى آخره . وقال الإمام العلامة ابن المطهر رحمه الله (46) : هذا القول عندي باطل ، والروايات ضعيفة ، خصوصا رواية عائشة . انتهى . هذا شأن حديث الباب في الصحيحين اللذين أجمعوا على أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى ـ كما زعم النووي (47) ـ فلا يغرنك ـ بعدما حصحص لك الحق وصرح عن محضه ـ قول ابن قيم الجوزية (48) : قد اتفق ____________ (44) الخلاف ج 3 ـ كتاب كفارة القتل ـ مسألة 14 . (45) فتح الباري 10 / 237 . (46) منتهى المطلب في تحقيق المذهب 2 / 1014 كتاب التجارة ـ المكاسب المحرمة . (47) شرح صحيح مسلم 1 / 20 . (48) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : 46 . -------------------------------------------------------------------------------- (82) أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة . انتهى . فأي اعتداد بتصحيحهما هذه الأباطيل ، وأي اعتبار بتخريجها في كتابيهما : وهبني قلت : هذا الصبح ليل أيعشى الناظرون عن الضياء بل الحري بذوي العقول السليمة والفطر المستقيمة أن لا يعولوا على تلك الأحاديث وأضرابها التي ملأت الصحيحين (49) وغيرهما مما فيها مس بكرامة الأنبياء عليهم السلام ـ كما لا يخفى على من سبر أحاديث الصحاح ، واطلع على ما فيها من الحط الصراح ـ نعوذ بالله من الغواية والخذلان ، ونسأله السلامة من المصيبة في الدين والاعتقاد ، وإنما اللائق بهم في ذلك المزلق السحيق ، التمحيص الدقيق والتفحص العميق ، والله سبحانه ولي الهداية والتوفيق . وأخرج البيهقي في (دلائل النبوة) (50) قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا يوسف ابن يعقوب ، قال : حدثنا سلمة بن حيان ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا محمد بن عبيد الله ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم ، وكان تعجبه خدمته ، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وفيه أيضا : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن مراطة رأسه ، وإذا تمثال ____________ (49) وما أكثر ما تكذب الأسماء ! (50) دلائل النبوة 7 / 92 ـ 94 ، وكذا ابن مردويه كما في الدر المنثور 6 / 417 . |
|
01 Aug 2009, 06:49 AM | #4 |
باحث ماسي
|
من الأحاديث التي كانت محل جدل عند البعض ، وأثيرت حولها العديد من الشبهات في القديم والحديث أحاديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مع أنها أحاديث صحيحة ثابتة ، بل في أعلى درجات الصحة ، ولا مطعن فيها بوجه من الوجوه ، فقد اتفق على إخراجها البخاري و مسلم ، ورواها غيرهما من أصحاب كتب الحديث كالإمام أحمد و ابن ماجه وغيرهم ، وإليك بيان روايات الحديث وما أثير حولها من شبهات وبيان وجه الحق في ذلك .
روايات الحديث روى البخاري و مسلم واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليَّ ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر ، قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه ، فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء ، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله ، أفلا استخرجته ؟ فقال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثوِّر على الناس فيه شراً ، فأمر بها فدفنت " . وفي رواية للبخاري عن عائشة : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِر ، حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن - قال : سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا - ، وفي رواية قالت : مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي .... الشبه التي أثيرت حول الحديث وما أثير حول هذا الحديث من شبه ليست جديدة في الحقيقة ، وإنما هي شبه قديمة أثارها أهل الزيغ والابتداع من قديم الزمان ، ورددها من جاء بعدهم ، فقد ذكر الإمام ابن قتيبة رحمه الله في كتابه " تأويل مختلف الحديث " هذه الحديث من ضمن الأحاديث التي طعن فيها النظَّام وأمثاله من أئمة الاعتزال الذين لا يقيمون وزناً للأحاديث والسنن ، وزعم الجصاص أنه من وضع الملحدين ، وادعى أبو بكر الأصم أنه متروك ومخالف لنص القرآن . ثم جاء بعض المعاصرين فتلقفوا هذه الآراء ، ورددوها تحت مسمى تحكيم العقل ، وطرح كل ما يتعارض مع مسلماته وثوابته ، ويمكن تلخيص الشبه المثارة حول الحديث في ثلاثة أمور . الأول : أن الحديث وإن رواه البخاري و مسلم فهو حديث آحادي ، لا يؤخذ به في العقائد ، وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تأثير السحر في عقله ، عقيدة من العقائد ، فلا يؤخذ في إثبات ما يخالفها إلا باليقين كالحديث المتواتر ، ولا يكتفي في ذلك بالظن . والثاني : أن الحديث يخالف القرآن الكريم الذي هو متواتر ويقيني ، في نفي السحر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فالقرآن نعى على المشركين ووبخهم على نسبتهم إثبات السحر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه :{ وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الفرقان 8 - 9) ، وقال جل وعلا : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الإسراء 47 - 48) . الثالث : أنه لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله ، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه ، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه ، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة والبلاغ . الرد على الشبه وقد تصدى أهل العلم لهذه الشبهات ، وأجابوا عنها بما يرد عن الحديث كل تهمة ، ويفند كل فرية ، فأما ما يتعلق بحجية أخبار الآحاد ، فإن الأدلة شاهدة من كتاب الله ، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال السلف ، بل وإجماعهم - كما نقله غير واحد كالشافعي و النووي و الآمدي وغيرهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، وقبول الاستدلال به في العقائد والعبادات على حد سواء ، وهي أدلة كثيرة لا تحصى ، وليس هذا مجال سردها ، وقد سبق الكلام عنها في مواضيع مستقلة في محور الحديث ، بعنوان ( حجية خبر الآحاد ، والشبهات حوله ) ( حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام ) يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليها . ويكفي وجود هذه الأحاديث في الصحيحين للجزم بصحتها وثبوتها، وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقبول، وليست هي من الأحاديث المنتقدة حتى تستثنى من ذلك، وقد رُوِيت من طرق عدة في الصحيحين وغيرهما ، وعن غير واحد من الصحابة منهم : عائشة ، و ابن عباس ، و زيد بن أرقم - رضي الله عنهم- ، وغيرهم مما يبعد عنه احتمال الغلط أو السهو أو الكذب ، كما أثبتها واعترف بصحتها رواية ودراية كبار الأئمة الذي هم أرسخ قدمـًا في هذا الشأن ، وفي الجمع بين المعقول والمنقول كالإمام المازري و الخطابي ،و القاضي عياض ، والإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، والإمام ابن كثير ، والإمام ابن حجر وغيرهم ممن لا يحصيهم العدُّ ، فهل كل هؤلاء الأئمة فسدت عقولهم ، فلم يتفطنوا إلى ما تفطن إليه أصحاب العقول ؟! ، أم أنه التسليم والانقياد ، وتعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعدم معارضته برأي أو قياس . وأما أن الحديث مخالف للقرآن فهو دليل على سوء الفهم ، لأن المشركين لم يريدوا بقولهم :{إن تتبعون إلا رجلا مسحورا } أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُحر فترة يسيرة بحيث لم يتعلق سحره بأمور الرسالة والتبليغ ، ثم شفاه الله ، وإنما أرادوا بقولهم ذلك إثبات أن ما يصدُر عنه ما هو إلا خيال وجنون في كل ما يقول وما يفعل ، وفيما يأتي ويذر، وأنه ليس رسولاً ، وأن ما جاء به ليس من الوحي في شيء ، وإنما هو خيال مسحور ، فغرضهم إنكار رسالته - صلى الله عليه وسلم - ، وبالتالي فلا يلزمهم تصديقه ولا اتباعه . ولا ريب أن الحال التي ذُكَرت في الحديث عروضها له - صلى الله عليه وسلم - لفترة خاصة ، ليست هي التي زعمها المشركون في شيء ، فلا يصح أن يؤخذ من تكذيب القرآن لما زعمه المشركون دليلاً على عدم ثبوت الحديث ، فنحن عندما نؤمن بما دل عليه الحديث لا نكون مصدقين للمشركين ولا موافقين لهم فيما أرادوا ، لأن الذي عناه الحديث غير الذي عناه أولئك الظالمون، وإذا ثبت ذلك لم يكن هناك تصديق ولا موافقة لهم . وأما ادعائهم بأن هذا الحديث يتنافى مع عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرسالة والبلاغ فإن الذين صححوا حديث السحر كالبخاري و مسلم وغيرهما ، ومن جاء بعدهما من أهل العلم والشراح ، قالوا إن ما حدث للنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من جنس سائر الأمراض التي تعرض لجميع البشر ، وتتعلق بالجسم ولا تسلط لها على العقل أبداً ، وهو أمر يجوز على سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، قال القاضي عياض : " فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده ، وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده " وقول عائشة : " أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله " إما أن يكون في أمور الدنيا لا في أمور الدين والرسالة ، وقياس أمور الوحي والرسالة على أمور الدنيا قياس مع الفارق ، فإنه بالنسبة لأمور الدين معصوم من الخطأ والتغير والتبدل لا يخالف في ذلك أحدٌ ، فللرسول - صلى الله عليه وسلم - اعتباران : اعتبار كونه بشرًا ، واعتبار كونه رسولاً ، فبالاعتبار الأول يجوز عليه ما يجوز على سائر البشر ، ومنه أن يُسحر ، وبالاعتبار الثاني لا يجوز ما يخل بالرسالة لقيام الدليل العقلي والنقلي على العصمة منه . على أنه قد قال بعضهم : إنه لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله ، أن يجزم بفعله ذلك ، وإنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت . وإما أن يكون ذلك التخيل في أمر خاص بينته الروايات الأخرى في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، هي رواية الإمام سفيان بن عيينة التي رواها عنه اثنان من كبار شيوخ البخاري الأول شيخه المُسْنَدي ، والثاني شيخه الإمام الحميدي ، وفيها تقول عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سحر حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهنَّ ، قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذلك " . فهذه الرواية تبين ما في الرواية الأولى من إجمال ، وما هو هذا الشيء الذي كان يخيل إليه أنه فعله ولم يفعله ؟ ، قال القاضي عياض رحمه الله : " يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء ، فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود " . وسواء قلنا بهذا أو بذاك فليس في الحديث أبداً ما يخل بعصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلق بالتبليغ والرسالة ، ولذلك قال الإمام المازري رحمه الله : " أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث - يريد حديث السحر - وزعموا أنه يحط منصب النبوة ، ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك باطل ، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرَّعوه من الشرائع ، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ، وأنه يوحى إليه ولم يوح إليه بشيء ، وهذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل. وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يُخَيَّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين " ، قال : " وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن ، وهذا كثيرًا ما يقع تخيله للإنسان ، وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة " أهـ . ثم ما رأي المنكرين للحديث فيما ثبت في القرآن الكريم منسوباً إلى نبي الله موسى عليه السلام من أنه تخيل في حبال السحرة وعصيهم أنها حيات تسعى ، فهل ينكرون القرآن القطعي المتواتر ؟! وهل تخيله هذا أخل بمنصب الرسالة والتبليغ ؟! وإذا كان لا مناص لهم من التسليم بما جاء به القرآن الكريم ، فلم اعتبروا التخيل في حديث السحر منافيـًا للعصمة ؟! ولم يعتبروه في قصة موسى عليه السلام منافيـًا للعصمة ؟! . لقد شاء الله سبحانه - وله الحكمة البالغة - أن يبتلي أنبياءه بشتى أنواع البلاء ليعلم الناس أنهم بشر مثلهم ، فلا يرفعوهم إلى درجة الألوهية ، وليزداد ثواب الأنبياء ، وتعظم منازلهم ودرجاتهم عند الله تعالى بما يلاقونه ويتحملونه في سبيل تبليغ رسالات الله ، وللإمام ابن القيم كلام حول هذا الموضوع نرى أن نختم به حديثنا ، حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر الأحاديث الدالة على سِحر النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث ، مُتَلقَّى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته ، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم ، وأنكروه أشد الإنكار ، وقابلوه بالتكذيب ، وصنف فيه بعضهم مصنفـًا منفردًا حمل فيه على هشام - يعني ابن عروة بن الزبير - ، وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال : غلط واشتبه عليه الأمر ، ولم يكن من هذا شيء ، قال : لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يُسْحَر ، فإنه تصديق لقول الكفار : {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }( الإسراء 47 ، الفرقان 8) .... قالوا : فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا ، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم ، وعصمتهم من الشياطين . قال : وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم ، فإن هشامـًا من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحدٌ من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن ؟ ، وقد رواه غير هشام عن عائشة ، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة ، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن ، والحديث ، والتاريخ ، والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأيامه من المتكلمين ( ثم أخذ يذكر بعض الروايات في إثبات سحره - صلى الله عليه وسلم- ) . . . . . . إلى أن قال : والسحر الذي أصابه كان مرضـًا من الأمراض عارضـًا شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ، فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ، فقد أغمي عليه -- صلى الله عليه وسلم - في مرضه ، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ شِقه ( أي انخدش ) ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعةً في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ؛ فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس ، فليس ببدع أن يبتلى النبي - صلى الله عليه وسلم- من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه ، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد ، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك ، بل هذا من كمالهم ، وعلو درجاتهم عند الله " أهـ . _________________ المراجع : - دفاع عن السنة الدكتور محمد محمد أبو شهبة حديث السحر في الميزان الدكتور سعد المرصفي - الأنوار الكاشفة للمعلمي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة حب زينب ( رضي الله عنها ) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم | أبو خالد | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 6 | 12 May 2013 09:47 PM |
كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ؟Allahs revenge | مكاوية | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 5 | 06 Apr 2010 10:11 AM |
قصيدة حصان رزان فى الذب عن الطاهرة العفيفة عائشة رضى الله عنها وأرضاها.. | نبراس الكلمة | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 2 | 15 Mar 2009 10:37 PM |
رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم (ابو الحسن ) فسر الرؤيآ بآرك الله فيك | رحمتك يآرب | تعطير الأنام في تأويل الرؤى والأحلام - تفسير ابن الورد الحسني | 4 | 10 Feb 2009 12:48 AM |
قاضي قضاة الجن شمهروش رضي الله تعالى عنه صحابي الرسول صلى الله عليه وسلم | ابن الورد | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 10 | 17 Jan 2008 04:14 PM |