المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج الحسد بالعلم ....???


أبو سفيان
28 Apr 2008, 03:27 PM
يمكن أن يلخص علاجه في أمرين: العلم والعمل:
أما العلم: ففيه مقامان: إجمال، وهو أن يعلم أن الكل بقضاء الله وقدره ، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره.
وتفصيل: وهو العلم بأن الحسد قذى في عين الإيمان، حيث كره حكم الله وقسمته في عباده، فهو غش للإخوان، وعذاب أليم، وحزن مقيم، ومورث للوسواس، ومكدر للحواس، ولا ضرر على المحسود في دنياه، لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك، ولا في دينه، بل ينتفع به، لأنه مظلوم من جهتك، فيثيبه الله على ذلك، وقد ينتفع في دنياه أيضا من جهة أنك عدوه، ولا يزال يزيد غمومك وأحزانك، إلى أن يفضي بك إلى الدنف والتلف، قال الشاعر:
اصبر على مضض الحسود فإن صبــرك قاتـله
النار تأكل نفسهـــــا إن لـم تجـد ما تأكله
وقد يستدل بحسد الحاسد على كونه مخصوصًا من الله تعالى بمزيد الفضائل، قال الشاعر:
لا مات أعداؤك بل خلـدوا حتى يروا منك الذي يكمد
لا زلت محسودًا على نعمة فإنما الكامل من يحســد
والحاسد مذموم بين الخلائق ، ملعون عند الخالق، مشكور عند إبليس وأصدقائه، مدحور عند الخالق وأوليائه، فهل هو إلا كمن رمى حجرًا إلى عدو ليصيب به مقتله، فرجع حجره إليه فقلع حدقته اليمنى، فغضب فرماه ثانيًا فرجع ففقأ عينه الأخرى، فازداد غيظه فرماه ثالثًا فرجع إلى نفسه فشدخ رأسه، وعدوه سالم، وأعداؤه حواليه يفرحون ويضحكون: وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (طه ، :127) .
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=4&book=62&page=3373

أبوحذيفة
28 Apr 2008, 10:17 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك

نبراس الكلمة
29 Apr 2008, 02:12 AM
جزاك الله خيرا ً.. (الغريب 2003)

فائدة عظيمة وحكمة جليلة تجلّت فيما نقلته لنا..

حفظنا الله وإياكم من شر الحاسدين..

رفيقة الدرب
03 Aug 2009, 12:47 AM
موفق ... مسدد ... بحمد الله

رفيقة الدرب
03 Aug 2009, 01:00 AM
اسمح لي شيخنا الفاضل أن أضيف هذه اللطيفة عل الله ينفعنا بها:
أعظم العلم معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله الذي هو منبع الإيمان؛ قال ابن القيم-رحمه الله-في كتابه البديع : ( الفوائد ):
أركان الكفر أربعة الكبر والحسد والغضب والشهوة إلى أن قال:
ومنشأ هذه الأربعة من:
- جهله بربه.
- وجهله بنفسه.
فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر ولم يغضب لها ولم يحسد أحدا على ما أتاه الله فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله وأحب زوالها عنه والله يكره ذلك فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته ولذلك كان إبليس عدوه حقيقة لأن ذنبه كان عن كبر وحسد فقلع هاتين الصفتين بمعرفة الله وتوحيده والرضا به وعنه والإنابة إليه وقلع الغضب بمعرفة النفس وأنها لا تستحق أن يغضب لها وينتقم لها فإن ذلك إيثار لها بالرضا والغضب على خالقها وفاطرها وأعظم ما تدفع به هذه الآفة أن يعودها أن تغضب له سبحانه وترضي له فكلما دخلها شيء من الغضب والرضا له خرج منها مقابله من الغضب والرضا لها وكذا بالعكس
وأما الشهوة فدواؤها صحة العلم والمعرفة بأن إعطاءها شهواتها أعظم أسباب حرمانها إياها ومنعها منها وحميتها أعظم أسباب اتصالها إليها فكلما فتحت عليها باب الشهوات كنت ساعيا في حرمانها إياها وكلما أغلقت عنها ذلك الباب كنت ساعيا في إيصالها إليها على أكمل الوجوه.