المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة : أهمية بناء الأسرة المسلمة . فيصل الحسني .


ابن الورد
25 Nov 2023, 06:30 AM
خطبة جامع. العلوانية ( زاوية الحضارم. )
حي البلد - فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 10 جماد الأول 1445هـ
موضوع الخطبة : أهمية بناء الأسرة المسلمة .
.................................................. ....................................
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،
وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا،
مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله
وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون

.................................................. ....................................
حديثي اليوم مع أحبتي الكرام
عن أهمية بناء الأسرة المسلمة
عباد الله
والفرد والأسرة عباد الله هم أساس المجتمع
والأسرة هي اللبِنة الأساسية في تكوين المجتمعات المسلمة، وتُبنى على أساس ارتباطٍ بين ذكر وأنثى تحل له شرعاً، وذلك من خلال عقدٍ شرعيٍ بينهما، وهي بذلك التي يُناط بها مسؤولية التربية للأولاد وتوجيههم لما فيه صلاحهم وإعدادهم لتحمّل المهام والواجبات والمسؤوليات
التي يُكلّفون بها في شتّى مراحل حياتهم.[1]
والأسرة هي الخلية الأولى التي تنشأ فيها الأجيال، وتربى إلى أن يصير الأفراد أصحاب أسر، وتسند إلى بعضهم مهام اجتماعية متفاوتة بحيث يتولون كل المسئوليات.
لأن من الأسر تتكون مجموع الأسر وتتكون المجتمعات وتتكون المدن وتتكون الدول .
ولأن بناء وصلاح المجتمعات يبدأ من تربية الأسر لأفرادها.
تتولي هؤلاء الأفراد في الأسر بداية المسئوليات الاجتماعية.
وتتأثر الأفراد في الأسر بما يتلقوه من تربية من أبائهم وأمهاتهم ، وهم يمارسون مسئولياتهم.
ولتؤدي الأسرة هذه الوظيفة التربوية ينبغي توفّر الشروط التالية:
لابد من صلاح مؤسييها: الزوج والزوجة ومن معهما.
واعتماد الزوجين في تربية الأطفال على التربية الإسلامية بدءًا من العقيدة إلى الإعداد للحياة.
توجيه المجتمع مجموع الأسر إلى اعتماد الإسلام عقيدة ومنهج حياة.
تعاون الأسرة مع المؤسسات الأخرى كالمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام، على تربية النشء.

فإذا توافرت هذه الشروط، وتمسك المجتمع المسلم بثوابته من إسلام، ولغة، ومصالح، وأهداف مشتركة، وغيرها، انتجت الأسر أجيالًا متعاقبة تلتزم بالقيم الإسلامية الثابتة علمًا وتطبيقًا، وتطلب العلم وتتصف بالوعي، فتكون ثابتة متطورة. نافعة آمنة لأوطانها ودولها .

وتربية النشء الصالح في أسرة صالحة، ومنه تنشأ الأسر الصالحة، فيصلح للمجتمع وتصلح الدول والأوطان . وتقيهم الضلال والزيغ والسلوكيات المنحرفة .
وتكون صمام الأمن والآمان لمجتمعاتهم وأوطانهم .
وصدق القائل حين قال
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا. عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن. يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
وصدق القائل
ياشباب الجيل يادرع البلد
مايصلح الجيل إذا الجيل فسد
اللهم ربنا أصلحنا وأصلح ذرياتنا وجميع المسلمين .

.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين
.................................................. .....................................

.................................................. .....................................
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين
اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا.
.................................................. .....................................
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
.................................................. .....................................

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :.
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه
واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
ويا عباد الله :
.................................................. ....................................
لا شك أن الأولاد قرة عين الإنسان ومصدر سعادته، بهم تحلو الحياة وتعقد الآمال، فإذا كان الأب يرى في أولاده العون والامتداد وقوة الجانب؛ فإن الأم ترى فيهم أمل الحياة، وفرحة القلب، وأمان المستقبل، كل هذا يتوقف على شيء هام جداً
إنه عباد الله حسن التربية، فإن أحسن الوالدين تربية ابنائهم؛ فإن خيرهم يعود على والديهم وعلى مجتمعهم وأوطانهم والناس أجميعن، ويتمثل فيهم قول الله تعالى في سورة الكهف
[[الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا]] [الكهف : 46].
أما إن أُهملت تربية الأبناء، وأُسيء تكوين شخصياتهم؛ كانوا وبالاً على الوالدين، وشراً مستطيراً على المجتمع والناس والأوطان .

وهذه المسؤولية قد عبَّر عنها القرآن فقال تعالى في سورة التحريم
: [[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ]] [التحريم : 6]
وعبر عنها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله:
[[ كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته... والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ]]. صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وقال سبحانه في سورة الأحقاف
( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (15)
اللهم ربنا أصلحنا وأصلح ذرياتنا وجميع المسلمين
.................................................. ....................................
.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين

اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ
اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين
اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت
اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين

اللهم آمن فلسطين وأهلها وآمن اليمن وأهلها وآمن السودان وأهلها
اللهم ربنا وآمن جميع بلاد المسلمين
اللهم ربنا عليك بأعدائك أعداء الدين من اليهود والنصارى وأعوانهم
اللهم ربنا فإنهم لايعجزونك يارب العالمين
اللهم ربنا إجعل كيدهم في نحورهم وإجعل دائرة السوء عليهم يارب العالمين

اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم ،
وارزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم،
اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -
اللهم ربنا واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين برحمتك ياأرحم الرحمين .

(.رَبَّنَا.آتِنَا.فِي.الدُّنْيَا.حَسَنَةً.وَفِي.ال آخِرَةِ.
حَسَنَةً.وَقِنَا.عَذَابَ.النَّار
وأدخلنا.الجنة.مع.الأبرار.ياعزيز.ياغفار.)
.(سُبْحَانَ.رَبِّكَ.رَبِّ.الْعِزَّةِ.عَمَّا.يَصِفُ ونَ.*.
وَسَلَامٌ.عَلَى.الْمُرْسَلِينَ.*.وَالْحَمْدُ.لِلَّ هِ.
رَبِّ.الْعَالَمِينَ)[الصافات:.180 - 182]

——————————————————————