المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السواك مطهرة للفم ومرضام للرب


أيمن كمال
19 Dec 2008, 08:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإذن الله تعالى ... سنتحدث في هذا الموضوع عن سنة من سنن نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بشيء من التفصيل , ومن ضمن ما سأعرضه لكم أحبتي في الله :

تعريف السواك
صفة السواك
طريقة استخدام السواك
حكم السواك
الأوقات المستحبة لاستخدام السواك
السواك للصائم
السواك للمرأة
الفوائد الصحية المتعددة للسواك
إن من نعم الله علي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي ، وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته : دخل علي عبد الرحمن ، وبيده السواك ، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيته ينظر إليه ، وعرفت أنه يحب السواك ، فقلت : آخذه لك ؟ فأشار برأسه : ( أن نعم ) . فتناولته ، فاشتد عليه ، وقلت : الينه لك ؟ فأشار برأسه : ( أن نعم ) . فلينته ، فأمره ، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء ، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ، يقول : ( لا إله الإ الله ، إن للموت سكرات ) . ثم نصب يده ، فجعل يقول : ( اللهم في الرفيق الأعلى ) . حتى قبض ومالت يده .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4449

السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 66

عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم ، ومرضاة للرب
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/55

عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم ، و مرضاة للرب
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2517

أُمرت بالسواك حتى خشيت أن يُكتب علي
الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1376

لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل على فيه قرآن أو وحي . لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحى إلى فيه شيء
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 213
لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العشاء وبالسواك عند كل صلاة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 46

لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن خزيمة - الصفحة أو الرقم: 140

لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 236

كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4717

أكثرت عليكم في السواك
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 888

طيبوا أفواهكم بالسواك ، فإنها طرق القرآن
الراوي: سمرة بن جندب و علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3939



ما معنى السواك ؟
السواك والاستياك بمعنى تنظيف الفم والأسنان بالسواك ، ويطلق السواك على الآلة وهي العود الذي يستاك به

ما حكم استعمال السواك ؟
السواك سبب لتطهير الفم وموجب لمرضاة الرب سبحانه وتعالى ، كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب " علقه البخاري في صحيحه (2/274) ووصله أحمد (6/47) والنسائي (1/50) وإسناده صحيح (الإرواء 1/105) .

وقد ورد في حقه الندب المؤكد ( سنة مؤكدة ) كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " رواه البخاري (2/299) ومسلم (1/151) . وفي رواية للبخاري : " عند كل وضوء " .
وقد حكى الإمام النووي رحمه الله إجماع من يعتد برأيهم على استحباب السواك وسنيته ، ومما يدل على عظم شأنه أن بعض السلف قال بوجوبه ومنهم الإمام إسحاق بن راهويه

ما هي الأوقات التي يستحب فيها السواك ؟
السواك مستحب في كل جميع الأوقات من ليل أو نهار لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة المتقدم : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " .
وقد ذكر العلماء مواضع يتأكد فيها استحباب السواك فمن ذلك :
1- عند الوضوء والصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " وفي رواية مع كل وضوء وقد تقدم .
2- عند دخول البيت للالتقاء بالأهل والاجتماع بهم كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت : بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ، قالت : " كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك " رواه مسلم (1/220) .
3- عند الإنتباه من النوم لحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك " رواه البخاري (1/98 ) ومسلم (1/220) ومعنى : يشوص فاه ، أي : يغسله ويدلكه .
4- عند تغير رائحة الفم سواء كان التغير بأكل ماله رائحة كريهة أو بسبب طول الجوع أو العطش أو غير ذلك : لأنه إذا كان السواك مطهرة للفم فإن مقتضى ذلك أن يتأكد السواك متى احتاج الفم إلى التطهير .
5- عند دخول المسجد لأنه من تمام الزينة التي أمر الله بها عند كل مسجد ، قال تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ، ولما فيه من حضور الملائكة واجتماع المصلين .
6- عند قراءة القرآن وفي مجالس الذكر لحضور الملائكة .

ما هي أجود أنواع السواك ؟
اتفق العلماء على أن أفضل ما يستاك به هو عود الأراك لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي ما بين الأسنان من بقايا الطعام وغير ذلك ، ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الأراك .. الحديث " وراه أحمد (3991) وسنده حسن ( الإرواء 1/104) .
وذكر أهل العلم أنه يحرم التسوك بالأعواد السامة أو ما ليس بطاهر ، وكذلك يكره الاستياك بكل عود يُدْمي أو يحدث ضرراً أو مرضاً .


ما هي صفات السواك الذي ينصح باستخدامه ؟
ذكر الفقهاء استحباب السواك بعود متوسط الغلظ والطول ، وحدوه بغلظ الخنصر ، وأن يكون خالياً من العُقَد ، وأن لا يكون رطباً يلتوي لأنه إذا كان كذلك فلا يزيل الأذى ، وأن لا يكون يابساً يجرح الفم أو يتفتت فيه ، ولا شك أن تطلب ذلك من باب الكمال وإلا فإن الأدلة الواردة في السواك لم تقيد سواكاً دون آخر بل يجوز الاستياك بكل عود يحقق مقصود الشارع في الأمر بالسواك والحث عليه .
واستحسن أكثر الفقهاء في المذاهب أن لا يزيد طوله على شبر. قال ابن الهمام في فتح القدير: أن يكون السواك لينا في غلظ الأصبع، وطول شبر من الأشجار المرة. وقال ابن حجر الهيتمي في التحفة: وأن لا يزيد في طوله على شبر. قال البجيرمي في تحفة الحبيب: أي بالشبر المعتدل لا بشبر نفسه. وقال الدرير في الشرح الكبير: ولا ينبغي أن يزيد على شبر
ما هو الاستخدام الأمثل للسواك ؟
الاستخدام الأمثل والصحيح للسواك بأن يقطع رأس السواك بسكين حادة ثم يهرس بالأسنان حتى تظهر الألياف وحينئذ يستعمل على هيئة فرشاة
والجاف يغمس رأسه في الماء من أجل ترطيبه ويستعمل حتى تضعف الألياف ثم يقطع الجزء المستعمل ويستعمل جزءًا جديدًا
اللون الطبيعي للألياف هو الأبيض المصفر , أما اللون البني الغامق فمعناه أن الألياف أصبحت غير صالحة أو عديمة الفائدة
ويستحسن أن يقطع الرأس المستخدم من السواك كل 24 ساعة
وبعد التسوك يستحب غسله , فهو سنة , كما في حديث عائشة رضي الله عنها : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه
عائشة رضي الله عنها : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه
هل الاستياك باليد اليمنى أم باليد اليسرى ؟
اختلف الفقهاء في الاستياك هل يكون باليد اليمنى أم باليسرى :
فذهبت طائفة وهم الجمهور إلى أن الأفضل الاستياك باليد اليمنى لعموم حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله " متفق عليه . ولأن السواك طاعة وقربة لله تعالى فلا يكون باليسرى .
وذهبت طائفة أخرى من العلماء إلى استحباب الاستياك باليد اليسرى لأنه من باب إزالة الأذى وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

وفصّل بعض أهل العلم بأن المتسوك إن كان يقصد تحصيل السنة فيستاك باليد اليمنى وإن كان يستاك لإزالة الأذى فباليسرى ، والراجح أن الأمر في هذا واسع لعدم ثبوت النص الخاص في المسألة ولكل قول وجهه . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: والأمر في هذا واسع لعدم ثبوت نص واضح

واستحب الفقهاء أن يبدأ المرء في استياكه من الجانب الأيمن عرضاً لأن الاستياك طولاً قد يجرح اللثة
ما حكم وضع السواك في اليد أثناء الصلاة؟
يكره ذلك، فإن فيه شغلا لبعض الكف، وذلك مما يشغل البال، ويلهي عن الإقبال على الصلاة، ويعوق بعض اليد عن تمام الركوع والسجود، ومع ذلك لو أمسكه كعادة فلا يخل بصلاته، فالأولى بعد التسوك أن يخبئه في جيبه، ولا يمسكه باليد.
ما حكم استعمال السواك أثناء خطبة الجمعة ؟
السنة الإنصات إلى الخطبة وترك التسوك وسائر العبث من حين الشروع فيها إلى أن يفرغ منها ، عملاً بالأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك
إلا أن يكون معه نعاس فيتسوك لطرد النعاس.
ماذا عن السواك للصائم ؟
اتفق أهل العلم رحمهم الله على أنه لا بأس في الاستياك للصائم أول النهار ، واختلفوا في الاستياك للصائم بعد الزوال فمنهم من كرهه والصحيح أنه سنة في حق الصائم كغيره لعموم الأدلة التي تدل على سنية السواك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن وقتاً دون وقت والعام يجب بقاؤه على عمومه إلا أن يرد مخصص وأما ما استدلوا به من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي " رواه الدارقطني وهو حديث ضعيف قال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/62) : إسناد ضعيف . فالحديث ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم : " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " رواه البخاري (2/29) ومسلم (2/806) فإن هذا الخلوف لا يذهبه السواك لأن سببه خلو المعدة ، ثم إنه قد يحصل في أول النهار إذا لم يستحر الصائم والجميع متفق على جواز السواك في أول النهار ، فتبين بهذا أن السواك مستحب حتى للصائم من غير تفريق بين أول النهار وآخره إلا إذا كان السواك له طعم وأثر في ريقك فإنك لا تبتلع طعمه وكذلك لو خرج بالتسوك دم من اللثة فإنك لا تبتلعه , وكذلك إذا كان السواك يتفتت فلا ينبغي للصائم استعماله خشية نزول ما يتفتت منه إلى جوفه
هل استعمال السواك في المسجد ممنوع ؟
ليس هناك ما يدل على منعه في المسجد بل قد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عند كل صلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. رواه مسلم.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى الكبرى عن السواك، وتسريح اللحية في المسجد، هل هو جائز أم لا؟ فقال: أما السواك في المسجد، فما علمت أحداً من العلماء كرهه، بل الآثار تدل على أن السلف كانوا يستاكون في المسجد
حكم السواك بالنسبة للمرأة ؟
حكم المرأة حكم الرجل في استحباب السواك ولا فرق
ومما يدل على ذلك حديث مسلم عن عروة بن الزبير قال: [كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة ، وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن] أي: تتسوك؛ لأن السواك له صوت.

هل السواك يساعد على نطق الشهادة عند الموت ؟!
نعم ذكر العلماء أن من فوائده أنه يذكر الشهادة عند الموت، هذا ذكره أهل العلم قالوا: إن هذا من فوائده، وإنه ثابت. نعم.
لقد أكد العلماء والأطباء وخبراء العلاج بالأعشاب أن للسواك فوائد طبية جمة حتى أن منظمة الصحة العالمية (WHO ) قد أوصت في عام 1986 بضرورة استعمال السواك !!


فالسواك يمنع رائحة الفم الكريهة , ويطهر الأسنان واللثة من سموم الجراثيم التي تزحف عبر الدورة الدموية وعبر الأمعاء ، ومن ثم إلى بقية أجزاء الجسم , ويحول دون أمراض الأسنان , ويساعد على التئام جروح اللثة


يقول الدكتور العتيبي استشاري طب الأسنان ( ماجستير ودكتوراة من جامعة كارولينسكا الطبية بالسويد ) :
عند دراسة أعواد الأراك كيميائيـًا , وجد أن التركيب الكيميائي لهذه الأعواد كالتالي :
1. مواد قلوية مثل السلفادويوريا ( Salvadourea )
2. الكلورايد ( Chloride )
3. السيستوستيرول ( B-Sisto Sterol )
4. تراي ميثيل أمين ( Trimethylamine )
5. حمض اليانسون ( m-ansinic acid )
6. السيليكا ( Silica )
7. الكبريت ( Sulfer )
8. فيتامين ج ( Vitamin C )
9. مادة الصابونين والعفص أو التانين ( Tannin )
10. الفلافونيد ( Flaرonide )
11. الجلايكوسيد ( Glycoside )
12. مواد لها علاقة بالخردل مثل السينرجين ( Sinnirgin )
13. مادة صمغية ( Resin )
وقد أوضح الباحثون أن خلاصة أعواد الأراك تحتوي على مواد مضادة للبكتريا ومواد مضادة للالتهاب ومواد مخفضة للسكر
ثم قام علماء آخرون باكتشاف وجود مادة جلوكوتروباولين ( Glucotopaeolin ) وهي مادة عضوية مركبة تحتوي على الكبريت والينانيد وحلقة بنزينية , ويعتقد بأن وجودها هو سبب اللذعة النفاذة في جذور الأراك , وهذه المواد قاتلة للميكروبات الضارة بالفم


يقول الدكتور ظافر الصابوني :
إن السواك يقوم مقام فرشاة ومعجون في وقت واحد ، فهو فرشاة بأليافه الدقيقة المناسبة للتنظيف ، وهو معجون بما يحويه من مواد مطهرة وبلورات سيليس وحوامض ومواد عطرية واملاح معدنية ونشا ومواد صمغية ، فهو كمنظف آلي يزيح الفضلات من بين الاسنان مشابهآ بذلك الفرشاة وكمطهر قاتل للجراثيم مشابهآ بذلك المعاجين المطهرة كيميائيآ وجرثوميآ .


يقول ابن القيم الجوزية في كتابه الطب النبوي :
وفي السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم ، ويجلو البصر ، ويذهب بالحَفَر , ويُصحّ المعدة ، ويصفي الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام ، وينشط للقراءة والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ويكثر الحسنات ومتى استعمل باعتدال ، جلى الأسنان ، وقوى العمود ، وأطلق اللسان ، وطيب النكهة ، ونقي الدماغ ، وشهى الطعام ، واجود ما استعمل مبلولآ بماء الورد .


وقد أثبت العلم صحة ما قاله ابن القيم منذ قرون عديدة، فالسواك يحتوي على مادة حامض (المينا انيسيك) الموجودة في ألياف أعواد الأراك وتعمل على طرد البلغم، ومادة (الأنثراليتون) التي تقوي حركة المعدة وتفتح الشهية.


وقد نص صاحب مغني المحتاج على أن من فوائده:
أنه يطهر الفم ويرضي الرب ويبيض الأسنان ويطيب النكهة، ويسوي الظهر ويشد اللثة ويبطئ الشيب، ويصفي الخلقة ويذكي الفطنة، ويضاعف الأجر ويسهل النزع، ويذكر الشهادة عند الموت.
وفي بحث للدكتور طارق الخوري نشرته مجلة طب الأسنان الوقائي الإكلينكي العالمية:
أن أغصان الأراك تحتوي على مادة الكلور التي تفيد في إزالة الصبغة والتلوين من على الأسنان، ومادة السيلكا وهي تفيد في تبييض الأسنان، ومادة صمغية تعمل على تغطية المينا وحماية الأسنان من التسوس، وكذا تحتوي أعواد السواك على مادة ثلاثي المثيل أمين التي تساعد على التئام جروح اللثة .. وهذا يثبت أن السواك مطهرة للفم.


وضع ابن سينا أسساً هي الأولى في صحة الفم والطب الوقائي، وفي فصل (في حفظ الأسنان) يرى أن من أحب أن تسلم أسنانه أن يراعي ثمانية أشياء، ومنها: (السواك فيجب أن يستعمل بالاعتدال.. وإذا استعمل السواك بالاعتدال جلا الأسنان وقواها وقوى العمود، ومنع الحفر، وطيب النكهة. وأفضل الخشب بالسواك ما فيه قبض ومرارة


ثبت علمياً من خلال التجارب المعملية والمخبرية أن السواك يحتوي على مواد قابضة ذات قدرة كبيرة في القضاء على البكتيريا والجراثيم، وهي مطهرة، وتعمل على قبض الأغشية المخاطية كمادة (السنجرين) ذات الطعم الحريف ولا تخل من المرارة لاحتوائها على زيت الخردل، وتحتوي أيضاً أعواد الأراك على مادة السيلكا التي تساعد على منع الحفر والتسوس كما سبق.


وقد نبه الأطباء العرب منذ مئات السنين ولا سيما أبو بكر الرازي إلى أهمية إزالة ما يتبقى من طعام بين الأسنان بالسواك، والحرص على استعماله في تطييب الفم ونظافته..
يقول الرازي في فوائد السواك نقلاً عن الطبيب عيسى بن ماسويه:
إن السواك يجفف اللسان، ويطيب النكهة وينقي الدماغ، ويلطف الحواس، ويجلو الأسنان، ويشد اللثة، وينبغي أن يستاك كل أحد بما يوافقه


وقد أثبتت الفحوصات الطبية التي أجريت في جامعة (مينسوتا) الأمريكية على عدد كبير من المسلمين الذين يستعملون السواك باستمرار أنهم أصحاب لثة سليمة وأسنان قوية، ومن المعروف أن العفصيات المتوفرة في المساويك تعمل على قبض اللثة وتطهيرها، وهناك (بلورات اليسيليس) الزالقة للأوساخ والبلاك والقلح عن الأسنان، ومادة (السلفادوريا) القابضة التي تعمل على شد اللثة.
ذكر علماء النبات والأعشاب في كتبهم كابن البيطار وداود الأنطاكي صاحب التذكرة، أن السواك نافع في علاج أمراض الفم كسيلان اللعاب وكثرة البصاق، وهي العلة التي تكثر في الصغار


يقول الدكتور أحمد عثمان استشاري طب الفم والأسنان :
إن السواك أفضل علاج وقائي لتسوس الأسنان عند الأطفال والكبار معًا؛ لاحتوائه على مادة (الفلورايد)، كما أنه يزيل الصّبغ والبقع لأنه يحتوي على مادة (الكلور)، كذلك يعمل على تبييض الأسنان لما به من مادة (السليكاز) التي تحمي الأسنان من البكتيريا لاحتوائه على مادة (الكبريت)، كما أنه يفيد في التئام الجروح، وشقوق اللثة، ويساعد على نموها نموًّا سليمًا؛ لأنه يحتوي على مادة (تراي مثيل أمين) وفيتامين (ج) ويمنع تكوّن الرواسب الجيرية.
ويؤكد الدكتور باسم المنشاوي -أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بالمركز القومي للبحوث- أن البحوث والدراسات الحديثة أثبتت أن السواك يقضي على ميكروبات الفم والأسنان المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان.
وقد أوضحت نتائج هذه البحوث أن فاعلية السواك تستمر لمدة من (6- 8 ساعات) من استعماله عكس المعجون العادي الذي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى بالفم.
وهنا نوع خاص من البكتيريا هي المسؤولة عن تسوس ونخر الأسنان، والسواك هو الذي يقضي عليها تمامًا، ولا تظهر هذه البكتيريا إلا بعد عشر ساعاتٍ من استعماله.. كما أثبتت النتائج أيضًا أن استعمال السواك يمنع نمو عدد من الميكروبات التي تسبب الإصابة بأمراض اللثة والأسنان.. ويستمر هذا المنع لمدة ( 8 ) ساعات، وهو ما لا يتوافر في معاجين الأسنان العادية.


ويضيف د. المنشاوي أن السواك يحتوي على العديد من المواد الفعّالة؛ وأهمها على الإطلاق مادة (إيزوثيوسيانات، وهي مادة كبريتية، وقد ثبت أن هذه المادة تلتصق بالغشاء المخاطي بالفم واللثة لعدة ساعاتٍ، وهي تعمل كمضاد حيوي طبيعي يمنع نمو البكتيريا الضارة بالفم والأسنان، وهذا هو السر في بقاء واستمرار فاعلية السواك لمدة طويلة بعد استعماله.
ولذا ينصح باستعمال السواك بعد الأكل، وبعد الاستيقاظ من النوم، وعند كل صلاة؛ لأنه يؤدي إلى استمرار بقاء الفم خاليًا من الميكروبات طوال اليوم مما يتيح بيئة صحية للفم والأسنان باعتبار الفم أحد الأبواب الرئيسة لدخول الميكروبات إلى جسم الإنسان.
ويحتوي السواك على زيوتٍ طيارة و(فلافونيدات) و(قلويدات)، وتساعد هذه المواد على زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.


وينصح د. المنشاوي باستعمال جذور السواك لشجرة الأراك، وليس السيقان أو الفروع، لاحتواء جذور الشجرة على المواد الفعّالة بكمياتٍ مناسبة، ولكي يختبر الإنسان صلاحية جذور السواك للاستعمال عليه أن يمضغ جزءًا صغيرًا منها في الفم مع اللعاب؛ فإذا شعر بلسعة أو بطعم لاسع فهذا دليل على أن المادة الفعّالة موجودة، أما إذا لم يشعر باللسعة فهذا يعني أن هذه الجذور تمّ تخزينها في مكانٍ معرّض للشمس أو في جوٍّ جافٍّ بعيدًا عن الرطوبة والشمس حتى لا يفقد السواك مزاياه وفاعليته

أبوحذيفة
19 Dec 2008, 09:00 PM
جزاك الله خيرا

ابن الورد
11 May 2009, 10:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل والحبيب الغالي أيمن كمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء
على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا .
نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ فيه
بارك الله فيكم
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور
ولاحرمنا الله منكم ولاحرمكم أجرنا
وجزآكم الله عن الجميع خير الجزاء
حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

أبو خالد
11 May 2009, 09:26 PM
بارك الله فيك اخي الفاضل

وجزاك الله خير