المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لله درّ الحسد !! ؟؟


المعتصم بالله
29 Jan 2008, 01:16 AM
ماهوالحسد يا ترى ؟؟:

الحسد أصله في اللغة : - القشر .. مأخوذ من الحسدل وهو القراد ، فالحسد يقشر القلب كما يقشر القراد الجلد ويمص دمه .


- كما أن الحسد صفة المنافق والكافر فالمنافق يحسد .

- أما المؤمن فصفته الغبطة .


الحسد في الشرع :

1- تمني زوال نعمة الله عز وجل عن الغير أي أن يتمنى أن يوقف الله نعمته عن الآخرين سواء كانت هذه النعم مالا أو جاها أو علما أو غير ذلك.

2- أن تكره النعمة التي أنعم الله بها على غيرك وتحب زوالها ، ولو مكنت منها لأزلتها.



قال ابن تيمية: كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمنى الزوال ، وهذا تعبير من الشيخ دقيق ، فأنت مجرد ما تكره أن الله أنعم على هذا الرجل أو هذه المرأة بنعمة فأنت حاسد.


فالحسد مرض نفسي خطير له آثاره السيئة تلحق الحاسد فتؤثر في علاقاته الإجتماعية فتحطمها ويعيش من أبتلي بالحسد ضنك وضيق ما بقي هذا الداء بين جوانحه، ولم يسع في علاجه ، وهو مرض قلبي وعدّه بعض العلماء من الكبائر . ضرره على الحاسد في الدين والدنيا .

- ففي الدنيا : يشعل نار البغضاء ، يرفع راية العداوة بين الأقرباء والأصدقاء، يمنع المساعدة والمعاونة بين الحاسد والمحسود ، يقسي قلب الحاسد فيكون شرس الطبع يبغي لغيره السوء ويكره له الخير ، والحاسد ساخط على قضاء الله وقدره ، وهو مبغض لعدل الله وغاش لعباد الله المؤمنين وفوق هذا مشارك لإبليس في حسده لآدم ومعصيته لربه ومع هذا فهو معذب لنفسه ويعيش في هم وغم وغيض وكمد ونغص عيش وضيق صدر الحاسد.



أضرار الحسد:

1- سخط الله على الحاسد.

2- الحاسد يفارق الأنبياء والصالحين في الآخرة .

3- مشارك لإبليس والكفار .

4- ينتفي عنه كمال الإيمان .

5- ممقوتا من الناس في مجالسهم العامة والخاصة لا يحبونه ولا يظهروا أمامه نعمة .

6- يقع في الغل والحقد والبغي والكذب و الإفتراء والنميمة والإستهزاء بالمحسود.

7- الكمد والغيض الذي لايفارقه .

قال الشاعر : اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله



الوقاية من الحسد قبل وقوعه:

- التحصن بالأذكار ( الفاتحة – آية الكرسي – المعوذات وبعض الأذكار الواردة خلال اليوم من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

- ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال :( من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره ). - ستر محاسن من يخشى عليه العين .

- وللوقاية من حسد الجن وعورات بني آدم فقد روي عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه :( باسم الله الذي لا إله إلا هو ) رواه ابن السني.

- و قال صلى الله عليه وسلم : (ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول باسم الله ) رواه أحمد.



علاج الحسد:

1- ورد في الحديث أنه : ( قيل يا رسول الله أي الناس افضل ؟ قال : ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ، قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : هو التقي النقي ، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) رواه ابن ماجة.

2- الرضا بقضاء الله وقدره ( ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس ).

3- علمنا نبينا أن ننظر في أمور الدنيا إلى من هو دوننا وأمور الآخر لمن هو فوقنا.

4- تذكر الموت قال أبوالدرداء:(ما أكثر أحد من ذكر الموت إلا قل فرحه وقل حسده ).

5- تفكر فإن الدنيا كالحية ناعم جلدها قاتل سمها.

6- يجب عليك كلما رأيت أخاك في نعمة أن تقول ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ).

7- لا تغفل عن تحصين نفسك بالأذكار الواردة عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

8- الإحسان إلى الحاسد ما أستطعت .

9- أخذ النفس باللوم وقهرها بالندم حتى يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه.

10- خشية الله وتخويفها ، عندما يطلق لنفسه العنان في تمني زوال نعمة الغير .

11- أن يكون دائم الذكر لله عز وجل حتى يعينه على كبح جماح نفسه .

12- أن يحرص ألا يؤذي أحدا بحسده مهما كان حاله .

13- إذا لم يستطع فليهجر البيئة و الصحبة التي تغريه بالإيذاء وتنفخ فيه أسباب الداء فالحسد داء عضال يجب الحرص في البعد عن أسبابه ومسبباته.




بعض الرقى الشرعية :

- تقرأ الفاتحة وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك .

- تقرأ المعوذات ( الإخلاص ، الفلق ، الناس ) وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك .

- تقرأ آية الكرسي وبخاصة في الصباح وعند النوم لتتحصن بها من الشيطان.

- وهناك آيات كثيرة يجب الإطلاع عليها من خلال الكتب المتخصصة في الرقى من كتاب الله تعالى. أما سنة نبينا النبي صلى الله عليه وسلم فمنها قوله : (لا رقية إلا من عين أو حمة ) وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك).

- رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ( بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسم الله أرقيك والله يشفيك ) مسلم.

- تعويذ الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين بقوله( أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)البخاري.

- وورد أمره لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عندما شكى له وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: ( بسم الله ثلاث مرات ) : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) أخرجه مسلم


بعض الآثار وأقوال العلماء الواردة في الحسد:

1- قال عمر بن الخطاب : ( ما كانت نعمة الله على أحد إلا وجه لها حاسد).

2- قال معاوية: ( ليس في خصال الشر أعدل من الحسد يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود ) ، وقال أيضا : (كل استطيع أن أرضيه إلا الحاسد فلا يرضيه إلا زوال نعمة الله عني ) .

3- قال ابن المعتز : ( الحسد داء الجسد ).

4- وقال آخر : ( يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك ).

5- قال عبد الحميد الكاتب: ( الحسود كساقي السم ، فإن سرى سمه زال همه ).

6- وقال أيضا : ( أسد تقاربه ، خير من حسود تراقبه ).

مكاوية
06 Feb 2008, 05:53 PM
﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾

الحسدَ كالأكلةِ الملِحَةِ تنخرُ العظمَ نخْراً ، إنَّ الحسد مرضٌ مزمنٌ يعيثُ في الجسم فساداً ،
وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالمٌ في ثوبِ مظلوم ، وعدوٌّ في جِلْبابِ صديقٍ .
وقد قالوا : لله درُّ الحسدِ ما أعْدَلَهْ ، بدأ بصاحبهِ فقتَلَهَ .

إنَّ الحاسد يُشْعِلُ فرناً ساخناً ثم يقتحمُ فيه .
التنغيصُ والكدرُ والهمُّ الحاضرُ أمراضٌ يولّدها الحسدُ لتقضي على الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ .
بلِيَّةُ الحاسِدِ أنهُ خاصمَ القضاءَ ، واتهم الباري في العدْلِ ، وأساء الأدب مع الشَّرعْ ، وخالف صاحبَ المنْهجِ .
يا للحسد من مرضٍ لا يُؤجرُ عليهِ صاحبُه ، ومن بلاءٍ لا يُثابُ عليه المُبْتَلَى به ، وسوف يبقى هذا الحاسدُ في حرقةٍ دائمةٍ
حتى يموت أو تذْهَبَ نِعمُ الناسِ عنهم . كلٌّ يُصالحُ إلاَّ الحاسد
فالصلحُ معه أن تتخلّى عن نعمٍ اللهِ وتتنازل عن مواهِبِك ، وتُلْغِي خصائِصك ، ومناقِبك ،
فإن فعلت ذلك فلَعَلَّهُ يرضى على مضضٍ ، نعوذُ باللهِ من شرِّ حاسد إذا حسدْ ، فإنه يصبحُ كالثعبانِ الأسودِ السَّام
لا يقر قراره حتى يُفرِغَ سمَّهُ في جسم بريءٍ .


جزاك الله خير..