ليبي
30 Sep 2009, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك ان المسلمين بذلوا غاية جهدهم في معركة بدر, واعانتهم عوامل اخرى مساعدة,غير ان عنف الضربة وسرعتها,وتسديدها في جيش يتفوق تفوقا ساحقا, فى العدد والاهبة, جعل معركة بدر غريبة . وغير مألوفة في تاريخ الحروب..!!
وتبدو هذه الغرابة بعيدة الاثر عندما نعلم ان(الملائكة) اشتركت فيها الى جانب المسلمين, يقول الله تعالى((واذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين امنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان))
فاشتراك الملائكة في بدر حدث قطعا غير انهم اختلفوا فى الاشتراك فيرى بعضهم ان اشتراكهم كان تثبيتا,وتقوية لمعنويات المسلمين. فكان الملك يظهر للمسلم في صورة الرجل يعرفه فيرشده ويوجهه ويبشره, يقولون للمسلمين..(ابشروا فانهم ليسوا بشيء,والله معكم, كروا عليهم) الى غير ذلك من القول.
ومن الواضح ان ظهور الملائكة في صورة اناس من المسلمين فيه اطمئنان لبعضهم على بعض بنجاتهم من القتل كما ان فيه تكثيرا لسواد المسلمين اثناء القتال فتقوى روحهم المعنوية.
وهذا ظاهر قوله تعالى((.. فثبتوا الذين آمنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان)) وقوله ((واذا يريكموهم اذا التقيتم في اعينكم قليلا ويقللكم في اعينهم)).
والخطاب في قوله( فأضربوا) للمسلمين.
ويميل بعض المفسرين الى القول باشتراك الملائكة فعلا في القتال في جانب المسلمين مستدلين بظاهر قوله تعالى((ومارميت اذ رميت ولكن الله رمى))..وبماورد في صحيح البخاري (عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر هذا جبريل آ خذ
برأس فرسه عليه اداة الحرب)
وكان ابو اسيد يحدث بعد ان ذهب بصره قال:
(لو كنت معكم الان ببدر,ومعي بصري لاريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا اشك ولا امترى)..!!
وعن ابن عباس انه راى في بدر رجلا من المسلمين يعدو خلف مشرك ليقتله اذ سمع ضربة بالسوط فوق المشرك وقائلا يقول((اقدم حيزوم)) فخرالمشرك مستلقيا وقد شق وجه,فجاء فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(صدقت, ذلك من مدد السماء)
وفي رواية قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم لجبريل:
(من القائل يوم بدر من الملائكة اقدم حيزوم)
فقال جبريل:
(يامحمد ماكل اهل السماء اعرف)
ويرد على هذا الفريق بأن نسبة الرمي الى الله فى الآية لم يكن منسوبا للملائكة ولا للمسلمين بل الى الله تعالى وحده ,وحديث البخاري الذي يشير الى تسلح جبريل عليه السلام ليس فيه دليل على اشتراك الملائكة فى الضرب وكذلك الاثر الثاني, ومانسب الى ابن عباس غير صحيح لان عمره يوم بدر كان اربع سنوات لانه ولد قبل الهجرة بسنتين ولم يشهد بدرا, وقد اسلم مع ابيه في فتح مكة والرواية الاخيرة غير معلوم حالها ولا راويها ولذا فنحن نرجح ان اشتراك الملائكة كان تثبيتا معنويا للمسلمين وان المسلمين هم الذين قاتلوا الكفار وحدهم لان سير الحوادث يدل على انهم بذلوا غاية جهدهم فى المعركة حتى لقد اباح لهم النبي صلى الله عليه وسلم الفطر في رمضان ورأوا من اهوال المعركة المعركة مارأوا وقد رضيت نفوسهم وشفى الله صدورهم من اعدائهم الذين عذبوهم واخرجوهم من ديارهم قال تعالى((قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم))
اما عدد الملائكة فالظاهر من القرآن الكريم انهم كانوا على صورة مدد,فكانوا اولا الفا ثم صاروا ثلاثة آلاف, ثم كملوا خمسة آلاف.
والله اعلم
المصادر
1-راجع انسان العيون ج2 صفحة182
2-ابن كثيرج2 صفحة 427
3-شرح العيني على البخاري
4- مجموعة من المجلات التاريخية والكتب الجامعية
لاشك ان المسلمين بذلوا غاية جهدهم في معركة بدر, واعانتهم عوامل اخرى مساعدة,غير ان عنف الضربة وسرعتها,وتسديدها في جيش يتفوق تفوقا ساحقا, فى العدد والاهبة, جعل معركة بدر غريبة . وغير مألوفة في تاريخ الحروب..!!
وتبدو هذه الغرابة بعيدة الاثر عندما نعلم ان(الملائكة) اشتركت فيها الى جانب المسلمين, يقول الله تعالى((واذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين امنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان))
فاشتراك الملائكة في بدر حدث قطعا غير انهم اختلفوا فى الاشتراك فيرى بعضهم ان اشتراكهم كان تثبيتا,وتقوية لمعنويات المسلمين. فكان الملك يظهر للمسلم في صورة الرجل يعرفه فيرشده ويوجهه ويبشره, يقولون للمسلمين..(ابشروا فانهم ليسوا بشيء,والله معكم, كروا عليهم) الى غير ذلك من القول.
ومن الواضح ان ظهور الملائكة في صورة اناس من المسلمين فيه اطمئنان لبعضهم على بعض بنجاتهم من القتل كما ان فيه تكثيرا لسواد المسلمين اثناء القتال فتقوى روحهم المعنوية.
وهذا ظاهر قوله تعالى((.. فثبتوا الذين آمنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان)) وقوله ((واذا يريكموهم اذا التقيتم في اعينكم قليلا ويقللكم في اعينهم)).
والخطاب في قوله( فأضربوا) للمسلمين.
ويميل بعض المفسرين الى القول باشتراك الملائكة فعلا في القتال في جانب المسلمين مستدلين بظاهر قوله تعالى((ومارميت اذ رميت ولكن الله رمى))..وبماورد في صحيح البخاري (عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر هذا جبريل آ خذ
برأس فرسه عليه اداة الحرب)
وكان ابو اسيد يحدث بعد ان ذهب بصره قال:
(لو كنت معكم الان ببدر,ومعي بصري لاريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا اشك ولا امترى)..!!
وعن ابن عباس انه راى في بدر رجلا من المسلمين يعدو خلف مشرك ليقتله اذ سمع ضربة بالسوط فوق المشرك وقائلا يقول((اقدم حيزوم)) فخرالمشرك مستلقيا وقد شق وجه,فجاء فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(صدقت, ذلك من مدد السماء)
وفي رواية قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم لجبريل:
(من القائل يوم بدر من الملائكة اقدم حيزوم)
فقال جبريل:
(يامحمد ماكل اهل السماء اعرف)
ويرد على هذا الفريق بأن نسبة الرمي الى الله فى الآية لم يكن منسوبا للملائكة ولا للمسلمين بل الى الله تعالى وحده ,وحديث البخاري الذي يشير الى تسلح جبريل عليه السلام ليس فيه دليل على اشتراك الملائكة فى الضرب وكذلك الاثر الثاني, ومانسب الى ابن عباس غير صحيح لان عمره يوم بدر كان اربع سنوات لانه ولد قبل الهجرة بسنتين ولم يشهد بدرا, وقد اسلم مع ابيه في فتح مكة والرواية الاخيرة غير معلوم حالها ولا راويها ولذا فنحن نرجح ان اشتراك الملائكة كان تثبيتا معنويا للمسلمين وان المسلمين هم الذين قاتلوا الكفار وحدهم لان سير الحوادث يدل على انهم بذلوا غاية جهدهم فى المعركة حتى لقد اباح لهم النبي صلى الله عليه وسلم الفطر في رمضان ورأوا من اهوال المعركة المعركة مارأوا وقد رضيت نفوسهم وشفى الله صدورهم من اعدائهم الذين عذبوهم واخرجوهم من ديارهم قال تعالى((قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم))
اما عدد الملائكة فالظاهر من القرآن الكريم انهم كانوا على صورة مدد,فكانوا اولا الفا ثم صاروا ثلاثة آلاف, ثم كملوا خمسة آلاف.
والله اعلم
المصادر
1-راجع انسان العيون ج2 صفحة182
2-ابن كثيرج2 صفحة 427
3-شرح العيني على البخاري
4- مجموعة من المجلات التاريخية والكتب الجامعية