المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعمال تفرح الله عز وجل


سلطانه
25 Feb 2022, 02:06 AM
ثبت فرح الله جل جلاله بطاعة عظيمة من أجل طاعات العباد التي لا غنى لهم عنها في هذه الحياة، ولا قوام لهم بدونها، وهي التوبة إلى الرحمن الرحيم جل جلاله، من الذنوب والخطايا. فروى البخاري (6308)، ومسلم (2747) واللفظ له، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ .

قال ابن القيم، رحمه الله: " ولو كان في المفروح به أعلى من هذا المثال لذكره؛ فتأمل سائرا وحده بأرض مَفازة مَعْطَشَة، لا ماء بها ولا زاد، ضلت راحلته فيها، فاشتد جوعه وظمأه، فأيس من الحياة، فاضطجع في أصل شجرة ينتظر الموت، ثم استيقظ؛ فإذا الراحلة قائمة على رأسه وعليها طعامه وشرابه، كما جاء ذلك مصرحا به في بعض طرق هذا الحديث؛ فهل في الفرح قط أعظم من هذا؟

ولهذا الفرح بتوبة العبد سر أكثر الخلق محجوبون عنه لا تبلغه عقولهم، وبه يُعرف سرُّ تقدير ما يُتاب منه على العبد، لأنه يترتب عليه ما هو أحب إلى الرب سبحانه من عدمه؛ فلو لم يكن في تقدير الذنب من الحكم إلا هذه وحدها، لكانت كافية؛ فكيف وفيه من الحكم ما لا يحصيه إلا الله مما ليس هذا موضعه" انتهى من "الصواعق المرسلة"(4/1461).

وفرحته تعالى بتوبة عبده لأن رحمته سبقت غضبه، وكل ما كان من صفة الرحمة فهو غالب لما كان من صفة الغضب؛ فإنه سبحانه رحيم، ورحمته من لوازم ذاته كعلمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره وإحسانه، فيستحيل أن يكون على خلاف ذلك، وليس كذلك غضبه، فإنه ليس من لوازم ذاته، ولا يكون غضباناً دائماً غضباً لا يتصور انفكاكه. ورحمته وسعت كل شيء، وغضبه لم يسع كل شيء، وهو سبحانه كتب على نفسه الرحمة، ولم يكتب على نفسه الغضب، ووسع كل شيء رحمة وعلماً، ولم يسع كل شيء غضباً وانتقاماً.

ففي الحديث:

إثبات الألوهية.
صفة الفرح.
الحث على التوبة.
فضل التوبة.
أن الله يقبل توبة العبد إذا وقعت على الوجه المشروع.
متمسك لمن قال: إن للقاتل توبة.
دليل على البعث والحساب والجزاء على الأعمال" انتهى من "الكواشف الجلية(1/343).
وقال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله:

" والحديث أن هذا الرجل كان معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فضلَّت عنه، فذهب يطلبها، فلم يجدها، فأيس من الحياة، ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت؛ فإذا بخطام ناقته متعلقًا بالشجرة ... ولا أحد يستطيع أن يقدر هذا الفرح؛ إلا من وقع فيه ... فأمسك بخطام الناقة، وقال: اللهمَّ! أنت عبدي، وأنا ربك؛ أخطأ من شدة الفرح؛ لم يملك كيف يتصرَّف في الكلام!!

فالله عزَّ وجلَّ أفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه من هذا الرجل براحلته، وليس الله عزَّ وجلَّ بمحتاج إلى توبتنا، بل نحن مفتقرون إليه في كل أحوالنا، لكن لكرمه جل وعلا ومحبته للإحسان والفضل والجود يفرح هذا الفرح الذي لا نظير له بتوبة الإنسان إذا تاب إليه.




مصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب

سلطانه
25 Feb 2022, 02:07 AM
± تابع



الله عز وجل يفرح بطاعة الطائعين
لكن يقال هنا: كما أن الله تعالى يفرح بهذه الطاعة العظيمة، ذلك الفرح العظيم الذي لا يشبهه فرح، وضرب له ذلك المثل البليغ؛ فكذلك سبحانه يفرح بطاعة الطائعين، وإحسان المحسين، وإخبات المخبتين؛ وهكذا في كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، الظاهرة والباطنة.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(26242)، و(21374).

وننصحك بالإكثار من النظر والمدارسة لكتاب: رياض الصالحين، للإمام النووي، رحمه الله تعالى، ففيه خير عظيم، ومن شأنك أن يدلك على تفاصيل أبواب عظيمة من الخير والبر، تستطيع أن تأخذ بها، وتعملها.

والله أعلم.