المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز العلمي في الحسد والعين


في الجنة نلتقي
29 Jan 2014, 04:08 PM
الإعجاز العلمي في الحسد والعين

المقدمة:

جاءنا الإسلام، ومعه المنهج الرباني، فأقر أموراً كانت قائمة في الجاهلية وأبطل أخرى، فأبقى على معتقدات لا تخالف الشريعة ونسخ غيرها وأبطل أخرى، فقد كان الناس يعتقدون بالحسد والعين والطيرة والهامة؛ فأقر الشارع الحنيف وجود بعضها كالحسد والعين، وذكر أسبابها وعلاجها، وأبطل الطيرة والهامة ولعن فاعلها، وأحبط الشرك وأنكره وخلّد من أصر عليه في النار.

إن الوحي جاء بما لا يقبل الشك أو التأويل بأن هناك حسد وعين، وأنهما حق واقع لا يسبقهما شيء سوى القدر، ولا يردهما إلا الدعاء، وهي نصوص صحيحة صريحة من الكتاب والسنة، أكدتها المشاهدة وتقريرات النبوة، ولذلك فإن كثيراً ما يطرق أسماعنا موضوع الحسد أو العين، أو أن فلان إنسان حسود أو عائن، أو أصابتني عين حاسد أو عائن، ولا نبالغ إذا قلنا إن هذا الموضوع يكاد يكون من الأمور التي لا تخفى على أحد؛ مع تفاوت في تقبله والأخذ بأسبابه بين الناس، فمن منكر له ومن غال فيه، فالناس بين إفراط وتفريط، فإنا نجد من يصدق بالخرافات ويأخذ بالغث والسمين، ومنهم من لا يصدق إلا بعد جهد جهيد، وكل ذلك راجع إلى نوع الثقافة التي تلقاها والبيئة التي أحاطت به.

"والحسد مرض من أمراض النفوس وهو مرض غالبٌ فلا يخلص منه إلا القليل من الناس؛ ولهذا قيل: ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه، وقال بعض السلف: الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء -يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام- وأول ذنب عُصي الله به في الأرض -يعني حسد أبن آدم لأخيه حتى قتله"(1).

وفي هذا البحث سأتناول الحسد والعين من جانبي الوحي والعلم المعاصر وما وصل إليه في هذا المجال، ومن ثم يمكننا حينها من الاستنتاج بأن الحق ابتلى الخلق بالحسد والعين (تماماً كما خلق السحر والشياطين والملائكة وهي بعمومها غيبيات تدل آثارها عليها، فكذلك خلق الحسد والعين فدلت آثارها عليها وجعلها آية على قدرته وسخر من يؤكد وجودها من العلماء والباحثين.

الآيات التي ورد فيها لفظ الحسد والعين:

ورد لفظ الحسد في القرآن في عدة مواطن منها:

1- ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 109].

2- ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً﴾ [النساء: 54].

3- ﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ [الفتح: 15].

4- ﴿وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾ [القلم: 51].

5- ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5].

يتضح من معاني تلك الآيات أن الحسد الوارد فيها يقصد به ذلك الخُلق السيئ بتمني زوال النعمة من المحسود دون القدرة على أن يكون للحسد قوة في ذاته تؤثر على المحسود وتصيبه بالضرر، إلا أن آية سورة الفلق ربما أوحت في ظاهرها أن الحسد شر يستعاذ بالله منه كما يستعاذ بالغاسق إذا وقب وبالنفاثات في العقد؛ إلا أن المدقق في الألفاظ يجد أن المستعاذ منه في الآية إنما هو الحاسد وليس الحسد، لأن الحاسد إذا حسد وامتلأ قلبه بالحقد وتمنى زوال النعمة من المحسود قد يسعى في أذيته بنفسه فيضربه أو يحرق ماله أو يسرقه أو يقتله، فيكون هنا الحسد سبباً في ضرر غير مباشر يصدر عن الحاسد بشخصه وأفعاله المادية لا مجرد أمنيته زوال النعمة(2).

بعض الأحاديث التي ورد فيها لفظ الحسد أو العين:

أما في السنة النبوية الشريفة فقد جرى تناولهما في أحاديث كثيرة، وفي سياق الحديث عن أمور متنوعة، جاء كل من الحسد والعين واضحين، وأطلق على كل منهما في لفظ مستقل أذكر منها:

1- عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا»(3).

2- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام»(4).

3- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا»(5).

4- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل»(6).

5- وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير ولضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد»(7).

6- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين»(8).

7- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يؤمر العائن (الذي أصاب غيره بالعين) فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين (المصاب بعين غيره)(9).

8- وعن عبيد بن رفاعة الزرقي أن أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم؟ فقال: «نعم فإن لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين»(10).

9- وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط سهل فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه، فقال: هل تتهمون له أحداً قالوا نتهم عامر بن ربيعة، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيظ عليه، وقال: «علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له» فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس(11).

نوجز مما تقدم أن النصوص النبوية الشريفة أشارت إلى الحسد والعين وبينت بأنهما حقيقة لا خيال، وأن العين حق؛ أي أن لها تأثيراً ملحوظاً، وأن الأذى الذي يصيب الشخص المضرور يتم بالمعاينة، وأنه لكي نخفف من أثرها بعد حدوثها فليغتسل العائن أو يتوضأ بالماء ثم يغتسل المعين بذلك الماء.

نور الشمس
29 Jan 2014, 10:37 PM
http://www2.0zz0.com/2014/01/29/19/633619321.gif

أبو خالد
30 Jan 2014, 07:42 AM
بارك الله فيكي اختي الفاضلة

وجزاكي الله خير

فرح السنين
12 Feb 2014, 03:07 PM
جزاك الله خير أختي الفاظلة

رضوان
27 Sep 2014, 11:00 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك