المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرايات التي ترفع وتنسب للإسلام كثيرة ولابد من وزنها شرعيًا


نورالهدى
22 Feb 2007, 11:33 AM
الشيخ صالح آل الشيخ:الرايات التي ترفع وتنسب للإسلام كثيرة ولابد من وزنها شرعيًا

لطفي عبداللطيف - الرياض


في الفتن تتعدد الرايات التي ترفع باسم الاسلام، ويكثر المتحدثون الذين يتناولون هذه القضايا من زوايا مغايرة بل قد يناقض بعضهم البعض، وكل يستدل بآيات وأحاديث نبوية وأقوال من سيرة السلف الصالح بل كل واحد يدعي انه يتحدث باسم الاسلام الصحيح وفي الفتن ايضا يطلق الحبل على الغارب في الاقاويل والاحاديث، كل يتحدث بما يعرف وما لا يعرف وتزخر احاديث المجالس بكل نوع من الكلام الموثق وغير الموثق المستند إلى معلومات وعلوم شرعية المبني على الاشاعة ناهيك عن النميمة في حق العلماء.

الضوابط الشرعية لموقف المسلم من الفتن كانت موضع اهتمام من الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد حيث تناولها من منظور شرعي والواجب تجاهها واكد الشيخ صالح آل الشيخ ان الرايات المتعددة التي ترفع وتنسب إلى الاسلام لابد من وزن كل منها بموازين الشرع ومعرفة هل من يرفعون هذه الراية الاسلامية يطبقون الاسلام فعلا ام هي مجرد راية تحمل اسم الاسلام فقط.. وقال انه لا يجوز الاعتماد على كلام منقول من صحيفة او تحليل اذاعي او تلفزيوني لبناء حكم شرعي خاصة وقت الازمات والفتن. واضاف انه اذا التسبت الامور عند الداعية او طالب العلم ولم يدر كيف يدير الامور فمرجعه إلى العلماء.

وحذر الشيخ صالح آل الشيخ من القول بأي شيء في وقت الفتنة خاصة من الدعاة وطلبة العلم والخطباء وقال ليس كل ما يعرف ويعلم يقال في الفتن ولا كل ما يقال يقال في كل الاحوال فلابد من وزن الامور بالميزان الشرعي الصحيح حتى نسلم من الخطأ ولا نقع في الخطيئة.

وقال وزير الشؤون الشؤون الإسلامية ان الفتن اذا ظهرت فإنه سيكون معها من الفساد ما يكون مدنيا لقيام الساعة وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفتن كلها والفتن منها المداهنة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها التفرق والاختلاف ومنها ترك الانكار على البدع اذا ظهرت واشياء كثيرة.

واضاف الشيخ صالح آل الشيخ قائلا: اننا في بلاد قائمة على التوحيد ولدينا توجه رشيد بحمد الله فلذلك لابد من الاعتناء بالعلم النافع والالتزام بعقيدة السلف الصالح ولزوم أهل السنة والجماعة وهذا ما نراه من شبابنا اليوم الذين يحرصون على التزود بالعلم الشرعي النافع والالتزام بأقوال السلف وعقيدة أهل السنة ولذا علينا ان نعرف الرؤية الشرعية والواجب علينا في الفتن والضوابط الشرعية والقواعد المرعية التي يجب مراعاتها التي يعصم بها المرء نفسه من الوقوع في الغلط فإذا تصور المسلم مسألة ما دون ضابط او قاعدة يرجع إليها فإنه سيذهب عقله إلى أنحاء شتى في تصرفاته في نفسه او في اسرته او في مجتمعه او في امنه وان رعاية هذه الضوابط الشرعية تحدد للمسلم اين يسير في ظل تعدد الرايات التي ترفع اليوم باسم الاسلام في ظل الازمات.

ويحدد الشيخ صالح آل الشيخ الضوابط والقواعد الشرعية الواجب اتباعها في الفتن ويقول اذا ظهرت الفتن او تغيرت الاحوال فعلى المسلم ان يلتزم بثلاثة امور هي الرفق والتأني والحلم فلا يكون المسلم في الفتن غضوبا مندفعا ومتسرعا او متعجلا وان يرى الامور من زواياها المختلفة ويحدد الرؤية الصحيحة وان يكون حليما بغيره.

واذا برزت الفتن (والكلام للشيخ صالح آل الشيخ) وتغيرت الاحوال فلا يحكم المسلم على شيء من تلك العقد او من تغير الاحوال الا بعد تصوره وعليه ان يلتزم بالقاعدة (الحكم على الشيء فرع من تصوره) وهذه القاعدة رعاها العقلاء جميعا قبل الاسلام وبعد الاسلام والامر الذي لا يتصوره المؤمن ولا يعلمه ولا يكون على بينة منه فلا يتحدث فيه او يتبع احدا او يكون فيه حكما وضرب مثلا بحكم المرابحة في البنوك وان البعض يراه صحيحا اوشرعيا لانه من الربح وهذا مطلوب ولكن بيع المرابحة هو نوع من البيع الذي لا يجوز تستعمله بعض البنوك الاسلامية او غير الاسلامية تحايلا على الربا وصورته انه مبني على توكيل للغير وبعد التوكيل يكون هناك إلزام بالوفاء بالوعد الذي وعده الموكل لوكيله هو ملزم بالوفاء فيه وهذا لا يجوز في الشرع.

وقال الشيخ صالح آل الشيخ: ان الحاكم او المفتي او المتكلم في المسائل الشرعية لا يجوز له ان يتكلم رعاية لحق نفسه ورعاية لخلاص نفسه من الاثم الذي قد يقع عليه ورعاية لحق المسلمين جميعا وتبرؤا من القول على الله بلا علم.

ولذلك لا بد ان يكون على علم وان يبني التصور على معلومات حصل منها من العدول الثقات من المسلمين الذي لا يشوب نقلهم شائبة تجعلهم يخطئون في النقل ومن ثم نخطئ في الحكم على الشيء ولا يجوز ان نعتمد في النقل على إعلام غير مسلم او تحليل اذاعة ما او بتصور في مجلة ما او في تقرير ما فهذا لا يجوز شرعا ان نبني عليه حكما شرعيا وانما الحكم الشرعي يبنى على نقل المسلم العدل الثقة.

وحذر الشيخ صالح آل الشيخ من الفرقة والاختلاف وعلينا التزام جماعة المسلمين واهل السنة والجماعة ولا نكون كالذين تفرقوا وكانوا شيعا وان نزن الرايات المرفوعة في الفتنة بالميزان الشرعي لان الرايات التي ترفع في الفتن سواء كانت رايات دول او رايات دعاة لا بد للمسلم ان يزنها بالميزان الشرعي الصحيح ميزان اهل السنة والجماعة وان ننظر هل من يرفعون الراية الاسلامية يريدون احكام العبادة لله وحده لا شريك له وهل هؤلاء يطبقون التوحيد ام لا؟! وهل هناك عبادة لغير الله ام لا؟!

فإذا كانت الراية المرفوعة بحكم اهلها بشريعة الله واهلها يطبقون الاسلام ويوالون الاسلام يلتزمون الحق والهدى علينا الالتزام بها.

أما اذا التبست موازين النظر إلى هذه الرايات المرفوعة على المسلم او طالب العلم او الداعية ولم يدر كيف يزن الامور عليه ان يرجع إلى العلماء فانهم هم الذين يزنون الامور بالموازين الصحيحة والذين يقيمون التقييم الصحيح.

واضاف الشيخ صالح قائلا: ان القول في الفتيا لابد ان يكون منضبطا وليس كل ما يعرف يقال لان هذه الاقوال تترتب عليها امور كثيرة وحتى لا تحدث فتن اشد باقوال غير صحيحة او غير منضبطة علينا ان نحفظ للعلماء دورهم وان لا يكون حديث المجالس عنهم بسوء فهذه المجالس التي يذكر فيها العلماء بما يكرهون مجالس سوء فمن احترم العلماء واجلهم واخذ بمقال علماء اهل السنة والجماعة واهل التوحيد فانه اخذ بميراث النبوة.

اما ادعاء البعض بان علماءنا لا يفهمون الواقع فإن هذا قول خاطئ لان فهم الواقع لابد ان يبنى عليه الحكم الشرعي وهناك واقع لا اثر له في الحكم الشرعي ولكل حادثة واقعها الذي لابد وان تفهم في اطاره.

وقال الشيخ صالح آل الشيخ ان احاديث الفتن لا تنزل على واقع الحاضر انما يظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم بما اخبر به من حدوث الفتن بعد حدوثها وانقضائها مع الحذر من الفتن جميعها ومن ثم علينا ان نذكر احاديث الفتن للتحذير من الفتنة لا أن نطبقها على الواقع.

جريدة المدينة / ملحق الرسالة/ الجمعة 28 محرم 1428 - الموافق - 16 فبراير 2007 - ( العدد 16004)