المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإرادة الشرعية والإرادة الكونية:.


ريحان
22 Jul 2010, 12:54 AM
الإرادة الالهية في كتاب الله تنقسم الى قسمين
1-الإرادة الشرعية:.

هي الإرادة التي تشمل كل ما يحبه الله ويرضاه وهذا النوع من الإرادة لا يستلزم وقوع المراد .... وهذه الإرادة تدل على ان الله لا يحب المعاصي ولا الذنوب ولا الكفر ولا الظلم ولا يرضى بها ولا يأمر بها
وإن كان شاءها خلقا وتقديرا وإيجادا...


قال الله "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون"الاعراف 28

وقال تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" البقرة 185

وقال جل في علاه" يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا "النساء26-28

وقال سبحانه: "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" البقرة195

وعن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته"احمد وصححه الأرناؤوط

فهذه إرادة شرعية امر بها الله فمن الناس من يستجيب ومنهم من لا يستجيب ولا يستلزم إرادة الله لها ورضاه بها وحبه لها ان تقع وللتقريب الفهم اكثر كمسألة الكفر والإيمان فمنهم من يستجيب لداع الله ومنهم من يعرض عن ذلك الى الكفر والعياذ بالله


2-الإرادة الكونية:.

هذه الإرادة التي يقال لها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذه الإرادة لا يخرج عنها احد من المخلوقات ويشترك فيها المؤمن والكافر والتقي والفاجر ...

مثال ذلك الأمطار والأرزاق والصحة والأسقام وما قضاه الله كونا على عباده من الموت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا من شربة ماء" رواه الترمذي وصححه الألباني

عن زينب بنت جحش رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه )وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال:نعم إذا كثر الخبث"بخاري

قال النبي أيوب صلى الله عليه وسلم { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } [ الأنبياء : 83 ]

قال تعالى" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"يس 82

وقال تعالى: "وكان أمر الله مفعولا" 37 الأحزاب

وقال الله "ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون" الزمر38

وقال سبحانه "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير" المائدة 17

قال اهل العلم:
فمن نظر الى الأعمال الصادرة عن العباد بهاتين العينين كان بصيرا ومن نظر الى الشرع دون القدر والى القدر دون الشرع ضل واضل ونعوذ بالله من الخذلان"

قلت ومن هنا تعلم المقولة الاثمة التي تقول "ان الله ظالم !" لأنه يرى ما حل بفلسطين والعراق والشيشان والقتل والابادة الجماعية ووو ...
ولا يغير الأحوال ولا ينصر عباده....
اللهم إنا نبرئ إليك من كفر هؤلاء ووالله إنا لنعلم -وإن جهلوا وتجاهلوا- أن أراذل القوم ما سلطوا علينا الا بتخاذلنا عن ديننا وقد قلت وقولك الحق " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم " الانفال53

وان هذه سنة الله في خلقه
"إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين" ال عمران140

وقال جل جلاله "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم "ال عمران"179

وقال سبحانه"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب "البقرة 214


"..ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين "البقرة 251

قال الشوكاني في الفتح القدير"وبعضهم بدل من الناس وهم الذين يباشرون أسباب الشر والفساد ببعض آخر منهم وهم الذين يكفونهم عن ذلك ويردونهم عنه { لفسدت الأرض } لتغلب أهل الفساد عليها وإحداثهم للشرور التي تهلك الحرث والنسل..."

فأين دفع السنان ودفع الجنان ودفع الأقلام يا أصحاب العقل المستنير؟؟
علق هذا في قلبك يا من ضاق فكرك فاتهمت ربك


عن ابن عمر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا تبايعتم بالعِينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" ابوداود وصححه الألباني


العينة: التاجر باع سلعته بثمن إلى أجل ثم اشتراها منه بأقل من ذلك الثمن انتهى

قال الرافعي "وبيع العينة هو أن يبيع شيئا الى غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن نقد أقل من ذلك القدر(طبعا مع بقاء الدين على المشتري فيعود المشتري بائع والبائع مشتري وهذه صورة من صور اكل اموال الناس بالباطل"

وعن ثوبان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها(الصَّحْفَةُ أو القِدر) " فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال " بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء ( ما يحمله السيل من وسخ ) كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن " فقال قائل يارسول الله وما الوهن ؟ قال " حب الدنيا وكراهية الموت". احمد.حسنه
الأرناؤوط



تلخيص الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية:.

1-الارادة الكونية يلزم منها وقوع المراد ولا يلزم من وقوعه أن يكون محبوبا لله واما الشرعية فيلزم أن يكون المراد فيها محبوبا ولا يلزم وقوعه.

2- الإرادة الكونية قد تكون مقصودة لغيرها كخلق إبليس مثلا وسائر الشرور لتحصل بسببها محاب كثيرة كالتوبة والمجاهدة والإستغفار وغير ذلك.

3- الإرادتان تجتمعان في حق المطيع وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر...

استفيدت اكثر هذه المادة من رسالة ماجيستير ل محمد سرور شعبان "الالباني ومنهجه في تقرير الاعتقاد"