المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفي صدره أزيز كأزيز المرجل


بالقرآن نرتقي
16 Sep 2013, 06:32 PM
هذه الجملة قطعة من حديث مطرف بن عبد الله الشخير عن أبيه أنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء»، وفي رواية: «كأزيز الرحى»، والحديث في المسند، والسنن، وقد صححه أهل العلم على شرط مسلم،كالحاكم والبيهقي وابن رجب، وصححه ابن خزيمة وابن حبان وقواه ابن حجر، وصححه الألباني في صحيح أبي داود
وقد ترجم أبو داود والنسائي للحديث باب البكاء في الصلاة
والسؤال:
هل يمكن أن يكون لهذا الحديث الأثر البالغ على عائلة ابن الشخير حتى نبت منهم العالم المشهور مطرف بن عبد الله؟
كان مطرف بن عبد الله من كبار التابعين وسادتهم، كان رأسا في العلم والعمل، له جلالة في الإسلام، ووقع في النفوس
كما يقول الذهبي في ترجمته...

إنه حدث عظيم أن يدخل رجل على رسول الله صلى الله عيه وسلم الذي كان الغاية في الخشية والعبادة حتى تفطرت قدماه ودميت، حتى أتاه جبريل - كما في صحيح مسلم ـ
عندما تلا قول الله عز و جل في إبراهيم { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني }، وتلا قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم بما قال وهو أعلم فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك»

الشاهد من هذه القصة: أنه يغلب على ظني أن في هذه اللحظة ولد مطرف بن عبد الله بن الشخير.
وكثير منا يصلي في قيام رمضان خلف بعض القراء الحافظين للقرآن ونجد في أنفسنا تغيرا ونرى أرواحا غير التي نعرفها في غير رمضان؛ فما بالكم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- يصلون خلف رسول الله عليه وسلم غدوا وعشيا.
- ويسمعون منه القرآن غضا كما أنزل، ومنهم من يسمع بكاءه
- ومنهم من يبصر بأم عينيه دموعه تهراق على خديه.
- ومنهم يسمع بأذنيه أزيزا كأزيز المرجل أو أزيزا كأزيز الرحى، وهو القدر المغلي.
- ومنه من يرى انتفاخ قدميه وخروج الدم منها من طول العبادة.
صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ورضي الله عن أصحابه أجمعين.

ليتنا من هذه الأحاديث أن نتعظ فنقيم فرائض الله ونجتنب محارمه!
لكن هل يمكن أن يكون هذا الأثر الذي مسَّ مطرفاً وكان من طبقة التابعين من خلال رؤية أبيه لهذا الموقف المؤثر: أن يمتد لنا نحن في آخر الزمان، في ذيل التاريخ، في الطبقات المتأخرة منه إن لم تكن الخاتمة: على ما فينا من ضعف وقصور وبعد!
اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء فاجعل لنا من كتابك لنا هدى ورحمة وموعظة ومن سنية نبيك صلى الله عليه وسلم اتباعا واقتفاء وتأسيا، اللهم آمين.

أبو خالد
16 Sep 2013, 07:45 PM
جزاكي الله خير اختي الفاضلة