المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة - الزلازل عظات وعبر / الشيخ فيصل الحسني


ابن الورد
15 Sep 2023, 12:12 AM
خطبة جامع. العلوانية ( زاوية الحضارم. )
حي البلد - فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 29 صفر 1445 هـ
موضوع الخطبة : الزلازل عظات وعبر
.................................................. ....................................
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ فالِقِ الحبِّ والنَّوَى، وخَالِقِ الماءِ والثَّرَى، لا يَغِيبُ عَنْ بَصَرِهِ صَغِيرُ النَّمْلِ فِي اللَّيْلِ إِذَا سَرَى،
أَحْمَدُهُ -سبحانَهُ- شَدِيدُ الْقُوَى، جَعَلَ الأَرْضَ بساطًا، وشَقَّ فيها سبلاً فِجَاجًا، وَأَرْسَى الجِبَالَ لَهَا أَوْتَادًا، وَجَعَلَ قَرَارَهَا مِنْ آلائِهِ، وَزَلْزَلَتَهَا آية على عَظَمَتِهِ وكِبْرِيَائِهِ؛ لِيَتَّعِظَ بِهَا العَاقِلُونَ، ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ.

وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا

عباد الله
وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون

.................................................. ....................................

أمّا بَعْدُ: فاتّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: فمَن اتَّقَى اللهَ وقَاهُ، ومَن تَوَكَّلَ عليهِ كَفَاهُ (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [ سورة الطلاق الآيتان: 2و3].
روى الإمام البخاري عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال:
قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يُقبَضَ العِلمُ، وتَكثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظهَرَ الفِتَنُ، ويَكثُرَ الهَرْجُ، وهو القَتْلُ القَتْلُ ...
عباد الله
إنَّ هَذِه الأرض التي تعيشُ عليها جميعُ الخلائِقِ آيةٌ من آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، جَعَلَ ظَهْرَهَا مِهَادًا، وَسُبُلَهَا فِجَاجًا، وَأَنْبَتَ فِيهَا مِنَ الثَّمَرَاتِ، وَأَوْدَعَ فِي بَطْنِهَا مِنَ الْخَيْرَاتِ، وَشَقَّ فِيهَا الْبِحَارَ وَالْمُحِيطَاتِ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا، قال سبحانه وتعالى: (أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[ سورة النمل الآية: 61].

وقد يجعَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الأرضَ، ابتلاءً لِعِبَادِهِ، وَنَذِيرًا لَهُمْ، فَيُحْدِثُ فِيهَا الزلازلَ؛ ليحُثَّ عِبَادَهُ على الخَوْفِ والتَّقْوَى، والإِنَابَةِ والْخَشْيَةِ، والإِقْلَاعِ عَن المنكراتِ، والنَّدمِ على ما فَاتَ، قالَ سبحانه تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [ سورة الإسراء الآية:59]؛ فيجعلُهَا اللهُ عزَّ وجلَّ بَلاغًا للنَّاسِ، لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا.

عِبَادَ اللهِ: أنَّ اللهَ عزّ وجلّ حكيمٌ عليمٌ فيما يقضيه ويُقَدِّره، والزَّلازِلُ آيةٌ من الآياتِ التي تَنْطِقُ بوحْدَانِيَّةِ اللهِ وقُدْرَتِهِ، ودليلٌ على عَظَمَتِهِ وقَيُّومِيَّتِهِ، قالَ نبترك تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [ سورة فصلت الآية: 53]، وإقرارٌ بضعفِ المخلوقاتِ، وافتقارِهَا إليه، وخُضُوعِهَا لأمرِهِ ووقُوعِهَا تَحْتَ سُلْطَانِهِ وَقَهْرِهِ قالَ سبحانه تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) [ سورة الأنعام الآية: 65] قال مجاهدٌ رحمه الله: "قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال: الصيحة والحجارة والريح. أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: الرجفة والخسف".

عباد الله : إنّ هذه الزلازل والهزَّات الأرضية والأعاصير تذكيرٌ للعبادِ بيومِ المعادِ، والاستعدادِ ليومِ التنادِ، قال سبحانه تعالى: (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا) [ سورة الواقعة الآيتان: 4و6]، والزلازلُ جَعَلَهَا اللهُ عزَّ وجلَّ مَشْهَدًا مِنْ مَشَاهِدِ يوم القيامَةِ، قالَ سبحانه تعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا)[ سورة الزلزلة الآيات: 1 إلى 5].
.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين
.................................................. .....................................

.................................................. .....................................
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين
اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا.
.................................................. .....................................
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
.................................................. .....................................

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :.
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه
واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
ويا عباد الله :
.................................................. ....................................


عِبَادَ اللهِ: إنَّ هذه الزَّلازِلَ والهَزَّاتِ الأرضيةَ، والأعاصير لايأمن لها أحد ولادولة ولابلد
وفي ثواني معدودة يحصل معها الدمار الشامل والهلاك الكامل لكل شيء
وهذه الأهوال ليست من أحد ببعيد
وينبغي أنْ تَهْتَزَّ مَعَهَا القلوبُ والأبدانُ وتعتصر لها الأفئدة وتَرْتَعِدَ لها الجوارحُ والأركانُ؛ فَنُبَادِرُ باللجوءِ إلى الواحِدِ الدَّيَّان، بامتثالِ أوامرهِ واجتنابِ نواهيهِ، والاستقامةِ على دينهِ، والإكثارِ من ذِكْرِهِ واستغفارِهِ، وعدم الأمن مِن مكرِهِ،
قالَ سبحانه تعالى في سورة الأعراف : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [ سورة الأعراف الآيات :97و 98 و99] وقال النبي صلى الله عليه وسلم عند الكسوفِ: "فإذا رَأَيْتُمْ شيئًا مِن ذلكَ، فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ ودُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ"(أخرجه الإمامان البخاري. ومسلم رحمهما الله).

ونقدم التعازي لأهلنا وأشقائنا في المغرب الشقيق وأندونيسيا الشقيقة وليبيا الشقيقة وبالأخص أهالي الزلزال والإعصار
سائلين المولى عزو جل أن يلطف بهم اللهم ربنا إنا نستودعك أهلنا وإخواننا الأشقاء هناك
اللهم ربنا أربط على قلوبهم وأنزل السكينة عليهم اللهم ربنا أرحم ميتهم واحفظ فقيدهم واشف مريضهم وتقبل شهدائهم
ولاحول ولاقوة إلا بك يالله .

.................................................. ...................................
.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين

اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ
اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين
اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت
اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين
اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم ،
وارزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم،
اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -
اللهم ربنا واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين برحمتك ياأرحم الرحمين .

(.رَبَّنَا.آتِنَا.فِي.الدُّنْيَا.حَسَنَةً.وَفِي.ال آخِرَةِ.
حَسَنَةً.وَقِنَا.عَذَابَ.النَّار
وأدخلنا.الجنة.مع.الأبرار.ياعزيز.ياغفار.)
.(سُبْحَانَ.رَبِّكَ.رَبِّ.الْعِزَّةِ.عَمَّا.يَصِفُ ونَ.*.
وَسَلَامٌ.عَلَى.الْمُرْسَلِينَ.*.وَالْحَمْدُ.لِلَّ هِ.
رَبِّ.الْعَالَمِينَ)[الصافات:.180 - 182]

——————————————————————