المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث كتابة رزق الإنسان وأجله وشقي هو أو سعيد


أبو سفيان
24 Feb 2008, 08:00 PM
شرح حديث كتابة رزق الإنسان وأجله وشقي هو أو سعيد

المفتي
أ.د. أحمد الحجي الكردي

خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت


عنوان الفتوى
شرح حديث كتابة رزق الإنسان وأجله وشقي هو أو سعيد
السؤال
السلام عليكم
سؤالي عن تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه أنَّ الإنسان عندما يكون في بطن أمه، يكتب أجله ورزقه وشقي أو سعيد، وسؤالي تحديداً هو: إن كتب للإنسان أن يكون شقيا، هل يعني ذلك أنه مهما دعا الله سيبقى الهم ملازما له، وسيبقى شقياً دائماً؟ ولماذا الدعاء عندها؟
وأرجوا منكم، ومن كل من سيقرأ هذه الكلمات الدعاء لي بتفريج الهم.
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قال حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ:
((إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ : اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ ْكِتَابُه فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا)) (رواه البخاري)
الشرح:
فيسبق عليه كتابه: يتحقق ما كان الله قد كتبه عليه، نتيجة لعلمه بما سيعمله.
...فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا: لأنه كان يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس كالمرائي.
...فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا :لأنه بعد أن عمل بعمل أهل النار سارع في التوبة والعمل الصالح.
_أما كتابة الله سبحانه وتعالى على الناس مصيرهم ، فإنه من باب علمه المسبق بما سيعمله كل واحد منهم، والعلم لا يؤثر على حرية الإنسان، فعلم المدرس بأن الطالب الفلاني سينجح، والطالب الفلاني لن ينجح، لا يعني إجبار الأول على النجاح، والثاني على الرسوب، إلا أن علم الله تعالى لا يخطئ، وعلم عباده قد يعتريه الخطأ.
والعلم كما يقول العلماء : صفة كاشفة لا مؤثرة ، كمصباح السيارة فإنه يضيء لك الطريق، ويكشفه لك، لكنه لا يؤثر فيه أبداً، وعليه فإن لم يؤثر علمُ الله تعالى بمصير الإنسان على حريته، فعلى العبد أن يسع، وأن يعمل، وأن يدع، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه رضاه، وعلينا جميعاً أن نكثر من الدعاء والتضرع، والدعاء المجاب هو الذي يلهج به قلب الإنسان قبل أن ينطق به لسانه، أسأل الله أن يفرج همك، ويزيل كربك، إنه سميع مجيب.
والله تعالى أعلم.
http://www.islamic-fatwa.com/index.php?module=fatwa&id=19100

أفق
24 Feb 2008, 11:34 PM
الله يجزيك الخير