المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطب القرآن الكريم - سورة الفاتحة . فيصل الحسني .


ابن الورد
11 Aug 2023, 05:58 AM
خطبة جامع. العلوانية ( زاوية الحضارم. )
حي البلد - فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 19 ذو الحجة 1444هـ
موضوع الخطبة : 1- خطب القرآن الكريم سورة الفاتحة
.................................................. ....................................
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،
وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا،
مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،
وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله
وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون

.................................................. ....................................
إن مفتاح القرآن الكريم ونور القرآن الكريم وهداية القرآن الكريم
التدبر والتفكر في حروفه وكلماته ومعانيه وقصصه وعبره ومواعظه
فقال الله سبحانه في سورة محمد
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)
ولنا وقفة تفكر وتدبر وبيان لأعظم سورة في القرآن الكريم وهي الفاتحة فاتحة الكتاب وفضلها
ومكان نزولها ومتى نزولت وسبب نزولها

سورة الفاتحة (1)
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝1 ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ ۝2 ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝3 مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ۝4 إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ۝5 ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ۝6 صِرَ ٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّينَ ۝7﴾ [الفاتحة: 1-7]
عباد الله
سورة الفاتحة
يقرأها الملايين من المسلمين ويقرؤونها عشرات المرات في اليوم والليلة وأكثرهم لايعلمون عنها شيئا
وأما فضل الفاتحة وأنها أعظم سورة في القرآن الكريم
روى الإمام البخاري عن أبي سعيد بن المُعَلَّي-رضي الله عنه-قال:
كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟
ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ.
ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟
قالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ.
ورى الإمام الطبراني عن أبي أمامة الباهلي أَرْبَعُ أُنْزِلْنَ من كَنْزٍ تَحْتَ العرشِ :
أُمُّ الكتابِ ، وآيَةُ الْكُرْسِيِّ ، وخَوَاتِيمُ البقرةِ ، والكَوْثَرُ .
وأما مكان نزول سورة الفاتحة ومتى نزولها وأسباب نزولها
فكان نزولها في مكة في بدء الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة، والثعلبي والواحدي من حديث عمر بن شرحبيل:
* “أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ لَمّا شَكا إلى خَدِيجَةَ ما يَجِدُهُ عِنْدَ أوائِلِ الوَحْيِ، فَذَهَبَتْ بِهِ إلى ورَقَةَ فَأخْبَرَهُ فَقالَ لَهُ: إذا خَلَوْتُ وحْدِي سَمِعْتُ نِداءً خَلْفِي: يا مُحَمَّدُ يا مُحَمَّدُ يا مُحَمَّدُ فَأنْطَلِقُ هارِبًا في الأرْضِ، فَقالَ: لا تَفْعَلْ، إذا أتاكَ فاثْبُتْ حَتّى تَسْمَعَ ما يَقُولُ ثُمَّ ائْتِنِي فَأخْبِرْنِي، فَلَمّا خَلا ناداهُ يا مُحَمَّدُ قُلْ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، حَتّى بَلَغَ {ولا الضّالِّينَ}”

* وأما مَّقاصِدِ سورة الفاتحة قال أهل العلم
تحقيق التوجه لله تعالى بكمال العبودية له وحده.
سُمِّيت سورةَ الفاتحة لافتتاح كتاب الله بها، وتسمَّى أم القرآن لاشتمالها على كل موضوعات القرآن الكريم ، من توحيد لله، وعبادة، وغير ذلك، وهي أعظم سورة في القرآن، وهي السَّبعُ المثاني.
وقال أهل العلم في تفسير
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
1- باسم الله أبدأ قراءة القرآن، مستعينًا به تعالى متبركًا بذكر اسمه. وقد تضمنت البسملة ثلاثة من أسماء الله الحسنى، وهي:
• «الله»، أي: المعبود بحق، وهو أخص أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غيره سبحانه.
• «الرَّحْمَن»، أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته.
• «الرَّحِيم»، أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء من خلقه ومنهم المؤمنون من عباده.

ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ

2- جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه، إذ هو رب كل شيء وخالقه ومدبره. و«العالَمُون» جمع «عالَم» وهم كل ما سوى الله تعالى.

ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

3- الثناء الكامل على الله تعالى بعد حمده. .

مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ

4- تمجيد لله تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة، حيث لا تملك نفس لنفس شيئًا. فـ«يوم الدين»: يوم الجزاء والحساب.

إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ

5- نخصُّك وحدك بأنواع العبادة والطاعة، فلا نشرك معك غيرك، ومنك وحدك نطلب العون في كل شؤوننا، فبِيَدِكَ الخير كله، ولا مُعين سواك.

ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ

6- دُلَّنا إلى الصراط المستقيم، واسلك بنا فيه، وثبِّتنا عليه.، وزدنا هدى.
و«الصراط المستقيم» هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه،
وهو الإسلام الذي أرسل الله به محمدًا ﷺ.

صِرَ ٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّينَ

7- طريق الذين أنعمت عليهم من عبادك بهدايتهم، كالنبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقًا،
غير طريق المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه كاليهود، وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه لتفريطهم في طلب الحق والاهتداء إليه كالنصارى.

اللَّهـُمَّ إَجْعَلَ الْقُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلاَءَ أَحْزَانِنَا وَذَهَابَ هُمُومِنَا
وشفيعنا وأنيسنا في قبورنا يارب العالمين .

اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم ودعائهم وسائر صالح أعمالهم وتقبل من أهل الحج حجهم ودعائهم وسائر صالح أعمالهم
اللهم ربنا وأجعل حجهم حجا مبرورا وسعيهم مشكورا وردهم لبلدهم وردهم لأهلهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور ياعزيز ياغفور .

.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين
.................................................. .....................................

.................................................. .....................................
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين
اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا.
.................................................. .....................................
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
.................................................. .....................................

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :.
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه
واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
ويا عباد الله :
.................................................. ....................................

وأما فوائد الآيات في سورة الفاتحة :
• افتتح الله تعالى كتابه بالبسملة، ليرشد عباده أن يبدؤوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبًا لعونه وتوفيقه.
• من هدي عباد الله الصالحين في الدعاء البدء بتمجيد الله والثناء عليه سبحانه
ثم ليشرع في الدعاء و الطلب.
تحذير المسلمين من التقصير في طلب الحق كالنصارى الضالين، أو عدم العمل بالحق الذي عرفوه كاليهود المغضوب عليهم.
• دلَّت السورة على أن كمال الإيمان يكون بإخلاص العبادة لله تعالى
وطلب العون منه سبحانه وحده دون سواه.

اللَّهـُمَّ إَجْعَلَ الْقُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلاَءَ أَحْزَانِنَا وَذَهَابَ هُمُومِنَا
وشفيعنا وأنيسنا في قبورنا يارب العالمين .
اللهم ربنا علمنا منه ماجهلنا وذكرنا منه مانسينا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا برحمتك ياأرحم الراحمين

اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم ودعائهم وسائر صالح أعمالهم وتقبل من أهل الحج حجهم ودعائهم وسائر صالح أعمالهم
اللهم ربنا وأجعل حجهم حجا مبرورا وسعيهم مشكورا وردهم لبلدهم وردهم لأهلهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور ياعزيز ياغفور .

.................................................. ...................................
.................................................. ....................................

.................................................. ....................................
.................................................. ....................................

اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم ودعائهم وسائر صالح أعمالهم
وتقبل من أهل الحج حجهم ودعائهم وسائر صالح أعمالهم
اللهم ربنا وأجعل حجهم حجا مبرورا وسعيهم مشكورا وردهم لبلدهم وردهم لأهلهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور
ياعزيز ياغفور .

.................................................. ...................................
.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين

اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ
اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين
اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت
اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين
اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم ،
وارزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم،
اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -
اللهم ربنا واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين برحمتك ياأرحم الرحمين .

(.رَبَّنَا.آتِنَا.فِي.الدُّنْيَا.حَسَنَةً.وَفِي.ال آخِرَةِ.
حَسَنَةً.وَقِنَا.عَذَابَ.النَّار
وأدخلنا.الجنة.مع.الأبرار.ياعزيز.ياغفار.)
.(سُبْحَانَ.رَبِّكَ.رَبِّ.الْعِزَّةِ.عَمَّا.يَصِفُ ونَ.*.
وَسَلَامٌ.عَلَى.الْمُرْسَلِينَ.*.وَالْحَمْدُ.لِلَّ هِ.
رَبِّ.الْعَالَمِينَ)[الصافات:.180 - 182]

——————————————————————