المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النَّفْثُ في الماء من الرُّقى الجائزة/سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ


أبو سفيان
23 Apr 2010, 01:30 PM
النَّفْثُ في الماء من الرُّقى الجائزة
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

المصدر: الفتاوى المتعلقة بالطب ص (391)، وفتاوى المرأة المسلمة (1/158، 159)




السؤال

هل يشرع النفث في الماء ثم يسقاه المريض استشفاء بريق ذلك النافث وما على لسانه حينئذ من ذكر الله تعالى أو شيء من الذكر كآية من القرآن أو نحو ذلك ؟
الجواب

لا بأس بذلك فهو جائز؛ بل قد صرح العلماء باستحبابه، وبيان حكم هذه المسألة مدلول عليه بالنصوص النبوية، وكلام محققي الأئمة، وهذا نصها:
قال البخاري في صحيحه: (باب النفث في الرقية) ثم ساق حديث أبي قتادة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ" [1]، وساق حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بقُلْ هُوَ اللهُ أَحَد وَالْمُعَوِّذَتَيْن جميعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ[2].
وروى حديث أبي سعيد رضي الله عنه في الرقية بالفاتحة، ونص رواية مسلم: فَجَعَلَ يَقْرَأُ أُمَّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ الرَّجُلُ [3]، وذكر البخاري حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية: "بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا" [4] .
وقال النووي[5]: فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم .
وقال البيضاوي[6]: قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلاً في النضج وتعديل المزاج، وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضرر، .. إلى أن قال: ثم إن الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كُنْهِها .
وتكلم ابن القيم في الهَدْي [7] في حكمة النفث وأسراره بكلام طويل قال في آخره: وبالجملة فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة وتزيد بكيفية نفسه وتستعين بالرقية والنفث على إزالة ذلك الأثر، وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى كانت الرقية أتم، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها، وفي النفث سر آخر فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة؛ ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان . اهـ .
وفي رواية مهنا عن أحمد: في الرجل يكتب القرآن في إناء ثم يسقيه المريض، قال: لا بأس به، وقال صالح: ربما اعتللت فيأخذ أبي ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك .
وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله في زوال الإشكال الذي حصل لكم فيما يتعاطى في بلدكم من النفث في الإناء الذي فيه الماء ثم يسقاه المريض . وصلى الله على محمد .


ـــــــــــــــــــ
[1]البخاري (5747)، ومسلم (2261).
[2]البخاري (5017).
[3]البخاري (5749)، ومسلم (2201).
[4]البخاري (5745)، ومسلم (2194).
[5]في شرحه على «صحيح مسلم» (14/182).
[6]انظر: «فتح الباري» (10/208).
[7]«زاد المعاد في هدي خير العباد» (4/179)، و«الطب النبوي» ص (140)
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/2109/13357/

أبو خالد
23 Apr 2010, 10:54 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

وجزاك الله خير