أبو سفيان
31 Dec 2010, 11:35 PM
من آثار الطرق الصوفية إسهامهم في ذل المسلمين، وهوانهم
الدكتور عبدالله بن دجين السهلي
( أستاذ مشارك بقسم الثقافة الإسلامية، تخصص العقيدة ، جامعة الملك سعود)
من آثار الطرق الصوفية ، إسهامهم في ذل المسلمين، وهوانهم - ..:: منتديات شبكة صوفية حضرموت ::.. (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7840)
الذل ظاهر على أهل البدع عموما، وللطرق الصوفية نصيب وافر في إذلال أنفسهم، وإذلال المسلمين، بل ظن كثير من غير المسلمين أن أفعال الصوفية واعتقاداتهم وتصرفاتهم هي دين الإسلام، قال محمود أبو ريه :« الكلام في أمر رجال الطرق الصوفية ومناصرتهم في كل زمن لأعداء الدين والمسلمين من المستعمرين في أقطار الأرض عامة، وشمال أفريقيا خاصة مما يحتاج إلى مؤلفات»([1] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn1))، وقال محمد سقفة: « ندرك خطر كثير من رجال الطرق الصوفية على البلاد فإنهم لايتقاعدون عن تعاونهم مع الاستعمار إذا ضمنت مصالحهم المادية الخاصة ، وهم علاوة على فهمهم فإنهم مستسلمون دائما للعدو، فلا يحركون ساكناً»([2] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn2))، وهذه نماذج من إذلالهم للمسلمين:
1ـ إذلال المسلمين في عقائدهم، ويتمثل بتصحيح عقائد الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، كما فعل ذلك ابن عربي وابن هود والتلمساني وغيرهم، بل بعض الطرق انتسب لها نصارى كالطريقة البكتاشية، والرومي كتب على قبره للديانات الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام([3] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn3))، ويلاحظ اتفاق الطرقية مع النصارى في تعظيم أحد الأولياء في مصر ويسمى العريان([4] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn4))، فيظن أولئك أنهم على حق وإلا لم يوافقوهم.
2ـ التصوف من وسائل الاستشراق التي يتوصل بها إلى أهدافه([5] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn5))، ولذلك ركزوا على نشر التراث الخاص بالفرق والجدل الفلسفي، والفكر الصوفي المتطرف، مع غض الطرف عن نشر تراث الأعلام العباقرة، وما يمت بصلة للدين الصحيح([6] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn6))، فقد كانت أبحاث المستشرق لويس ماسنيون ـ نصراني، كاثوليكي، فرنسي، من كبارهم ـ ظاهرها كأنها بحث علمي، بينما تثير الشبهة، قال د. مصطفى حلمي عنه : « إن ما يسترعي النظر أنه خصص معظم أبحاثه العلمية عن الحلاج، وأضفى على مقتله هالة كبرى، حاول بها أن يجعل منه شهيد الفكر والعقيدة.
…لكننا نرى أن إبراز شخصية هذا الصوفي وتسليط الأضواء عليه، ثم وضعه في نسق الأبطال الذين جذبتهم روح الفداء، نقول: إن هذا العمل يبدو وكأنه علمي في ظاهره، بينما هو في الحقيقة يخفي أسباباً أخرى وراءه.
منها أن الاهتمام بتراث الحلاج والسهرودي المقتول وابن عربي وغيرهم، إنما يكشف خطة الغزو الثقافي في الاهتمام بالجوانب المضطربة والمثيرة للشبهات، لإعلانها وإبرازها والاهتمام بها، رغبة في دفع أفكارها التي طمست ـ والتي كشف زيفها أعلام الفكر الإسلامي ـ إلى الظهور مرة أخرى »([7] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn7)).
و« لا يخفى أن هناك قصداً متعمداً ـ لا من ماسنيون وحده ـ وإنما بواسطة الكثير من الباحثين غيره من أهل الاستشراق، لإخفاء أبطال الإسلام الحقيقيين من أئمة السلف»([8] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn8))، ومثلها دراسة غولد سيهر عن الحلاج أيضا([9] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn9)).
وقال محمد شقفة : « ذكر الدكتور كامل عياد واقعة شهد فيها مندوبا من مؤسسة روكفلر الأمريكية يزور جامعة دمشق، وقد تلكأ هذا المندوب ولاذ بمختلف المعاذير حين أعربت له الجامعة عن حاجتها إلى بعض المخابر والأجهزة العلمية، لكنه لم يلبث أن أظهر البشاشة ولم يتردد في في قطع الوعود بالمساعدة حين انتقل الحديث إلى إنشاء معهد لدراسة التصوف »([10] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn10)).
3 ـ إذلال العلماء والمصلحين، فمنذ نشأت الطرق الصوفية المتأخرة في القرن السادس الهجري ولهم عداء سافر للعلماء والمصلحين، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يتعرض للأذي والسجن والضرب منهم وبسببهم وقد دخل السجن في شوال سنة 707هـ حتى نهاية صفر سنة 709هـ، لما اجتمع خلق منهم حول القلعة التي يقيم بها السلطان وكانت لهم ضجة شديدة، وشكوا شيخ الإسلام إلى السلطان، وكان ذلك بإشارة نصر المنبجي ـ من أتباع ابن عربي -، وبعد السجن سيروه إلى الإسكندرية كهيئة المنفي وذلك في نهاية شهر صفر سنة 709 هـ، ومنعوا أن يذهب معه أحد رجاء أن يقتل، وكانت أعظم المحن التي مرت على الشيخ وأتباعه بسبب فتواه في شد الرحال إلى القبور، والتي كذب عليه فيها وحرفت، وسجن في القلعة سنة 726هـ ومعه جماعة من أصحابه وضيق عليهم، وعزر جماعة منهم على دواب، حتى مات رحمه الله تعالى([11] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn11))، وأما الضرب ففي سنة 711هـ، تعصب جماعة من الصوفية ـ معهم البكري نور الدين ـ على شيخ الإسلام وتفردوا به وضربوه([12] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn12)).
ويحارب الشيخ الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد بالقلم والسنان ويقتل أنصار دعوته، ولا زالت إلى هذا اليوم إحدى جماعاتهم والمسماة "جماعة حلمي إيشق في تركيا" تجمع كتب أئمة الصوفية في محاربة الدعوة وتوزعها مجاناً في بلاد المسلمين، والإمام السلفي محمود شكري الألوسي رحمه الله يرحل من وطنه ومن أهله مع إمامته في الدين لرده الشرك الأكبر عند الصوفية([13] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn13)) ، وفي مصر خاض السيد رشيد معركة حامية الوطيس ضد الخرافيين والمبتدعين، وردوا من جهتهم له الصاع صاعين، وحاولوا تشويه سمعته، وبالغوا في الإساءة إليه([14] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn14)).
ولازال عداؤهم للسنة وأهلها قائما، بل اشتد في هذه الأزمنة، قال الشيخ محمد هاشم الهدية ـ رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان ـ: « واجهت الدعوة عقبات متعددة وبعضها أكبر من بعض، مثل: السب، والشتم، والتكفير، والضرب، وقد بلغ هذا العداء أشده حينما كان للصوفية نفوذ واسع في بعض الحكومات السابقة، حيث استغلوا هذا النفوذ في: سجن مشايخ الدعوة، هدم بعض مساجدها، والتضييق عليها حتى لا يتمكن دعاتها من نشر الدعوة في الأماكن العامة ومجامع الناس، ولكن بتوفيق من الله وفضله أمكن دفع كل ذلك بشيء من الصبر والعفو والصفح»([15] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn15)).
4 ـ إذلالهم الحسي للناس ، فمن ذلك شيخ الطريقة السمانية ، إذا جاء أتباعه للسلام عليه نزعوا العمائم وشدوا بها أوساطهم، وخلعوا نعلهم، فإذا قربوا منه جثوا على ركبهم وساروا إليه على أيديهم وأرجلهم على هيئة الحيوانات، قال الأخ هاشم حسين رجب :« رأيتها بعيني عندما دخلت إلى مجلس رئيس السمانية ... من أيام سنة 1972م رأيت شيخاً نحو الستين ... على شيء عال وأمامه برحة واسعة، ... فإذا دخلت زمرة الزائرين وطالعت الشيخ نزع أفرادها العمائم وشدوا بها أوساطهم ثم أقبلوا يمشون في هدوء شديد وخشوع ظاهر، وهم حفاة الأقدام، حتى إذا صاروا على بعد يقارب عشرة أمتار جثوا على الأرض؛ واتجهوا نحو شيخهم على هيئة ذوات الأربع، والشيخ يتأمل هذا القطيع صامتاً حتى إذا وصلوه مد يداً قد طيبها السدنة … فتزدحم الزمرة عليها للبركة ويوسعونها تقبيلاً، وقد ينتحب بعضهم عليها »([16] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn16))، على أنه لايزور شيخه إلا وهو طاهر([17] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn17))، أما المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد تبعه أبو هريرة يوماً لكنه انخنس عنه، وعندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم أين كنت، قال أبو هريرة : كنت جنباً فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طاهرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« سبحان الله المؤمن لاينجس»([18] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn18)) .
وكذلك قيام شيخ الطريقة السعدية في المولد بالسير بحصانه فوق أعضاء طريقته المنبطحين أرضاً، وتسمى الدوسة، وقد منع أيام الاستعمار البريطاني لمصر([19] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn19))، فهل بعد هذا إذلال ؟.
وما يدرى هؤلاء أن الإسلام برئ من أفعال أولئك الطرقية، وما درى أولئك أنهم صدوا عن سبيل الله بأفعالهم، وأين كل هذا مما أمر الله به وشرعه لعباده ؟!([20] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn20)).
5ـ ذكر الجبرتي من أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره، وجماعة التبليغ وهي من الطرق الصوفية تأخذ إعانة من الحكومة البريطانية([21] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn21))، والماسونية العالمية تدعم الطرق الصوفية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة([22] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn22)) .
6ـ وفي السنغال يتميز بكثرة الطرق الصوفية، وهي كثيرة وربما لا يعرفها العالم الإسلامى لأنها سنغالية المنشأ، وعادة رؤساء الطرق يشجَّعون من قبل الدولة ويدعمون بالمال الذي يوزعونه على مريديهم، ويحضر المسؤولون الاحتفالات التى يقومون بها، فيعبر مشايخ الطرق عن ولائهم للدولة وموافقتهم على مواقفها السياسية، وتحاول الدولة تشجيع هؤلاء ودعمهم لأنهم بديل مأمون ولا خطر منهم([23] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn23))، وهكذا الطرق الصوفية في كل زمن .
7ـ ذكر ابن الجوزي أكلهم لأموال الظلمة فقال:« ويحكم ... يقعد أحدكم عن الكسب مع قدرته عليه، معولا على الصدقات ... ثم لايكفيه حتى يدور على الظلمة فيستعطي سنهم، ويهنئهم بملبوس لايحل وولاية لاعدل فيها، فوالله إنكم أضر على الإسلام من كل مضر»([24] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn24))، وهكذا حالهم اليوم حتى قال أحد مرتزقتهم لأحد أعداء الإسلام الذي قتل المسلمين « ستكون خليفة للمسلمين ».
وعلى كل فما هذه إلا أمثلة، والطرقية يميتون العزة، والشعور بالكرامة في المسلمين، فالإنحناء أمام مشايخهم وتقبيل النعال والأقدام، والتبرك بالقذر والخرق البالية، وتلقي شتى الإهانات بنفس راضية، هذا حالهم، وعلى هذا يربى، فكيف يفكرون في الجهاد ومقارعة العدو، ونشر الحق والذود عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) انظر: السيد البدوي ص19 .
([2]) انظر: التصوف بين الحق والخلق ص215 .
[3]) انظر:دمعة التوحيد على التوحيد ( مجموعة مقالات ) قبس من الظلمات إعداد : خالد أبو الفتوح ص121.
([4]) انظر:دمعة التوحيد على التوحيد ( مجموعة مقالات ) من لهذه الوثنية المتعددة إعداد إسماعيل العتيق ص55-56.
([5]) انظر: المستشرقون ومن تابعهم وموقفهم من ثبات الشريعة وشمولها د. عابد السفياني ص81-82 ، 84 ، ط/ الثالثة 1412هـ الناشر دار المنارة جدة – المملكة.
([6]) انظر: الاستشراق أهدافه ووسائله د. محمد الزيادي ص110 ، ط/ الأولى 1998م توزيع دار قتيبة. واعترافاً بالحق فإن بعض المستشرقين منصف، وبعض ما يذكرونه صحيح. انظر: المستشرقون والدراسات الإسلامية تأليف محمد مليباري ص48-49 ، ط/ الأولى 1410هـ الناشر دار الرفاعي – الرياض، والاستشراق د. الزيادي ص46-47 وغيرهم.
([7]) التصوف وابن تيمية ص62-63 .
([8]) نفس المرجع ص63 .
([9]) انظر: التصوف بين الخلق والخالق ص218 .
([10]) التصوف بين الخلق والخالق ص219.
([11]) انظر: مقدمة الاستغاثة للمؤلف ج1/ 28-31 .
([12]) انظر: مقدمة الاستغاثة للمؤلف ج1/48 .
[13]) انظر: غاية الأماني في الرد على النبهاني جـ1/11، والرفاعية تأليف دمشقية ص219 .
([14])مجلة البيان العدد 11 شعبان 1408هـ، مجددون معاصرون .
([15]) مجلة البيان العدد 91 ربيع الأول 1416هـ، ص100 حوار مع الشيخ محمد هاشم الهدية .
([16]) انظر: الإطاحة بعرش أكبر الدجالين في الساحة تأليف هاشم الحسين رجب ص148-149 .
([17]) انظر: المرجع السابق ص146 .
([18]) أخرجه البخاري في ( كتاب الغسل، باب عرق الجنب وأن المسلم لاينجس) ج1/109 رقم الحديث 279 .
([19]) انظر: تاريخ الطرق الصوفية في مصر فريد ص62.
([20]) انظر: نظرات وتأملات من واقع الحياة تأليف د. محمد الخميس ص271.
([21]) انظر: جماعة التبليغ في شبه القارة الهنديةد. سيد طالب ص80، ط/ الأولى 1419هـ الناشر دار البيان باكستان.
([22]) انظر: الرفاعية تأليف عبدالرحمن دمشقية ص190.
([23]) انظر : الإسلام والمسلمون في السنغال مجلة البيان العدد 32 /ص73.
([24]) انظر : تلبيس إبليس ص192.
الدكتور عبدالله بن دجين السهلي
( أستاذ مشارك بقسم الثقافة الإسلامية، تخصص العقيدة ، جامعة الملك سعود)
من آثار الطرق الصوفية ، إسهامهم في ذل المسلمين، وهوانهم - ..:: منتديات شبكة صوفية حضرموت ::.. (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7840)
الذل ظاهر على أهل البدع عموما، وللطرق الصوفية نصيب وافر في إذلال أنفسهم، وإذلال المسلمين، بل ظن كثير من غير المسلمين أن أفعال الصوفية واعتقاداتهم وتصرفاتهم هي دين الإسلام، قال محمود أبو ريه :« الكلام في أمر رجال الطرق الصوفية ومناصرتهم في كل زمن لأعداء الدين والمسلمين من المستعمرين في أقطار الأرض عامة، وشمال أفريقيا خاصة مما يحتاج إلى مؤلفات»([1] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn1))، وقال محمد سقفة: « ندرك خطر كثير من رجال الطرق الصوفية على البلاد فإنهم لايتقاعدون عن تعاونهم مع الاستعمار إذا ضمنت مصالحهم المادية الخاصة ، وهم علاوة على فهمهم فإنهم مستسلمون دائما للعدو، فلا يحركون ساكناً»([2] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn2))، وهذه نماذج من إذلالهم للمسلمين:
1ـ إذلال المسلمين في عقائدهم، ويتمثل بتصحيح عقائد الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، كما فعل ذلك ابن عربي وابن هود والتلمساني وغيرهم، بل بعض الطرق انتسب لها نصارى كالطريقة البكتاشية، والرومي كتب على قبره للديانات الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام([3] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn3))، ويلاحظ اتفاق الطرقية مع النصارى في تعظيم أحد الأولياء في مصر ويسمى العريان([4] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn4))، فيظن أولئك أنهم على حق وإلا لم يوافقوهم.
2ـ التصوف من وسائل الاستشراق التي يتوصل بها إلى أهدافه([5] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn5))، ولذلك ركزوا على نشر التراث الخاص بالفرق والجدل الفلسفي، والفكر الصوفي المتطرف، مع غض الطرف عن نشر تراث الأعلام العباقرة، وما يمت بصلة للدين الصحيح([6] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn6))، فقد كانت أبحاث المستشرق لويس ماسنيون ـ نصراني، كاثوليكي، فرنسي، من كبارهم ـ ظاهرها كأنها بحث علمي، بينما تثير الشبهة، قال د. مصطفى حلمي عنه : « إن ما يسترعي النظر أنه خصص معظم أبحاثه العلمية عن الحلاج، وأضفى على مقتله هالة كبرى، حاول بها أن يجعل منه شهيد الفكر والعقيدة.
…لكننا نرى أن إبراز شخصية هذا الصوفي وتسليط الأضواء عليه، ثم وضعه في نسق الأبطال الذين جذبتهم روح الفداء، نقول: إن هذا العمل يبدو وكأنه علمي في ظاهره، بينما هو في الحقيقة يخفي أسباباً أخرى وراءه.
منها أن الاهتمام بتراث الحلاج والسهرودي المقتول وابن عربي وغيرهم، إنما يكشف خطة الغزو الثقافي في الاهتمام بالجوانب المضطربة والمثيرة للشبهات، لإعلانها وإبرازها والاهتمام بها، رغبة في دفع أفكارها التي طمست ـ والتي كشف زيفها أعلام الفكر الإسلامي ـ إلى الظهور مرة أخرى »([7] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn7)).
و« لا يخفى أن هناك قصداً متعمداً ـ لا من ماسنيون وحده ـ وإنما بواسطة الكثير من الباحثين غيره من أهل الاستشراق، لإخفاء أبطال الإسلام الحقيقيين من أئمة السلف»([8] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn8))، ومثلها دراسة غولد سيهر عن الحلاج أيضا([9] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn9)).
وقال محمد شقفة : « ذكر الدكتور كامل عياد واقعة شهد فيها مندوبا من مؤسسة روكفلر الأمريكية يزور جامعة دمشق، وقد تلكأ هذا المندوب ولاذ بمختلف المعاذير حين أعربت له الجامعة عن حاجتها إلى بعض المخابر والأجهزة العلمية، لكنه لم يلبث أن أظهر البشاشة ولم يتردد في في قطع الوعود بالمساعدة حين انتقل الحديث إلى إنشاء معهد لدراسة التصوف »([10] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn10)).
3 ـ إذلال العلماء والمصلحين، فمنذ نشأت الطرق الصوفية المتأخرة في القرن السادس الهجري ولهم عداء سافر للعلماء والمصلحين، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يتعرض للأذي والسجن والضرب منهم وبسببهم وقد دخل السجن في شوال سنة 707هـ حتى نهاية صفر سنة 709هـ، لما اجتمع خلق منهم حول القلعة التي يقيم بها السلطان وكانت لهم ضجة شديدة، وشكوا شيخ الإسلام إلى السلطان، وكان ذلك بإشارة نصر المنبجي ـ من أتباع ابن عربي -، وبعد السجن سيروه إلى الإسكندرية كهيئة المنفي وذلك في نهاية شهر صفر سنة 709 هـ، ومنعوا أن يذهب معه أحد رجاء أن يقتل، وكانت أعظم المحن التي مرت على الشيخ وأتباعه بسبب فتواه في شد الرحال إلى القبور، والتي كذب عليه فيها وحرفت، وسجن في القلعة سنة 726هـ ومعه جماعة من أصحابه وضيق عليهم، وعزر جماعة منهم على دواب، حتى مات رحمه الله تعالى([11] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn11))، وأما الضرب ففي سنة 711هـ، تعصب جماعة من الصوفية ـ معهم البكري نور الدين ـ على شيخ الإسلام وتفردوا به وضربوه([12] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn12)).
ويحارب الشيخ الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد بالقلم والسنان ويقتل أنصار دعوته، ولا زالت إلى هذا اليوم إحدى جماعاتهم والمسماة "جماعة حلمي إيشق في تركيا" تجمع كتب أئمة الصوفية في محاربة الدعوة وتوزعها مجاناً في بلاد المسلمين، والإمام السلفي محمود شكري الألوسي رحمه الله يرحل من وطنه ومن أهله مع إمامته في الدين لرده الشرك الأكبر عند الصوفية([13] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn13)) ، وفي مصر خاض السيد رشيد معركة حامية الوطيس ضد الخرافيين والمبتدعين، وردوا من جهتهم له الصاع صاعين، وحاولوا تشويه سمعته، وبالغوا في الإساءة إليه([14] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn14)).
ولازال عداؤهم للسنة وأهلها قائما، بل اشتد في هذه الأزمنة، قال الشيخ محمد هاشم الهدية ـ رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان ـ: « واجهت الدعوة عقبات متعددة وبعضها أكبر من بعض، مثل: السب، والشتم، والتكفير، والضرب، وقد بلغ هذا العداء أشده حينما كان للصوفية نفوذ واسع في بعض الحكومات السابقة، حيث استغلوا هذا النفوذ في: سجن مشايخ الدعوة، هدم بعض مساجدها، والتضييق عليها حتى لا يتمكن دعاتها من نشر الدعوة في الأماكن العامة ومجامع الناس، ولكن بتوفيق من الله وفضله أمكن دفع كل ذلك بشيء من الصبر والعفو والصفح»([15] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn15)).
4 ـ إذلالهم الحسي للناس ، فمن ذلك شيخ الطريقة السمانية ، إذا جاء أتباعه للسلام عليه نزعوا العمائم وشدوا بها أوساطهم، وخلعوا نعلهم، فإذا قربوا منه جثوا على ركبهم وساروا إليه على أيديهم وأرجلهم على هيئة الحيوانات، قال الأخ هاشم حسين رجب :« رأيتها بعيني عندما دخلت إلى مجلس رئيس السمانية ... من أيام سنة 1972م رأيت شيخاً نحو الستين ... على شيء عال وأمامه برحة واسعة، ... فإذا دخلت زمرة الزائرين وطالعت الشيخ نزع أفرادها العمائم وشدوا بها أوساطهم ثم أقبلوا يمشون في هدوء شديد وخشوع ظاهر، وهم حفاة الأقدام، حتى إذا صاروا على بعد يقارب عشرة أمتار جثوا على الأرض؛ واتجهوا نحو شيخهم على هيئة ذوات الأربع، والشيخ يتأمل هذا القطيع صامتاً حتى إذا وصلوه مد يداً قد طيبها السدنة … فتزدحم الزمرة عليها للبركة ويوسعونها تقبيلاً، وقد ينتحب بعضهم عليها »([16] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn16))، على أنه لايزور شيخه إلا وهو طاهر([17] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn17))، أما المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد تبعه أبو هريرة يوماً لكنه انخنس عنه، وعندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم أين كنت، قال أبو هريرة : كنت جنباً فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طاهرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« سبحان الله المؤمن لاينجس»([18] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn18)) .
وكذلك قيام شيخ الطريقة السعدية في المولد بالسير بحصانه فوق أعضاء طريقته المنبطحين أرضاً، وتسمى الدوسة، وقد منع أيام الاستعمار البريطاني لمصر([19] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn19))، فهل بعد هذا إذلال ؟.
وما يدرى هؤلاء أن الإسلام برئ من أفعال أولئك الطرقية، وما درى أولئك أنهم صدوا عن سبيل الله بأفعالهم، وأين كل هذا مما أمر الله به وشرعه لعباده ؟!([20] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn20)).
5ـ ذكر الجبرتي من أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره، وجماعة التبليغ وهي من الطرق الصوفية تأخذ إعانة من الحكومة البريطانية([21] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn21))، والماسونية العالمية تدعم الطرق الصوفية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة([22] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn22)) .
6ـ وفي السنغال يتميز بكثرة الطرق الصوفية، وهي كثيرة وربما لا يعرفها العالم الإسلامى لأنها سنغالية المنشأ، وعادة رؤساء الطرق يشجَّعون من قبل الدولة ويدعمون بالمال الذي يوزعونه على مريديهم، ويحضر المسؤولون الاحتفالات التى يقومون بها، فيعبر مشايخ الطرق عن ولائهم للدولة وموافقتهم على مواقفها السياسية، وتحاول الدولة تشجيع هؤلاء ودعمهم لأنهم بديل مأمون ولا خطر منهم([23] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn23))، وهكذا الطرق الصوفية في كل زمن .
7ـ ذكر ابن الجوزي أكلهم لأموال الظلمة فقال:« ويحكم ... يقعد أحدكم عن الكسب مع قدرته عليه، معولا على الصدقات ... ثم لايكفيه حتى يدور على الظلمة فيستعطي سنهم، ويهنئهم بملبوس لايحل وولاية لاعدل فيها، فوالله إنكم أضر على الإسلام من كل مضر»([24] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn24))، وهكذا حالهم اليوم حتى قال أحد مرتزقتهم لأحد أعداء الإسلام الذي قتل المسلمين « ستكون خليفة للمسلمين ».
وعلى كل فما هذه إلا أمثلة، والطرقية يميتون العزة، والشعور بالكرامة في المسلمين، فالإنحناء أمام مشايخهم وتقبيل النعال والأقدام، والتبرك بالقذر والخرق البالية، وتلقي شتى الإهانات بنفس راضية، هذا حالهم، وعلى هذا يربى، فكيف يفكرون في الجهاد ومقارعة العدو، ونشر الحق والذود عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) انظر: السيد البدوي ص19 .
([2]) انظر: التصوف بين الحق والخلق ص215 .
[3]) انظر:دمعة التوحيد على التوحيد ( مجموعة مقالات ) قبس من الظلمات إعداد : خالد أبو الفتوح ص121.
([4]) انظر:دمعة التوحيد على التوحيد ( مجموعة مقالات ) من لهذه الوثنية المتعددة إعداد إسماعيل العتيق ص55-56.
([5]) انظر: المستشرقون ومن تابعهم وموقفهم من ثبات الشريعة وشمولها د. عابد السفياني ص81-82 ، 84 ، ط/ الثالثة 1412هـ الناشر دار المنارة جدة – المملكة.
([6]) انظر: الاستشراق أهدافه ووسائله د. محمد الزيادي ص110 ، ط/ الأولى 1998م توزيع دار قتيبة. واعترافاً بالحق فإن بعض المستشرقين منصف، وبعض ما يذكرونه صحيح. انظر: المستشرقون والدراسات الإسلامية تأليف محمد مليباري ص48-49 ، ط/ الأولى 1410هـ الناشر دار الرفاعي – الرياض، والاستشراق د. الزيادي ص46-47 وغيرهم.
([7]) التصوف وابن تيمية ص62-63 .
([8]) نفس المرجع ص63 .
([9]) انظر: التصوف بين الخلق والخالق ص218 .
([10]) التصوف بين الخلق والخالق ص219.
([11]) انظر: مقدمة الاستغاثة للمؤلف ج1/ 28-31 .
([12]) انظر: مقدمة الاستغاثة للمؤلف ج1/48 .
[13]) انظر: غاية الأماني في الرد على النبهاني جـ1/11، والرفاعية تأليف دمشقية ص219 .
([14])مجلة البيان العدد 11 شعبان 1408هـ، مجددون معاصرون .
([15]) مجلة البيان العدد 91 ربيع الأول 1416هـ، ص100 حوار مع الشيخ محمد هاشم الهدية .
([16]) انظر: الإطاحة بعرش أكبر الدجالين في الساحة تأليف هاشم الحسين رجب ص148-149 .
([17]) انظر: المرجع السابق ص146 .
([18]) أخرجه البخاري في ( كتاب الغسل، باب عرق الجنب وأن المسلم لاينجس) ج1/109 رقم الحديث 279 .
([19]) انظر: تاريخ الطرق الصوفية في مصر فريد ص62.
([20]) انظر: نظرات وتأملات من واقع الحياة تأليف د. محمد الخميس ص271.
([21]) انظر: جماعة التبليغ في شبه القارة الهنديةد. سيد طالب ص80، ط/ الأولى 1419هـ الناشر دار البيان باكستان.
([22]) انظر: الرفاعية تأليف عبدالرحمن دمشقية ص190.
([23]) انظر : الإسلام والمسلمون في السنغال مجلة البيان العدد 32 /ص73.
([24]) انظر : تلبيس إبليس ص192.