المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة أهل السنة في القضاء والقدر


أبو سفيان
21 Feb 2008, 07:43 PM
عقيدة أهل السنة في القضاء والقدر


رقم الفتوى (1526)
موضوع الفتوى عقيدة أهل السنة في القضاء والقدر
السؤال س: بما أن الله خَالِقٌ للعبد وفِعْلِه، ِ فلماذا يكون عقابٌ وجزاءٌ على فِعْلِ قضاء الله؟ وخاصة الاستدلال بحديث احتجاج نوح على آدم وغلبة آدم له بأن أمر معصيته بأكل من الشجرة كان مقضيًّا؟ وما الفرق بين مشيئة الله ومشيئة العبد ؟ والله يقول: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وباختصار: نرجو البسط في مسألة القضاء والقدر، وعقيدة أهل السنة والجماعة فيها؟
الاجابـــة

يعتقد أهل السنة أن الله تعالى خالقٌ أفعالَ العباد، بمعنى أنه المتصرف في هذا الكون، فلا يحدث شيء إلا بقدرته وإرادته.

وقد قسم العلماء الإرادة إلى قسمين: إرادة شرعية، وإرادة قدرية.

فنقول: إن الله أراد منا جميعًا الإيمان، وفعل العبادات، وأداء الصلوات والزكوات، وجميع الطاعات، وترك جميع المُحرمات، وهذه إرادة شرعية محبوبة عند الله، ولكن لا يلزم وقوع مرادها. ونقول: إن الله أراد جميع ما يحدث في الكون إرادة قدرية، فلا يحدث في الوجود حركة ولا سكون، أو طاعة أو معصية، إلا بإرادة الله الكونية القدرية. حتى لا يُقال: إنَّ قُدرة العباد تغلب قدرة الله! فهذه الإرادة يلزم وجود مُرادها، وقد يكون طاعة يُثاب عليها، وقد يكون معصية يُعاقب عليها. ونقول أيضًا:" إن الله تعالى أعطى عباده قُدرة تناسبهم، يستطيعون بها مزاولة الأعمال التي في إمكانهم فعلها من طاعات أو معاصي، وبهذه القدرة يُثيب الصالحين الأتقياء، ويُعاقب العُصاة الأشقياء، وله في ذلك الحكمة البالغة، والمشيئة التامة، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

وأما احتجاج آدم وموسى فإن آدم احتج بالقضاء على المُصيبة التي هي إخراجه من الجنة، وهذا جائز أن الإنسان إذا وقع في مصيبة فعليه أن يرضى، ويعتقد أن هذا مكتوب عليه أزلًا، ولا محيد له عنه. ولا يجوز الاحتجاج بالقدر على الذنوب؛ فقد قال الله تعالى عن آدم وزوجه: قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ فأسند الظلم إلى نفسه؛ لاعترافه بأنه المُذنب، وإن كان ذلك بقضاء وقدر، فالمسلم عليه أن يأخذ حذره، وأن يبعد عن أسباب الخطأ والضرر، فإذا وقع في مصيبة، فإن هذا قدر الله الذي لا محيد عنه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، ، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قَدَرُ الله، وما شاء فعل فعلى الإنسان أن يفعل الأسباب التي فيها وقايته ونجاته، فيعملها، ويستعين بالله على فعلها، فإذا وقعت به مُصيبة فعليه الرضا بذلك، واعتقاد أنه أُصيب بذنوبه؛ لقول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ مع اعتقاد أن ذلك كله مكتوب عليه ، ومُقدَّرٌ عليه قبل خَلْقِهِ، ولكن الله جعل بذلك أسبابًا ظاهرة محسوسة، والله أعلم.


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=1526&parent=3919

أفق
21 Feb 2008, 08:31 PM
بارك الله فيك أخي

أبو خالد
22 Feb 2008, 04:24 PM
بارك الله فيك ياشيخ

وجزاك الله خير