المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملائكةAngels


محمد حسن علي الاهدل
26 Sep 2007, 10:15 PM
ملخص الخطبة

1- الملائكة وأصل خلقهم. 2- دليل وجودهم. 3- بعض مهام الملائكة وأدلتها. 4- صفات الملائكة. 5- أثر الإيمان بالملائكة.


الخطبة الأولى





قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ كِرَاماً كَـٰتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12].

يقول الحسن البصري : يا ابن آدم إن الله خلقك وأوكل بك ملكين عن اليمين وعن الشمال.

فأما الذي عن يمينك فيكتب لك الحسنات، والذي عن شمالك فيكتب عليك السيئات فاعمل ما شئت، فإذا مت طويت صحيفتك وعلقت في عنقك وذلك قوله تعالى: وَكُلَّ إِنْسَـٰنٍ أَلْزَمْنَـٰهُ طَـئِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ كِتَابًا يَلْقَـٰهُ مَنْشُوراً % ٱقْرَأْ كَتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء:13-14]. عدل والله من جعلك حسيب نفسك.

فما الملائكة؟ وما هي أعمالهم؟ وما هي صفاتهم؟ وما أثر الإيمان بهم؟

الملائكة: خلق من خلق الله عظيم – طبعهم الله على الخير – مطيعون لأوامر الله سبحانه مسبحون عابدون لا يسأمون ولا يفترون.

وينبغي أن تعلم:

أن مادة خلقهم النور: للحديث: ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم كما وصف لكم))[1].

دليل وجودهم ثابت في الكتاب والسنة.

قال تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً [البقرة:30].

وللحديث من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))[2].

وجبرائيل: هو أفضل الملائكة وخصه الله بالسفارة بينه وبين رسله، فكان ينزل بالوحي إليهم.

وميكائيل: ومهمته هي المطر والنبات.

واسرافيل: ومهمته هي النفخ في الصور يوم القيامة.

وعلى هذه فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان – ومن أنكر وجودهم فهو كافر، قال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيداً [النساء:136].

وأما ما هي أعمالهم الموكلة إليهم؟

فاعلم أنها أعمال كثيرة مختلفة متنوعة جاء ذكرها في الكتاب والسنة منها:

1- حملة العرش: قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـٰنِيَةٌ [الحاقة:17].

ويعلمنا رسول الله عن عظم خلقهم فيقول: ((أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير، سبعمائة عام، فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت))[3].

2- قبض الأرواح: والموكل بذلك ملك الموت وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قال تعالى: قُلْ يَتَوَفَّـٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكّلَ بِكُمْ [السجدة:11].

وقال عن أعوانه: حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرّطُونَ [الأنعام:61].

وجاء في السنة عن صفتهم في الحديث: ((إن العبد إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه الملائكة كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان)). ((وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح ـ ثوب غليظ من الشعر ـ فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب))[4].

3- خزنة الجنات: وعليها ملك هو (رضوان) فهو خازن الجنة ورئيس الخدم فيها قال تعالى: وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ [الرعد:23]. وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً [الإنسان:19].

يقول قتادة: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه[5].

4- القيام بشؤون النار وأهلها: وعليها ملك هو (مالك) فهو خازن النار ورئيس الزبانية وعددهم تسعة عشر ملكا، قال تعالى: وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ [الزخرف:77]. سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر:26-30].

عن ابن عباس قال: خزنة النار تسعة عشر، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة وقوته أن يضرب القمعة، فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفا فيقعون في قعر جهنم[6].

قال تعالى: عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

5- الحفظة: وهم الموكلون بحفظ العبد من الجن والهوام والمصائب إلا شيء أذن الله به فيقع: قال تعالى: لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ [الرعد :11].

يقول مجاهد: ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال الملك: وراءك إلا شيء أذن الله أن يصيبه.

وقال أبو مجلد: جاء رجل إلى علي وهو يصلي، فقال: احترس، فإن ناسا يريدون قتلك فقال علي : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه إن الأجل جنة حصينة[7].

6- وأعمال أخرى مختلفة:

سياحون يبلغون رسول الله سلام أمته وصلاتهم للحديث: ((إن لله في الأرض ملائكة سياحون يبلغوني عن أمتي السلام))[8].

ملك موكل بالرحم للحديث: ((إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقا، قال الملك: أي رب ذكر أو أنثى شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه))[9].

وأما صفاتهم:

فإن للملائكة صفاتاً كريمة تتناسب وطهارة خلقهم وخلقهم وأعمالهم منها:

الحياء فهي تستحي استحياء يليق بحالها فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله كان جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثوبه، فلما قاموا، قالت: يا رسول الله استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لهما، وأنت على حالك، فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك، فقال: ((يا عائشة ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))[10].

منزهون عن الأعراض البشرية من نوم وأكل وشرب وتعب، قال تعالى: يُسَبّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20].

وللحديث: ((أطَّتِ السماء وحق لها أن تئطّ، ما من موضع أربع أصابع إلا عليه ملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى))[11].

دعاؤهم للمؤمنين ولعنهم للكافرين:

قال تعالى: ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ [غافر:7].

وقال تعالى: إِن ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلـئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ [البقرة:161].

نفورهم من الروائح الكريهة والبيوت التي فيها مخالفات شرعية:

للحديث: ((من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم))[12].

وللحديث: ((إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة))[13].

وأما أثر الإيمان بهم:

استشعار لعظمة الله سبحانه وقدرته جل جلاله ـ فدقة المصنوع تدل على عظمة الصانع ـ وعظم خلق الملائكة دليل على عظيم سلطان الحق سبحانه: ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ [فاطر:1].

فرح المؤمن مشاركة هذا الصنف من خلق الله في عقيدته وطاعته وإسلامه وتنفيذه لأوامر الله، فالمؤمن يجعل من ملائكة الرحمن مثلا كريما في انقياده وطاعته: لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

عزة واستعلاء بوجود أعوان وأنصار يعينونه وينصرونه بأمر الله قال تعالى: بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ٱلْمَلَـئِكَةِ مُسَوّمِينَ % وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ [آل عمران:125-126].

شجاعة وفداء فإنما هي آجال وعليه من ملائكة الرحمن حفظة فلا يصيبه إلا ما أذن به الله وحده جل في علاه.

قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ [التوبة:51].





--------------------------------------------------------------------------------

[1] مسلم.

[2] مسلم.

[3] أبو داود بسند صحيح.

[4] أحمد وأبو داود.

[5] ابن كثير ، مجلد 3 ص 584.

[6] زاد المسير، مجلد 8 ص 313.

[7] ابن كثير ، مجلد 2 ص 373.

[8] النسائي وابن حبان.

[9] متفق عليه.

[10] مسلم.

[11] أحمد والترمذي.

[12] مسلم.

[13] متفق عليه.

ابن الورد
26 Sep 2007, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء لإختياركم موقعنا المتواضع البسيط .
نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ
وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما
وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا
بارك الله فيكم
لاحرمنا الله من أمثالكم ولاحرمكم أجرنا
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم
ونرجوا إثراء الموقع عن الأنبياء والرسل المصطفين الأخيار وعن ملائكة الله الأبرار وعن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم .
وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخبارهم للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى
لاتحرمونا وتحرموا أنفسكم من المشاركة والتفعيل في هذا الموقع البسيط المتواضع فهو في خدمتكم وخدمة العالم كله .
الموقع رسالة دعوية وهداية للمسلمين وغير المسلمين فبمشاركة واحدة تكسبوا أجر وثواب وحسنات من أهل العالم كله فكيف بكم لو كثرت مشاركاتكم وتفعيلكم . الموقع رسالة مقدسة ودعوية قرآنية نبوية نقدمها لكل العالم تنير قلب كل مسلم وتهدي بها قلب كل كافر .
دمتم ودام عطائكم
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء
ملاحظة مهمة :
عفوا ومعذرة
هذا رد تلقائي أوتوماتيكي
وسيعاد الرد للتفسير والإجابة على الاسئلة والإستفسارات .
وستلغى وتحذف المشاركات المخلة بالعقيدة والسلوك والآداب .