المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمر بحسن الظن بالله تعالى؛ وقيل ظن الحليم مهابة والظن مفتاح اليقين


صلاح المعناوي
18 Sep 2012, 05:18 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) الحجرات
(لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) النور

(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) الفتح
في آية الحجرات حث الله عز وجل المؤمنين على إجتناب سوء الظن، وكان الخطاب لفئة معينة وهم المؤمنون، وكذلك في آية النور.
أما سوء الظن بالله فالمخاطب به المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات في آية الفتح

وأخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)
قال ابن حجر في الفتح: قوله يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي أي قادر على ان اعمل به ما ظن أني عامل به وقال الكرماني وفي السياق إشارة إلى ترجيح جانب الرجاء على الخوف وكأنه اخذه من جهة التسوية فان العاقل إذا سمع ذلك لا يعدل إلى ظن إيقاع الوعيد وهو جانب الخوف لأنه لا يختاره لنفسه بل يعدل إلى ظن وقوع الوعد وهو جانب الرجاء
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن).
ينبغي للمرء ان يجتهد في القيام بما عليه موقنا بان الله يقبله ويغفر له لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد فان اعتقد أو ظن ان الله لا يقبلها وانها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من الكبائر ومن مات على ذلك وكل إلى ما ظن
فتح الباري - ابن حجر [ جزء 13 - صفحة 385 ]

وقال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم شرح: قال القاضي قيل معناه بالغفران له اذا استغفر والقبول اذا تاب والاجابة اذا دعا والكفاية اذا طلب الكفاية وقيل المراد به الرجاء وتأميل العفو [ جزء 17 - صفحة 2 ]

وأخرج أيضا من حديث جابر قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد على ما مات عليه).
ويدخل في ذلك الظن فيبعث الله عز وجل من قدم الوعيد من عذاب أو غيره على الوعد بالجنة والخير والرحمة

وقال المباركفوري في شرح تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: قوله ( أنا عند ظن عبدي بي ) أي أنا أعامله على حسب ظنه بي وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر والمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف وحسن الظن بالله ويجوز أن يراد بالظن اليقين
والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إلي وحسابه علي وأن ما قضيت به له أو عليه من خير أو شر لا. (7/53).
وقال المناوي في فيض القدير:
( إن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي ) أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني فليحسن رجاءه أو أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله به فالمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف [ جزء 2 - صفحة 312 ]
وأخرج أحمد والطبراني في الشاميين والدارمي في السنن والحاكم في المستدرك وابن حبان والبيهقي في الشعب؛ من حديث حبان أبو النضر قال دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه فسلم عليه وجلس .. فقال له واثلة واحدة أسألك عنها قال وما هي قال كيف ظنك بربك قال: فقال أبو الأسود وأشار برأسه أي حسن قال واثلة أبشر اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

قال العلماء هذا تحذير من القنوط وحث على الرجاء

وذكر أبو عمر ابن عبد البر في الإستذكار
والعرب تقول (ظن الحليم مهابة)
وتقول ايضا (من لم ينتفع بظنه لم ينتفع بيقينه)
وتقول ايضا (الظن مفتاح اليقين)
وقال اوس بن حجر(الالمعي الذي يظن لك الظنن ... كان قد راى وقد سمعا)
وقال الحسن البصري في ان المؤمن احسن الظن فاحسن العمل
قال ابو عمر واما ظن الفاسق والكافر والمنافق فمذموم غير ممدوح
قال الله تعالى فيهم ( وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا ) الفتح 12
الاستذكار [ جزء 7 - صفحة 229 ]

أظن الآن أن إخواني وأخواتي سيحسنون الظن بربهم وسيعلمون أن الله عز وجل عند ظن عبده وأمته به، وأنهم لن يسيئوا الظن بربهم فهو عز وجل لم يخلقهم إلا لعبادة ثم بعد ذلك إما لجنة وإما لنار، فيبتلي من يحب من المسلمين بأنواع البلاء في الدنيا ليكفر عنه سيئات اقترفها، أو ليرفعه درجات في الجنة لايبلغه إياها العمل وذلك بما سبق في علم الله عز وجل بالمنزلة التي أعدها لهذا العبد أو هذه الأمة؛ ألم ترى أن أنبياء الله ورسله هم أشد الناس بلاءا في دار الدنيا؛ لماذا هم كذلك؟
فأخي الفاضل ويا أختي الكريمة لا يخيب ظنكم بالله أبدا

أبو خالد
18 Sep 2012, 06:06 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

وجزاك الله خير

رضوان
19 Sep 2012, 01:33 AM
شيخي الفاضل صلاح المعناوي

جزاك الله خير الجزاء

ورحم الله والديك

فتاة نادرة
19 Sep 2012, 02:15 AM
أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله به

نستغفر الله العظيم ونتوب إليه نسأله الرحمة وحسن الظن والإيمان والرضاء بما كتب
كل شيء بقضاء وقدر والله سبحانه أعلم بعبده
نحمده ونشكره على كل حال



جزاك الله خير شيخنا الكريم إنتقاءات تميز مواضيعك
نفع الله بك الإسلام ورحم والديك

فخوره بحجابى
19 Sep 2012, 02:53 AM
اللهم ارزقنا حسن الظن بك وصدق التوكل عليك
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجزاك الله خيراً

صلاح المعناوي
19 Sep 2012, 05:13 PM
بارك الله فيكم

الشيخ أبا خالد؛ الأخ نور العلم جزاكم الله خيرا

الأخت فخورة بحجابي، الأخت فتاة نادرة جزاكم الله خيرا

فراشة الربيع
19 Sep 2012, 06:47 PM
ياااااارب

مالنا سواك نرجوه ،

مالنا سواك ندعوه ،

فاستجب لنا دعائنا كما وعدتنا .

جزاك الله كل خير شيخي الفاضل الكريم

في ميزان حسناتك يااااااارب

صلاح المعناوي
21 Sep 2012, 06:04 PM
ياااااارب

مالنا سواك نرجوه ،

مالنا سواك ندعوه ،

فاستجب لنا دعائنا كما وعدتنا .

جزاك الله كل خير شيخي الفاضل الكريم


في ميزان حسناتك يااااااارب


الأخت الفاضلة أحسن الله تعالى إليك وجزاك الله خيرا