المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة -الذين يؤمنون بالغيب - رسالات آيات القرآن الكريم - الشيخ فيصل الحسني


ابن الورد
13 Oct 2023, 10:17 AM
خطبة جامع. العلوانية ( زاوية الحضارم. )
حي البلد - فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 28 ربيع الأول 1445هـ
موضوع الخطبة : - رسالات آيات القرآن الكريم .
ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (3)البقرة
.................................................. ....................................
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،
وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا،
مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،
وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله
وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون

.................................................. ....................................
قال الله تعالى في سورة البقرة ﴿كَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولࣰا مِّنكُمۡ يَتۡلُوا۟ عَلَيۡكُمۡ ءَايَـٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُوا۟ تَعۡلَمُونَ ۝151 فَٱذۡكُرُونِيۤ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُوا۟ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ ۝152﴾ [البقرة 151-152]
وقال سبحانه على لسان نوح في سورة الأعراف : ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
الأعراف 62
وقال سبحانه في سورة الأحزاب
﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَـٰلَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبا﴾ [الأحزاب 39]
عباد الله
إن مفتاح القرآن الكريم ونور القرآن الكريم وهداية القرآن الكريم ورسالات القرآن الكريم
هو التدبر والتفكر في حروفه و التدبر والتفكر في كلماته و التدبر والتفكر في معانيه والتدبر والتفكر في قصصه وعبره ومواعظه
فقال الله سبحانه في سورة محمد
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) (24)

عباد الله
كل حرف وكل كلمة وكل جملة في القرآن الكريم له رسالة وحكمة وهدف ومعنى ومغزى وعبرة ونصيحة وتصحيح لمسار المسلمين إلى رب العالمين
عباد الله
يقرأ كلمات و آيات القرآن الملايين من المسلمين في اليوم والليلة ولكن القليل من المسلمين من يتفكر فيه ويتدبر معانيه ورسالاته
ووقفة تفكر تدبر وتأمل وبيان مختصر
في مقدمة وغرة سورة البقرة
في قول الله سبحانه
( ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ) (3)

ذكر الله عز وجل في الآية السابقة أن القرآن هدًى للمتقين؛ لأنهم هم الذين يهتدون وينتفعون به، ثم أَتْبع ذلك بذِكرِ صفاتهم، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾، وهذه هي الصفة الأولى.
ويقيمون الصلاة الصفة الثانية وممارزقناهم ينفقون
يؤمنون بالغيب يُصَدِّقون بالغيب الذي لا تدركه حواسُّهم ولا عقولهم وحدها; لأنه لا يُعْرف إلا بوحي الله إلى رسله، مثل الإيمان بالملائكة، والجنة، والنار، وغير ذلك مما أخبر الله به أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، (والإيمان: كلمة جامعة للإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتصديق الإقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصلاة في مواقيتها أداءً صحيحًا وَفْق ما شرع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومما أعطيناهم من المال يخرجون أموالهم الواجبة من الزكاة والمستحبة من الصدقات .
والإيمان بالغيب عبادة قلبية والصلاة عبادة بدنية والزكاة والصدقة عبادة مالية
ويتهاون بها كثير من المسلمين إلا المتقين
عباد الله

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)النساء

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا" سورة النساء آية:122
ويخبرنا الله عزوجل عن جمال وكمال هذا القرآن العظيم

فقال الله سبحانه: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42].
ليس فيه ريب وشك إنما هو هدا وطريقا للمتقين
الذين يتقون الله تعالى حق تقاته
.................................................. ....................................

اللَّهـُمَّ ربنا إَجْعَلَ الْقُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلاَءَ أَحْزَانِنَا وَذَهَابَ هُمُومِنَا
وشفيعنا وأنيسنا في قبورنا يارب العالمين .

.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين
.................................................. .....................................

.................................................. .....................................
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين
اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا.
.................................................. .....................................
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
.................................................. .....................................

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :.
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه
واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
ويا عباد الله :
.................................................. ....................................

ووصف الله المتقين بإيمانهم بالغيب؛ لأنه ركن الدين الركين، وأسُّه المتين، فالله غيب، وملائكته غيب، وكتبه ورسله غيب، واليوم الآخر غيب، والجنة والنار غيب، فمن لم يؤمن بالغيب، مما أخبَرتْ به الرسلُ، وجاءت به الكتب من عند الله، فليس بمؤمن، كأهل الإلحاد والكفر، وأهل البدع من المعتزلة والجهمية وأتباعهم من العقلانيين وغيرهم.
وما ضلَّ أكثرُ الخلق إلا بسبب ضعف إيمانهم بالغيب أو عدم الإيمان بالغيب والتهاون بأمر الصلاة وأمر الإنفاق في الزكاة والصدقات .
عباد الله
إن هذا القرآن العظيم
أنزله الله تعالى ليس فقط للتلاوة والأجر والثواب
بل هو كتاب نور وهداية ونبراس ونظام وتشريع وقانون ومنهج حياة

.................................................. ..................................
اللَّهـُمَّ ربنا إَجْعَلَ الْقُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلاَءَ أَحْزَانِنَا وَذَهَابَ هُمُومِنَا
وشفيعنا وأنيسنا في قبورنا يارب العالمين .
ومنهج حياتنا
اللهم ربنا علمنا منه ماجهلنا وذكرنا منه مانسينا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا برحمتك ياأرحم الراحمين

.................................................. ...................................
.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين

اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ
اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين
اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت
اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين
اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم ،
وارزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم،
اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -
اللهم ربنا واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين برحمتك ياأرحم الرحمين .

(.رَبَّنَا.آتِنَا.فِي.الدُّنْيَا.حَسَنَةً.وَفِي.ال آخِرَةِ.
حَسَنَةً.وَقِنَا.عَذَابَ.النَّار
وأدخلنا.الجنة.مع.الأبرار.ياعزيز.ياغفار.)
.(سُبْحَانَ.رَبِّكَ.رَبِّ.الْعِزَّةِ.عَمَّا.يَصِفُ ونَ.*.
وَسَلَامٌ.عَلَى.الْمُرْسَلِينَ.*.وَالْحَمْدُ.لِلَّ هِ.
رَبِّ.الْعَالَمِينَ)[الصافات:.180 - 182]

——————————————————————