المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ الصوفية القبورية في نجد و الحجاز


alshamsa
15 Apr 2011, 09:38 PM
تاريخ الصوفية القبورية في نجد و الحجاز


نشأ التصوف في القرن الثاني للهجرة [انظر مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية لإدريس محمود 1/34].
ونشأت القبورية في القرن الثالث على أيدي الشيعة العبيدية [انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 27/162]. ومنذ ذلك العهد والحجاز مرتع لهاتين البدعتين الخرافيتين؛ فبعد انحسار الدولة العبيدية عن الحجاز دخلت الحجاز تحت الحكم الأيوبي الذي كان محتضناً للفكر الصوفي القبوري. بعد ذلك جاءت دولة المماليك والتي كانت كسابقتها محتضنة للصوفية القبورية، إلى أن جاء الحكم العثماني والذي غلى في القبور والتصوف حتى أنه كان يرعى أضرحة الشيعة. [انظر الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها 2/803-812].
وخشية الإطالة سنعرض فقط لحال نجد و الحجاز في العهد العثماني الذي سبق دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وما تلاه من تلاميذه الذين جددوا التوحيد وقمعوا البدعة.

حال الحجاز في العهد العثماني:
لقد كانت الجزيرة العربية بشكل عام في عهد الدولة العثمانية مرتعاً للبدع وتعشيش الخرافة، وإن كانت بعض أجزاء الجزيرة لم تدخل تحت الحكم العثماني إلا أن الجهل كان عاماً؛ ففي نجد مثلاً كان الناس يعتقدون في قبر زيد بن الخطاب، ويزعمون أنه يقضي لهم الحوائج، وكذلك قبر ضرار بن الأزور، وكذلك يعتقدون في الأشجار، وكان الناس يعتقدون في رجال التصوف والدراويش منهم «السائح الأعرج» «وشمسان» «وإدريس». [انظر مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله 5/240]

وكانت الصوفية القادرية والرفاعية موجودة في «حرمة» من قرى سدير في نجد، وقد كانوا يضربون أنفسهم بالحديد ويأكلون الجمر، ويقفون على الرمح، وغير ذلك من الأعمال الشيطانية [انظر مجموع الرسائل والمسائل النجدية(1/523)]. بل كان هناك من يقول بالاتحاد -عياذاً بالله- يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:«وكذلك أيضاً من أعظم الناس ضلالاً متصوفة في معكال( وهو أحد أحياء الرياض القديمة) وغيره مثل ولد موسى بن جوعان، وسلامة بن مانع، وغيرهما يتبعون مذهب ابن عربي من أئمة أهل مذهب الاتحادية، وهم أغلظ الناس كفراً،(بل اكفر) من اليهود والنصارى» [مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (5/189)].

هذا في نجد أما في جيزان جنوب المملكة فقد كانت طائفة «السنوسية» الصوفية قد عششت وفرخت هناك ثم تبعها «المرغنية»، وسنذكر حادثة واحدة لتبين لك شناعة التصوف إذا ران على العقول. يقول محمد العقيلي نقلاً عن أمين الريحاني:«عندما توفي شيخ الطريقة المرغنية اشتركت الطرق كلها في حلقة ذكر من أجله ضمت أربع مئة شخص، واستمرت خمس ساعات فبدؤوا بذكر مناقب شيخهم، ثم وقفت الحلقة أربعة صفوف الواحد وراء الآخر ووقف أحد أبناء الشيخ المتوفى في الوسط فحركها باسم الله بصوت هادئ وإشارة لطيفة بدأ بـ«لاإله إلا الله» فمالت الحلقات إلى الأمام ومالت إلى الوراء وراحت تكرر وتردد الشهادة بصوت واحد، ويتدرجون في السرعة والهيجان. والشيخ يدور في الحلقة مستحثًا بقوله: «إلا الله» ويضرب كفاً بكف ويرددون خلفه: «إلا الله». بعد ذلك «الله الله الله» ويرددون خلفه: «الله الله الله» حتى جلس الشيخ، فقام آخر وأخذ يقول وهو يثب: «حيم قيم»، وتتحرك الحلقة معه بسرعة شديدة كأنها تدق رؤوسها في الأرض ثم نطحاً في الجو، ثم استمروا في «حيم قيم» مدة نصف ساعة، وبدأ البعض يسقط صريعاً . ثم نهض أصغر أبناء الميت وهو لا يتجاوز الثانية عشرة وأخذ يرقص ويَتَلَوَّى كالسكران ويقفز كالمجنون، وأخذ يصيح وهم يرددون خلفه حتى سقط الولد كالخشبة بدون حراك؛ فقفز شخص من خلفه وأخذ يضرب رأسه بالحائط حتى سقط صريعاً مغماً عليه، وسقط أحد الشيوخ ولحيته بيضاء طويلة والزبد يسيل من فيه، وهناك آخر يمزق ثيابه، وهكذا حتى انتهت الحضرة» [انظر الصوفية في تهامة 41].

أما الأحساء شرق المملكة فلم تكن أحسن حالاً؛ فقد كان هناك الصوفي «أبو خطوة» حيث يزعم أنه صاحب خطوة بحيث أنه يصلي في الحرم كل ليلة ويعود للأحساء. وهناك أيضاً «عين نجم» حيث يزعمون أنها تقضي على العاهات وتشفي المرضى حتى أن العثمانيين بنوا عليها قبة عظيمة [انظر تاريخ نجد للألوسي 53].
أما الحجاز فبحكم مكانتها الدينية بوجود الحرمين فإنها كانت تمثل حال الأمة الإسلامية وضعفها وتمكن سوس التصوف منها؛ فقد كان تنوع الطرق الصوفية عجيباً فيها ؛ فقد كان هناك طرق «السنوسية»، «والإدريسية»، «والمرغنية»، «والكيلانية»، «والأحمدية»، «والرفاعية»، «وبكطاشية»، «والنقشبندية»...إلخ [انظر قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة 105]

أما مظاهر الشرك عياذاً بالله فإنها لا تحصى فقد كان الزائر يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويستغيث به في كشف الكربات، وكانوا يسجدون للقبر ويركعون له ويعفرون الخدود في تربته، ويقبلون مباني الحجرات ويتمسحون بها، ويفعلون قريبا من ذلك عند قبر حمزة رضي الله عنه، وكذلك بقية قبور شهداء أحد رضي الله عنهم، وقبور البقيع كذلك.
وفي مدينة جدة يوجد قبر طوله ستون ذراعاً يزعمون أنه قبر حواء أم البشر له سدنة يجبون من زائريه مبالغ خيالية، وعندهم معبد يسمى «العلوي» يبالغون في تعظيمه فمن استجار بتربته أجير، ومن لاذ به من قاتل أو سارق أو غاصب لم يمس بأذى.

وفي مكة المكرمة هناك أمثلة كثيرة منها: ما كان يفعل عند قبر خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها في المعلى من اختلاط النساء بالرجال ويدعونها من دون الله ويطلبون منها الإغاثة لرفع الشدائد والكروب. أما قبر الشريف أبي طالب بن الحسن بن أبي نمي فقد بنوا على قبره قبة يأتون إليه ويستغيثون به عند حلول المصائب ويطلبون منه الشفاعة وغفران الذنوب. [انظر الشيح الإمام محمد بن عبد الوهاب للشبل]

وحين أظهر الله عز وجل دعوة الشيح المجدد محمد بن عبدالوهاب على عباد القبور والأضرحة ونصرهم عليهم ومكن لدولتهم أعادوا الأمور إلى نصابها، وقاموا بهدم تلك الأضرحة والقباب، وتقويض معالمها في أرجاء الجزيرة العربية وخاصة الحجاز، فكان ذلك عند الناس أمراً عظيماً، وكفراً مبيناً؛ إذ ذلك خلاف المعهود عندهم وما نشؤوا عليه وورثوه عن أسلافهم، وانقلب المعروف منكراً والمنكر معروفاً؛ لذا سرعان ما بادروا بعد انحسار ظل دولة أهل الدعوة عن الحجاز بإعادة البناء على القبور من جديد. واستمر الوضع على ذلك حيناً من الدهر حتى تولى الشريف عون (المتوفى سنه: 1323هـ) فكلمه الشيخ أحمد بن عيسى وأشار عليه بهدم جميع القباب فهدمها وأزال ما كان في القبور من تشييد وغلو في جميع الحجاز وما حولها إلا ما كان من قبر حواء وخديجة وابن عباس فإنه تركه مخافة من تشويش السلطان عبدالحميد الثاني. ثم أعاد القبوريون أكثر تلك القباب بعد وفاته حتى فتحت مكة المكرمة عام: (1343هـ) على يد الملك عبدالعزيز وجيشه من الإخوان فأزالوها نهائياً والحمد لله.





( للأمانة )
( منقول مع بعض الإضافات )

مهيلم
29 May 2011, 05:00 PM
بارك الله فيكم وحقيقة نسأل عن أصل الصوفية في السودان ولكن يبدو انها خرجت منها ومنها انطلقت الى افريقيا نسأل الله العافية لنا ولكم موضوع قيم

علي العلي
29 May 2011, 05:13 PM
مجهود تشكر عليه بارك الله فيك

أبو خالد
29 May 2011, 07:38 PM
جزاك الله خير اخي الفاضل