المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة من خلق الجن والإنس


ابن الورد
11 Jul 2006, 12:36 PM
الحكمة من خلق الجن والإنس
ما الحكمة من خلق الجن والإنس؟ السؤال
04/08/2003 التاريخ

الحل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

الحكمة من خلق الجن والإنس وغيرهما من المخلوقات موجودة، سواء علمها الإنسان أم جهلها، فسبحانه وتعالى " يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ".

ولقد بين الله تعالى أن الحكمة من وجود الإنس والجن هي العبادة، ومن يستكبر عنها يعرض الله تعالى عنه في الآخرة.

جاء في فتوى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

قبل أن أتكلم عن هذا السؤال أحب أن أنبه على قاعدة عامة فيما يخلقه الله عز وجل ويشرعه.

هذه القاعدة مأخوذة من قوله تعالى: "وهو العليم الحكيم (2)". ( التحريم). وقوله: "إن الله كان عليما حكيما 24" ( النساء،)، وغيرهما من الآيات الكثيرة الدالة على إثبات الحكمة لله عز وجل فيما يخلقه ويشرعه أي في أحكامه الكونية، والشرعية، فإنه ما من شيء يخلقه الله عز وجل إلا وله حكمة سواء كان ذلك في إيجاده أو إعدامه، وما من شيء يشرعه الله تعالى إلا لحكمة، سواء كان ذلك في إيجابه، أو تحريمه، أو إباحته، لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمه الكوني والشرعي قد تكون معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض حسب ما يؤتيهم الله سبحانه وتعالى من العلم والفهم.

إذا تقرر هذا نقول: إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56". ( الذاريات). وقال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 115". (المؤمنون). وقال تعالى: "أيحسب الإنسان أن يترك سدى"36" (القيامة ).. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته.

والعبادة هي: "التذلل لله عز وجل محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه" قال الله تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (5)". (البينة).

فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس، وعلى هذا فمن تمرد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه.

والله أعلم.