المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملائكة أمكلفون أم مجبورون وهم أفضل أم صالحو المسلمينAre angels charged or forced


ابن الورد
11 Feb 2007, 12:59 PM
الحمد لله الغفار خالق الملائكة الأبرار الأطهار والصلاة والسلام على النبي المختار وآله وصحبه الأخيار
القول فى الملائكة أمكلفون أم مجبورون وهم أفضل أم صالحو المسلمين قال قوم هم مضطرون الى افعالهم مجبورون عليها وروى عن ابن عباس انه قال فى قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون ان التسبيح لهم بمنزلة النفس لنا وقال آخر هم مكلفون مجبورون لأن الله تعالى يقول ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ولا يصح الوعيد على غير المقدور عليه وقد قال إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون فدل هذا القول منهم على اختيارهم وقال لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ولولم يكونوا قادرين على المعصية لما كان يمدحهم بترك المعصية ومعنى قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون مدح لهم على المواظبة على الطاعة أو لا يقطعهم عنها ما يقطع الناس من الحوائج والأشغال وقول ابن عباس رضى الله عنه ان التسبيح سهل عليهم كالنفس فى سرعة المؤاتاة والمطاوعة ويجوز ان يكون من تسبيحهم ما هو اضطرار ومنه ما هو اختيار فان قيل اذا كانت الطاعة منهم باختيار فهل لهم على ذلك من ثواب فمن قائل ان ثوابهم تقريب المنزلة ورفع الدرجة وآخر انه زيادة القوة على الطاعة وتجديد الجد والنشاط فى العبادة وآخر انه اخدامهم أهل الجنة وليس الثواب كله المطعم والمشرب لانهم ليسوا بذوى أجسام مجوفة فيلجئهم الحاجة الى ما يحتاج اليه ذوو الاجسام المجوفة وقد قيل أن ثوابهم ان يستجيب دعآؤهم فى الموحدين وذلك قوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما الآية فطاعتهم مذ خلقوا ان يستجاب فى الموحدين ولهم مسئلة وتضرع وطاعتهم بعد ذلك بشكر وبعرف واختلفوا فى الملائكة وصالحى المؤمنين أيهم أفضل فذهب كثير من المسلمين إلى تفضيل الملائكة واحتجوا بقوله تعالى قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك وقوله تعالى فيما يحكى عن الشيطان ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقول صواحب يوسف ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم وقوله تعالى لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وقوله تعالى يسبحون الليل والنهار لا يفترون وقوله ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا فلما يقل على من خلقنا علمنا ان ها هنا من هو أفضل منهم قالوا وهل يستوى حال من لا يعصى قط وحال من لا يتعرى عن معصيته وكيف بفضيلة عمل من اقصى عمره مائة سنة وفضيلة من عمره الأبد وذهب إلى أن صالحى المؤمنين أفضل لمكابدتهم مشقة الطاعة مع منازعة الشهوة وممانعة الشيطان والعمل بالغيب خوفا وطمعا وانى يقع طاعة من أصفى عن شوائب الهوى وأخلص من مزاحمة الشهوة وأمد بظل العصمة وحرس من الوساوس من طاعة مجبول على الهوى مطبوع على الشهوات موكل به اعدآء من نفسه وجنسه وشيطانه وانما يستحق العمل تمام الفضيلة باحتمال الكد والعناء والمشقة فيه قالوا وليس ينكر ان الملائكة أفضل من الناس ومن كثير من أهل الاسلام حتى تكرمنا ما تلاه خصمنا من الآيات وانما تفضيلنا فاضلى المؤمنين وصالحيهم وقد أسجدهم الله لصفيه آدم عآم فهلا كان ذلك على سبقه بالفضيلة وقال جل وعز وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير فقدم صالحى المؤمنين بالذكر لفضيلتهم على كثير من الملائكة وليس في وجوب الإيمان بهم اكثر فضيلة من وجوب الإيمان بالمؤمنين قال الله عز وجل يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ثم هم مع ذلك خول لبنى آدم وحفظة عليهم وقد روى فى الحديث ان الملائكة سألوا الجنة فقال الله سبحانه لا أجعل صالح من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان وروينا عن كعب أنه قال ركب الله فى الملائكة العقل بلا شهوة وفى البهائم الشهوة بلا عقل وفى ابن آدم كليهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم
من كتاب
البدء والتاريخ ج:1 ص : 176 ــ 180
المطهر بن طاهر المقدسي

ابو الطيب
11 Feb 2007, 05:18 PM
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا

من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير واشهد ان محمد عبده ورسوله أدى الأمانة وبلغ الرسالة فجزاه الله خير الجزاء عنا وعن سائر المسلمين

أما بعد

اخي ابو فهد شكرا على المعلومات الجميلة والتي يجهلها الكثير من الناس

نسأل الله ان يجعله في موازين حسناتك

وينفع به كثير من الناس

وجزاك الله خير الجزاء عنا وعن سائر المسلمين

أبوأحمدالمصرى
07 Nov 2011, 12:42 PM
بارك الله فيكم
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور

العون
20 Nov 2012, 01:31 PM
رائع ما قرأته هنآ بارك الله فيك 6