ابن الورد
23 Feb 2024, 04:41 PM
خطبة جامع. العلوانية ( زاوية الحضارم. ) حي البلد
فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 6 شعبان 1445 هـ
الموضوع : شعبان والبدع المحدثة فيه .
بسم الله الرحمن الرحيم
.الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وحده لاشريك له
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أما بعد
فإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله ويا أيها الأخوة الكرام الأحبة وأيها المسلمون .
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن التقوى سبيل النجاة،
والعمل بالسنة هو سبيل الهداية والرشاد،
وأن الإقتداء بخير البرية فيه السعادة والهناء في الدنيا والآخرة.
عباد الله:
وعادت الأفراح والمسرات
وعاد الزمان بأفراحه ومسراته وها نحن عباد الله على مدخل شهر رمضان المبارك وهانحن في اليوم السادس من شهر شعبان
وشهر شعبان شهر كان يهتم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن غيره من الشهور .
ولكن عباد الله في شهر شعبان تحصل فيه بعض الأخطاء من بعض المسلمين بسبب جهلهم بأمور الشرع، وكثرة الدعاة إلى البدع من الشيعة والصوفية المخالفة لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وخاصة عن طريق القنوات الفضائية،
وشبكات الإنترنت والعادات الشعبية الجاهلية والتي توارثها كثير من المسلمين عن أبائهم وأجدادهم ماأنزل الله تعالى بها من سلطان .
ومن ذلك الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيصها ويومها
بالصيام والقيام، ومن المعلوم لدى المسلمين أن العبادات توقيفية من عند الله عزوجل .
مبناها على الأمر والنهي وإتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا العمل لم يأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يفعله، ولم يؤْثر عنه، ولا فعله أحد من الخلفاء الراشدين، ولا من الصحابة والتابعين. والذي عليه عامة أهل العلم أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع ومكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ،
وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه: (لطائف المعارف) وغيره،
فقال والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))؛ متفق عليه،
وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)).
.عباد الله والإحتفال بليلة النصف من شعبان
ليس عليه أمره - صلى الله عليه وسلم - فيكون مردودا يجب إنكاره؛ لدخوله فيما أنكره الله ورسوله، فقال سبحانه في سورة الشورى :
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [الشورى: 21]،
وهذا الأمر مما أحدثه الجهلة بغير هدى من الله، وقد نبه بعض أهل العلم إلى بدعية تخصيص هذه الليلة بعبادة معينة.
.وقال سبحانه في ذلك في سورة النور بعد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ ..فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن البدعة في الدين من أسباب سخط الله وحلول نقمته.
عباد الله:
هناك بعض البدع المبنية على بعض الأحاديث الضعيفة والواهية عن ليلة النصف من شعبان يجب علينا التنبه لها كي لا نقع فيما وقع فيه بعض الجهلة من المسلمين، ومن البدع في شهر شعبان :
(1) بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.. وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر،
وإنما حديثها موضوع مكذوب.
فيجب على المسلمين عدم الاحتفال بهذه الليلة بأي شكل من أشكال الاحتفال،
سواء كان ذلك بالاجتماع على عبادات معينة، أو إنشاد القصائد والمدائح،
أو بالإطعام واعتقاد أن ذلك سنة واردة.
. ومن البدع في شهر شعبان
(2) تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصلاة ونهارها بالصيام
لحديث: ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها))، وهذا حديث لا أصل له.
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - في: (الفوائد المجموعة)
ما نصه: في حديث: ((يا علي، من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) عشر مرات إلا قضى له كل حاجة... إلخ))
هو حديث موضوع. أي مكذوب لا يؤخذ به .
. ومن البدع في شهر شعبان
(3) تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس، أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمى: دعاء ليلة النصف من شعبان، وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله، وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصديق.
قال الإمام النووي - رحمه الله -: (صلاة رجب، وهي (صلاة الرغائب)، وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان).
. ومن البدع في شهر شعبان
(4) الاعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الفضل.
قال الشقيري: ( هذا الإعتقاد باطل باتفاق المحققين من المحدِّثين). أهـ (السنن والمبدعات 146)،
وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]،
وقال تعالى في سورة القدر :
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان.
اللهم ربنا أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
……….…………………………………………………………………………………………………………
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين
اللهم ورد المسلمين إليك مرد جميلا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني ووإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
……….…………………………………………………………………………………………………………
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :.
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
ثم أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
عباد الله:
إن الله تعالى أنزلها شريعة غراء كاملة: فقال تعالى في سورة المائدة ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]،
ووجه الله تعالى عباده في الشريعة إلى العمل الخالص له
فقال سبحانه في سورة البينة : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ.. ﴾ [البينة: 5]، وأمرهم باقتفاء أثر رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحثهم على عدم الميل عن طريقه فقال سبحانه في سورة الأنعام :
﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]،
وقال سبحانه في سورة الحشر :.﴿ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر:
وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر:
اللهم ربنا أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
اللهم ربنا بلغنا رمضان بتمامه وكماله وبلغنا فيه قيام ليلة القدر
اللهم ربنا تقبل فيه صلاتنا وصيامنا وقيامنا وسائر صالح أعمالنا
اللهم ربنا وبلغنا رمضان سنين عديدة وأزمنة مديدة برحمتك يا أرحم الراحمين واجعلنا فيه من المقبولين
سبحانك اللهم ربنا ماعبدناك حق عبادتك
سبحانك اللهم ربنا ماذكرناك حق ذكرك
سبحانك اللهم ربنا ماشكرناك حق شكرك
سبحانك الله وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك
سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار
ياعزيز ياغفار
.(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180 - 182]
------------------------------------
فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 6 شعبان 1445 هـ
الموضوع : شعبان والبدع المحدثة فيه .
بسم الله الرحمن الرحيم
.الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وحده لاشريك له
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أما بعد
فإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله ويا أيها الأخوة الكرام الأحبة وأيها المسلمون .
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن التقوى سبيل النجاة،
والعمل بالسنة هو سبيل الهداية والرشاد،
وأن الإقتداء بخير البرية فيه السعادة والهناء في الدنيا والآخرة.
عباد الله:
وعادت الأفراح والمسرات
وعاد الزمان بأفراحه ومسراته وها نحن عباد الله على مدخل شهر رمضان المبارك وهانحن في اليوم السادس من شهر شعبان
وشهر شعبان شهر كان يهتم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن غيره من الشهور .
ولكن عباد الله في شهر شعبان تحصل فيه بعض الأخطاء من بعض المسلمين بسبب جهلهم بأمور الشرع، وكثرة الدعاة إلى البدع من الشيعة والصوفية المخالفة لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وخاصة عن طريق القنوات الفضائية،
وشبكات الإنترنت والعادات الشعبية الجاهلية والتي توارثها كثير من المسلمين عن أبائهم وأجدادهم ماأنزل الله تعالى بها من سلطان .
ومن ذلك الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيصها ويومها
بالصيام والقيام، ومن المعلوم لدى المسلمين أن العبادات توقيفية من عند الله عزوجل .
مبناها على الأمر والنهي وإتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا العمل لم يأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يفعله، ولم يؤْثر عنه، ولا فعله أحد من الخلفاء الراشدين، ولا من الصحابة والتابعين. والذي عليه عامة أهل العلم أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع ومكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ،
وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه: (لطائف المعارف) وغيره،
فقال والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))؛ متفق عليه،
وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)).
.عباد الله والإحتفال بليلة النصف من شعبان
ليس عليه أمره - صلى الله عليه وسلم - فيكون مردودا يجب إنكاره؛ لدخوله فيما أنكره الله ورسوله، فقال سبحانه في سورة الشورى :
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [الشورى: 21]،
وهذا الأمر مما أحدثه الجهلة بغير هدى من الله، وقد نبه بعض أهل العلم إلى بدعية تخصيص هذه الليلة بعبادة معينة.
.وقال سبحانه في ذلك في سورة النور بعد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ ..فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن البدعة في الدين من أسباب سخط الله وحلول نقمته.
عباد الله:
هناك بعض البدع المبنية على بعض الأحاديث الضعيفة والواهية عن ليلة النصف من شعبان يجب علينا التنبه لها كي لا نقع فيما وقع فيه بعض الجهلة من المسلمين، ومن البدع في شهر شعبان :
(1) بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.. وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر،
وإنما حديثها موضوع مكذوب.
فيجب على المسلمين عدم الاحتفال بهذه الليلة بأي شكل من أشكال الاحتفال،
سواء كان ذلك بالاجتماع على عبادات معينة، أو إنشاد القصائد والمدائح،
أو بالإطعام واعتقاد أن ذلك سنة واردة.
. ومن البدع في شهر شعبان
(2) تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصلاة ونهارها بالصيام
لحديث: ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها))، وهذا حديث لا أصل له.
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - في: (الفوائد المجموعة)
ما نصه: في حديث: ((يا علي، من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) عشر مرات إلا قضى له كل حاجة... إلخ))
هو حديث موضوع. أي مكذوب لا يؤخذ به .
. ومن البدع في شهر شعبان
(3) تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس، أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمى: دعاء ليلة النصف من شعبان، وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله، وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصديق.
قال الإمام النووي - رحمه الله -: (صلاة رجب، وهي (صلاة الرغائب)، وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان).
. ومن البدع في شهر شعبان
(4) الاعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الفضل.
قال الشقيري: ( هذا الإعتقاد باطل باتفاق المحققين من المحدِّثين). أهـ (السنن والمبدعات 146)،
وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]،
وقال تعالى في سورة القدر :
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان.
اللهم ربنا أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
……….…………………………………………………………………………………………………………
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين
اللهم ورد المسلمين إليك مرد جميلا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني ووإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
……….…………………………………………………………………………………………………………
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :.
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
ثم أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
عباد الله:
إن الله تعالى أنزلها شريعة غراء كاملة: فقال تعالى في سورة المائدة ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]،
ووجه الله تعالى عباده في الشريعة إلى العمل الخالص له
فقال سبحانه في سورة البينة : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ.. ﴾ [البينة: 5]، وأمرهم باقتفاء أثر رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحثهم على عدم الميل عن طريقه فقال سبحانه في سورة الأنعام :
﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]،
وقال سبحانه في سورة الحشر :.﴿ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر:
وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر:
اللهم ربنا أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
اللهم ربنا بلغنا رمضان بتمامه وكماله وبلغنا فيه قيام ليلة القدر
اللهم ربنا تقبل فيه صلاتنا وصيامنا وقيامنا وسائر صالح أعمالنا
اللهم ربنا وبلغنا رمضان سنين عديدة وأزمنة مديدة برحمتك يا أرحم الراحمين واجعلنا فيه من المقبولين
سبحانك اللهم ربنا ماعبدناك حق عبادتك
سبحانك اللهم ربنا ماذكرناك حق ذكرك
سبحانك اللهم ربنا ماشكرناك حق شكرك
سبحانك الله وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك
سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار
ياعزيز ياغفار
.(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180 - 182]
------------------------------------