المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبب كره إبليس لأدم وذريته وشرارة حقده وحربه ( 1 ) .


طالب علم
13 Dec 2012, 10:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)( سورة البقرة آية 34 ) ) .

التحليل الموضوعي :
وَهَذِهِ كَرَامَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِآدَمَ امْتَنَّ بِهَا عَلَى ذُرِّيَّتِهِ ، حَيْثُ أَخْبَرَ أَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ . وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ أَحَادِيثُ - أَيْضًا - كَثِيرَةٌ مِنْهَا حَدِيثُ الشَّفَاعَةِ الْمُتَقَدِّمِ ، وَحَدِيثُ مُوسَى ، عَلَيْهِ السَّلَامُ : رَبِّ ، أَرِنِي آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ بِهِ قَالَ : أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ . قَالَ . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ كَمَا سَيَأْتِي .

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عِمَارَةَ ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْمَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُمُ : الْجِنُّ ، خُلِقُوا مِنْ نَارِ السَّمُومِ ، مِنْ بَيْنِ الْمَلَائِكَةِ ، وَكَانَ اسْمُهُ الْحَارِثُ ، وَكَانَ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ ، قَالَ : وَخُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ مِنْ نُورٍ غَيْرَ هَذَا الْحَيِّ ، قَالَ : وَخُلِقَتِ الْجِنُّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآنِ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، [ وَهُوَ لِسَانُ النَّارِ الَّذِي يَكُونُ فِي طَرَفِهَا إِذَا لُهِّبَتْ قَالَ : وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ طِينٍ ] . فَأَوَّلُ مَنْ سَكَنَ الْأَرْضَ الْجِنُّ فَأَفْسَدُوا فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ ، وَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . قَالَ : فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ إِبْلِيسَ فِي جُنْدٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ - وَهُمْ هَذَا الْحَيُّ الَّذِي يُقَالُ لَهُمُ : الْجِنُّ - فَقَتَلَهُمْ إِبْلِيسُ وَمَنْ مَعَهُ ، حَتَّى أَلْحَقَهُمْ بِجَزَائِرِ الْبُحُورِ وَأَطْرَافِ الْجِبَالِ ، فَلَمَّا فَعَلَ إِبْلِيسُ ذَلِكَ اغْتَرَّ فِي نَفْسِهِ ، فَقَالَ : قَدْ صَنَعْتُ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ أَحَدٌ . قَالَ : فَاطَّلَعَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ ، وَلَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُ : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ مُجِيبِينَ لَهُ : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) كَمَا أَفْسَدَتِ الْجِنُّ وَسَفَكَتِ الدِّمَاءَ ، وَإِنَّمَا بَعَثْتَنَا عَلَيْهِمْ لِذَلِكَ ؟ فَقَالَ : ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) يَقُولُ : إِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ قَلْبِ إِبْلِيسَ عَلَى مَا لَمْ تَطَّلِعُوا عَلَيْهِ مِنْ كِبْرِهِ وَاغْتِرَارِهِ ، قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ بِتُرْبَةِ آدَمَ فَرُفِعَتْ ، فَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ - وَاللَّازِبُ : اللَّزِجُ الصَّلْبُ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ مُنْتِنٍ ، وَإِنَّمَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا بَعْدَ التُّرَابِ . فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ بِيَدِهِ ، قَالَ : فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَسَدًا مُلْقًى . فَكَانَ إِبْلِيسُ يَأْتِيهِ فَيَضْرِبُهُ بِرِجْلِهِ ، فَيُصَلْصِلُ ، أَيْ فَيُصَوِّتُ . قَالَ : فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : ( مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الرَّحْمَنِ : 14 ] ) يَقُولُ : كَالشَّيْءِ الْمُنْفَرِجِ الَّذِي لَيْسَ [ ص: 228 ] بِمُصْمَتٍ . قَالَ : ثُمَّ يَدْخُلُ فِي فِيهِ وَيَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ ، وَيَدْخُلُ مِنْ دُبُرِهِ ، وَيَخْرُجُ مِنْ فِيهِ . ثُمَّ يَقُولُ : لَسْتَ شَيْئًا - لِلصَّلْصَلَةِ - وَلِشَيْءٍ مَا خُلِقْتَ ، وَلَئِنْ سُلِّطْتُ عَلَيْكَ لَأُهْلِكَنَّكَ ، وَلَئِنْ سُلِّطْتَ عَلَيَّ لِأَعْصِيَنَّكَ . قَالَ : فَلَمَّا نَفَخَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، أَتَتِ النَّفْخَةُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ، فَجَعْلَ لَا يَجْرِي شَيْءٌ مِنْهَا فِي جَسَدِهِ إِلَّا صَارَ لَحْمًا وَدَمًا ، فَلَمَّا انْتَهَتِ النَّفْخَةُ إِلَى سُرَّتِهِ نَظَرَ إِلَى جَسَدِهِ فَأَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ جَسَدِهِ ، فَذَهَبَ لِيَنْهَضَ فَلَمْ يَقْدِرْ ، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : ( وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) قَالَ : ضَجِرٌ لَا صَبْرَ لَهُ عَلَى سَرَّاءَ وَلَا ضَرَّاءَ . قَالَ : فَلَمَّا تَمَّتِ النَّفْخَةُ فِي جَسَدِهِ عَطَسَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - بِإِلْهَامِ اللَّهِ - فَقَالَ [ اللَّهُ ] لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمَ . قَالَ ثُمَّ قَالَ [ اللَّهُ ] تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ إِبْلِيسَ خَاصَّةً دُونَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَاوَاتِ : اسْجُدُوا لِآدَمَ . فَسَجَدُوا كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ، لِمَا كَانَ حَدَّثَ نَفْسَهُ مِنَ الْكِبْرِ وَالِاغْتِرَارِ . فَقَالَ : لَا أَسْجُدُ لَهُ ، وَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ وَأَكْبَرُ سِنًّا وَأَقْوَى خَلْقًا ، خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ . يَقُولُ : إِنَّ النَّارَ أَقْوَى مِنَ الطِّينِ . قَالَ : فَلَمَّا أَبَى إِبْلِيسُ أَنْ يَسْجُدَ أَبْلَسَهُ اللَّهُ ، أَيْ : آيَسَهُ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ، وَجَعَلَهُ شَيْطَانًا رَجِيمًا عُقُوبَةً لِمَعْصِيَتِهِ ، ثُمَّ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ، وَهِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِي يَتَعَارَفُ بِهَا النَّاسُ : إِنْسَانٌ وَدَابَّةٌ وَأَرْضٌ وَسَهْلٌ وَبَحْرٌ وَجَبَلٌ وَحِمَارٌ ، وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ مِنَ الْأُمَمِ وَغَيْرِهَا . ثُمَّ عَرَضَ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ عَلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ ، يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ إِبْلِيسَ ، الَّذِينَ خُلِقُوا مِنْ نَارِ السَّمُومِ ، وَقَالَ لَهُمْ : ( أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) يَقُولُ : أَخْبِرُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ لِمَ أَجْعَلُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً . قَالَ : فَلَمَّا عَلِمَتِ الْمَلَائِكَةُ مَوْجِدَةَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَكَلَّمُوا بِهِ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ، الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ ، الَّذِي لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ قَالُوا : سُبْحَانَكَ ، تَنْزِيهًا لِلَّهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرَهُ ، وَتُبْنَا إِلَيْكَ ( لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) تَبَرِّيًا مِنْهُمْ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ، إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا كَمَا عَلَّمْتَ آدَمَ ، فَقَالَ : ( يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu))يَقُولُ : أَخْبِرْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ( فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ يَقُولُ : أَخْبَرَهُمْ ] ( بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) أَيُّهَا الْمَلَائِكَةُ خَاصَّةً ( إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu))وَلَا يَعْلَمُ غَيْرِي ( وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) يَقُولُ : مَا تُظْهِرُونَ ( وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) يَقُولُ : أَعْلَمُ السِّرَّ كَمَا أَعْلَمُ الْعَلَانِيَةَ ، يَعْنِي : مَا كَتَمَ إِبْلِيسُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْكِبْرِ وَالِاغْتِرَارِ .

هَذَا سِيَاقٌ غَرِيبٌ ، وَفِيهِ أَشْيَاءُ فِيهَا نَظَرٌ ، يَطُولُ مُنَاقَشَتُهَا ، وَهَذَا الْإِسْنَادُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يُرْوَى بِهِ تَفْسِيرٌ مَشْهُورٌ .

وَقَالَ السُّدِّيُّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468)فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ [ ص: 229 ] مَسْعُودٍ ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِ مَا أَحَبَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، فَجَعَلَ إِبْلِيسَ عَلَى مُلْكِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، وَكَانَ مِنْ قَبِيلَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُمُ : الْجِنُّ ، وَإِنَّمَا سُمُّوا الْجِنَّ لِأَنَّهُمْ خُزَّانُ الْجَنَّةِ ، وَكَانَ إِبْلِيسُ مَعَ مُلْكِهِ خَازِنًا ، فَوَقَعَ فِي صَدْرِهِ كِبْرٌ وَقَالَ : مَا أَعْطَانِي اللَّهُ هَذَا إِلَّا لِمَزِيَّةٍ لِي عَلَى الْمَلَائِكَةِ . فَلَمَّا وَقَعَ ذَلِكَ الْكِبْرُ فِي نَفْسِهِ اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُ . فَقَالَ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) قَالُوا : رَبَّنَا ، وَمَا يَكُونُ ذَلِكَ الْخَلِيفَةُ ؟ قَالَ : يَكُونُ لَهُ ذُرِّيَّةٌ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَيَتَحَاسَدُونَ وَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . قَالُوا : رَبَّنَا ، ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) يَعْنِي : مِنْ شَأْنِ إِبْلِيسَ . فَبَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ إِلَى الْأَرْضِ لِيَأْتِيَهُ بِطِينٍ مِنْهَا ، فَقَالَتِ الْأَرْضُ : إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَنْ تَقْبِضَ مِنِّي أَوْ تَشِينَنِي فَرَجَعَ وَلَمْ يَأْخُذْ ، وَقَالَ : رَبِّ مِنِّي عَاذَتْ بِكَ فَأَعَذْتُهَا ، فَبَعَثَ مِيكَائِيلُ ، فَعَاذَتْ مِنْهُ فَأَعَاذَهَا ، فَرَجَعَ فَقَالَ كَمَا قَالَ جِبْرِيلُ ، فَبَعَثَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَعَاذَتْ مِنْهُ . فَقَالَ : وَأَنَا أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَرْجِعَ وَلَمْ أُنَفِّذْ أَمْرَهُ ، فَأَخَذَ مِنْ وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَخَلَطَ وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ ، وَأَخَذَ مِنْ تُرْبَةٍ حَمْرَاءَ وَبَيْضَاءَ وَسَوْدَاءَ ، فَلِذَلِكَ خَرَجَ بَنُو آدَمَ مُخْتَلِفِينَ ، فَصَعِدَ بِهِ فَبَلَّ التُّرَابَ حَتَّى عَادَ طِينًا لَازِبًا - وَاللَّازِبُ : هُوَ الَّذِي يَلْتَزِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ - ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : ( إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ ص : 71 ، 72 ] فَخَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ لِئَلَّا يَتَكَبَّرَ إِبْلِيسُ عَنْهُ ، لِيَقُولَ لَهُ : تَتَكَبَّرُ عَمَّا عَمِلْتُ بِيَدِي ، وَلَمْ أَتَكَبَّرْ أَنَا عَنْهُ . فَخَلَقَهُ بَشَرًا ، فَكَانَ جَسَدًا مِنْ طِينٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَمَرَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ فَفَزِعُوا مِنْهُ لَمَّا رَأَوْهُ ، وَكَانَ أَشَدُّهُمْ فَزَعًا مِنْهُ إِبْلِيسُ ، فَكَانَ يَمُرُّ بِهِ فَيَضْرِبُهُ فَيُصَوِّتُ الْجَسَدُ كَمَا يُصَوِّتُ الْفَخَّارُ وَتَكُونُ لَهُ صَلْصَلَةٌ . فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ : ( مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الرَّحْمَنِ : 14 ] وَيَقُولُ : لِأَمْرٍ مَا خُلِقْتَ . وَدَخَلَ مِنْ فِيهِ فَخَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ ، وَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : لَا تَرْهَبُوا مِنْ هَذَا ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ صَمَدٌ وَهَذَا أَجْوَفُ . لَئِنْ سُلِّطْتُ عَلَيْهِ لَأُهْلِكَنَّهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ الْحِينَ الَّذِي يُرِيدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ ، قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : إِذَا نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَاسْجُدُوا لَهُ ، فَلَمَّا نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ فَدَخَلَ الرُّوحُ فِي رَأْسِهِ ، عَطَسَ ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : قُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ لَهُ اللَّهُ : رَحِمَكَ رَبُّكَ ، فَلَمَّا دَخَلَتِ الرُّوحُ فِي عَيْنَيْهِ نَظَرَ إِلَى ثِمَارِ الْجَنَّةِ . فَلَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ فِي جَوْفِهِ اشْتَهَى الطَّعَامَ ، فَوَثَبَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ الرُّوحُ رِجْلَيْهِ عَجْلَانَ إِلَى ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ تَعَالَى : ( خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الْأَنْبِيَاءِ : 37 ] ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الْحِجْرِ : 30 ، 31 ] أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu). قَالَ اللَّهُ لَهُ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدِي ؟ قَالَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ، لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِمَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ . قَالَ اللَّهُ لَهُ : اخْرُجْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ ، يَعْنِي : مَا يَنْبَغِي لَكَ ( أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) .
الكتب - تفسير القرآن العظيم - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر - تفسير قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر - الجزء رقم1 (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78)
يتبع :

طالب علم
13 Dec 2012, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سبب كره إبليس لأدم وذريته وشرارة حقده وحربه ( 2 ) . (http://www.jinnsc.com/vb/t26148/)

[ ص: 230 ] [ الْأَعْرَافِ : 13 ] وَالصَّغَارُ : هُوَ الذُّلُّ . قَالَ : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) ثُمَّ عَرَضَ الْخَلْقَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ( فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) أَنَّ بَنِي آدَمَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ ، فَقَالُوا ( سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) قَالَ اللَّهُ : ( يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) قَالَ : قَوْلُهُمْ : (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) فَهَذَا الَّذِي أَبْدَوْا ، وَأَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ يَعْنِي : مَا أَسَرَّ إِبْلِيسُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْكِبْرِ .

فَهَذَا الْإِسْنَادُ إِلَى هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ مَشْهُورٌ فِي تَفْسِيرِ السُّدِّيِّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468)وَيَقَعُ فِيهِ إِسْرَائِيلِيَّاتُ كَثِيرَةٌ ، فَلَعَلَّ بَعْضَهَا مُدْرَجٌ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الصَّحَابَةِ ، أَوْ أَنَّهُمْ أَخَذُوهُ مِنْ بَعْضِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَالْحَاكِمُ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14070)يَرْوِي فِي مُسْتَدْرَكِهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِعَيْنِهِ أَشْيَاءَ ، وَيَقُولُ : [ هُوَ ] عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070).

وَالْغَرَضُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ دَخَلَ إِبْلِيسُ فِي خِطَابِهِمْ ؛ لِأَنَّهُ - وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ عُنْصُرِهِمْ - إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَدْ تَشَبَّهَ بِهِمْ وَتَوَسَّمَ بِأَفْعَالِهِمْ ؛ فَلِهَذَا دَخَلَ فِي الْخِطَابِ لَهُمْ ، وَذُمَّ فِي مُخَالَفَةِ الْأَمْرِ . وَسَنَبْسُطُ الْمَسْأَلَةَ إِنَّ - شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - عِنْدَ قَوْلِهِ : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الْكَهْفِ : 50 ] .

وَلِهَذَا قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ خَلَّادٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ إِبْلِيسُ قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ الْمَعْصِيَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْمُهُ عَزَازِيلُ ، وَكَانَ مِنْ سُكَّانِ الْأَرْضِ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ الْمَلَائِكَةِ اجْتِهَادًا ، وَأَكْثَرِهِمْ عِلْمًا ؛ فَذَلِكَ دَعَاهُ إِلَى الْكِبْرِ ، وَكَانَ مِنْ حَيٍّ يُسَمَّوْنَ جِنًّا .

وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ خَلَّادٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ طَاوُسٍ - أَوْ مُجَاهِدٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَوْ غَيْرِهِ ، بِنَحْوِهِ .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي : ابْنَ الْعَوَّامِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16285)- عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ إِبْلِيسُ اسْمُهُ عَزَازِيلُ ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ الْمَلَائِكَةِ مِنْ ذَوِي الْأَجْنِحَةِ الْأَرْبَعَةِ ، ثُمَّ أَبْلَسَ بَعْدُ .

وَقَالَ سُنَيْدٌ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16061)، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13036)، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ أَشْرَافِ الْمَلَائِكَةِ وَأَكْرَمُهُمْ قَبِيلَةً ، وَكَانَ خَازِنًا عَلَى الْجِنَانِ ، وَكَانَ لَهُ سُلْطَانُ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، وَكَانَ لَهُ سُلْطَانُ الْأَرْضِ .

وَهَكَذَا رَوَى الضَّحَّاكُ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، سَوَاءً .

وَقَالَ صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا يُقَالُ لَهُمُ : الْجِنُّ ، وَكَانَ إِبْلِيسُ [ ص: 231 ] مِنْهُمْ ، وَكَانَ يَسُوسُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَعَصَى ، فَمَسَخَهُ اللَّهُ شَيْطَانًا رَجِيمًا . رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ .

وَقَالَ قَتَادَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15990): كَانَ إِبْلِيسُ رَئِيسَ مَلَائِكَةِ سَمَاءِ الدُّنْيَا .

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15573)، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : مَا كَانَ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ ، وَإِنَّهُ لَأَصْلُ الْجِنِّ ، كَمَا أَنَّ آدَمَ أَصْلُ الْإِنْسِ . وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَنِ الْحَسَنِ . وَهَكَذَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ سَوَاءً .

وَقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16128): كَانَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ طَرَدَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَأَسَرَهُ بَعْضُ الْمَلَائِكَةِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ .

وَقَالَ سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16061): حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُوسَى بْنِ نُمَيْرٍ وَعُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَامِلٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُقَاتِلُ الْجِنَّ ، فَسُبِيَ إِبْلِيسُ وَكَانَ صَغِيرًا ، فَكَانَ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ، فَتَعَبَّدَ مَعَهَا ، فَلَمَّا أُمِرُوا بِالسُّجُودِ لِآدَمَ سَجَدُوا ، فَأَبَى إِبْلِيسُ . فَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الْكَهْفِ : 50 ] .

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقًا ، فَقَالَ : اسْجُدُوا لِآدَمَ . فَقَالُوا : لَا نَفْعَلُ . فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَارًا فَأَحْرَقَتْهُمْ ، ثُمَّ خَلَقَ خَلْقًا آخَرَ ، فَقَالَ : إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ، اسْجُدُوا لِآدَمَ . قَالَ : فَأَبَوْا . فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَارًا فَأَحْرَقَتْهُمْ . ثُمَّ خَلَقَ هَؤُلَاءِ ، فَقَالَ : اسْجُدُوا لِآدَمَ ، قَالُوا : نَعَمْ . وَكَانَ إِبْلِيسُ مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَبَوْا أَنْ يَسْجُدُوا لِآدَمَ . وَهَذَا غَرِيبٌ ، وَلَا يَكَادُ يَصِحُّ إِسْنَادُهُ ، فَإِنَّ فِيهِ رَجُلًا مُبْهَمًا ، وَمِثْلُهُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) فَكَانَتِ الطَّاعَةُ لِلَّهِ ، وَالسَّجْدَةُ أَكْرَمَ اللَّهُ آدَمَ بِهَا أَنْ أَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ .

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) حَسَدَ عَدُوُّ اللَّهِ إِبْلِيسُ آدَمَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عَلَى مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ ، وَقَالَ : أَنَا نَارِيٌّ وَهَذَا طِينِيٌّ ، وَكَانَ بَدْءُ الذُّنُوبِ الْكِبْرَ ، اسْتَكْبَرَ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ يَسْجُدَ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu))مِنَ الَّذِينَ أَبَوْا ، فَأَحْرَقَتْهُمُ النَّارُ .

وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ : ( وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) يَعْنِي : مِنَ الْعَاصِينَ .

وَقَالَ السُّدِّيُّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468): ( وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) الَّذِينَ لَمْ يَخْلُقْهُمُ اللَّهُ يَوْمَئِذٍ يَكُونُونَ بَعْدُ .

[ ص: 232 ]

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14980): ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَ إِبْلِيسَ عَلَى الْكُفْرِ وَالضَّلَالَةِ ، وَعَمِلَ بِعَمَلِ الْمَلَائِكَةِ ، فَصَيَّرَهُ إِلَى مَا أَبْدَى عَلَيْهِ خَلْقَهُ مِنَ الْكُفْرِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu))

وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : كَانَ هَذَا سُجُودُ تَحِيَّةٍ وَسَلَامٍ وَإِكْرَامٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ يُوسُفَ : 100 ] وَقَدْ كَانَ هَذَا مَشْرُوعًا فِي الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَلَكِنَّهُ نُسِخَ فِي مِلَّتِنَا ، قَالَ مُعَاذٌ : قَدِمْتُ الشَّامَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ ، فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَكَ ، فَقَالَ : لَا ، لَوْ كُنْتُ آمِرًا بَشَرًا أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَرَجَّحَهُ الرَّازِيُّ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ كَانَتِ السَّجْدَةُ لِلَّهِ وَآدَمُ قِبْلَةٌ فِيهَا كَمَا قَالَ : ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الْإِسْرَاءِ : 78 ] وَفِي هَذَا التَّنْظِيرِ نَظَرٌ ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ أَوْلَى ، وَالسَّجْدَةَ لِآدَمَ إِكْرَامًا وَإِعْظَامًا وَاحْتِرَامًا وَسَلَامًا ، وَهِيَ طَاعَةٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ لِأَنَّهَا امْتِثَالٌ لِأَمْرِهِ تَعَالَى ، وَقَدْ قَوَّاهُ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وَضَعَّفَ مَا عَدَاهُ مِنَ الْقَوْلَيْنِ الْآخَرَيْنِ وَهُمَا كَوْنُهُ جُعِلَ قِبْلَةً إِذْ لَا يَظْهَرُ فِيهِ شَرَفٌ ، وَالْآخَرُ : أَنَّ الْمُرَادَ بِالسُّجُودِ الْخُضُوعُ لَا الِانْحِنَاءُ وَوَضْعُ الْجَبْهَةِ عَلَى الْأَرْضِ وَهُوَ ضَعِيفٌ كَمَا قَالَ .

قُلْتُ : وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ : لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَقَدْ كَانَ فِي قَلْبِ إِبْلِيسَ مِنَ الْكِبْرِ - وَالْكُفْرِ - وَالْعِنَادِ مَا اقْتَضَى طَرْدَهُ وَإِبْعَادَهُ عَنْ جَنَابِ الرَّحْمَةِ وَحَضْرَةِ الْقُدْسِ ؛ قَالَ بَعْضُ الْمُعْرِبِينَ : وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ أَيْ : وَصَارَ مِنَ الْكَافِرِينَ بِسَبَبِ امْتِنَاعِهِ ، كَمَا قَالَ : ( فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ هُودٍ : 43 ] وَقَالَ ( فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الْبَقَرَةِ : 35 ] وَقَالَ الشَّاعِرُ :



بِتَيْهَاءَ قَفْرٌ وَالْمَطِيُّ كَأَنَّهَا قَطَا الْحُزْنِ قَدْ كَانَتْ فِرَاخًا بُيُوضُهَا


أَيْ : قَدْ صَارَتْ ، وَقَالَ ابْنُ فَوْرَكٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13428): تَقْدِيرُهُ : وَقَدْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنَ الْكَافِرِينَ ، وَرَجَّحَهُ الْقُرْطُبِيُّ ، وَذَكَرَ هَاهُنَا مَسْأَلَةً فَقَالَ : قَالَ عُلَمَاؤُنَا مَنْ أَظْهَرَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ مِمَّنْ لَيْسَ بِنَبِيٍّ كَرَامَاتٍ وَخَوَارِقَ لِلْعَادَاتِ فَلَيْسَ ذَلِكَ دَالًّا عَلَى وِلَايَتِهِ ، خِلَافًا لِبَعْضِ الصُّوفِيَّةِ وَالرَّافِضَةِ هَذَا لَفْظُهُ . ثُمَّ اسْتَدَلَّ عَلَى مَا قَالَ : بِأَنَّا لَا نَقْطَعُ بِهَذَا الَّذِي جَرَى الْخَارِقُ عَلَى يَدَيْهِ أَنَّهُ يُوَافِي اللَّهَ بِالْإِيمَانِ ، وَهُوَ لَا يَقْطَعُ لِنَفْسِهِ بِذَلِكَ ، يَعْنِي وَالْوَلِيُّ الَّذِي يُقْطَعُ لَهُ بِذَلِكَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ .

قُلْتُ : وَقَدِ اسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ عَلَى أَنَّ الْخَارِقَ قَدْ يَكُونُ عَلَى يَدَيْ غَيْرِ الْوَلِيِّ ، بَلْ قَدْ يَكُونُ عَلَى يَدِ الْفَاجِرِ وَالْكَافِرِ ، أَيْضًا ، بِمَا ثَبَتَ عَنِ ابْنِ صَيَّادٍ أَنَّهُ قَالَ : هُوَ الدُّخُّ حِينَ خَبَّأَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الدُّخَانِ : 10 ] ، وَبِمَا كَانَ يَصْدُرُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَمْلَأُ الطَّرِيقَ إِذَا غَضِبَ حَتَّى ضَرَبَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَبِمَا ثَبَتَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ عَنِ الدَّجَّالِ بِمَا يَكُونُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْخَوَارِقِ الْكَثِيرَةِ مِنْ أَنَّهُ يَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرُ ، وَالْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتُ ، وَتَتْبَعُهُ كُنُوزُ الْأَرْضِ [ ص: 233 ] مِثْلَ الْيَعَاسِيبِ ، وَأَنَّهُ يَقْتُلُ ذَلِكَ الشَّابَّ ثُمَّ يُحْيِيهِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الْمَهُولَةِ . وَقَدْ قَالَ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17418): قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13790): كَانَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ يَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ وَيَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَعْرِضُوا أَمْرَهُ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13790): قَصَرَ اللَّيْثُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، بَلْ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ وَيَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَعْرِضُوا أَمْرَهُ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَقَدْ حَكَى فَخْرُ الدِّينِ وَغَيْرُهُ قَوْلَيْنِ لِلْعُلَمَاءِ : هَلِ الْمَأْمُورُ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ خَاصٌّ بِمَلَائِكَةِ الْأَرْضِ ، أَوْ عَامٌّ بِمَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَر ، وَقَدْ رَجَّحَ كُلًّا مِنَ الْقَوْلَيْنِ طَائِفَةٌ ، وَظَاهِرُ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الْعُمُومُ : ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78#docu)) [ الْحِجْرِ : 30 ، 31 ، ص : 73 ، 74 ] ، فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ مُقَوِّيَةٌ لِلْعُمُومِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الكتب - تفسير القرآن العظيم - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر - تفسير قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر - الجزء رقم1 (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=78)

الابن البار
30 Jan 2013, 01:46 PM
جزاك الله خيرا