المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الصرع الطبي والصرع الجني للإنسان .


ابن الورد
02 Sep 2023, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله تعالى القائل ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56].
والصلاة والسلام على النبي القائل ( أتاني داعي الجِنِّ فذَهَبْتُ مَعَه فقَرَأتُ عليهمُ القُرآنَ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن ولاه واتبع هداه إلى يوم الدين .
أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الإمام البخاري ومسلم يرحمهما الله تعالى عن حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى وأرضاه قال :
كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي،
حديثي مع أحبتي الكرام هو بيان الفرق بين الصرع الطبي والصرع الجني للإنسان
وكل علماء الطب الحديث والباحثون في الطب الحديث يتكلمون عن الصرع الطبي ولايتكلمون عن الصرع الجني للإنسان
روى الإمام البخاري ومسلم عن عطاء بن أبى رباح، قال: قال ابنُ عباسٍ:
ألاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قلتُ: بَلَى. قَالَ: هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقَالَتْ: إنِّى أُصْرَعُ، وَإنِّى أَتَكَشَّفُ؛ فَادْعُ الله لى، فقَالَ:
«إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجنَّةُ؛ وإنْ شِئْتِ دعوتُ اللهَ لكِ أن يُعافِيَكِ»،
فقالت: أصبرُ. قالتْ: فإنى أتكشَّفُ، فَادعُ الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها.
قال ابن القيم الصَّرع صرعان: صَرْعٌ من الأرواح الخبيثة الأرضية ويعني به صرع شياطين الجن ، وصَرْعٌ من الأخلاطِ الرديئة ويقصد به الصرع الطبي . والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعِلاجه.
وأما صَرْعُ الأرواح، فأئْمتُ الطب وعقلاؤهم يعترفون يقصد به صرع الجن ، ولا يدفعونه، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه،
وبقراط طبيب يوناني قديم عاش في القرن الخامس قبل ميلاد المسيح عليه السلام
فذكر بعضَ عِلاج الصَّرْعِ، وقال: هذا إنما ينفع من الصَّرْع الذي سبَبُه الأخلاط والمادة ويعني به الصرع الطبي .
وأما الصَّرْع الذي يكون من الأرواح، فلا ينفع فيه هذا العلاج. ويقصد بالصرع شياطين الجن .
وقال ابن القيم وأما جهلةُ الأطباء وَسقَطُهم وسفلَتُهم، ومَن يعتقِدُ بالزندقة فضيلة، فأُولئك يُنكِرون صَرْعَ الأرواح،
ولا يُقرون بأن شياطين الجن تُؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهلُ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يَدفع ذلك، والحِسُّ والوجودُ شاهدٌ به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط، هو صادق في بعض أقسامه لا في كلِّها.
وأما الفرق بين الصرع الطبي والصرع الجني
الصرع الطبي هو مايثبته الطب بأنه مرض صرع عن طريق الأشعة والتحاليل
وأما صرع شياطين الجن فلا يظهر ولايثبت بأنه مرض صرع طبيا في الأشعات ولا التحاليل ولكن تحدث للشخص حالات التشنج والصرع .
ونبين حالات صرع الشاطين فنقسمها إلى حالتين
الحالة الأولى قبل الإصابة بالصرع والحالة الثانية أثناء الإصابة بالصرع
وأما الحالة الأول قبل بدأ حالات الصرع على الشخص فإنه سيشعر بنبضات أو تنميل أو رفرفة في بعض أجزاء جسمه
والحالة الثانية في أثناء الإصابة بالصرع يقرأ عليه القرآن فيتأثر المصروع بالقرآن وتصدر منه أصواتا تأثرا بالقرآن الكريم .
وقال ابن القيم يرحمه الله تعالى
فهذه المرأة التي جاء الحديث أنها كانت تُصرَعُ وتتكشَّفُ، يجوز أن يكون صَرْعُها من هذا النوع، فوعدها النبيّ صلى الله عليه وسلم الجنَّة بصبرها على هذا المرض، ودعا لها أن لا تتكشَّف، وخيَّرها بين الصبر والجنَّة، وبين الدعاء لها بالشفاء مِن غير ضمان، فاختارت الصبرَ والجنَّةَ.

يقول ابن القيم في كتابه الطب النبوي : -
وعلاج شياطين الجن
باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل،
وأن تكون الجنة والنار نصبَ عينيه وقبلة قلبه،
ويستحضر أهل الدنيا، وحلول المَثلاث والآفات بهم،
ووقوعَها خلال ديارهم كمواقع القطر،
وهم صَرعى لا يفيقون، وما أشد داءَ هذا الصرع، ولكن لما عمت البلية به بحيث لا يرى إلا مصروعاً،
لم يصر مستغرباً ولا مستنكراً، بل صار لكثرة المصروعين عينَ المستنكَر المستغرَب خلاف.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
-----------------------------------------------------------------------------


اللهم ربنا اشفنا واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم ربنا علمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)البقرة
وأدخلنا الجنة مع الأبرار ياعزيز ياغفار
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) الصافات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------