المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لسان الحمار ومرارة القنفذ.. لفك السحر!


ابن الورد
01 Aug 2006, 03:15 AM
لسان الحمار ومرارة القنفذ.. لفك السحر!


عادل الإقليعي - المغرب


أحد الدجالين يستعرض قدراته على المستمعين

يكفيك أن تقوم -فقط- بجولة عند العطارين في "درب السلطان" أو "جامع الفنا" بمراكش أو "ساحة الهديم" بمكناس أو أي حي شعبي بأي مدينة مغربية لترى العجب؛ فهناك وصفات جاهزة لامتلاك القلوب، وحروز وأبخرة وحجابات لفك عقد "العكس" الذي قد يحول بينك وبين تحقيق مشروع أو سفر أو تجاوز امتحان.. ولا تخف؛ فاللائحة طويلة غير منتهية؛ فهناك وصفات أخرى لكنها أغلى ثمنا، وخصوصا إذا تعلق الأمر بمعجزة استشفائية أو خطوة انتقامية أو تفريق زوجين منسجمين أو تثقيف عريس ليلة دخلته!!

إنه عالم آخر ما زال يضرب بأطنابه في المجتمع المغربي؛ هو عالم السحر والدجل، ورغم ما تسببه تلك الوصفات الخرافية من جرائم قتل أو إصابات بعاهات مستديمة أو فقدان للذاكرة؛ فإن هذه الظاهرة منتشرة في المغرب، ليس هذا فقط بل هناك أيضا ظاهرة التداوي بالأعشاب التي أصبحت ذريعة للكثيرين للدجل بعدما كانت طبا علميا.

ظاهرة الشعوذة

إن ظاهرة اللجوء للسحرة والمشعوذين في المغرب متجذرة به منذ قديم الزمان كمعظم الشعوب العربية، وقد كان في بدايته يعرف بالطب الشعبي كثقافة منتشرة خاصة في الأوساط الشعبية والمناطق النائية، وكان الذين يمارسونه إما رجالا أو نساء مسنين تجاوزت أعمارهم الثمانين أو السبعين، ورثوا المهنة أبا عن جد؛ فهم يمارسونها بالتجربة والسمعة.. وكان غالب من يزاول تلك المهنة ما يسمى بالمغرب بـ"الفُقْهى"، وكانت مجالات الاشتغال محدودة جدا ومعروفة.

لكن اليوم تطورت هذه الظاهرة، وأعطيت لها أسماء جديدة تتلاءم وموضة العصر كـ"الصالح فلان" أو "سيدي فلان" أو "العشاب الأسطورة" أو "عالم الفلك" أو "الروحانيات"... حتى إن أغلب من يمارس هذه الحرفة -شبابا وشيوخا- ابتدعوا طرقا جديدة لعرض المنتج؛ فأصبحت تحفظ تلك المواد في قارورات مغلقة وعليها أسماء شركات وهمية، أو هناك من اتخذ من وسائل الإعلام وسيلة للدعاية له من خلال عرض أرقام هاتفه أو هاتفها، وأنه يقرأ المستقبل وهو ما سمي بالتنجيم.

مشعوذون 5 نجوم


حلقة عراف بساحة جامع الفنا يوهم الناس خلالها بأنه يملك الحلول لكل المشاكل

إن ظاهرة ما أصبح اليوم يسمى بعلم الفلك والروحانيات ما هو إلا صورة طبق الأصل للساحر والكاهن الذي يبتز جيوب الناس، وقد ابتدع العاملون في هذا المجال وسائل إعلان وإشهار مختلفة؛ فلا تكاد تخلو مساحات بارزة من صحف وطنية من إعلانات لعرافين وعرافات جدد من صنف 5 نجوم في الكذب والتدليس والاستغلال...

تقول السيدة نورة الهلالي-موظفة-: لقد ازداد الأمر خطورة في الفترة الأخيرة مع ظهور أنواع من الإشهارات التي لا تمُت إلى أعراف المجتمع، ولا إلى مبادئ الصحافة الملتزمة بصلة، مادتها أرقام هاتفية تروج للخرافة والشعوذة على الخطوط الساخنة، تضحك على ذقون الناس بالأماني الكاذبة.

وتضيف: وكأننا لم تعد تكفينا العرافات والعرافون المنتشرون في كل حي وقرية؛ فقد تكاثرت عدة أسماء، وتناسلت هنا وهناك عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة، وفي الغالب تجد كثيرا من هؤلاء لا يعرفون حتى كتابة اسمهم؛ فكيف له أن يعالج كل تلك الأمراض: القلب، والمرارة، و"الكلاوي"، وتساقط الشعر، والسرطان، وجلب الغائب، ومعرفة المستقبل، وجلب الجاه والمال؟!!

العلاج بالقرآن

ومن المشعوذين من يضحكون على الناس من خلال إيهامهم بأن طرق علاجهم من السحر أو أي مرض آخر يتم بالطريقة الشرعية ومن خلال آيات القرآن الكريم فقط.. ولكن لو علم الناس ما يبطن هؤلاء للاذوا بالفرار؛ فهذه قصة أحدهم كيف احترف مهنة إبطال السحر -مع أنه في الأصل يعمل السحر والدجل- فأول شيء فعله بعد أن عاد من مدينة "أكادير" ليستقر بمدينة "القنيطرة" أنه حج بيت الله تعالى وحفظ آيات من القرآن الكريم، وبعد أن كان يبيع مواد النظافة من صابون وروائح ومستلزمات المنازل ترك كل ذلك ليحترف في بيته مهنة العلاج بالقرآن الكريم، إضافة إلى كتابة الحروز (التمائم)؛ فيبدأ بقراءة آيات من القرآن جهرا بعد أن يمدد الضحية أرضا، ثم يتمتم في نفسه وهو يوهم الضحية أنه يقرأ عليه القرآن، وبعد ذلك يقول له: إن الجن قد ذهب وأنت الآن معافى، فيطلب منه مبلغا ماليا أقله 100 درهم مغربية (ما يقارب 10 دولارات أمريكية).

وهؤلاء من المكر ما لا يخفى عليهم استعمال حيل تجعل الزبون/الضحية يقتنع تماما بأن هذا الحاج أو الشيخ يعالج بالقرآن؛ فيضعون مصحفا كبيرا للقرآن الكريم أمامه، ولكنه مصحف بدون سور بداخله!! كما أكد لنا بعض الشهود ممن كانوا روادا لهم. وأحيانا ليتم عملهم السحري يجلسون على القرآن وينجسونه بالدم وبكل ما لا يخطر على بال والعياذ بالله كولاء للشيطان والجن.

الدجل بالأعشاب


أحد المشعوذين يراود زبونة لشراء الأعشاب بجامع الفنا بمراكش

وأنت تتجول بأحد الأحياء القديمة لبعض المدن المغربية قد تستغرب لمظهر بعض الدكاكين المختصة ببيع العطارة والأعشاب، لكن إذا عرفت السبب فسيبطل العجب؛ فهذه خيوط عنكبوت متدلية في أسقف المحل، وتلك رؤوس غزلان، وهناك في الجانب الآخر مجموعة من السلاحف لها تاريخ ولادة!! إلى جانبها مخ الضباع والذئاب وأظافر الهدهد وأشواك القنافذ، وفئران يتيمة وأخرى ليست يتيمة!! وفي قارورات زجاجية شعر لقط أسود ولسان حمار و"مرارة" قنفذ وغراب...!! كلها تستخدم في السحر والدجل، وللأسف الشديد أغلب من يرتاد هذه الأماكن هن النساء، من مستويات سنية واجتماعية مختلفة.

حاولنا التحدث مع رواد هذه المحلات، لكن محاولتنا قوبلت بالرفض، إلا أننا انتهجنا أسلوبا آخر وهو المراقبة من بعيد. وأثناء المراقبة التقينا "السيد علي" صاحب "معشبة" للوقاية والتجميل بمدينة القنيطرة الذي علق على تلك الظاهرة بقوله: "للأسف الشديد، هذه المهنة -يقصد بيع الأعشاب- تتجه نحو منحدر خطير من خلال استغلالها في مسائل سلبية تدخل في إطار السحر والدجل والخرافة، بعدما كانت أصلا نبويا، وهناك من العلماء الأجلاء من خصص لها كتبا ككتابَيْ الطب لابن القيم والإمام البخاري".

ويضيف مراد العوني -26 سنة-: "من المستحيل أن تسأل عن علاج لمرض معين كيفما كان ويردك صاحب تلك المحلات!! فلا أظن أن هناك عطارا في أي دولة وليس المغرب فحسب رد أحد زبائنه خائبا ولم يجد له وصفة لمشكلته!".

وهذا ما لاحظناه من خلال معاينتنا لأحد تلك المحلات المختصة في "الوصفات الجاهزة"؛ بحيث إنك تلاحظ سرعة خارقة ودهاء لدى بائع تلك "الأشياء"، وله إجابة عن كل سؤال ممكن أن يخطر ببال الزبون.

وهناك أشكال أخرى لبيع الأعشاب والأجسام السحرية، وذلك من خلال أسلوب "الحلق" بالساحات الشعبية كـ"جامع الفنا" بمدينة مراكش أو "ساحة الهديم" بمكناس؛ بحيث يكونون مدربين بشكل جيد على الخطابة والفصاحة والتملق، وخاصة توظيفهم لآيات قرآنية وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأحداث من سيرته في حججهم، يستطيعون بها إيهام الناس بالشفاء بأعمالهم الشيطانية، ومنهم من يستعمل أسلوبا نفسيا دقيقا للإقناع والتأثير في السامعين له، وذلك بإيهامهم بأن العدد الذي بحوزته من تلك الوصفات العجيبة قليل جدا؛ وهو ما يجعل الناس يتهافتون على الشراء؛ مخافة ألا يستفيدوا من عرض خارق للعادة!

العلم في مواجهة السحر


مجموعة من رؤوس الحيوانات وجلودهم معروضة للبيع بساحة جامع الفنا

يؤكد الدكتور سعيد متوكل -رئيس قسم الإنعاش الطبي بمستشفى ابن رشد، وهو أستاذ بكلية الطب والصيدلة بالرباط-: "عندما تستفحل المشاكل بالإنسان وتحيط به من كل جانب يلجأ إلى الاحتماء بقوى الغيب (أي بالسحر)، وأظن أن زمننا هذا لم يعد يسمح بهذا؛ فأنا شخصيا لا أومن بالسحر، وأقول بأن الفرد ليس ملزما باتباع أخي الجهالة في جهله".

وحول معاينته لحالات تسمم ناتجة عن أعمال سحر خلال مزاولته لعمله يقول الدكتور "متوكل": "وقفنا على حالات متعددة من التسمم أوجب بعضها ضرورة تحريك المتابعة القضائية لما كان فيها من جرم خطير؛ حيث استخدمت فيها وصفات المشعوذين".

إلا أن السحر في نظر الدكتور إبراهيم كرزازي -محلل نفساني- واقع له تاريخه؛ "لأن الناس الذين يتعاطونه معترف لهم بهذه الصفة اجتماعيا وقادرون على تسخير مبادئ السحر لتحقيق مصلحة ما مطلوبة من طرف المستهلكين له الذين يتمسحون به لرغبتهم في التطلع إلى المستقبل نتيجة بعض الخلل الذي ألمّ بحياتهم النفسية والاجتماعية".

ويضيف الدكتور كرزازي: "وإذا سلمنا بأن السحر يشكل ظاهرة يؤمن أو يعتقد بوجودها البعض؛ فلأنهم يعتقدون أن لها وظائف يمكن أن تؤديها؛ لذلك فتوافدهم عليه يمليه الاعتقاد والوهم بقدرته على تلبية حاجات معينة؛ فهناك رغبات بشرية دفينة تسعى إلى تعويض هذا الضعف في كبت أو عجز عن تحقيق هدف أو الوصول إلى غرض نتيجة صعوبة ما: في الدراسة، في الحب، في الزواج، في التجارة؛ فالإنسان يضطر إزاء ذلك إلى الاستعانة بمن يظن أنهم يتوفرون على قدرة خارقة للعادة، وأن باستطاعتهم تلبية هذه الرغبات".

وإذا كان البعض من الباحثين الاجتماعيين والنفسانيين يرجعون سبب انتشار هذه الظاهرة إلى الجهل والأمية؛ فإن للمحلل النفساني كرزازي رأيا مخالفا؛ إذ يرى "أن الاعتقاد بالسحر لا يمكن أن يندثر بسيادة التعلم؛ لأنه معتقد ناتج عن رغبات دفينة في النفس البشرية، وأي إنسان لا يقبل بضعفه ولا يقبل بخسارته؛ فإنه يلجأ دائما إلى استخدام الخيال لكي يحتمي من قوى الشر التي يظن أنها تطارده، كان واعيا بذلك أو غير واع؛ فضعفه لا علاقة له بثقافته".

ويضيف: لو فتحنا المجال أكثر لكي يعي الناس بأهمية العلاج النفسي وأتحنا فرصا كبرى للتحليل النفسي، واعتقدنا بجدواه تماما كما نعتقد بـ"قدرة" السحر؛ فسنوفر إمكانات هائلة للعلاج؛ لأنه كلما ازدادت مكانة العلم اضمحلت قوة الخرافة".

نورالهدى
04 Jan 2007, 04:24 PM
أخي أبوفهد هذه الظاهرة بدأت بالإختفاء من المغرب والكل إستفاق من الغيبوبة وهي الجهل ومحو الأمية نجح بصفة عامة على النساء أكثر من الرجال
نعم بتسهيل للمرأة وأكثرهن كبيرات ومتوسطات في السن قرائة القرآن
وتعاليم ديننا الحنيف بحيث أنك ترى المساجد مملوئة بالنساء المختلفة أعمارهن
لا تفوتهم أوقاتها وبين الصلوات يكون هناك علماء أجلاء يعطون دروس دينية
وأقول لك أخي لا نلصق أي شيء بالبلد أو المدينة
والبلد كالنيت من أحب الأشياء المهمة والصالحة دور عليها ومن أراد الطالحة وجدها.
وأغلب المغاربة الآن يميزوا بين العلم والجهل الأول يؤدي للنجاح والتقدم
والثاني يؤدي للإنحراف والهاوية
والأماكن التي ذكرت بها محلات لبيع الأعشاب ومرخصة
منذ صغري وهذه المحلات موجودة يقصدها المرضى في القديم أكثر من الصيدليات
وأخيرا لاحظت مؤخرا عاد الناس ليقبلوا على هذه المحلات للتداوي وليس للسحر والشعودة

ابن الورد
05 Jan 2007, 09:57 PM
لحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
شكرا أختنا الفاضلة نور الهدى
وكذلك
قال مراسلنافي مصر أن هناك صحوة دينية ودعوية كبيرة واضحة عن السحرة والمشعوذين ولله الحمد
شكراأختنا الكريمة مواضيعك دائما مميزة جعلها الله في موازين حسناتكم
دمت ودام عطائكم
وجزاك الله عن الجميع خير الجزاء