أبو سفيان
30 Mar 2008, 08:33 AM
الفـــرق بين العين والحسد
وقع خلط كبير عند كثير من الناس في التفريق بين الحسد والعين، والفرق بينهما واضح ولله الحمد. أولاً: الحاسد أعم من العائن فليس كل حاسد عائن، فقد يحسد شخص آخر من غير أن يعينه أو يضره، بل هو مرض في القلب يقتضي استكثار النعمة على الغير وتمني زوالها، فالحسد يقع في نفس حاقدة خبيثة. لذلك جاء ذكر الاستعاذة في سورة الفلق من الحاسد، فإذا استعاذ المسلم من شر الحاسد دخل فيه العائن، وهذا من شمول القرآن وإعجازه، بينما العين قد تقع من رجل صالح.
ثانياً: هناك أمور يشترك فيها الحسد مع العين وأمور يختلفان فيها.
فهي تشترك فيما يلي:
1-في الأثر، فكلاهما ينتج عنه الضرر وزوال النعمة أو تغيرها.
2-في الحقيقة، فكلاهما عبارة عن توجه النفس نحو من يحصل له الأذى.
3-في الوقاية منهما والعلاج، فالتبريك وذكر الله مانع من الإصابة.
ويختلفان فيما يلي:
1-في المصدر، فمصدر الحسد. تحـرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود وتمني زوالها عنه أو عدم حصولها. أما العائن فمصدره الإعجاب والاستعظام، لذا فقد يصيب بالعين من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وربما أصابت عينه أحد أبنائه أو أهله أو نفسه، فرؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه وتوجهها إليه تؤثر في المعين.
2-الحاسد يمكن أن يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه بينما العائن لا يعين إلا الموجود بالفعل.
3- أن الحاسد تتكيف نفسه وتتوجه لمن حسده سواء في حضرته أو غيبته، لأن الحسد أصله نفس خبيثة قوية. أما العائن فإن نفسه تتكيف عند مقابلة المعين ومعاينته.
يقول ابن القيم رحمه الله: (العائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء، فيشتركان في أن كل واحد منها تتكيف نفسه ، وتتوجه نحو من يريد أذاه.
فالعائن :تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته.
والحاسد : يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضا.
ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده ، من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه أ.هـ.
وأخيرا يمكننا القول بأن كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائن
--------------------------------------
العـين الحاســدة
دراسة شرعية : نظرية وميدانية
بحــث أعــده
1428هـ
2007م
د.حمدان بن محمد الحمدان
وقع خلط كبير عند كثير من الناس في التفريق بين الحسد والعين، والفرق بينهما واضح ولله الحمد. أولاً: الحاسد أعم من العائن فليس كل حاسد عائن، فقد يحسد شخص آخر من غير أن يعينه أو يضره، بل هو مرض في القلب يقتضي استكثار النعمة على الغير وتمني زوالها، فالحسد يقع في نفس حاقدة خبيثة. لذلك جاء ذكر الاستعاذة في سورة الفلق من الحاسد، فإذا استعاذ المسلم من شر الحاسد دخل فيه العائن، وهذا من شمول القرآن وإعجازه، بينما العين قد تقع من رجل صالح.
ثانياً: هناك أمور يشترك فيها الحسد مع العين وأمور يختلفان فيها.
فهي تشترك فيما يلي:
1-في الأثر، فكلاهما ينتج عنه الضرر وزوال النعمة أو تغيرها.
2-في الحقيقة، فكلاهما عبارة عن توجه النفس نحو من يحصل له الأذى.
3-في الوقاية منهما والعلاج، فالتبريك وذكر الله مانع من الإصابة.
ويختلفان فيما يلي:
1-في المصدر، فمصدر الحسد. تحـرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود وتمني زوالها عنه أو عدم حصولها. أما العائن فمصدره الإعجاب والاستعظام، لذا فقد يصيب بالعين من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وربما أصابت عينه أحد أبنائه أو أهله أو نفسه، فرؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه وتوجهها إليه تؤثر في المعين.
2-الحاسد يمكن أن يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه بينما العائن لا يعين إلا الموجود بالفعل.
3- أن الحاسد تتكيف نفسه وتتوجه لمن حسده سواء في حضرته أو غيبته، لأن الحسد أصله نفس خبيثة قوية. أما العائن فإن نفسه تتكيف عند مقابلة المعين ومعاينته.
يقول ابن القيم رحمه الله: (العائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء، فيشتركان في أن كل واحد منها تتكيف نفسه ، وتتوجه نحو من يريد أذاه.
فالعائن :تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته.
والحاسد : يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضا.
ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده ، من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه أ.هـ.
وأخيرا يمكننا القول بأن كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائن
--------------------------------------
العـين الحاســدة
دراسة شرعية : نظرية وميدانية
بحــث أعــده
1428هـ
2007م
د.حمدان بن محمد الحمدان