المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بن خلدون فى مقدمته : الصوفية هم من ادخلو السحر فى ملة الاسلام .


أبو هريرة
11 Sep 2008, 12:43 PM
يذكر بن خلدون أن بعض المتصوفة كانو اول من خاضوا فى نوع من السحر هو علم أسرار الحروف - مثل بن عريي الذى نقل الاجماع على تكفير الشيخ برهان الدين البقاعي من علماء القرن السادس - و يثبت ابن خلدون ان اول من تعامل بالسحر فى الامة المحمدية هم الصوفية فقال :

(( هذا العلم- السحر - حدث فى الملة بعد صدر منها و عند ظهور الغلاة من المتصوفة - الحلاج ، بن عربي ، العفيف التلمسانى ، بن سبعين ، ابن الفارض - و جنوحهم إلى كشف حجاب الحس ، و ظهور الخوارق على أيديهم و التصرفات فى عالم العناصر ، و تدوين الكتب و الاصطلاحات و مزاعمهم فى تنزل الوجود عن الواحد و ترتيبه . و زعموا أن الكمال الاسمائى مظاهر أرواح و الافلاك و الكواكب و أن طبائع الحروف و أسراراها سارية فى الاسماء فهى سارية فى الاكوان )) المقدمة لابن خلدون ص 930

الخلاصة :
- ان الصوفية هم اول من اشتغل بعلم السحر فى الامة الاسلامية .
- أن الصوفية هم السبب فى نشر هذا العلم و ذلك بسبب تأليفهم للكتب فيه .
- اهم نقطة فى كلام بن خلدون انه يطلق على ما يسميه الصوفية كرامات أنها خوارق و هى كلمه تطلق فى حق السحرة و المشعوذين و الدجاجلة و هذه كافية فى إظهار نظرة ابن خلدون رحمه الله للصوفية و التصوف .

أبوحذيفة
11 Sep 2008, 05:58 PM
مع الإشارة الى ان التصوف بمعنى الزهد في الحياة والرغبة فيما عند الله .. تختلف تماما عن التصوف كنهج واتباع وملة ..والذي هو من اشد انواع الخطر التي تعترض الأمة ..وان ما ينشر في هذا المنتدى عن المتصوفة اشارة لاولئك القوم الذين ضلوا الطريق وتنكبوا عن منهج سيد المرسلين مع ادعائهم بالكرامات والخوارق وتعظيمهم للقبور والأولياء والاعتقاد بنفعهم وضررهم ...أئمة الخرافة والبدعة وغير ذلك كثير.لذا ينبغي ان نفرق بين اعلام الزهد كالحسن البصري .. والفضيل .. وابن المبارك.. وبين هولاء المنحرفة ..والذين نتكلم عنهم ويتكلم عنهم ابن خلدون واخي ابا هر..

نبراس الكلمة
11 Sep 2008, 10:15 PM
فرق مابين الثرى>> "التصوّف والخرافات والخزعبلات التي ماأنزل الله بها من سلطان"

و"الثريّا" >> الزهد.

والتصوّف كما هو في عصرنا الحالي هو من تلبيس إبليس الذي بدأ معهم بالإنقطاع و الزهد ثم البدع ثم انحرف بهم بشدّة حينما استدرجهم إلى الخوارق و السحر و الدجل..

بارك الله بكم شيوخنا على الإيضاحات الواردة أعلاه ...ثبّتكم الله و أعاننا و إيّاكم على السير على منهج التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى ..

أبو هريرة
11 Sep 2008, 11:39 PM
فرق مابين الثرى>> "التصوّف والخرافات والخزعبلات التي ماأنزل الله بها من سلطان"

و"الثريّا" >> الزهد.

والتصوّف كما هو في عصرنا الحالي هو من تلبيس إبليس الذي بدأ معهم بالإنقطاع و الزهد ثم البدع ثم انحرف بهم بشدّة حينما استدرجهم إلى الخوارق و السحر و الدجل..

بارك الله بكم شيوخنا على الإيضاحات الواردة أعلاه ...ثبّتكم الله و أعاننا و إيّاكم على السير على منهج التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى ..

حيا الله أختي الفاضله ... نعم نحن نعرف أن التصوف كان سلوكي وكان محمود عند علماء السنة ثم أنقلب فأصبح من العقائد فاسدة ولكن أحب أن أنبهك علي شيء وهو :

هناك فرق بين التحذير وبين التراجم :

# إذا كنا في محل التحذير لا نذكر الحسنات وهذا ماعليه العلماء .
# وأم إذا كنا في محل التراجم نذكر الحسنات والسيئات .

ونسأل الله أن يوفقني وإياك .

نبراس الكلمة
12 Sep 2008, 01:38 AM
جزاك الله خيرا ً شيخنا (أبو هريرة) على التنبيه و الإيضاح..

fakhreeldin
16 Sep 2008, 03:36 PM
فتوى دار الافتاء المصرية حول الإمام ابن عربى


الرقـم المسلسل 5614
الموضوع تكفير ابن عربي
التاريخ 12/04/2005

الســــؤال
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 987 لسنة 2005م المتضمن صورة ضوئية لمقدمة كتاب " كشف الخفاء ومزيل الإلباس " للإمام العجلوني ، يقول فيها محقق الكتاب في بعض تعليقاته عليه : إنه حذف من متن الكتاب في أحد المواضع وَصْفَ مؤلف الكتاب لصاحب " الفتوحات المكية " بأنه " الشيخ الأكبر ، قدَّس الله سره الأَنْوَر " ؛ وقد فعل ذلك – كما يقول – لإجماع محققي أهل السنة على تكفير ابن عربي صاحب الفتوحات هذا – على حد قوله –، ويذكر أنه أثبت ذلك في الهامش للأمانة العلمية .
ويسأل مقدم الطلب عن صحة هذا الكلام من بطلانه .

الـجـــواب

أمانة الفتوى

يجب على المسلم أن يحذر من المجازفة في التكفير حتى لا يقع تحت طائلة الوعيد المذكور في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفِسْقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ » رواه البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقوله عليه الصلاة والسلام : « إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .


ويجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان ، وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها ؛ فإن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ، والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان ، وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان ، كما جاء في الحديث القدسـي : « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ » رواه البخـاري من حـديث أبي هريرة رضي الله عنه .


ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب ، فكيف بأولياء الله الصالحين ! ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين " عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .


والحاصل أن الإمام أبا بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي الظاهري ، والمعروف بالإمام محيي الدين بن العربي ، والمُلَقَّب عند السادة الصوفية وغيرهم بلقب " الشيخ الأكبر" و "سلطان العارفين " و "خاتم الأولياء" ، المولود يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة 560 هـ بمرسية بالأندلس ، والمتوفى بدمشق سنة 638 هـ ، هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية ، وهو من كبار أهل الله تعالى ، وكان فقيهًا على مذهب الإمام داود الظاهري ، وعقيدته هي عقيدة الأشاعرةِ أهلِ السنة والجماعة ، وقد ذكرها في أول " الفتوحات المكية "، وذكر الإمام الصفدي في ترجمة الشيخ محي الدين بن عربي من "الوافي بالوفيات" عن نفسه أنه أفردها في كراسة وكتب عليها :


ليس في هذه العقيدة شيء ... يقتضيه التكذيبُ والبهتانُ لا ولا الذي خالف العقل والنقــل الذي قد أتى به القرآنُ وعليها للأشعـريِّ مدارٌ ... ولهـا في مقاله إِمكانُ .


إلا أنه قد وقع في عرضه بعض من ينتسب للعلم، فيحياته وبعد وفاته،فكان يخاطبهم في حيـاته بقـوله"والله الموعد"، ثم قَيَّض الله لـه بعد وفاته في كل عصـر مِنْ أهل العلم مَنْ يُنافح عنه ضِدَّ مَنْ يقع فيه رضي الله عنه؛مصداقًا لقوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج 38) ، فكان ممن تحـركت همتُه لذلك العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ ت 817 هـ ] ؛ فألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في عقيدته وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط " ، وانبرى للدفاع عنه أيضًا الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى [ ت 911 هـ ] ؛ فألف رسالته " تنبيه الغبي ، في تبرئة ابن عربي " ، وذكر فيها نصوص العلماء في الثناء على الإمام محيي الدين ابن العربي ، ومما ذكره في ذلك قول شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ ت 871 هـ ] : " والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له : هل ثبت عندك أنه كافر ؟!


فإن قال : كتبه تدل على كفره ، أفَأَمِنَ أن يُقال له : هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها ، وأنه قصد بها معناها المتعارَف ؟! والأول : لا سبيل إليه ؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك ، ولا عبرة بالاستفاضة ؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كـل كلمة كلمة ؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ .

وكذلك فعل الشيخ عبد الوهاب الشعراني ؛ حيث أفرد في كتابه " اليواقيت والجواهر " مبحثًا خاصًّا ينفي فيه عن الإمام ابن العربي ما ألصقه به خصومه من دعوى الحلول والاتحاد ؛ مستشهِدًا على براءته بكـلامه هو في " الفتوحات " وغيرها .



كما نافح عنه كثير ممن ترجم له ؛ كالعلامة الشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي [ ت 1031 هـ ] الذي يقول فيه : " والـذي أعتقـده ولا يصـح غيره : أن الإمام ابن عربي وليٌّ صالح ، وعالم ناصح ، وإنما فوَّق إليه سهام الملامة ، من لم يفهم كلامه ، على أنه دُسَّتْ في كتبه مقالاتٌ قدرُه يجل عنها " اهـ .


وترجَمَهُ الشيخ ابن العماد الحنبلي [ ت 1089 هـ ] في " شذرات الذهب " ترجمةً ضافيةً ؛ مبينًا المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في الأدب مع أولياء الله تعالى بحمل ما ينسب إليهم من عبارات موهمة على محامل حسنة ؛ حيث يقول : " وقع له في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها ، وكانت سببًا لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به ، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين : إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد ، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق ؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيَها الكذابون ، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذلك ؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها " اهـ .


وقد أثنى على الشيخ الأكبر جماعة من أعيان العلماء وكبار المجتهدين ونعتوه بغزارة العلم وعلو درجة الولاية منهم : الإمام مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " ، وسراج الدين المخزومي ، وكمال الدين ابن الزملكاني ، وقطب الدين الحموي ، وصلاح الدين الصـفدي ، وشهاب الدين عمر السهروردي ، وقطب الدين الشيرازي ، ومؤيد الدين الخجندي ، والإمام النووي ، والإمام فخر الدين الرازي ، واليافعي ، وبدر الدين بن جماعة ، وسراج الدين البُلقيني ، وتقي الدين السبكي ، والحافظ السيوطي ، وابن كمال باشا ، وغيرهم كثير .


وقـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى [ ت 660 هـ ] ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره ، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره ، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .


وبالجملة ؛ فإن الكلام المسوق في السؤال كلام ملقًى على عواهنه ؛ لا زِمام له ولا خِطام ، بل المحققون المنصفون من أهل السنة متفقون على جلالة الإمام محيي الدين بن العربي رضي الله عنه في سائر العلوم وعُلُوِّ كَعْبه في الولاية ، وما أنكر عليه مَنْ أنكر إلا لدقة كلامه لا غير ؛ فأنكروا على من يطالع كتبه من غير أن يسلك طريق القوم خوفًا عليه من أن يعتقد شيئًا لا يقصده الشيخ رحمه الله تعالى .


فعلى المسلم أن لا يُعَرِّض نفسه لغضب الله تعالى بالوقيعة في أوليائه الصالحين ؛ ولْيحذر امرؤٌ لنفسه ، وكل امرئٍ حسيبُ نفسِه .


والله سبحانه وتعالى أعلم.


تمت الإجابة بتاريخ 15/5/2005

أبو هريرة
17 Sep 2008, 06:34 PM
غالباً ما نجد ان الصوفية والاشعرية ومن شابههم من اهل البدع ينصرون بعضهم بعضا فانه مما لاشك فيه ان المجيب على هذه الفتوى هو صوفي اشعري وهم للاسف الان المسيطرون على الازهر الشريف وعلى راسهم الشيخ علي جمعه- نسأل الله لنا وله الهداية_

فهذا يا أخي الكريم أقوال أهل العلم في رد علي ابن عربي النكرة :

السؤال:


هل يمكن أن توضح من هو ابن عربي . لقد ارتبكت كثيراً من المصادر المتعددة فالشيخ محي الدين ابن عربي ( رحمه الله ورضي عنه ) لم يكن مهرطقاً ( زنديقاً ) فقد كان رجل يسبق زمانه وهؤلاء الذين لم يفهموا ما أوتي من الحكمة وسموه بالزندقة لكنه منها بعيد فإن لم تكن أستاذ في التصوف لكنت طلبت منك أن تكف عن تسمية خادم لله ; زنديق لقد وصل إلى درجة عالية من الفهم وتعاليمه كانت تنضح بالإسلام لكن ليس أحد يستطيع أن ينال نور حكمته حتى في أيامنا هذه هناك من يصفه بالخطأ وذلك لنقص فهمهم . للأسف فإن الناس حين لا يفهمون يحاولون أن يدمروا غيرهم . إن كان عندك وقت وقرأت كتبه فسوف تنال معرفة عظيمة ليس حسناً أن تحكم على شخص يسبق فهمه أعوامك ويضيء الطريق أمامك. لا تتبع الوهابيين أو السلفيين أو السعوديين فإنهم يكرسون الشك في كل من يفهم الحقيقة لكي يرجوا لضلالهم الشرير أن ابن عربي لم يضلل أحداً ولكنه سبق زمانه ولم يكن لابن تيميه نفس الفهم والعبقرية لكن ابن عربي كان عملاقاً ولم يكن نقص في جهل ابن تيميه الذي كان نملة يشكل رأي شخص يسبقه بأعوام ولا تظن أن ابن تيميه اقتبس هذا الكلام منه لكن ابن عربي كان عالماً بحق لقد كان ابن تيميه نفسه منحرفاً وضالاً كبيراً وكانت فتواه مصدر لجهل عظيم ؟.
الجواب:

الجواب :
الحمد لله

من هو ابن عربي ؟

هو الصوفي الجلد ، بل هو من غلاة الصوفية : محمد بن علي بن محمد الطائي الأندلسي ويعرفنا العلماء بحاله إجابة عن سؤال طرح عليهم ، وهذا نصه :

ما يقول السادة أئمة الدين وهداة المسلمين في كتاب أُظهر للناس ، زعم مصنفه أنه وضعه وأخرجه للناس ، بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ، في منامٍ زعم أنه رآه ، وأكثر كتابه ضدّ لما أنزل الله من كتبه المنزّلة ، وعكس وضدّ لما قاله أنبياؤه .

فمما قال فيه : إن آدم إنّما سمّي إنساناً ، لأنه من الحق بمنزلة إنسان العين من العين ، الذي يكون به النظر .

وقال في موضع آخر : إن الحقّ المنزّه ، هو الخلق المشبّه .
وقال في قوم نوح : إنهم لو تركوا عبادتهم لودٍّ وسواعٍ ويغوث ويعوق ، لجهلوا من الحق أكثر مما تركوا .
ثم قال : إن للحقّ في كلّ معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ، ويجهله من يجهله ، فالعالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حين عُبد ، وإن التفريق والكثرة ، كالأعضاء في الصورة المحسوسة .

ثم قال في قوم هود : إنهم حصلوا في عين القرب ، فزال البعد ، فزال به حر جهنم في حقهم ، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق ، فما أعطاهم هذا الذوقي اللذيذ من جهة المنّة وإنما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها ، وكانوا على صراط مستقيم .

ثم أنكر فيه حكم الوعيد في حقّ من حقّت عليه كلمة العذاب من سائر العبيد .

فهل يكفر من يصدّقه في ذلك ، أو يرضى به منه ، أم لا ؟ وهل يأثم سامعه إذا كان بالغاً عاقلاً ، ولم ينكره بلسانه أو بقلبه ، أم لا ؟

أفتونا بالوضوح والبيان ، كما أخذ الله على العلماء الميثاق بذلك ، فقد أضر الإهمال بالجهال .

" عقيدة ابن عربي وحياته " لتقي الدين الفاسي ( ص 15 ، 16 ) .

ونذكر أجوبة بعض العلماء :

قال القاضي بدر الدين بن جماعة :

هذه الفصول المذكورة ، وما أشبهها من هذا الباب : بدعة وضلالة ، ومنكر وجهالة ، لا يصغي إليها ولا يعرّج عليها ذو دِين .

ثم قال :

وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام ، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته .

وقوله في آدم : أنه إنسان العين ، تشبيه لله تعالى بخلقه ، وكذلك قوله : الحق المنزه ، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين ، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه .

وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد : فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد .

وكذلك قوله في قوم نوح وهود : قول لغوٍ باطل مردود وإعدام ذلك ، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب ، من أوضح طرق الصواب ، فإنها ألفاظ مزوّقة ، وعبارات عن معان غير محققة ، وإحداث في الدين ما ليس منه ، فحُكمه : رده ، والإعراض عنه .

" المرجع السابق " ( ص 29 ، 30 ) .

وقال خطيب القلعة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي :

الحمد لله ، قوله : فإن آدم عليه السلام ، إنما سمّي إنساناً : تشبيه وكذب باطل ، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر ، لا يقر قائله عليه ، وقوله : إن الحق المنزّه : هو الخلق المشبّه ، كلام باطل متناقض وهو كفر ، وقوله في قوم هود : إنهم حصلوا في عين القرب ، افتراء على الله وردّ لقوله فيهم ، وقوله : زال البعد ، وصيرورية جهنم في حقهم نعيماً : كذب وتكذيب للشرائع ، بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب .

وأمّا من يصدقه فيما قاله ، لعلمه بما قال : فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير إن كان عالماً ، فإن كان ممن لا علم له : فإن قال ذلك جهلاً : عُرِّف بحقيقة ذلك ، ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن .

وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد : كذب وردّ لإجماع المسلمين ، وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة ، فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة ، أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين ، ومنكر ذلك يكفر ، عصمنا الله من سوء الاعتقاد ، وإنكار المعاد . " المرجع السابق " ( ص 31، 32 ) .

قال ابن تيمية :

وقد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المسلمين ، أن من قال عن أحد من البشر : إنه جزء من الله ، فإنه كافر في جميع الملل ، إذ النصارى لم تقل هذا ، وإن كان قولهم من أعظم الكفر ، لم يقل أحد : إن عين المخلوقات هي أجزاء الخالق ، ولا إن الخالق هو المخلوق ، ولا إن الحق المنزه هو الخلق المشبّه .

وكذلك قوله : إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام ، لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها ، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار بين جميع الملل ، فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام ، وكفّروا من يفعل ذلك ، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً ، حتى يتبرأ من عبادة الأصنام ، وكل معبود سوى الله ، كما قال الله تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتّى تؤمنوا بالله وحده } [ الممتحنة / 4 ] ، - واستدل على ذلك بآيات أخر - ، ثم قال :

فمن قال إن عبّاد الأصنام ، لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها : أكفر من اليهود والنصارى ، ومن لم يكفّرهم : فهو أكفر من اليهود والنصارى ، فإن اليهود والنصارى يكفّرون عبّاد الأصنام ، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلاً من الحق بقدر ما ترك منها ؟! مع قوله : فإن العالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حين عبد ، فإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة ، وكالقوة المعنوية في الصورة الروحانية ، فما عبد غير الله في كل معبود ، بل هو أعظم كفراً من عبّاد الأصنام ، فإن أولئك اتخذوهم شفعاء ووسائط ، كما قالوا:{ ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى } [ الزمر / 40 ] ، وقال تعالى : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون } [ الزمر /43 ] وكانوا مقرين بأن الله خالق السماوات والأرض ، وخالق الأصنام ، كما قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنّ الله } [ الزمر / 38 ] .

" المرجع السابق " ( ص 21 - 23 ) .



وقال شيخ الإسلام أيضاً :

وقال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام ، لمّا قدم القاهرة ، وسألوه عن ابن عربي ، قال :

هو شيخ سوء مقبوح ، يقول بقدم العالم ، ولا يحرم فرجاً أ.هـ

فقوله بقدم العالم ؛ لأن هذا قوله ، وهو كفر معروف فكفّره الفقيه أبو محمد بذلك ، ولم يكن ـ بعد ـ ظهر من قوله : أن العالم هو الله ، وأن العالم صورة الله وهوية الله ، فإن هذا أعظم من كفر القائلين بقدم العالم الذي يثبتون واجباً لوجوده ويقولون أنه صدر عنه الوجود الممكن. وقال عنه من عاينه من الشيوخ : أنه كان كذاباً مفترياً ، وفي كتبه مثل "الفتوحات المكية " وأمثالها من الأكاذيب مالا يخفى على لبيب .

ثم قال:

ولم أصف عُشر ما يذكرونه من الكفر ، ولكن هؤلاء التبس أمرهم على يعرف حالهم ، كما التبس أمر القرامطة الباطنية ، لما ادعوا أنهم فاطميون ، وانتسبوا إلى التشيع ، فصار المتشيعون مائلين إليهم ، غير عالمين بباطن كفرهم. ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين : إما زنديقاً منافقاّ ، أو جاهلاً ضالاً هؤلاء الاتحادية ، فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم ، ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أخذ قبل التوبة ، فإنه من أعظم الزنادقة ، الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام ، ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ، أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم ، أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم ، أو كره الكلام فيهم ، وأخذ يعتذر عنهم أو لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو ، ومن قال : إنه صنف هذا الكتاب ! وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق ، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ، ولم يعاون على القيام عليهم ، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات ؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان ، على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء ، وهم يسعون في الأرض فساداً ، ويصدون عن سبيل الله ، فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم ، كقطاع الطريق ، و كالتتار الذي يأخذون منهم الأموال ، ويبقون لهم دينهم ، ولا يستهين بهم من لم يعرفهم ، فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف .

ثم قال :

ومن كان محسنا للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم : عُرِّف حالهم ، فإن لم يباينهم وتظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم .

وأما من قال : لكلامهم تأويل يوافق الشريعة ، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم ، فإنه إن كان ذكياً: فإنه يعرف كتاب لهم فيما قال ، وإن كان معتقداً لهذا باطناً وظاهراً : فهو أكفر من النصارى.

باختصار " المرجع السابق " ( ص 25 - 28 ) .



قال ابن حجر :

أنه ذكر لمولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني ، شيئاً من كلام ابن عربي المشكل ، وسأله عن ابن عربي ، فقال له شيخنا البلقيني : هو كافر .

" المرجع السابق " ( ص 39 ) .



قال ابن خلدون :

ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي ، وابن سبعين ، وابن برّجان ، وأتباعهم ، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها ، مشحونة من صريح الكفر ، ومستهجن البدع ، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها ، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة .

" المرجع السابق " ( ص 41 ) .



وقال السبكي :

ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين ، كابن العربي وأتباعه ، فهم ضلاّل جهال ، خارجون عن طريقة الإسلام ، فضلاً عن العلماء .

" المرجع السابق " ( ص 55 ) .



قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي :

لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه ، وكذلك " فتوحاته المكية " ، فإن صحّ صدور ذلك عنه ، واستمر عليه إلى وفاته : فهو كافر مخلد في النار بلا شك .

" المرجع السابق " ( ص / 60 ) .



وبعد ،

فهل يستطيع عاقل أن يسمي هؤلاء الجهابذة من العلماء بأنهم لم يفهموا ابن عربي فإذا لم يفهمه هؤلاء فمن يفهمه إذاً .

= حادثة فيهما عبرة

قال الفاسي :

وسمعت صاحبنا الحافظ الحجة ، القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الشافعي يقول: جرى بيني وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي ، حتى نلت منه لسوء مقالته ، فلم يسْلَ ذلك بالرجل المنازع لي في أمره ، وهددني بالشكوى إلى السلطان بمصر ، بأمر غير الذي تنازعنا فيه ، ليتعب خاطري ، فقلت له : ما للسلطان في هذا مدخل ! ألا تعال نتباهل ، فقل أن تباهل اثنان ، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب ، قال : فقال لي : بسم الله ، قال : فقلت له : قل : اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعني بلعنتك ، فقال ذلك ، وقلت أنا : اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك ، وافترقنا ، قال : ثم اجتمعنا في بعض متنزهات مصر في ليلة مقمرة ، فقال لنا : مرّ على رجلي شيء ناعم ، فانظروا فنظرنا فقلنا : ما رأينا شيئاً ، قال : ثم التمس بصره ، فلم يرَ شيئاً .( أي أصابه الله بالعمى )

هذا معنى ما حكاه لي الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني .

" المرجع السابق " ( ص 75 ، 76 ) .



فهذه بعض ضلالات الرجل وخزعبلاته لمن أراد الحق أو أراد أن يتبع سبيل الرشاد ، فهو مهرطق زنديق لم يسبق زمانه إلا بالضلال والكفر ، وليس له نور وحكمة بل هو في ظلمة الجهل .

وقد سقنا إليك من كلام العلماء غير ابن تيمية ما يبين كفر ابن عربي حتى لا تظن أن شيخ الإسلام انفرد بتكفيره

أما سوء أدبك مع شيخ الإسلام ابن تيمية وزعمك أنه جاء بعده بسنين فنقول : وأنت جئت بعد ابن تيمية بأضعاف ما كان بينه وابن عربي فأنت أولى بالسكوت منه .

ولا يجوز سوء الأدب مع شيخ كابن تيمية طبَّق علمه الدنيا وما فيها ، فكيف لرجل مثلك أن يصفه بأنه نملة .

من أنت حتى تصف شيخ الشيوخ وشيخ الإسلام بأنه نملة أما تخاف أن تقف بين يدي الله ويسألك لم أسأت الأدب مع العلماء .

ونحن نسألك بالله الذي لا إله إلا هو هل الذي يقول إن المخلوق جزء من الخالق هو إنسان مسلم ؟

بناء على جوابك تعرف حقيقة إسلامك ، والله الهادي إلى سواء السبيل .. [/size]

أبو هريرة
17 Sep 2008, 06:57 PM
وعلماء الأزهر يطلبون مرجع الأقوال الكفرية لأبن عربي فنقول أرجعُ إلي كتبه المشهور : ( فصوص الحكم إمام من أئمة الكفر ) كل من قرأ كتاب (فصوص الحكم لابن عربي ) علم أنه لا يكتبه إلا زنديق ، وكان موقف أهل العلم من هذا الكتاب واضح جدا ،، وبينما كان السادة الصوفية يدافعون عن هذا الكتاب ويفتخرون به وشرحوه أكثر من شرح ،،، ولكن هذا الدكتور عمر كامل شيخ مجاز على الطريقة النقشبندية لديه من المريدين ما يقارب ثلاثة آلاف ، أقر بأن لا يكتب هذا الكتاب إلا زنديق ، مع أنه ينفي نسبة الكتاب لابن عربي لأنه يحسن الظن به ،، فاستمع إليه وهو يقول هذا :

http://www.geocities.com/abo_othman_1/omer_01.ra

fakhreeldin
17 Sep 2008, 07:56 PM
حتى لايعتقد البعض اننى صوفى او ادافع عنهم ولااقصد بكلامى هذا التصديق على ضلالهم ولكن خلال تجربتى وبحثى فى علوم الجن واتحدث هنا عن علاقة الصوفية
والجن لايمكن التعميم على انهم يتعمدون على الشيطان كما اولياء الشيطان من السحرة ولكن هنالك بعرض السحرة استفادوا من علاقتهم بالشيطان فى اظاهر الخوارق وتدثروا بعبائة صوفية وهذا حدث مع احدى الطرق التى تنتشر فى غرب افريقيا حيث استغل بعض السحرة جهل الناس فى اظهار الخوارق ويمكن ان شاهدتم حلقات توبة احد هولاء السحرة وانتمائه للسلفين فى السودان اعتقد جزء من اسمه ادم ولكن فى الحقيقة هذا لاينطبق على منهج هذه الطريقة وليس دفاع عنها لاننى انى بنفسى عن الصراعات التى تفتت عضض الامة والمشلكة فى أن للصوفية اصطلاحات لا يعرفها إلا الخاصة .لكن عالم الجن الحكم والعلم به للرقاة متغير حسب التجريب والتحليل والمعارف الجديدة فلا يحكم شخص بمعرفة كاملة لهذا العالم فقد رايت الكثير مما لايصدقه احد.

ادون عزرا
17 Sep 2008, 08:07 PM
بارك الله بكم

ابو اسماء 70
18 Sep 2008, 01:39 AM
بارك الله فيك يا أبا هريره
ونسأل الله ان يكون في عونك ونصرتك
علئ اظهار الحق وكشف الباطل
نفع الله بك وزادك من علمه

fakhreeldin
18 Sep 2008, 08:07 PM
الاخ الحبيب ابوهريرة هذا مقال للقرضاوى عن الصوفية
فيه بعض الاعتدال
طرح على الشيخ هذا السؤال
ما حقيقة الصوفية والتصوف؟ وما موقف الإسلام منه؟ نسمع أن من الصوفيين من خدم الإسلام بالعلم والعمل. ونسمع أن منهم من هدم الإسلام بالبدع والضلالات. فما الفرق بين هؤلاء وأولئك؟



التصوف: اتجاه يوجد في كل الأديان تقريبًا .. اتجاه إلى التعمق في الجانب الروحاني، وزيادة الاهتمام به.


وحينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن من أصحابه من يغالي في ناحية من النواحي، زجره، كما حدث لعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد كان يصوم ولا يفطر، ويقوم فلا ينام، وترك امرأته وواجباته الزوجية. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله إن لعينك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه).





فمن هنا جاء الإسلام بالتوازن في الحياة، يعطي كل ناحية حقها، ولكن الصوفية ظهروا في وقت غلب على المسلمين فيه الجانب المادي والجانب العقلي.


الجانب المادي، نتج عن الترف الذي أغرق بعض الطبقات، بعد اتساع الفتوحات، وكثرة الأموال، وازدهار الحياة الاقتصادية، مما أورثت غلوًا في الجانب المادي.


مصحوبًا بغلو آخر في الجانب العقلي، أصبح الإيمان عبارة عن "فلسفة" و "علم كلام" "وجدل"، لا يشبع للإنسان نهمًا روحيًا، حتى الفقه أصبح إنما يعنى بظاهر الدين لا بباطنه، وبأعمال الجوارح. لا بأعمال القلوب وبمادة العبادات لا بروحها.


ومن هنا ظهر هؤلاء، الصوفية ليسدوا ذلك الفراغ، الذي لم يستطع أن يشغله المتكلمون ولا أن يملأه الفقهاء، وصار لدى كثير من الناس جوع روحي، فلم يشبع هذا الجوع إلا الصوفية الذين عنوا بتطهير الباطن قبل الظاهر، وبعلاج أمراض النفوس، وإعطاء الأولية لأعمال القلوب وشغلوا أنفسهم بالتربية الروحية والأخلاقية، وصرفوا إليها جل تفكيرهم واهتمامهم ونشاطهم. حتى قال بعضهم: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.




وكان أوائل الصوفية ملتزمين بالكتاب والسنة، وقافين عند حدود الشرع، مطاردين للبدع والانحرافات في الفكر والسلوك.ولقد دخل على أيدي الصوفية المتبعين كثير من الناس في الإسلام، وتاب على أيديهم أعداد لا تحصى من العصاة وخلفوا وراءهم ثروة من المعارف والتجارب الروحية لا ينكرها إلا مكابر، أو متعصب عليهم.


غير أن كثيرًا منهم غلوا في هذا الجانب، وانحرفوا عن الطريق السوي، وعرفت عن بعضهم أفكار غير إسلامية، كقولهم بالحقيقة والشريعة، فمن نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم، ومن نظر إليهم بعين الحقيقة عذرهم. وكان لهم كلام في أن الأذواق والمواجيد تعتبر مصدرًا من مصادر الحكم.. أي أن الإنسان يرجع في الحكم إلى ذوقه ووجدانه وقلبه.. وكان بعضهم يعيب على المحدثين، لأنهم
يقولون: حدثنا فلان قال وحدثنا فلان … ويقول الصوفي: حدثني قلبي عن ربي..


أو يقول: إنكم تأخذون علمكم ميتًا عن ميت، ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت.. أي أنه متصل -بزعمه- بالسماء مباشرة.

فهذا النوع من الغلو، ومثله الغلو في الناحية التربوية غلوًا يضعف شخصية المريد كقولهم: إن المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله، ومن قال لشيخه: لم؟ لا يفلح. ومن اعترض "انطرد".

هذه الاتجاهات قتلت نفسيات كثيرة من أبناء المسلمين، فسرت فيهم روح جبرية سلبية كاعتقادهم القائل: أقام العباد فيما أراد… دع الملك للمالك، واترك الخلق للخالق..يعني بذلك أن يكون موقفه سلبيًا أما الانحراف والفساد وأمام الظلم والاستبداد، وهذا أيضًا من الغلو والانحرافات التي ظهرت عند الصوفية.


ولكن كثيرًا من أهل السنة والسلف قوَّم علوم الصوفية، بالكتاب، والسنة، كما نبه على ذلك المحققون منهم، ووجدنا رجلا كابن القيم يزن علوم القوم بهذا الميزان الذي لا يختل ولا يجور، ميزان الكتاب والسنة. فكتب عن التصوف كتابًا قيمًا، هو كتاب."مدارج السالكين إلى منازل السائرين". ومدارج السالكين هذا عبارة عن شرح لرسالة صوفية صغيرة اسمها "منازل السائرين إلى مقامات: إياك نعبد "

وإياك نستعين" لشيخ الإسلام إسماعيل الهروي الحنبلي"هذا الكتاب في ثلاث مجلدات، يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، ونستطيع أن نقرأه ونستفيد منه باطمئنان كبير..

والحقيقة أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك، والحكم هو النص المعصوم من كتاب الله ومن سنة رسوله.

فنستطيع أن نأخذ من الصوفية الجوانب المشرقة، كجانب الطاعة لله. وجانب محبة الناس بعضهم لبعض، ومعرفة عيوب النفس، ومداخل الشيطان، وعلاجها، واهتمامهم بما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة.


نستطيع أن نعرف عن هذا الكثير عن طريق بعض الصوفية كالإمام الغزالي

مع الحذر من شطحاتهم، وانحرافاتهم، وغلوائهم،
ووزن ذلك بالكتاب والسنة، وهذا لا يقدر عليه إلا أهل العلم وأهل المعرفة.
ولهذا أنصح الرجل العادي بأن يرجع في معارفه إلى المسلمين العلماء السلفيين المعتدلين الذين يرجعون في كل ما يقولون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . والله الموفق.

وحينما ذهب فريق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألون أزواجه عن عبادته، فكأنهم تقالوها، فقال بعضهم لبعض (وأين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)، قال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل فلا أنام، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم فجمعهم وخطب فيهم وقال (أما إني أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني).
يوجد هذا في بعض الأديان أكثر منه في أديان أخرى.
في الهند.. هناك فقراء هنود، يهتمون بالناحية الروحية اهتمامًا بالغا، ويجنحون إلى تعذيب الجسد من أجل ترقية الروح وتصفيتها بزعمهم.
وكذلك المسيحية. ولا سيما في نظام الرهبانية.
وفي فارس، كان هناك مذهب ماني.
وعند اليونان ظهر مذهب الرواقيين.
وفي بلاد أخرى كثيرة، ظهرت النزعات الروحية المتطرفة، على حساب الناحية الجسدية أو المادية.
والإسلام حينما جاء، جاء بالتوازن بين الحياة الروحية والحياة الجسدية والحياة العقلية.
فالإنسان -كما يتصوره الإسلام- جسم وعقل وروح. ولابد للمسلم أن يعطي كل جانب من هذه الجوانب حقه.