المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخويف الشيطان لبني آدم


الابن البار
21 Jul 2013, 03:16 AM
( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 175 ) وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 176 ) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 177 ) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ( 178 ) )

قَوْلُهُ تَعَالَى : ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ ) يَعْنِي : ذَلِكَ الَّذِي قَالَ لَكُمْ : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ) مِنْ فِعْلِ الشَّيْطَانِ أَلْقَى فِي أَفْوَاهِهِمْ لِيَرْهَبُوهُمْ وَيَجْبُنُوا عَنْهُمْ ، ( يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ) أَيْ يُخَوِّفُكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يَعْنِي : يُخَوِّفُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْكَافِرِينَ قَالَ السُّدِّيُّ : يُعَظِّمُ أَوْلِيَاءَهُ فِي صُدُورِهِمْ لِيَخَافُوهُمْ يَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ " يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ " ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ ) فِي تَرْكِ أَمْرِي ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) مُصَدِّقِينَ بِوَعْدِي فَإِنِّي مُتَكَفِّلٌ لَكُمْ بِالنُّصْرَةِ وَالظَّفَرِ .

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَا يَحْزُنْكَ ) قَرَأَ نَافِعٌ " يُحْزِنُكَ " بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْقُرْآنِ إِلَّا قَوْلَهُ ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) ضِدَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُمَا لُغَتَانِ : حَزِنَ يَحْزُنُ وَأَحْزَنَ يُحْزِنُ إِلَّا أَنَّ اللُّغَةَ الْغَالِبَةَ حَزِنَ يَحْزُنُ ، ( الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) قَالَ الضَّحَّاكُ : هُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ وَقَالَ غَيْرُهُ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ بِمُظَاهَرَةِ الْكُفَّارِ . ( إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ) بِمُسَارَعَتِهِمْ فِي الْكُفْرِ ، ( يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ) نَصِيبًا فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ ، فَلِذَلِكَ خَذَلَهُمْ حَتَّى سَارَعُوا فِي الْكُفْرِ ، ( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

( إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا ) اسْتَبْدَلُوا ( الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ) وَإِنَّمَا يَضُرُّونَ أَنْفُسَهُمْ ، ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قَرَأَ حَمْزَةُ هَذَا وَالَّذِي بَعْدَهُ بِالتَّاءِ فِيهِمَا ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالْيَاءِ فَمَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ " فَالَّذِينَ " فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى الْفَاعِلِ وَتَقْدِيرُهُ وَلَا يَحْسَبَنَّ الْكَفَّارُ إِمْلَاءَنَا لَهُمْ خَيْرًا ، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ [ ص: 140 ] يَعْنِي : وَلَا تَحْسَبَنَّ يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَإِنَّمَا نُصِبَ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الَّذِينَ ، ( أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ) وَالْإِمْلَاءُ الْإِمْهَالُ وَالتَّأْخِيرُ ، يُقَالُ : عِشْتُ طَوِيلًا حَمِيدًا وَتَمَلَّيْتُ حِينًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : " وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا " ( مَرْيَمَ - 46 ) أَيْ : حِينًا طَوِيلًا ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ : ( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ ) نُمْهِلُهُمْ ( لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )

قَالَ مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ فِي مُشْرِكِي مَكَّةَ وَقَالَ عَطَاءٌ : فِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَفَّالُ ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَرْوَنْجِرْدِيُّ ، أَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ أَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، أَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ : " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قِيلَ : فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ : " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ " .

فتى الإسلام
21 Jul 2013, 03:19 AM
جزاك الله خيرا

نور الشمس
21 Jul 2013, 06:03 AM
http://www8.0zz0.com/2013/07/21/00/464927586.gif