المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأولياء يتطلعون على علم الغيب !!!


أبو هريرة
16 Nov 2008, 10:40 AM
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم ...

وانا اطلع على هذا الموقع وجدت أحد أنزل هذا الربط : http://ahbabalex.ahlamountada.com/montada-f4/topic-t84.htm#155

وقال الأولياء يتطلعون على علم الغيب وستدل على ذلك بقصة ياسارية الجبل وبقصة عثمان وبقصة أبي بكر الصديق رضي الله عنهم فأحببت أن ارد من باب أحقاق الحق وأبطال الباطل أن الباطل كان زهوق ...

نقول رداً عليه :

هناك فرق بين الفراسة وعلم الغيب .

أم الفرسة : اختلف في تعريفها والصحيح ما ذكره ابن القيم "هي نور يقذفه الله في القلب فيخطر له الشيء فيكون كما خطر له، وأحيانا ينفذ هذا النور إلى العين فيرى ما لا يراه غيره، وهذا موهبة من الله -عز وجل-".

وأم علم الغيب : ( عالم الغيب ، فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )فهل يعتقدون الصوفية أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم !! سبحانك هذا بهتان عظيم .

وبعد أن عرفنا الفرق بين الفراسة وعلم الغيب لنشرح ما جاء عن الصحابة :

أولاً : ابي بكر الصديق المجموع - محيى الدين النووي ج 51 ص 377 :

روت عائشة رضى الله عنها ( ان اباها نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله فلما حضرته الوفاة قال يا بنية ان أحب الناس غنى بعدى لانت وان أعز الناس على فقرا بعدى لانت ، وأنى كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا من مالى ووددت انك جذذته وحزته وانما هو اليوم مال الوارث وانما هما اخواك واختاك . قالت هذان اخواى فمن أختاى ، قال ذو بطن بنت خارجه ، فانى اظنها جارية.

وجاء ايضاً في :

إرواء الغليل - الألباني ج 6 ص 61 :و62
.........، قالت عائشة : فقلت : يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته إنما هي أسماء ، فمن الأخرى ؟ فقال أبو بكر : ذو بطن بنت خارجة أراها جارية " . وأخرجه البيهقي ( 6 / 170 ) عن مالك ، و ( 7 / 178 ) من طريق شعيب عن الزهري به . قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .

شرح الزرقاني ج: 4 ص: 57......

فقال أبو بكر ذو أي صاحبة بطن بمعنى الكائنة في بطن حبيبة بنت خارجة ...... أراها بضم الهمزة أظنها جارية أنثى فلذا قلت أختاك فكان كما ظن رضي الله عنه سميت أم كلثوم قال ابن مزين قال بعض فقهائنا وذلك لرؤيا رآها أبو بكر

ولا نريد ان نطيل فالكلام واضح لا يحتاج الى فلاسفة فهي فراسته رضي الله عنه وليس هناك علم غيب الا في عقول الرافضة الصوفية .

ثانياً : عمر رضي الله عنه .

قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-: ( يا ساريةُ الجبلَ ، يا ساريةُ الجبلَ ) هو إلهام من الله تعالى له وليس هو من الكشف الصوفي المبتدع !

الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى - في " السلسلة الصحيحة " ( 3 / 101 ) .

و مما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر وليس ذلك بغريب عنه ، فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لكن ليس فيه أن عمر كشف له حال الجيش ، و أنه رآهم رأي العين ، فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل ، كيف لا وذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب والاطلاع على ما في الصدور .


وكذلك على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفا ، فهو من الأمور الخارقة للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا ، فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته و لذلك يقول العلماء إن الخارق للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة وإلا فهو استدراج ، ويضربون على هذا مثل الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء : أمطري ، فتمطر و للأرض: أنبتي نباتك فتنبت، وغير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة.

وأخيراً الفراسة قد تصيب وقد لا تصيب :

قال ابن حجر -رحمه الله- : أما الفراسة فنسلمها لكن لا نجعل شهادة القلب حجة لانا لا نتحقق كونها من الله أو من غيره ، فهذه التي تُلقى في القلب فراسة لكن لا نستطيع أن نجعلها دليلا يعتمد عليه

و الله المستعان .