المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظُهُور الْبِدْع فِي حَيَاةِ الْمُسْلِمِين


بالقرآن نرتقي
15 Oct 2012, 01:01 PM
2- ظُهُور الْبِدْع فِي حَيَاةِ الْمُسْلِمِين الْأَسْبَاب الَّتِي أَدَّتْ إِلَى ذَلِكَ

http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92174.gif



ظُهُور الْبِدْع فِي حَيَاةِ الْمُسْلِمِين ، وَتَحْتَهٌ مَسْأَلَتَانِ‏:‏


====================


المسألة الأولى‏:‏ وقت ظهور البدع


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ واعلم أن عامة البدع المتعلقة بالعلوم والعبادات إنما وقع في الأمة في أواخر خلافة الخلفاء الراشدين، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال‏:‏ ‏(‏من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي‏)‏ (3) وأول بدعة ظهرت بدعة القدر وبدعة الإرجاء وبدعة التشيع والخوارج‏.‏ هذه البدع ظهرت في القرن الثاني والصحابة موجودون، وقد أنكروا على أهلها، ثم ظهرت بدعة الاعتزال وحدثت الفتن بين المسلمين وظهر اختلاف الآراء والميل إلى البدع والأهواء، وظهرت بدعة التصوف وبدعة البناء على القبور بعد القرون المفضلة، وهكذا كلما تأخر الوقت زادت البدع وتنوعت‏.‏


=====================


المسألة الثانية‏:‏ مكان ظهور البدع


تختلف البلدان الإسلامية في ظهور البدع فيها‏.‏


قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ فإن الأمصار الكبار التي سكنها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج منها العلم والإيمان خمسة‏:‏ الحرمان والعراقان والشام‏.‏ منها خرج القرآن والحديث والفقه والعبادة وما يتبع ذلك من أمور الإسلام‏.‏ وخرج من هذه الأمصار بدع أصولية غير المدينة النبوية‏.‏ فالكوفة خرج منها التشيع والإرجاء وانتشر بعد ذلك في غيرها، والبصرة خرج منها القدر والاعتزال والنسك الفاسد وانتشر بعد ذلك في غيرها، والشام كان بها النصب والقدر ‏.‏أما التجهم فإنما ظهر في ناحية خراسان وهو شر البدع، وكان ظهور البدع بحسب البعد عن الدار النبوية‏.‏ فلما حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان ظهرت بدعة الحرورية‏.‏ وأما المدينة النبوية فكانت سليمة من ظهور هذه البدع وإن كان بها من هو مضمر لذلك، فكان عندهم مهانًا مذمومًا إذ كان بها قوم من القدرية وغيرهم ولكن كانوا مقهورين ذليلين بخلاف التشيع والإرجاء بالكوفة، والاعتزال وبدع النساك بالبصرة، والنصب بالشام فإنه كان ظاهرًا‏.‏ وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة أن الدجال لا يدخلها‏.‏ ولم يزل العلم والإيمان بها ظاهرًا على زمن أصحاب مالك وهو من أهل القرن الرابع‏.‏ فأما الأعصار الثلاثة المضلة فلم يكن فيها بالمدينة النبوية بدعة ظاهرة البتة، ولا خرج منها بدعة في أصول الدين البتة كما خرج من سائر الأمصار‏.‏ ‏(4)



http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92174.gif


الْأَسْبَاب الَّتِي أَدَّتْ إِلَى ظُهُور الْبِدْعِ


========================


مما لا شك فيه أن الاعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 103‏]‏ وقد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا فقال‏:‏ ‏(‏هذا سبيل الله‏)‏ ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله، وثم قال‏:‏ ‏(‏وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه‏)‏، ثم تلا‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 153‏]‏‏.‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد‏:‏ ‏(‏1/435‏)‏، والدارمي ‏(‏سنن الدارمي‏)‏ ‏(‏طبعة أكادمي، باكستان 1414هـ‏)‏، الحديث برقم ‏(‏208‏)‏ ‏.‏‏]‏‏.‏



فمن أعرض عن الكتاب والسنة تنازعته الطرق المضللة والبدع المحدثة، فالأسباب التي أدت على ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية‏:‏ الجهل بأحكام الدين، اتباع الهوى، التعصب للآراء والأشخاص، التشبه بالكفار وتقليدهم‏.‏ ونتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل ‏:‏



1- الجَهْل بِأَحْكَامِ الدِينِ‏:‏ كلما امتد الزمن وبعد الناس عن آثار الرسالة قل العلم وفشى الجهل، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله‏:‏ ‏(‏من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا‏)‏، وقوله‏:‏ ‏(‏إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد‏.‏ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا‏)‏ ‏[‏جزء من حديث تقدم تخريجه ‏(‏ص 101‏)‏ ‏.‏‏]‏ فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ولأهلها أن ينشطوا‏.‏



http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92174.gif


2- اتِّبَاع الهَوَى‏:‏ من أعرض عن الكتاب والسنة اتبع هواه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏القصص‏:‏ 50‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الجاثية‏:‏ 23‏]‏‏.‏ والبدع إنما هي نسيج الهوى المتبع‏.‏



http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92174.gif


3- الَتعَصْب لِلآرَاءِ وَالرِجَالِ: يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 170‏]‏ وهذا هو شأن المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب والصوفية والقبوريين إذا دعوا إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما احتجوا بمذاهبهم ومشايخهم وآبائهم وأجدادهم‏.‏



http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92174.gif


4- التَشَبُّه بِالْكُفْارِ‏:‏ هو من أشد ما يوقع في البدع، كما في حديث أبي واقد الليثي قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا‏:‏ يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الله أكبر، إنها السنن قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى‏:‏ ‏{‏اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 138‏]‏ لتركبن سنن من كان قبلكم‏)‏ ‏[‏رواه الترمذي، الحديث برقم ‏(‏2180‏)‏، والطبراني في ‏(‏المعجم الكبير‏)‏ ‏(‏طبعة مؤسسة إحياء التراث العربي- الثانية 1405هـ‏)‏، الحديث برقم ‏(‏3291‏)‏ ‏.‏‏]‏‏.‏



ففي هذا الحديث أن التشبه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل وبعض أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام أن يطلبوا هذا الطلب القبيح من نبيهم وهو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون بها من دون الله - وهذا هو نفس الواقع اليوم- فإن غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات كأعياد الموالد، وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة، والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات، وإقامة التماثيل والنصب التذكارية، وإقامة المآتم وبدع الجنائز والبناء على القبور وغير ذلك‏.‏

أبو خالد
15 Oct 2012, 06:52 PM
بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير

رضوان
18 Oct 2012, 03:54 PM
جزاك الله خير

وبارك الله فيك

فراشة الربيع
19 Oct 2012, 07:56 AM
جزاكِ الله كل خير

في ميزان حسناتك يااارب