المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة : الشياطين تجري في العروق ولها أخطمه وتلتقم القلوب .


ابن الورد
10 Aug 2012, 02:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الناس
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ( 1 ) مَلِكِ النَّاسِ ( 2 ) إِلَهِ النَّاسِ ( 3 ) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ( 4 ) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ( 5 ) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ( 6 )
هذه ثلاث صفات من صفات الرب، عز وجل؛ الربوبية، والملك، والإلهية:فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقة له، مملوكة عبيد له، فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات، من شر الوسواس الخناس، وهو الشيطان الموكل بالإنسان، فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يُزَين له الفواحش، ولا يألوه جهدًا في الخبال. والمعصوم من عَصَم الله، وقد ثبت في الصحيح أنه: « ما منكم من أحد إلا قد وُكِل به قرينه » . قالوا:وأنت يا رسول الله؟ قال: « نعم، إلا أن الله أعانني عليه، فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير » وثبت في الصحيح، عن أنس في قصة زيارة صفية النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف، وخروجه معها ليلا ليردها إلى منـزلها، فلقيه رجلان من الأنصار، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال رسول الله: « على رسلكما، إنها صفية بنت حُيي » . فقالا سبحان الله، يا رسول الله. فقال: « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا، أو قال:شرًا » .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي:حدثنا محمد بن بحر، حدثنا عدي بن أبي عمَارة، حدثنا زيادًا النّميري، عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر خَنَس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس » غريب.
وقال الإمام أحمد:حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، سمعت أبا تميمة يُحَدث عن رَديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:عَثَر بالنبي صلى الله عليه وسلم حمارهُ، فقلت:تَعِس الشيطان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تقل:تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت:تعس الشيطان، تعاظَم، وقال:بقوتي صرعته، وإذا قلت:بسم الله، تصاغر حتى يصير مثل الذباب » .
تفرد به أحمد، إسناده جيد قوي، وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغُلِب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب.
وقال الإمام أحمد:حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن أحدكم إذا كان في المسجد، جاءه الشيطان فأبس به كما يُبَس الرجل بدابته، فإذا سكن له زنقه - أو:ألجمه » . قال أبو هُرَيرة:وأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه مائلا- كذا- لا يذكر الله، وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله، عز وجل. تفرد به أحمد .
وقال سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ( الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ) قال:الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خَنَس. وكذا قال مجاهد، وقتادة.
وقال المعتمر بن سليمان، عن أبيه:ذُكرَ لي أن الشيطان، أو:الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح، فإذا ذكر الله خنس.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: ( الْوَسْوَاس ) قال:هو الشيطان يأمر، فإذا أطيع خنس.
وقوله: ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) هل يختص هذا ببني آدم - كما هو الظاهر - أو يعم بني آدم والجن؟ فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا.
وقال ابن جرير:وقد استعمل فيهم ( رجَالٌ منَ الجن ) فلا بدع في إطلاق الناس عليهم .
وقوله: ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) هل هو تفصيل لقوله: ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) ثم بينهم فقال: ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) وهذا يقوي القول الثاني. وقيل قوله: ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) تفسير للذي يُوسوس في صدور الناس، من شياطين الإنس والجن، كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [ الأنعام:112 ] ، وكما قال الإمام أحمد:

حدثنا وَكِيع، حدثنا المسعودي، حدثنا أبو عُمَر الدمشقي، حدثنا عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر قال:أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فجلست، فقال: « يا أبا ذر، هل صليت؟ » . قلت:لا. قال: « قم فصل » . قال:فقمت فصليت، ثم جلست فقال: « يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن » .
قال:قلت:يا رسول الله، وللإنس شياطين؟ قال: « نعم » . قال:قلت:يا رسول الله، الصلاة؟ قال: « خير موضوع، من شاء أقل، ومن شاء أكثر » . قلت:يا رسول الله فما الصوم؟ قال: « فرض يجزئ، وعند الله مزيد » . قلت:يا رسول الله، فالصدقة؟ قال: « أضعاف مضاعفة » . قلت:يا رسول الله، أيها أفضل؟ قال: « جُهد من مُقل، أو سر إلى فقير » . قلت:يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال: « آدم » . قلت:يا رسول الله، ونبي كان؟ قال: « نعم، نبي مُكَلَّم » . قلت:يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: « ثلثمائة وبضعة عشر، جَمًّا غَفيرًا » . وقال مرة: « خمسة عشر » . قلت:يا رسول الله، أيما أنـزل عليك أعظم؟ قال: « آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ »
ورواه النسائي، من حديث أبي عمر الدمشقي، به . وقد أخرج هذا الحديث مطولا جدًا أبو حاتم بن حبان في صحيحه، بطريق آخر، ولفظ آخر مطول جدًا فالله أعلم.
وقال الإمام أحمد:حدثنا وَكِيع، عن سفيان، عن منصور، عن ذر بن عبد الله الهَمْداني، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله، إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به. قال:فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة » .
ورواه أبو داود والنسائي، من حديث منصور - زاد النسائي:والأعمش - كلاهما عن ذر، به .
آخر التفسير، ولله الحمد والمنة، والحمد لله رب العالمين . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين . ورضي الله عن الصحابة أجمعين . حسبنا الله ونعم الوكيل.
وكان الفراغ منه في العاشر من جمادي الأولى سنة خمس وعشرين وثمانين. والحمد له وحده .
من تفسير أبن كثير رحمه الله تعالى .

فراشة الربيع
10 Aug 2012, 05:41 AM
جزاك الله خير الجزاء شيخنا أبو الحسن

ربنا يجعله يااارب في ميزان حسناتك

أبوأحمدالمصرى
11 Aug 2012, 02:01 PM
جزاك الله خير الجزاء شيخنا أبو الحسن

أبو موهبة
12 Aug 2012, 05:04 PM
جزاك الله كل خير ,
واحسن الله لك في الدنيا والاخره ..

فتاة نادرة
15 Aug 2012, 06:33 AM
سبحان الله
ابن آدم ليس معصوم من الخطأ فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك


جزاك الله خير وزادك الله علماً وعملاً

ام احمد ومعاذ
26 Aug 2012, 10:12 PM
جزاك الله خير الجزاء

أبوأحمدالمصرى
01 Sep 2012, 10:05 PM
وهنا زيادة للفائدة أيضا بعد اذن شيخنا
وروى شهر حوشب عن أبى ثلعبة الخشنى قال : سألت الله أن يرينى الشيطان ومكانه من ابن آدم فرأيته يداه فى يديه ورجلاه فى رجليه ومشاعبه فى جسده غير أن له خطماً مثل كخطم الكلب فاذا ذكر الله خنس ونكس واذا سكت عن ذكر الله أخذ بقلبه ، فعلى ما وصف أبو ثعلبة أنه متشعب فى الجسد أى فى كل عضو منه شعبة
تفسيرالقرطيى (236/20)
والله أعلم

نور الشمس
19 Jul 2013, 05:52 AM
"


جزآكـ الله خير وجعلــه في ميزآن حسنآتكـ



"