المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنهج لا الأشخاص


أبو أصيل
07 Nov 2010, 11:51 PM
المنهج لا الأشخاص

لم يكن بين هارون عليه السلام وسحرة فرعون مناقشة ولا حوار، ولا ألقى لهم عصى ولا أخرج لهم يداً بيضاء، ومع ذلك قالوا {آمنا برب هارون وموسى } وسبب ذلك أنهم أرادوا الإعلان أن إيمانهم بالمبدأ والمنهج لا بالشخص والمعجزة فقط، وكأنهم يقولون آمنا برب هارون الذي لم يحاورنا ولم يبطل سحرنا تماماً كما آمنا برب موسى عليه السلام .
ويوم حلَّ الحدث العظيم والخطب الجسيم بوفاة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ذهلت عقولُ الصحابة، وانعقدت ألسنتهم، ولم يصدق بعضهم الأمر لأنهم فُجعوا فيمن تعلقت به قلوبهم محبةً وتقديراً، وارتبطت به حياتهم قدوةً وتعليماً ،وهنا قام أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- معلناً أن الارتباط بالمنهج أساسُ الاستمرار فقال: "من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإنالله حي لا يموت " .
وهذا يدل على أن المحبة والوفاء للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - وحسن الفهم والتعلم منه هو الارتباط بمنهجه والتمسك بسنته ورفع رايته دون ضعف ولا خور، وهكذا فعل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- في خلافته.
ومن هنا لابد للداعية أن يعرف أن " الارتباط بالمنهج لا بالأشخاص " مبدأ أصيل في الدعوة ، لابد أن يلقنه للناس ويوصله لهم من خلال كلماته وكتاباته ، وأن يطبعه في نفوس المدعوين من خلال مواقفه وأحواله ، وذلك يعود عليه وعلى الناس بالفائدة ويحميهم من الزيغ والانحراف.
فالداعية يعرف بهذا المنهج نفسه ويقدرها قدرها فلا يغرّه ثناء الناس ومبالغتهم في وصفه بما ليس فيه بل يكون حذراً من مثل هذا بحيث لا يقبل المبالغة في الاقتداء به والمدح له وإن رأى غلواً فيه ردد مقولة أبي بكر رضي الله عنه " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون " .
واستمع إلى نصيحة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- وهو يقول : " لا يغلبن جهلُ الناس بك علمك بنفسك " فالداعية يتعلم التواضع ويدرك أن الفضل والمنّة لله أولاً وآخراً ، ويستحضر قوله تعالى : { ولا تمنن تستكثر } ويتأسى بقول ميمون بن مهران لما قال له رجل : " يا أبا أيوب ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم " فلم يفرح بذلك وينتفخ تعاظماً وكبرياءً بل قال : " على رسلكَ ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم " و مع ما سبق يدرك الداعية أيضاً أن الله ناصر دينه به أو بغيره ، فالشرف و الفائدة له إنه هو بذل واجتهد،وإنه تخلى ونكص فالركب ماضٍ والدعوة سائرة وهو الخاسر الأكبر ، ولن تتوقف المسيرة بوقوفه { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم } .
فأنت أيها الداعية مهما بلغت و بذلت عبد ضعيف فخذ العبرة من الداعية المجاهد نور الدين محمود قال له قائل: بالله لا تخاطر بنفسك فإن أصبت في معركة لا يبقى من المسلمين أحد إلا أخذه السيف فقال محمود : " ومن محمود حتى يقال هذا ؟حفظ الله الإسلام قبلي، لا إله إلا هو".
والناس يستفيدون من هذا المنهج استقلال شخصياتهم ، ويعلمون أنهم متعبدون بالكتاب والسنة ، وأن العالم والداعية له فضل وقدر لكنهم ليسوا إمّعات يتبعونه في كل شئ وإن كان خطأً ! بل كما أوصاهم المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم ) .
ثم هم يعصمون من الانحراف في تقديس الأشخاص أو الخطأ في المفاهيم والتصورات وهذا ما قصده عمر - رضي الله عنه- عندما قال: " لأنزعن خالداً حتى يُعلَم أن الله إنما ينصر دينه" يعني بغير خالد، وهذا كله لا يطغى على أهمية القدوة أويلغي أثرها ولكنه يضع الأمور في نصابها .
وفّق الله الجميع
بقلم الشيخ :
د. علي بن عمر بادحدح
بتصرف يسير

طالبة علم شرعي
08 Nov 2010, 02:41 AM
بارك الله فيك
وجزاك كل خير

الحارث
08 Nov 2010, 07:27 AM
أحسنت وأحسن الله اليك ورحم والديك

أبو أصيل
08 Nov 2010, 11:52 PM
طالبة علم شرعي
الحارث
جزاكما الله خيراً ودام لنا تواصلكما الطيب
لكما مني أجمل تحية .

صلاح المعناوي
09 Nov 2010, 07:22 PM
المنهج لا الأشخاص نفس الكلام الذي قاله الخوارج لـ بن عباس حكمتم الرجال وتركتم كتاب الله فرد عليهم بن عباس (يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ) المائدة:95 فالمنهج لا يعرف إلا بالرجال.
ولا يعرف المنهج السليم إلا قلة من العلماء العدول الذين يقررون ذلك فالمنهج معروف كتاب وسنة والشرط في ذلك هو العمل بما جاء في الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهذا لا يفقهه كل أحد بل هو للعلماء العدول الربانيين أما أن أعطى المصحف للشباب وأفتح له سورة المائدة مثلا وأقول له هذا هو المنهج فلا فهذا هو الإضلال بعينه.
مثال ذلك قال الله: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة:44 وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
فهذا من المنهج لكن الفهم لابد أن يكون بفهم سلف الأمة لهذه الآيات التي غر بها التكفيريين والخوارج شباب الأمة فتفسيرها كما جاء عن بن عباس عند الحاكم وغيره ليس كفرا ينقل عن الملة وهو كفر دون كفر.
وقال الإمام الألباني في كتاب فتنة التكفير صـ 6
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) فما المراد بالكفر فيها ؟ هل هو الخروج عن الملة ؟ أو أنه غير ذلك ؟
فأقول : لا بد من الدقة في فهم هذه الآية فإنها قد تعني الكفر العملي وهو الخروج بالأعمال عن بعض أحكام الإسلام
ويساعدنا في هذا الفهم حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي أجمع المسلمون جميعا - إلا من كان من تلك الفرق الضالة - على أنه إمام فريد في التفسير
فكأنه طرق سمعه يومئذ ما نسمعه اليوم تماما من أن هناك أناسا يفهمون هذه الآية فهما سطحيا من غير تفصيل فقال رضي الله عنه : " ليس الكفر الذي تذهبون إليه وإنه ليس كفرا ينقل عن الملة وهو كفر دون كفر "
ولعله يعني بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ثم كان من عواقب ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين وفعلوا فيهم ما لم يفعلوا بالمشركين : فقال : ليس الأمر كما قالوا أو كما ظنوا وإنما هو كفر دون كفر
هذا الجواب المختصر الواضح من ترجمان القرآن في تفسير هذه الآية هو الحكم الذي لا يمكن أن يفهم سواه من النصوص التي أشرت إليها قبل
ثم إن كلمة ( الكفر ) ذكرت في كثير من النصوص القرآنية والحديثية ولا يمكن أن تحمل - فيها جميعا - على أنها تساوي الخروج من الملة
من ذلك مثلا الحديث المعروف في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) . فالكفر هنا هو المعصية التي هي الخروج عن الطاعة ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام - وهو أفصح الناس بيانا - بالغ في الزجر قائلا : ( . . . وقتاله كفر ) ن ناحية أخرى هل يمكن لنا أن نفسر الفقرة الأولى من هذا الحديث - ] سباب المسلم فسوق [ - على معنى الفسق المذكور في اللفظ الثالث ضمن الآية السابقة : } ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون { ؟والجواب : أن هذا قد يكون فسقا مرادفا للكفر الذي هو بمعنى الخروج عن الملة وقد يكون الفسق مرادفا للكفر الذي لا يعني الخروج عن الملة وإنما يعني ما قاله ترجمان القرآن إنه كفر دون كفر
وهذا الحديث يؤكد أن الكفر قد يكون بهذا المعنى وذلك لأن الله عز وجل قال : } وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله { . إذ قد ذكر ربنا عز وجل هنا الفرقة الباغية التي تقاتل الفرقة المحقة المؤمنة ومع ذلك فلم يحكم على الباغية بالكفر مع أن الحديث يقول : ] . . . وقتاله كفر [
إذا فقتاله كفر دون كفر كما قال ابن عباس في تفسير الآية السابقة تماما
فقتال المسلم للمسلم بغي واعتداء وفسق وكفر ولكن هذا يعني أن الكفر قد يكون كفرا عمليا وقد يكون كفرا اعتقاديا
من هنا جاء هذا التفصيل الدقيق الذي تولى بيانه وشرحه الإمام - بحق - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتولى ذلك من بعده تلميذه البار ابن قيم الجوزية إذ لهما الفضل في التنبيه والدندنة على تقسيم الكفر إلى ذلك التقسيم الذي رفع رايته ترجمان القرآن بتلك الكلمة الجامعة الموجزة فابن تيمية يرحمه الله وتلميذه وصاحبه ابن قيم الجوزية : يدندنان دائما حول ضرورة التفريق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي وإلا وقع المسلم من حيث لا يدري في فتنة الخروج عن جماعة المسلمين التي وقع فيها الخوارج قديما وبعض أذنابهم حديثا
وخلاصة القول : إن قوله صلى الله عليه و سلم ] . . . وقتاله كفر [ لا يعني - مطلقا - الخروج عن الملة
والأحاديث في هذا كثيرة جدا فهي - جميعا - حجة دامغة على أولئك الذين يقفون عند فهمهم القاصر للآية السابقة ويلتزمون تفسيرها بالكفر الاعتقادي
فحسبنا الآن هذا الحديث لأنه دليل قاطع على أن قتال المسلم لأخيه المسلم هو كفر بمعنى الكفر العملي وليس الكفر الاعتقادي
فإذا عدنا إلى ( جماعة التكفير ) - أو من تفرع عنهم - وإطلاقهم على الحكام - وعلى من يعيشون تحت رايتهم بالأولى وينتظمون تحت إمرتهم وتوظيفهم - الكفر والردة فإن ذلك مبني على وجهة نظرهم الفاسدة القائمة على أن هؤلاء ارتكبوا المعاصي فكفروا بذلك. اهــ
فالكلام لابد أن يبين ولا يطلق هكذا دون تبيين بارك الله فيك

أبو أصيل
09 Nov 2010, 11:35 PM
.
التقليد محرم إذا كان مبنياً على مخالفة أصل من أصول الدين، أو ما كان عليه أهل السنة والجماعة ،ومنه تقليد الفرق الضالة كالمعتزلة والجبرية والجهمية وما إلى ذلك من تلك المسميات التي وإن كانت غائبة عن الواقع بالمسمّى فهي حية بأفكاها وقواعدها وقلَ من ينجو من خبثها إلا من رحم ربي سبحانه، ومن الأدلة على ذلك ما جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( إنالله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهّال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون) . (http://javascript<b></b>:OpenHT('Tak/Hits24009727.htm'))أخرجه البخاري.
فقد اشتمل الحديث على دلالة صريحة بذم المقلدين وهو الحكم عليهم بالضلال، غم أن هؤلاء المقلدين لم يقلدوا الرءوس الجهّال إلا لاعتقادهم الضال أنهم أهل علم وإمامة، ومع ذلك لم يعذروا بل حكم عليهم بالضلال، فالواجب على كل مسلم أن يكون على الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، بل كل مخالفة لسبيل المؤمنين ضلال وزيغ وإتباع للهوى لا يعذر عليها أهلها لقوله تعالى :
(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء : 115 ).
فلا يصح القول بأن كل تقليد جائز حتى لو كان مخالفاً لما عليه أئمة السنة والجماعة، بل هو محرم باتفاقهم لكونه خروجاً عن الصراط المستقيم والهدي المبين، والمسائل التي تعتبر أصولاً عند أهل السنة لا يجوز مخالفتها بحال، كما لا يجوز تقليد أناس على خلافها، بل تعلمها فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وعليها يتنزل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) .
فالتقليد القائم على مخالفة الأصول، أو ما قام عليه الإجماع المعتبر، وكذلك كل مسألة قامت على غير دليل أصلاً محرم، ولا يعذر أصحابه بحال من الأحوال لتعارض ما هم عليه من الباطل للحق وأهله، فكان لزاماً على كل مسلم أن يتعلم ما يجب عليه تعلمه من الأحكام العامة التي تجعله من السائرين على الصراط المستقيم، وإلا لكان من أهل المحدثات والضلال الذين استفاض عن الرسول صلى الله عليه وسلم ذمهم كما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ،وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) أخرجه أبو داود وكذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته : ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في سننه.
ولا شك أن كل خلافٍ لأصل من الأصول، أو خروج عن إجماع معتبر، يعتبر مخالفة صريحة تستوجب لأصحابها الإثم، ورغم هذا الأصل الثابت نجد كثيراً من المسلمين يقعون في المحدثات الصريحة معتقدين أنفسهم على الحق، بل ويحذرون من الإتباع الحق وينفرون عن أهله، وكل هذا مرجعه إلى الجهل المحض، والعمى المستلزم إشعال نار الفتن بين المسلمين،وهذا تقليد مذموم عند أئمة المسلمين، وهو غير ما ذكره ابن تيمية رحمه الله تعالى من التقليد الجائز.
وأما تقليد ما لم يكن أصلاً من الأصول ويكون مرجعه إلى الاجتهاد الصحيح غير المخالف لما هم عليه أهل السنة والجماعة، ففيه سعة لمن اضطر إليه وكان عاجزاً عن فهم النصوص الشرعية، أما لغير المضطر فلا يصح ومبنى هذا الحكم على قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (الأنبياء : 7 ) وكذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما: أنّ رجلاً أصابه جرح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأُمِر بالاغتسال، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: ( قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العيّ السؤال) . رواه أبو داود وأحمد وغيرهما.
هذا ما عندنا والله اعلم وأحكم أمّا حديثك أخانا الفاضل صلاح عن الحكم بغير ما أنزل الله فليس هذا محله وربما نتطرق إليه بإذن الله في نقاشات علمية لآحقة خالية من عبارات تشنجية تخرجنا على دائرة النقاش العلمي !!

صلاح المعناوي
10 Nov 2010, 09:01 PM
السلام عليكم
لقد بينت لكم أن مقولتكم (المنهج لا الأشخاص) كلام مجمل قد أبهم بعدم البيان.
واعلم علمني الله وإياك أخي أن لا ضغينة إنما الكل يريد الحق وبيانه والله عز وجل قد أمرنا بأوامر ونهانا عن أمور اختبارا لنا وابتلاء منه للتفريق بين من يتبع الكتاب والسنة ومن يتبع هواه أعاذنا الله وإياكم من اتباع الهوى فهل نصبر على اختبار الله وامتحانه لنا أم لا ومثال على ذلك.
جاء في صحيح الإمام مسلم:
باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة قال الإمام مسلم بإسناده إلى أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ( نعم ) قلت هل من وراء ذلك الشر خير ؟ قال ( نعم ) قلت فهل من وراء ذلك الخير شر ؟ قال ( نعم ) قلت كيف ؟ قال ( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قال قلت كيف أصنع ؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ).
تحذيرا منه صلى الله عليه وسلم وبيانا لحال الأمة من ظلم الظالم وناصحا آمرا بالسمع والطاعة حال الفتن.
فانظر أخي فمنا من يتبع كلام رسول الله ومنا من يتبع رأيه الشخصي وهذا هو عين الإختبار من الله عز وجل لعباده.

وما لبث أن وقع في مخالفة أمر رسول الله فرقة الحرورية ومحاججتهم لبن عباس وصحابة رسول الله كما جاء بالحديث عن
بن عباس رضي الله عنهما قال : لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار و هم ستة آلاف أتيت عليا فقلت : يا أمير المؤمنين ابرد بالظهر لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم قال : إني أخاف عليك قلت : كلا قال ابن عباس : فخرجت إليهم و لبست أحسن ما يكون من حلل اليمن قال أبو زميل : كان ابن عباس جميلا جهيرا قال ابن عباس : فأتيتهم و هم مجتمعون في دارهم قائلون فسلمت عليهم فقالوا : مرحبا بك يا ابن عباس فما هذه الحله ؟ قال قلت : ما تعيبون علي لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن ما يكون من الحلل و نزلت : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق } قالوا : فما جاء بك ؟ قلت : أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه و سلم من المهاجرين و الأنصار لأبلغكم ما يقولون المخبرون بما يقولون فعليهم نزل القرآن و هم أعلم بالوحي منكم و فيهم أنزل ( و ليس فيكم منهم أحد ) فقال بعضهم : لا تخاصموا قريشا فإن الله يقول : { بل هم قوم خصمون } قال ابن عباس : و أتيت قوما قط أشد اجتهادا منهم مسهمة وجوههم من السهر كأن أيديهم و ركبهم تثني عليهم فمضى من حضر فقال بعضهم لنكلمنه و لننظرن ما يقول قلت : أخبروني ماذا نقمتم على ابن عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و صهره و المهاجرين و الأنصار ؟ قالوا : ثلاثا قلت : ما هن ؟ قالوا : أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله و قال الله تعالى { إن الحكم إلا لله } و ما للرجال و ما للحكم (وهذا عين القول المنهج لا الأشخاص) فقلت هذه واحدة قالوا : و أما الأخرى فإنه قاتل و لم يسب و لم يغنم فلئن كان الذي قاتل كفارا لقد حل سبيهم و غنيمتهم و لئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم قلت : هذه اثنتان فما الثالثة ؟ قال : إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت أعندكم سوى هذا ؟ قالوا : حسبنا هذا فقلت لهم : ارأيتم أن قرأت عليكم من كتاب الله و من سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ما يرد به قولكم أترضون ؟ قالوا : نعم فقلت : أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فأنا عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب و نحوها من الصيد فقال { يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم } إلى قوله : { يحكم به ذوا عدل منكم } فنشدتكم الله أحكم الرجال في أرنب و نحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم و صلاح ذات بينهم ؟ و أن تعلموا أن الله لو شاء لحكم و لم يصير ذلك إلى الرجال و في المرأة و زوجها قال الله عز و جل { إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } فجعل الله حكم الرجال سنة مأمونة أخرجت عن هذه قالوا : نعم قال : و أما قولكم قاتل و لم يسب و لم يغنم أتسبون أمكم عائشة ثم يستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن فعلتم لقد كفرتم و هي أمكم و لئن قلتم ليست أمنا لقد كفرتم فإن كفرتم فإن الله يقول : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم } فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة فنظر بعضهم إلى بعض قلت : أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم و أما قولكم : محا إسمه من أمير المؤمنين فأنا أتيكم بمن ترضون و رأيكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية كاتب سهيل بن عمرو و أبا سفيان بن حرب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمير المؤمنين :
أكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله فقال المشركون : لا و الله ما نعلم أنك رسول الله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم إنك تعلم أني رسول الله أكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله فو الله لرسول الله خير من علي و ما أخرجه من النبوة حين محا نفسه قال عبد الله بن عباس : فرجع من القوم ألفان و قتل سائرهم على ضلالة

تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط مسلم
فالمنهج بدون فهم سلف الأمة لا يستقيم فعلى طالبه التقيد بالنصوص وأهل العلم وإلا فكيف نعرف المنهج بدون الأشخاص
بارك الله فيكم وسددكم لما يحبه ويرضاه