المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تضمن دخول الجنة


newmah
24 Jan 2007, 12:20 PM
إن شئت أن تحظى بجنَّة ربنا........وتفوز بالفضل الكبير الخالد
فانهض لفعل الخير واطرق بابه........تجد الإعانة من إلهٍ ماجد
واعكف على هذا الكتاب فإنه........جمع الفضائل جمع فـذٍ ناقد
يهدي إليك كلام أفضل مرسل........فيما يقرب من رضاء الواحد
فأدم قراءته بقلب خالص........وادع لكاتبه وكلِّ مساعد

الحمد لله الذي إذا وعد بالخير وفى ، وإذا توعَّد بالشرِّ عفى ، والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد :
ضمانٌ بالجنَّة !
إنَّه وعدُ صدقٍ وعهدُ وفاءٍ ..
فهو ضمانٌ عظيمٌ من رسول كريم .. وهو به زعيم !
وهو ضمانٌ بالجنَّة .. فآهًا لريح الجنَّة !
ما أجمل الوعد ! وما أصدق العهد !
دار الكرامة والسعادة ، والأنس والمسرَّة ، والسرور والحبور ..
دارٌ لا ينصب أهلها ، ولا يتعب سكانها ، فهم في راحةٍ أبدية ، وسعادة سرمدية ، لا تنتهي أو تنقضي ..
دارٌ لا حُزن فيها ولا ألم ، ولا كمد أو ندم ، ولا موت أو هرم ، فهي سكنٌ لا ضعن بعده ، وأنسٌ لا شقاء معه ، وهناءٌ لا تنغيص فيه ، وصفاءٌ لا تعكير له ، ونعيم مقيم ، وخير عميم ، لا يحول ولا يزول ..
فتبًّا لنفوسٍ لا تشتاق إليها ، ولا تتشوَّف لرؤيتها ، ولا تعمل لدخولها !
وبعدًا لقلوبٍ لا تحنُّ لذكرها ، ولا تئنُّ من اللهفة لها !
فحي على جنات عدنٍ فإنها........منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكنا سبي العدو فهل ترى........نعود إلى أوطاننا ونسلم ؟!

وهذه أعمالٌ صالحة وأفعالٌ طيبة جاء النَّص الصريح الصحيح بضمان دخول الجنَّة لمن قام بها وأكرمه الله بفعلها ، وذلك فضل الله يمتن به على من يشاء من عباده ، والله ذو الفضل العظيم .
ولم أجعل همَّي جمع كلَّ ما ورد فيه النَّص الصريح والصحيح بأنَّه فعلٌ موجبٌ للجنَّة أو أن جزاءه الجنَّة أو أن ثواب فاعله دخول الجنَّة ، فذلك كثيرٌ كثير لا يكاد يحويه كتاب أو يجمعه جراب ، فلله الحمد والمنَّة ، وله الثناء الحسن ، وإنما جعلت أجمع كلَّ ما وقع تحت يدي مما ورد فيه النص بأنَّه فعلٌ وعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فعله بضمان دخول الجنَّة ، وحسبك وعد رسولكَ لكَ ـ صلى الله عليه وسلم ! فليس في الوجود مخلوقٌ أصدقَ منه قيلاً ولا أحقَّ منه حديثًا ، فلا يضلُّ ولا يغوى ، ولا ينطق عن الهوى ، إن هو إلاَّ وحيٌ يوحى .
والواجب المتحتِّم على كلِّ مسلم أن يتعرَّض لنفحات الله وكرمه ورحمته ، بفعل ما يستطيعه من أعمالٍ صالحةٍ ، لتحلَّ عليه محبة ربه ورضوانه ، ومودته وغفرانه ، فإنَّ الجنَّة لا تُنال بالأماني ، ولا تُدرك بالتواني ، بل لابدَّ من رحمة أرحم الراحمين ، وهي قريبة من المحسنين فيما يعتقدون وينوون ويقولون ويفعلون ويسرُّون ويعلنون .
قال تعالى :{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }
عن يزيد بن مرثد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" كما لا يُجتَنى مِن الشَّوكِ العنبُ ، كذلك لا يَنزِلُ الأبرارُ مَنازلَ الفُجَّارِ ، فاسلُكُوا أيَّ طريقٍ شئتُم ، فأيُّ طريقٍ سلكتُم ورَدتُم على أهلِهِ "
والذي ينبغي لفت الانتباه إليه والتذكير به ؛ أن يحتسب العبد على ربِّه أجر العمل الصالح فليس له من عمله إلاَّ ما احتسب ..
فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" لا أجرَ إلاَّ عَن حسبةٍ ، ولا عملَ إلاَّ بنيَّةٍ "
وما وافق فيه الشرع والعبادة ، وأخلص فيه النيَّة والقصد والإرادة .
فعن الضحاك بن قيس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" يا أيها الناسُ ! أخلصُوا الأعمالَ لله ، فإن الله ـ عزَّ وجلَّ ـ لا يقبل من العملِ إلاَّ ما خلص له ، ولا تقولوا : هذا لله وللرحم ، وليس لله منه شيءٌ ! ولا تقولوا : هذا لله ولوجوهكم ، فإنه لوجوهكم ، وليس لله منه شيءٌ "
وقد جاء وقت الوقوف عليها ، فهيَّا إليها ؛ فالقلب مشغوف بها ، والعقل ملهوف لها ! فهلُمَّ .. بسم الله ...

الخارج من بيته للحج :
يا وفد الله .. هلمُّوا إلى الله !
فهذه عرفات تناديكم .. وتلك مزدلفة تحنُّ إليكم .. وذاك صعيد منى يفرح بكم ، وذلك المشعر الحرام يشتاق لكم ..
فهلمُّوا ! هلموا !
فهنا تتنزل الرحمات ، وتقال العثرات ، وتستجاب الدعوات ، وتُقضى الحاجات ، وتُمحى الذنوب ، وتفرَّج الكروب ، وتعتق الرقاب ، وينال كلُّ سائلٍ ما سأل !
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" وفدُ الله عزَّ وجلَّ ؛ ثلاثةٌ الغازي ، والحاجُّ ، والمعتَمِرُ "
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" الغازي في سبيل الله والحاجُّ والمعتمر وفدُ اللهِ ، دعاهم فأجابوهُ ، وسألوهُ فأعطاهم "
أخي الحبيب .. أختي الكريمة :
لقد تتابع على قلوبنا الران ، وأركستنا الغفلة ، وأردانا النسيان ، فهل آن لنا أن نتطهَّر من ذنوبنا ؟! ونغتسل من أرداننا ؟! وأن نتخفف من أحمال الذنوب والعصيان ؟!
فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" تابعوا بين الحجِّ والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبثَ الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلاَّ الجنة "
ولئن كانت الذنوب دركات ، فالطَّاعات درجات ، والمؤمن الصادق كالصقر الحاذق لا يحلِّق قرب التخوم ولا يقنع بما دون النجوم !
فعن ماعز ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" أفضلُ الأعمالِ الإيمانُ بالله وحدهُ ، ثم الجهادُ ، ثم حجَّةٌ مبرورةٌ ، تفضلُ سائر الأعمال ، كما بينَ مطلعِ الشمسِ إلى مغربها "
وإليك ما يشتاق له قبلك ، وتتشوَّف إليه عينك ..
فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أمَّا خروجكَ من بيتكَ تؤمُّ البيتَ الحرامَ ؛ فإنَّ لك بكلِّ وطأةٍ تطؤها راحلتُكَ يكتبُ اللهُ لك بها حسنةً ، ويمحو عنكَ سيئةً .
وأمَّا وقوفُك بعرفةَ ؛ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ ينزلُ إلى السماء الدنيا فيُباهي بهمُ الملائكةَ ، فيقولُ : هؤلاء عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كلِّ فجٍّ عميقٍ ، يرجونَ رحمتي ويخافُونَ عذابي ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليكَ مثلُ رملِ عالجٍ أو مثلُ أيامِ الدنيا أو مثلُ قطرِ السماءِ ذنوبًا غسلَها اللهُ عنكَ .
وأمَّا رميكَ الجمارَ فإنَّهُ مدخورٌ لكَ .
وأمَّا حلقُكَ رأسكَ فإنَّ لك بكلِّ شعرةٍ تسقطُ حسنةً ، فإذا طفتَ بالبيت خرجتَ من ذنوبكَ كيومِ ولدتكَ أُمكَ "

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" ثلاثةٌ في ضمانِ الله عزَّ وجلَّ : رجلٌ خرجَ إلى المسجد من مساجدِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، ورجلٌ خرج غازيًا في سبيلِ الله تعالى ، ورجلٌ خرجَ حاجًا "
فيا وافد البيت العتيق ، ها هو الحادي على جنبات الطريق !
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" ما أهلَّ مُهلٌّ قطُّ ، ولا كبَّرَ مكبِّرٌ قطُّ ، إلاَّ بُشِّرَ بالجنةِ "

من ضمن ما بين لحييه :
إنَّه صغير الجِرم ، لكنَّه عظيم الجُرم !
فكم أوردنا الموارد وعرَّضنا لمواطن الفتن !
وليس شيءٌ أحوج إلى طول سجنٍ من لسان !
فعن سفيان بن عبد الله الثقفي ـ رضي الله عنه ـ قال : قلت : يا رسول الله ! حدثني بأمر أعتصم به . قال :" قُل ربِّيَ الله ، ثمَّ استقم " قال : قلت : يا رسول الله ! ما أخوف ما تخاف عليَّ ؟ فأخذ بلسان نفسه ، ثم قال :" هذا "
ومن صمت نجا ، فإلى الله الملتجأ !
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" عليك بِحُسنِ الخُلُق ، وطولِ الصَّمتِ ، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما "
وكم من مسلم تكلَّم بما يوجب الجرم ويوقع في الإثم ، فخسر دينه ودنياه .. فلا حول ولا قوَّة إلا بالله !
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إنَّ العبدَ ليتَكلَّم بالكلمةِ ما يتبيَّنُ فيها يزلُّ فيها في النَّار أبعدَ ما بين المشرِقِ "
وعنه ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ الله لا يلقي لها بالاً يرفعُ الله بها درجاتٍ ، وإن العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سخطِ الله لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنَّم "
فما وجه الخلاص ؟!
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" من كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فليقلُ خيرًا أو ليصمُت "

أمّا الآن ؛ فإليك الضمان :
فعن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنَّة "


الخارج من بيته للصلاة :
يا ضيف الله تقدَّم ! لا تُحجم !
فبيتُ الله مفتوح ، وعطاؤه يغدو ويروح ، فأقبل عليه في بيته ، وارفع حاجتك إليه ، وأعظم رغبتك فيما عنده ، وأبشر !
فقد قصدت من لا يردُّ سائلاً ، ولا يصدُّ داعيًا ، ولا يُخيِّب راجيًا ، فهو أكرم الأكرمين ، وأجود الأجودين .
فعن سلمان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من توضأ وجاء إلى المسجد فهو زائر الله عزَّ وجلَّ ، وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" لا يتوضأُ أحدكُم وضوءه فيسبغه ، ثم يأتي المسجدَ لا يريدُ إلاَّ الصلاةَ فيه ، إلاَّ تَبَشبَشَ اللهُ إليه ، كما يتبشبش أهلُ الغائب بطلعته "
فنعمت تلك الخطوات إلى بيوت ربِّ الأرض والسموات !
رفعةٌ في الدرجات ، ومحو للسيئات ، وزيادة في ديوان الحسنات ، والمحرومون لا يعلمون . مساكين !
كبَّلتهم ذنوبهم ، وقيَّدتهم معاصيهم ، وقعدت بهم خطاياهم ، فحرموا فضله ، ومُنعوا كرمه ، وقعدوا ـ كالعجائز ـ في البيوت !
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" من تطهَّرَ في بيته ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله ، ليقضي فريضةً من فرائض الله، كانت خطوتاهُ إحداهُما تحطُّ خطيئةً ، والأخرى ترفَعُ درجةً "
فيا من تعلَّق قلبه ببيت الله الواحد القهار ، فليهنك الجوار !
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إن اللهَ لينادي يوم القيامة : أين جيراني ، أين جيراني ؟ قالَ : فتقولُ الملائكةُ : ربنا ! ومن ينبغي أن يجاورَك ؟ فيقول : أين عُمَّار المساجِدِ ؟ "

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :

فعن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" ثلاثةٌ كُلُّهم ضامنٌ على الله عزَّ وجلَّ ؛ رجلٌ خرج غازيًا في سبيل الله ، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عزَّ وجلَّ "
فطبت وطاب ممشاك ، يوم كانت خطاك في مرضاة مولاك !
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله له في الجنَّة نُزلاً كُلَّما غدا أو راح "

الداخل على أهله بسلام :

السَّلام عليكم !
مِنَّةٌ من الله عليكم ، ونعمةٌ من المولي إليكم ..
فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إنَّ السلامَ اسمٌ من أسماءِ الله وضَعه اللهُ في الأرض ، فأفشوه فيكم ، فإن الرجلَ إذا سلَّم على القوم فردُّوا عليه كان له عليهم فضل درجة ، لأنَّه ذكَّرهم ، فإن لم يردوا عليه رَدَّ عليه من هو خير منهم وأطيب "
وأولى النَّاس بربِّ النَّاس ، من بدأ النَّاس بالسلام وأفشاه في دنيا الأنام .
فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" إنَّ أولى النَّاس بالله مَن بَدَأهُم بالسَّلام "
فهيَّا !
ادخل بسلام !
فبيتك المبارك ـ بمن فيه ـ في شوقٍ إليك ، لتُحدث فيه طاعة من بعد طاعة ، وقربى من بعد أخرى .
وفاتحتة البركات ، ومستهلُّ الخيرات عليك وعلى أهل بيتك ؛ إلقاء السلام ، فادخل بسلام ، واخرج بسلام ..
لتدخل ـ بفضل ربِّك ـ بعدها إلى دار السلام !

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :

فعن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" ثلاثةٌ كُلُّهم ضامنٌ على الله ، إن عاش كُفي ، وإن مات دخل الجنَّة :من دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عزَّ وجلَّ ، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله "

عدم سؤال الناس حاجاتهم أو الخدمة منهم :
أيها الشريف العفيف .. ما أكرمك !
تحتاج إلى غيرك ، فتستغني عنهم بربِّك ، وتقوم بخدمة نفسك بنفسك ، لأنَّك لا ترضى بالدنيَّة ، فنفسك أبيَّةٌ وقويَّة ، وبالله غنية ..
فمن مثلك ؟! عِفَّةٌ في نفس ، وعِزَّةٌ في إيمان ، وكرامة لا ترضى بالذلَّة والهوان !
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إن الله ـ عزَّ وجلَّ ـ إذا انعم على عبدٍ نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه ، ويكره البؤس والتباؤس ، ويبغض الملحف ، ويحب الحيي العفيف المتعفف "
وعن عوف بن مالك الأشجعي ـ رضي الله عنه ـ قال : كنَّا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسعةً أو ثمانيةً أو سبعةً ، فقال :" ألا تُبايعون رسول الله ؟ " وكنَّا حديثَ عهدٍ ببيعةٍ ، فقلنا : قد بايعناكَ يا رسول الله ! ثم قال :" ألا تبايعون رسول الله ؟ " فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ! ثم قال :" ألا تبايعون رسول الله ؟ " قال: فبسطنا أيدينا وقلنا : قد بايعناكَ يا رسول الله ! فعلامَ نُبايُعك ؟ قال : " على أن تعبدُوا الله ولا تُشركوا به شيئًا ، والصلوات الخمسِ ، وتطيعوا ( وأسرَّ كلمةً خفيفةً ) ولا تسألوا النَّاسَ شيئًا " فلقد رأيتُ بعض أولئك النَّفر يسقُطُ سوطُ أحدهم ، فما يسألُ أحدًا يُناولُهُ إيَّاهُ .
ولو يعلم الدنيء ما في مدِّ الأيدي من الذلَّة والمهانة ، لقبضها إليه ، قبل أن تسكب ماء وجهه ونور عينيه !
فعن عائذ بن عمرو ـ رضي الله عنه : أن رجلاً أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسأله فأعطاه ، فلما وضع رِجلَه على أُسكُفَّة الباب ، قال رسول الله :" لو تعلَمُونَ ما في المسألةِ ، ما مشى أحدٌ إلى أحدٍ يسألُه شيئًا "
فأنزل بالله حاجتك ، فهو الذي يقضيها ، وعلى أيدي من يشاء من عباده سوف يجريها ، ولا تلتفت للمخلوقين ، فهم عاجزين ، وافزع بقلبك وقالبك إلى أحسن الخالقين الذي بيده مقاليد الدنيا والدين .
فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى عاجل "

أمَّا الآن ، فإليك الضمان :

فعن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من يضمَن لي واحِدةً ولهُ الجنَّةُ ، أن لايسأل الناس شيئًا "
وفي رواية :" من يكفل لي أن لا يسألَ النَّاسَ شيئًا ، وأتكفَّل له بالجنَّة " فقال ثوبان : أنا ، فكان لا يسأل أحدًا شيئًا

القاعد في بيته ليكفَّ نفسه عن الناس :

هل تبحث عن خير الطرق وأفضل السُّبل لتصل منها إلى الله ؟!
إليك الدليل لذلك السبيل !
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء أعرابيٌّ إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسولَ الله أيُّ النَّاسِ خيرٌ ؟ قال :" رجلٌ جاهدَ بنفسِهِ ومالهِ ، ورجلٌ في شِعبٍ من الشِّعابِ يعبُدُ ربَّهُ ، ويدَعُ النَّاسَ من شرِّه "
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" ألا أخبركُم بخيرِ النَّاس ؟ رجلٌ مُمسكٌ بعنانِ فرسِهِ في سبيل الله ، ألا أخبرُكُم بالذي يتلُوه ؟ رجلٌ معتزلٌ في غنيمةٍ يؤدّي حقَّ الله فيها ، ألا أخبركُم بشرِّ النَّاسِ ؟ رجلٌ يُسألُ بالله ولا يُعطي به " فإن عجزت عن فعل الخير ، فكفَّ عن فعل الشرّ ، فإنها صدقة منك على نفسك ، ورحمة منك بمن حولك .
فعن فضالة بن عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ألا أخبركم بالمؤمن ؟ من أمنه النَّاس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم النَّاس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب "
وعندما تعجز عن تقديم الخير للغير ، فالزم بيتك ، لتسلم ، حتى لا تظلم ، فتندم .
فعن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال : لقيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لي :" يا عقبةَ بن عامر ! املك لسانك ، وابك على خطيئتك ، وليسعك بيتك "

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :

فعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" خمسٌ من فعلَ واحِدةً مِنهنَّ كان ضامِنًا على الله : مَن عادَ مريضًا ، أو خرجَ غازيًا ، أو دخلَ على إمامهِ يُريدُ تعزيرَهُ وتَوقيرهُ ، أو قعدَ في بيتهِ فسَلِمَ النَّاسُ مِنهُ ، وسلِمَ منَ النَّاسِ "

العائد للمرض :

خُض في الرحمة .. أيُّها الباحث عنها والراغب فيها !
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" مَن عاد مريضًا لم يَزل يخوضُ في الرَّحمة حتى يجلسَ ، فإذا جلسَ اغتََمَسَ فيها "
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" عائدُ المريضِ في مَخرَفَةِ ـ أي ؛ طريق ، وقيل ؛ يجتني ـ الجنة ، فإذا جلس عنده غَمرتهُ الرَّحمةُ "
والجزاء من جنس العمل ، فمن طيَّب خاطر أخيه المريض بزيارته في عِلَّته ، طيَّب الله خاطره بالملائكة الكرام يدعون له ويثنون عليه .
فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" ما من مُسلمٍ يعودُ مُسلمًا غُدوة ، إلاَّ صلَّى عليه سبعُون ألفَ ملكٍ حتى يُمسي ، وإن عادهُ عشيَّةً ، إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألفَ ملكٍ حتى يُصبحَ ، وكان له خريفٌ في الجنَّة "

أمّاَ الآن ؛ فإليك الضمان :
فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" ستُّ مجالسَ ؛ المؤمنُ ضامنٌ على الله تعالى ما كان في شيءٍ منها : في مسجدِ جماعةٍ ، وعند مريضٍ ، أو في جنازةٍ ، أو في بيتهِ ، أو عندَ إمامٍ مُقسِطٍ يُعزِّرُهُ ويُوقره ، أو في مشهدِ جهادٍ "

المشيع للجنازة :
كم هو المسلم مُكرَّم في دين الإسلام !
فها أنت ترى الجموع تتسابق لحمله فوق الأعناق ، وتمشي أمامه وخلفه تودِّعه وتشيعه ، وتدعو له بخير وثبات .
ومن جاء بشافعين كثيرين أوشك أن تُقضى حاجته ويُعطى رغبته !
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما من مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً ، لا يشركون بالله شيئًا ، إلاَّ شفَّعهم الله فيه "
فسابق إلى جبال الحسنات .. بتشييع الجنائز وحمل الأموات !
فعن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" من شهد الجنازة حتَّى يُصلَّى عليها فلهُ قِيراطٌ ، ومن شهدها حتَّى تُدفنَ فلهُ قيراطانِ ، والقيراطُ مِثلُ أُحُدٍ "
واسلك سبل الجنَّة ، وأكثر من طرق أبوابها ، وألحَّ عليه بالولوج إليها والدخول فيها ، علَّه أن يرحمك ، فيدخلك ، ويكرمك !
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" خمسٌ مَن عملهُنَّ في يوم كتبه اللهُ مِن أهلِ الجنَّة : من عادَ مريضًا ، وشهدَ جنازةً ، وصامَ يومًا ، وراح يومَ الجمعة ، وأعتقَ رقبةً "

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :
فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" ستُّ مجالسَ ؛ المؤمنُ ضامنٌ على الله تعالى ما كان في شيءٍ منها : في مسجدِ جماعةٍ ، وعند مريضٍ ، أو في جنازةٍ ، أو في بيتهِ ، أو عندَ إمامٍ مُقسِطٍ يُعزِّرُهُ ويُوقره ، أو في مشهدِ جهادٍ "

الصدق في الحديث :
يا باحثًا عن محبَّة الله ومودَّته !
ها هي أسبابها أمام ناظريك ، وأبوابها بين يديك .
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إن كنتُم تحبون أن يحبَّكم اللهُ ورسوله ، فحافظوا على ثلاثِ خصالٍ : صدقِ الحديثِ ، وأداءِ الأمانةِ ، وحسنِ الجوار "
فعليك بالصدق والمنطق الحق ، ترضي به ربَّ الناس ، ثم تكسب به ثقة الناس .
قال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }
عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالصدق ، فإنَّ الصدق يهدي إلى البِرَّ ، وإنَّ البرَّ يهدي على الجنَّة ، وما يزال الرجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصدقَ حتَّى يُكتبَ عند الله صِدِّيقًا ، وإيَّاكم والكذب ، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور ، وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتَّى يكتب عند الله كذَّابًا "

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :
فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" اضمَنُوا لي سِتًا مِن أنفسكُم أضمنُ لكُم الجنَّةَ : اصدُقُوا إذا حَدَّثتم ، .. "

الوفاء بالعهد :

الوفاء بالعهد وعدم إخلاف الوعد من علامات الإيمان ودلائل الإحسان . قال الله تعالى عن عباده المؤمنين :{ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون }
ونقض العهد وإخلاف العهد من علامات الشقاء والشِّقاق ، وسوء الطوية وقبح الأخلاق ، وإشارات لما في القلب من زيغٍ و ضلالٍ ونفاق .
فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خلَّةٌ مِنهنَّ كانت فيه خلَّةٌ من نفاقٍ حتى يدعها ؛ إذا حدَّثَ كذبَ ، وإذا عاهدَ غدرَ ، وإذا وعدَ أخلفَ ، وإذا خاصمَ فجرَ "
ومن لبس ثوب الغدر في دنياه ، لبسه ـ بين الخلائق وعلى رؤوس الأشهاد ـ في أخراه .
فلا إله إلاَّ الله ! كم مِن مفضوحٍ في يوم لقاء الله !
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" إنَّ الغادرَ يُرفعُ لهُ لِواءٌ يومَ القيامةِ ، يُقالُ : هذهِ غَدرةُ فُلانِ ابن فُلانٍ "
أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :
فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" اضمَنُوا لي سِتًا مِن أنفسكُم أضمنُ لكُم الجنَّةَ : اصدُقُوا إذا حَدَّثتم ، وأوفُوا إذا وعدتم ...."

أداء الأمانة :

ما أعظم الرجل الأمين !
القلوب تأمنه ، والنفوس تطمئن له ، فلا يعرف الخيانة ، ولا يفرِّط في الأمانة ، يؤدي الحقوق ، ويقوم بالواجبات ، ويؤدي ما عليه قبل أن يطالب بما له عند غيره.
عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" خمسٌ مَن جاء بهنَّ مع إيمانٍ دخلَ الجنَّةَ ، من حافظ على الصلوات الخمس على وضُوئهنَّ وركوعهنَّ وسجودهنَّ ومواقيتهنَّ ، وصامَ رمضان ، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا ، وأعطى الزكاةَ طيَّبةً بها نفسُه ، وأدَّى الأمانة "
وهي حِملٌ ثقيل لا تحتمله الجبال ولا تطيقه السموات والأرض .
قال تعالى :{ إنَّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا }
وإنَّك لترى ـ بعين الحسرة ! مياهها تغور ، وآثارها تندثر ، ومعالمها تندَّرس في معاملة كثير من الناس الذين آثروا الدنيا على الآخرة ، وقدَّموا العاجلة على الآجلة ، وضيَّعوا أماناتهم لتحصيل لعاعٍ من متاع الدنيا الفانية .
فحسبنا الله .. فيمن باع دينه بدنياه !
عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : حدَّثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثينِ رأيتُ أحدهما وأنا أنتظر الآخر ، حدَّثنا :" أن الأمانةَ نزلت في جِذرِ قُلوبِ الرِّجالِ ، ثم علموا مِن القرآن ، ثم علموا من السنَّةِ " وحدثنا عن رفعها ، قال :" ينامُ الرَّجلُ النَّومةَ فتُقبضُ الأمانةُ من قلبه ، فيظلُّ أثرُها مِثلَ أثرِ الوكتِ ، ثم ينامُ النومةَ فتُقبضُ فيبقى أثرُها مِثلَ المجلِ كجمرٍ دحرجتَهُ على رجلِكَ فنفِطَ ، فتراهُ مُنتبرًا وليسَ فيه شيءٌ ، فيصبحُ النَّاسُ يتبايعون فلا يكادُ أحدٌ يُؤدِّي الأمانةَ ، فيقال : إنَّ في بني فلانٍ رجلاً أمينًا ، ويقالُ للرجلِ : ما أعقلَهُ ! وما أظرفَهُ ! وما أجلَدهُ ! وما في قلبه مِثقالُ حبَّةِ خردَلٍ من إيمانٍ ..."
والآن .. قلِّب بصرك ، وأطلق في أحوال الخلق نظرك ، هل ترى إلاَّ حقوقًا مهدرة ، ومصالح معطلة ؟
وهل تسمع إلاَّ شاكٍ يتألم ؟ وهل ترى إلاَّ باكٍ يتندَّم ؟!
لقد ضاعت الأمانة ، إلاَّ لدى الخلَّص ، وشاعت الخيانة ، فبئست البطانة !
وتولى الأمانة وقام بالمسؤولية من ليس من أهلها ، فوا حزنًا لها !
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" إذا ضُيِّعتِ الأمانةُ فانتظرِ السَّاعةَ " قال : كيفَ إضاعتُها يا رسولَ الله ؟ قال :" إذا أُسنِدَ الأمرُ إلى غيرِ أهلِهِ ، فانتظر الساعة "

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :

فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" اضمَنُوا لي سِتًا مِن أنفسكُم أضمنُ لكُم الجنَّةَ : اصدُقُوا إذا حَدَّثتم ، وأوفُوا إذا وعدتم ، وأدُّوا إذا أئتمنتُم ... "

حفظ الفرج :

احفظ جوارحك من الولوج في حمأة الرذيلة ، ومستنقع الفواحش ، وأسن السيئات ، يحفظك مولاك من عقابه وعذابه .
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" احفضوا فروجَكم ، لا تزنوا ، أَلا من حفظَ فرجَه فله الجنَّة "
فإنَّ أكثر ما يوقع النَّاس في غضب الله وسخطه ، ما يرتكبون من منكرات بفروجهم ، ويقولون من سوءٍ بألسنتهم .
فإنَّهما الأجوفان ، فُرجة إبليس لإيقاع الخلق في النيران !
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال :" تقوى اللهِ ، وحسنُ الخُلُق " وسئل عن أكثر ما يدخل النَّاس النار ، قال :" الفمُ والفرجُ "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" إنَّ الله كتبَ على ابن آدمَ حظَّهُ من الزِّنا ، أدركَ ذلكَ لا محالهَ ، فزنا العينِ النَّظرُ ، وزنا اللِّسانِ المنطِقُ ، والنَّفسُ تمنَّى وتشتهي ، والفرجُ يُصدِّقُ ذلك كُلَّهُ ويُكذِّبُهُ "
فكن من الحافظين لحدود الله ، والمحافظين على محارم الله ، لتفوز برضوان الله .
قال تعالى :{ والذين هم لفروجهم حافظون . إلاَّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأؤلئك هم العادون }

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :

فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" اضمَنُوا لي سِتًا مِن أنفسكُم أضمنُ لكُم الجنَّةَ : اصدُقُوا إذا حَدَّثتم ، وأوفُوا إذا وعدتم ، وأدُّوا إذا إئتمنتُم ، واحفَظوا فروجكُم ... "

غض البصر :

غُضَّ من بصرك لتحفظ عليك فرجك ، فإنَّ إطلاق البصر بريد الوقوع في الزنا والولوج في الخنا .
قال تعالى :{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما تعملون }
فغضَّ الطرف ، ولا تقف على جرف ، فتقع في الهاوية .
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" إيَّاكم والجلوسَ بالطُّرقاتِ " فقالوا : يا رسول الله ! ما لنا مِن مجالسنا بُدٌّ نتحدَّثُ فيها ! فقال :" إذا أبيتُم إلاَّ المجلس ، فأعطوا الطريقَ حقَّهُ " قالوا :" وما حقُّ الطَّريقِ يا رسول الله ؟ قال :" غضُّ البَصرِ ، وكفُّ الأذى ، وردُّ السَّلام ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهي عن المنكر "
فإن إطلاق البصر يورد المرء الخطر ، ويجلب للقلب الضرر .
عن جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سألتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نظرِ الفُجاءَةِ ، فأمرني أن أصرفَ بصري "
والنظرة الخائنة سهم إبليس التعيس ، يوقعها في قلب الناظر بها ، لتعطبه وترديه ، قبل أن تقع على المنظور فيه .
فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " الإثمُ حَوازُّ ـ أي ؛ يؤثر ـ القُلوبِ ، وما من نظرَةٍ إلاَّ وللشيطان فيها مَطمَعٌ "
ومن خاف مولاه ، وعلم أنَّه يبصره ويراه ، غضَّ طرفه ، وسَلِمَ حتفه !
فعن أنس بن ملك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله عليه وسلم :" ثلاثةٌ لا تَرى أعينُهم النَّار يوم القيامةِ : عينٌ بكت من خشيةِ الله ، وعينٌ حرست في سبيل الله ، وعينٌ غضَّت عن محارم الله "

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :

فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" اضمَنُوا لي سِتًا مِن أنفسكُم أضمنُ لكُم الجنَّةَ : اصدُقُوا إذا حَدَّثتم ، وأوفُوا إذا وعدتم ، وأدُّوا إذا أئتمنتُم ، واحفَظوا فروجكُم ، وغضُّوا أبصاركم .. "

كف الأيدي عن الحرام :
يدٌ تخون لابُدَّ أن تهون ، ويدٌ عفيفة أمينة لآبُدَّ أن تكون غالية ثمينة !
فلا تبسطها إلاَّ في خير ، ولا تقبضها إلاَّ عن شرٍّ ..
فعن أسود بن أصرم المحاربي ـ رضي الله عنه ـ قال : قلت : يا رسول الله ! أوصني . قال ـ صلى الله عليه وسلم :" هل تملك لسانك ؟ " قلت : فما أملك إذا لم أملكه ؟ قال : " أفتملك يدك ؟ " قلت : فما أملك إذا لم أملك يدي ؟ قال :" فلا تقل بلسانك إلاَّ معروفًا ، ولا تبسط يدك إلاَّ إلى خير "
فمن ضمن يده فلا يمدُّها إلى حرام ، ولا يأخذ بها ما ليس لها ، ولا يكتسب بها إلاَّ في مباح ، ولا يبطش بها إلاَّ في مشروع ، ولا يمسُّ بها جسدًا لا يحلُّ له ، ولا يكتب بها إلاَّ منافحًا عن دينه أو ناشرًا لفضيلة أو مجهزًا على رذيلة ، ولا يبسطها إلاَّ في خير ، ولا يقبضها عن بذلٍ مفروض ، ولا يمسكها عن عملٍ واجب ، فقد ضمن له الرسول المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخول الجنَّة !
فإيَّاك .. إيَّاك أن تكسب بيديك حرامًا أو تجترح بها آثامًا !
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" لا تستَبطِئوا الرِّزق ، فإنَّه لم يكن عبدٌ ليموتَ حتى يبلُغ آخر رزقٍ هو له ، فأجمِلوا في الطلب : أخذِ الحلال ، وتركِ الحرام "
فالنَّار تأكل اليد التي أكلت من حرام ، بما تعدَّت على أموال الأنام ، جزاءً وفاقًا ، فالجزاء من جنس العمل ، وعلى الباغي تدور الدوائر .
فعن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنَّة جسدٌ غُذِّيَ بالحرامِ "
وبين يدي كلِّ يدٍ آثمة يوم القيامة والحسرة والندامة ، يوم تنطق فيه الجلود وتشهد فيه الشهود. قال تعالى :{ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون . يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين }

أمَّا الآن ؛ فإليك الضمان :

فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" اضمَنُوا لي سِتًا مِن أنفسكُم أضمنُ لكُم الجنَّةَ : اصدُقُوا إذا حَدَّثتم ، وأوفُوا إذا وعدتم ، وأدُّوا إذا أئتمنتُم ، واحفَظوا فروجكُم ، وغضُّوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم "


الخاتمة :
... وبعد :
أخي الكريم !
كانت تلك بعض الضمانات النبوية لمن قام بتلك الأفعال المباركة بحُسنِ نيَّة وطيبِ طويَّة ..
فهيَّا ـ أخي المسلم ـ قم إليها ، وحافظ عليها ، ولازم فعلها ، لتكون من أهلها ، مع ملازمة الأصل الأصيل من هذا الدين العظيم من صدق الإيمان وحُسنِ المعتقد وصحة القصد وموافقة المنهج الذي جاء به خير البشر ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ربِّ العالمين .
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، ويوفِّق من يريد إلى المسلك السديد والمنهج القويم ، والسلامٌ علينا وعليك من ربٍّ رحيم !

ابو الطيب
24 Jan 2007, 12:21 PM
شكراً جزيلاً يا newmah... على كل ما تقدمه لنا من مواضيع

ابن الورد
24 Jan 2007, 12:25 PM
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
شكرا مكررا معطرا بعطر الورد والعوده
إلى newmah ممزوجا بالبركة والدعاء

نفع الله بك أمة الإسلام في كل مكان
وزادك الله نورا على نور وهدى بك الثقلين إلى صراطه المستقيم
وشكرا مشرفنا الغالي على كرم مروره ولطيف رده
دمتم ودام عطائكم
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء

ابن الورد
24 Jan 2007, 12:34 PM
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
شكرا مكررا معطرا بعطر الورد والعوده
إلى newmah ممزوجا بالبركة والدعاء
نسأل الله الحي القيوم بأن يجلعنا وإياكم من أهلهاوجميع المسلمين
نفع الله بك أمة الإسلام في كل مكان
وزادك الله نورا على نور وهدى بك الثقلين إلى صراطه المستقيم
وشكرا مشرفنا الغالي على كرم مروره ولطيف رده
ونرجو أيضا إثراء الموقع عن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم وعن أي معلومة
من المواقع أو من كتاب أو جريدة أو مجلة أو حالة مشاهدة منكم
أوأي سؤال أو استفسار عنهم
دمتم ودام عطائكم
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء