تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل الانبياء يذنبون ؟ وما حاجتهم في العبادات والطاعات ؟


ريحان
13 Aug 2010, 04:01 PM
العصمة في حق الانبياء هي في حق الرسالة والتبليغ واتفق اهل العلم على جواز الصغائر على الانبياء واختلفوا في الكبائر , حتى وان وقعت فهم سريعوا التوبة والانابة واحدات الحسنات الماحية صلوات ربي وسلامه عليهم

والنبي صلى الله عليه وسلم بشر يخطئ ويتوب فيغفر الله له ولكن ذنوبه ليست كذنوبنا كما وتوبته ليست كتوبتنا فهو اخشانا لله واتقانا له صلى الله عليه وسلم

ومن الايات التي ذكرت هذه الامور منها قوله تعالى " عفا الله عنك لم أذنت لهم"
وقوله " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيمآ أخذتم عذاب عظيم "
وقوله " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك "
وقوله " يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين"
وقوله " عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى"

فالشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم يذنب فيتوب فيغفر الله له
كما قال الله في حق آدم عليه السلام " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى"

وكقوله " فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم"

فلشيطان للانسان نصيب كذلك جعله الله لانبيائه كاخراج ادم من الجنة قال الله " وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين"

والتوبة كانت حاضرة " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " وهذا كثير في القرآن

فالذنب حاصل كقول الله للنبي صلى الله عليه سلم" واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات "

قال شيخ الاسلام " فإذا قال القائل : أي حاجة بالأنبياء إلى العبادات والطاعات ؟ كان جاهلا؛لأنهم إنما نالوا ما نالوه بعبادتهم وطاعتهم،فكيف يقال : إنهم لا يحتاجون إليها،فهي أفضل عبادتهم وطاعتهم .

وإذا قال القائل : فالتوبة لا تكون إلا عن ذنب،والاستغفار كذلك،

قيل له : الذنب الذي يضر صاحبه هو ما لم يحصل منه توبة،فأما ما حصل منه توبة،فقد يكون صاحبه بعد التوبة أفضل منه قبل الخطيئة،كما قال بعض السلف : كان داود بعد التوبة أحسن منه حالا قبل الخطيئة،ولو كانت التوبة من الكفر والكبائر،فإن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم خيار الخليقة بعد الأنبياء،وإنما صاروا كذلك بتوبتهم مما كانوا عليه من الكفر والذنوب، ولم يكن ما تقدم قبل التوبة نقصا ولا عيبا،بل لما تابوا من ذلك وعملوا الصالحات كانوا أعظم إيمانا، وأقوي عبادة وطاعة ممن جاء بعدهم،فلم يعرف الجاهلية كما عرفوها .

ولهذا قال عمر بن الخطاب : إنما تنقض عري الإسلام عروة عروة، إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية . وقد قال الله تعالى : { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } [ الفرقان : 68 ـ 70 ] .

وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله يحاسب عبده يوم القيامة، فيعرض عليه صغار الذنوب ويخبئ عنه كبارها فيقول : فعلت يوم كذا كذا وكذا ؟ فيقول : نعم يارب، وهو مشفق من كبارها أن تظهر، فيقول : إني قد غفرتها لك، وأبدلتك مكان كل سيئة حسنة، فهنالك يقول : رب، إن لي سيئات ما أراها بعد .

فالعبد المؤمن إذا تاب وبدل الله سيئاته حسنات، انقلب ما كان يضره من السيئات بسبب توبته حسنات ينفعه الله بها، فلم تبق الذنوب بعد التوبة مضرة له، بل كانت توبته منها من أنفع الأمور له، والاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، فمن نسي القرآن ثم حفظه خير من حفظه الأول لم يضره النسيان، ومن مرض ثم صح وقوي لم يضره المرض العارض .
والله ـ تعالى ـ يبتلي عبده المؤمن بما يتوب منه؛ ليحصل له بذلك من تكميل العبودية والتضرع، والخشوع لله والإنابة إليه، وكمال الحذر في المستقبل والاجتهاد في العبادة ما لم يحصل بدون التوبة كمن ذاق الجوع والعطش، والمرض والفقر والخوف، ثم ذاق الشبع والري والعافية والغني والأمن، فإنه يحصل له من المحبة لذلك وحلاوته ولذته، والرغبة فيه وشكر نعمة الله علىه، والحذر أن يقع فيما حصل أولا ما لم يحصل بدون ذلك . وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع .

وينبغي أن يعرف أن التوبة لابد منها لكل مؤمن، ولا يكمل أحد ويحصل له كمال القرب من الله، ويزول عنه كل ما يكره إلا بها .

ومحمد صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق وأكرمهم على الله، وهو المقدم على جميع الخلق في أنواع الطاعات، فهو أفضل المحبين لله، وأفضل المتوكلين على الله، وأفضل العابدين له، وأفضل العارفين به، وأفضل التائبين إليه، وتوبته أكمل من توبة غيره؛ ولهذا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .

وبهذه المغفرة نال الشفاعة يوم القيامة، كما ثبت في الصحيح : ( أن الناس يوم القيامة يطلبون الشفاعة من آدم، فيقول : إني نهيت عن الأكل من الشجرة فأكلت منها، نفسي، نفسي، نفسي . ويطلبونها من نوح فيقول : إني دعوت على أهل الأرض دعوة لم أومر بها، نفسي، نفسي، نفسي . ويطلبونها من الخليل، ثم من موسى، ثم من المسيح فيقول : اذهبوا إلى محمد، عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) . قال : ( فيأتوني، فأنطلق ، فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا، فأحمد ربي بمحامد يفتحها على لا أحسنها الآن، فيقول : أي محمد، ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول : أي رب، أمتي، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ) .

فالمسيح ـ صلوات الله عليه وسلامه ـ دلهم على محمد صلى الله عليه وسلم، وأخبر بكمال عبوديته لله، وكمال مغفرة الله له؛ إذ ليس بين المخلوقين والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد، ومحض الجود والإحسان من الرب ـ عز وجل .

وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ) قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال : ( ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) .

وثبت عنه في الصحيح أنه كان يقول : ( يأيها الناس، توبوا إلى ربكم، فو الذي نفسي بيده، إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) ، وثبت عنه في الصحيح أنه قال : ( إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ) ،

فهو صلى الله عليه وسلم لكمال عبوديته لله، وكمال محبته له، وافتقاره إليه، وكمال توبته واستغفاره، صار أفضل الخلق عند الله، فإن الخير كله من الله، وليس للمخلوق من نفسه شيء، بل هو فقير من كل وجه، والله غني عنه من كل وجه، محسن إليه من كل وجه، فكلما ازداد العبد تواضعا وعبودية ازداد إلى الله قربا ورفعة، ومن ذلك توبته واستغفاره .

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) رواه ابن ماجه والترمذي ."

أبو خالد
14 Aug 2010, 12:59 AM
بارك الله فيك اخي الفاضل

وجزاك الله خير

ريحان
14 Aug 2010, 01:12 PM
شكر الله لكم وبارك فيكم

اسلام
28 Aug 2010, 05:26 PM
http://dc04............/i/01930/o31o5igvw7n3.gif