صلاح المعناوي
14 Dec 2012, 09:16 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
وبعد:
أحب أن أضع بين يدي إخواني واخواتي اليوم حديث صحيح رواه أهل السنن والمسانيد يبين حال الأمة الذي وصفه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، يثبت ويبين تفرقها في العقائد والمنهج النبوي ويبين لنا طريق الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ومصير الفرق المخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
حديثنا رواه أهل أصحاب السنن والمسانيد بإسنادهم إلى راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة . فواحدة في الجنة . وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتيين وسبعين فرقة . فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة . والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة . واحدة في الجنة وسبعون في النار)قيل يا رسول الله من هم ؟ قال ( الجماعة).
وعلى المسلمين إن سمعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت الحديث عنه أن يعرفوا أمرا مهما وهو الأمر الذي ذل من خالفه سواء جهلا منه به أو اتباعا لهواه، ألا وهو فهم السلف للنصوص الشرعية التي أتى بها الوحي سواء كان ذلك قرآنا أو سنة صحيحة، ومن هنا تفرق المسلمون في دينهم ومنهاج وحيهم بسبب تأويل وفهم النصوص الشرعية كل على حسب هواه وما يوافقه وترك فهم السلف الصالح للنصوص.
قال الله تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) البقرة:137
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ). رواه أبو داود والترمذي وأحمد والدارمي وغيرهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه
وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً“، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ”مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) رواه الترمذي والحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم؛ وفي رواية أخرى سئل من هم قال صلى الله عليه وسلم: (الجماعة)
فهذه نصوص تدلنا على وجوب اتباع منهج سلفنا الصالح وفهم النصوص بفهمهم لئلا نضل طريق الله كما ضلته الفرق التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها في النار واستثنى منهم من كان على هديه وهدي صحابته وقال هم الجماعة.
طيب من هم الجماعة:
روي عن عبد الله بن مسعود قال: ما وافق الحق وإن كنت وحدك -أي لو كنت على الحق ومنهج نبينا وسلفنا الصالح-
طيب وهل الجماعة ممكن ان تكون فردا واحدا من ناحية الإصطلاح؟
الجواب: نعم بدليل قول الله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة) النحل:120
وجاء من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون ثم يقال ادعوا الأنبياء قال فيجيء النبي ومعه العصابة والنبي ومعه الخمسة والستة والنبي وليس معه أحد) رواه أحمد وغيره
قال العظيم أبادي: ( الجماعة ) أي أهل القرآن والحديث والفقه والعلم الذين اجتمعوا على اتباع آثاره صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال كلها ولم يبتدعوا بالتخريف والتغيير ولم يبدلوا بالآراء الفاسدة عون المعبود شرح سنن أبي داود [ 12 - 223 ]
فبهذه الأدلة يستقيم قول ابن مسعود رضي الله عنه أن الجماعة من يوافق الحق ولو كنت وحدك.
مثال على انحراف الفرق النارية لما تركوا فهم السلف للنصوص الشرعية واتبعوا أهواءهم:
فرقة الخوارج أخذت قول الله عز وجل في سورة المائدة (ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون) كفروا الحكام بها لما فهموها على اهوائهم، ومع كونهم أضل خلق الله اغتر بعض المسلمين بهم؛ وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي من بعدكم أقوام تحتقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعبادتكم مع عبادتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
وأخرج الترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم في المستدرك حديث أبو أمامة الباهلى دخل دمشق فرأى رؤوس حروراء قد نصبت فقال كلاب النار كلاب النار ثلاثا شر قتلى تحت ظل السماء خير قتلى من قتلوا ثم بكى فقام إليه رجل فقال يا أبا أمامة هذا الذي تقول من رأيك أم سمعته قال انى إذا لجريء كيف أقول هذا عن رأى قال قد سمعته غير مرة ولا مرتين قال فما يبكيك قال أبكى لخروجهم من الإسلام. هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعا
نعود لمثالنا: وفهم سلفنا لهذه الآية هو ما رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في الكبرى من حديث ابن عباس رضي الله عنهم قال: (إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن الملة { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } كفر دون كفر). أي أنه ليس الكفر الذس يخرج به المسلم عن ملة الإسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه من حديث ابن مسعود
وقال رسول الله (يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) . فقلن وبم يا رسول الله ؟ قال ( تكثرن اللعن وتكفرن العشير) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري.
فليس كل كفر في الإسلام كفرا مخرجا من الملة ولو كان كل كفر ذكر في القرآن يخرج لكان لزاما علينا أن نخرج القاتل المسلم والمرأة التي تنكر فضل زوجها عليها إن رأت منه ما تكره أو ما يسوءها.
وإنما حال هؤلاء أن بلغ بهم الجهل والهوى ما بلغ فكانوا كمن فتح كتاب من كتب معاجم اللغة العربية وهو بالكاد يقرأ ويكتب بتكلف فوجد فيه وقيل للفلاحِ كافرا لأنه يكفر البزور بالتراب، فلم يفهم ولم يتكلف السؤال فقال الفلاح (الزارع) كافرا عياذا بالله من اتباع الهوى والجهل ومخالفة أمر نبينا وفهم سلفنا.
الشاهد من هذا الكلام يا إخوان هو أن اتباع النصوص الشرعية لابد أن يكون اتباعا مشروط بفهم سلفنا الصالح لئلا نضل كما ضلت فرق كثيرة لما أعملوا فكرهم في النصوص واستبدلوا فهم سلفهم بفهمهم
فاللهم وفقنا والمسلمين والمسلمات لخير طريق ترضاه لعبادك المسلمين وإمائك المسلمات واصرف اللهم عنا كيد الشياطين وفقهنا في ديننا وعلمنا منه ما جهلنا وبارك لنا فيما علمتنا وثبتنا على الحق إنك ولي ذلك والقادر عليه يا حي يا قيوم
وبعد:
أحب أن أضع بين يدي إخواني واخواتي اليوم حديث صحيح رواه أهل السنن والمسانيد يبين حال الأمة الذي وصفه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، يثبت ويبين تفرقها في العقائد والمنهج النبوي ويبين لنا طريق الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ومصير الفرق المخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
حديثنا رواه أهل أصحاب السنن والمسانيد بإسنادهم إلى راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة . فواحدة في الجنة . وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتيين وسبعين فرقة . فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة . والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة . واحدة في الجنة وسبعون في النار)قيل يا رسول الله من هم ؟ قال ( الجماعة).
وعلى المسلمين إن سمعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت الحديث عنه أن يعرفوا أمرا مهما وهو الأمر الذي ذل من خالفه سواء جهلا منه به أو اتباعا لهواه، ألا وهو فهم السلف للنصوص الشرعية التي أتى بها الوحي سواء كان ذلك قرآنا أو سنة صحيحة، ومن هنا تفرق المسلمون في دينهم ومنهاج وحيهم بسبب تأويل وفهم النصوص الشرعية كل على حسب هواه وما يوافقه وترك فهم السلف الصالح للنصوص.
قال الله تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) البقرة:137
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ). رواه أبو داود والترمذي وأحمد والدارمي وغيرهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه
وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً“، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ”مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) رواه الترمذي والحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم؛ وفي رواية أخرى سئل من هم قال صلى الله عليه وسلم: (الجماعة)
فهذه نصوص تدلنا على وجوب اتباع منهج سلفنا الصالح وفهم النصوص بفهمهم لئلا نضل طريق الله كما ضلته الفرق التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها في النار واستثنى منهم من كان على هديه وهدي صحابته وقال هم الجماعة.
طيب من هم الجماعة:
روي عن عبد الله بن مسعود قال: ما وافق الحق وإن كنت وحدك -أي لو كنت على الحق ومنهج نبينا وسلفنا الصالح-
طيب وهل الجماعة ممكن ان تكون فردا واحدا من ناحية الإصطلاح؟
الجواب: نعم بدليل قول الله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة) النحل:120
وجاء من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون ثم يقال ادعوا الأنبياء قال فيجيء النبي ومعه العصابة والنبي ومعه الخمسة والستة والنبي وليس معه أحد) رواه أحمد وغيره
قال العظيم أبادي: ( الجماعة ) أي أهل القرآن والحديث والفقه والعلم الذين اجتمعوا على اتباع آثاره صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال كلها ولم يبتدعوا بالتخريف والتغيير ولم يبدلوا بالآراء الفاسدة عون المعبود شرح سنن أبي داود [ 12 - 223 ]
فبهذه الأدلة يستقيم قول ابن مسعود رضي الله عنه أن الجماعة من يوافق الحق ولو كنت وحدك.
مثال على انحراف الفرق النارية لما تركوا فهم السلف للنصوص الشرعية واتبعوا أهواءهم:
فرقة الخوارج أخذت قول الله عز وجل في سورة المائدة (ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون) كفروا الحكام بها لما فهموها على اهوائهم، ومع كونهم أضل خلق الله اغتر بعض المسلمين بهم؛ وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي من بعدكم أقوام تحتقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعبادتكم مع عبادتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
وأخرج الترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم في المستدرك حديث أبو أمامة الباهلى دخل دمشق فرأى رؤوس حروراء قد نصبت فقال كلاب النار كلاب النار ثلاثا شر قتلى تحت ظل السماء خير قتلى من قتلوا ثم بكى فقام إليه رجل فقال يا أبا أمامة هذا الذي تقول من رأيك أم سمعته قال انى إذا لجريء كيف أقول هذا عن رأى قال قد سمعته غير مرة ولا مرتين قال فما يبكيك قال أبكى لخروجهم من الإسلام. هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعا
نعود لمثالنا: وفهم سلفنا لهذه الآية هو ما رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في الكبرى من حديث ابن عباس رضي الله عنهم قال: (إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن الملة { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } كفر دون كفر). أي أنه ليس الكفر الذس يخرج به المسلم عن ملة الإسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه من حديث ابن مسعود
وقال رسول الله (يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) . فقلن وبم يا رسول الله ؟ قال ( تكثرن اللعن وتكفرن العشير) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري.
فليس كل كفر في الإسلام كفرا مخرجا من الملة ولو كان كل كفر ذكر في القرآن يخرج لكان لزاما علينا أن نخرج القاتل المسلم والمرأة التي تنكر فضل زوجها عليها إن رأت منه ما تكره أو ما يسوءها.
وإنما حال هؤلاء أن بلغ بهم الجهل والهوى ما بلغ فكانوا كمن فتح كتاب من كتب معاجم اللغة العربية وهو بالكاد يقرأ ويكتب بتكلف فوجد فيه وقيل للفلاحِ كافرا لأنه يكفر البزور بالتراب، فلم يفهم ولم يتكلف السؤال فقال الفلاح (الزارع) كافرا عياذا بالله من اتباع الهوى والجهل ومخالفة أمر نبينا وفهم سلفنا.
الشاهد من هذا الكلام يا إخوان هو أن اتباع النصوص الشرعية لابد أن يكون اتباعا مشروط بفهم سلفنا الصالح لئلا نضل كما ضلت فرق كثيرة لما أعملوا فكرهم في النصوص واستبدلوا فهم سلفهم بفهمهم
فاللهم وفقنا والمسلمين والمسلمات لخير طريق ترضاه لعبادك المسلمين وإمائك المسلمات واصرف اللهم عنا كيد الشياطين وفقهنا في ديننا وعلمنا منه ما جهلنا وبارك لنا فيما علمتنا وثبتنا على الحق إنك ولي ذلك والقادر عليه يا حي يا قيوم