موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   القضــــــاء والقــــــدر ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث Fate and destiny of studies an (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=60)
-   -   الوسائل المفيده للحياة السعيده ..... (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=30203)

فراشة الربيع 26 Sep 2013 11:10 PM

الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* ** * ** * ** * ** *


أيها الأحبه .. إن راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه , هو المطلب لكل انسان , وبه تحصل الحياة الطيبه , ويتم السرور والإبتهاج..

* ** * ** * ** * ** *

ولذلك اسباب دينيه , واسباب طبيعيه , واسباب عمليه , ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين , وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه ..

* ** * ** * ** * ** *

فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالا ومالا .

* ** * ** * ** * ** *

ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلى , الذي يسعى إليه كل انسان ..

* ** * ** * ** * ** *

فمنهم من أصاب كثيرا منها فعاش عيشة هنية , وحيي حياة طيبه , ومنهم من أفق فيها فعاش عيشة الشقاء وحيي حياة التعساء !

* ** * ** * ** * ** *

ومنهم من هو بين بين , بحسب ما وفق له . والله الموفق والمستعان به على كل خير وعلى دفع كل شر


فراشة الربيع 27 Sep 2013 12:15 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

ومن اعظم الاسباب لذلك وأصلها ورأسها هو :
الإيمان والعمل الصالح .

* ** * ** * ** * ** *

قال تعالى : " من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " النحل

* ** * ** * ** * ** *

فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الدار , وبالجزاء الحسن في هذه الدار , وفي دار القرار .

* ** * ** * ** * ** *

وسبب ذلك واضح : فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح , المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخره , معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع مايرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج , واسباب القلق والهم والأحزان .

* ** * ** * ** * ** *

يتلقون المحاب والمسار بقبول لها , وشكر عليها , واستعمال لها فيما ينفع , فإذا استعملوها على هذا الوجه أحدث لهم من الابتهاج بها , والطمع في بقائها وبركتها , ورجاء ثواب الشاكرين , أمورا عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هي ثمراتها .

* ** * ** * ** * ** *

ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه , والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد ..

* ** * ** * ** * ** *

وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعه , والتجارب والقوة , ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمورا عظيمة تضمحل معها المكاره , وتحل محلها المسار والآمال الطيبة , والطمع في فضل الله وثوابه ...

* ** * ** * ** * ** *

كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح أنه قال : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير , إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن " رواه مسلم

* ** * ** * ** * ** *

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن من يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره .


فراشة الربيع 27 Sep 2013 01:00 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

لذالك تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر , فيتفاوتان تفاوتا عظيما في تلقيها , وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح .

* ** * ** * ** * ** *

هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما فيحدث له السرور والابتهاج , وزوال الهم والغم , والقلق , وضيق الصدر , وشقاء الحياة , وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار .

* ** * ** * ** * ** *

والآخر يتلقى المحاب بأشر وبطر وطغيان , فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع , ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب , بل مشتت من جهات عديدة ..

* ** * ** * ** * ** *

مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته , ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالبا , ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى , قد تحصل وقد لا تحصل ..

* ** * ** * ** * ** *

وإن حصلت على الفرض والتقدير فهو ايضا قلق من الجهات المذكوره .. ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر , فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة , ومن الأمراض الفكرية والعصبية , ومن الخوف الذي قد يصل به الى اسوأ الحالات وأفظع المزعجات ; لأنه لا يرجو ثوابا ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه .


فراشة الربيع 27 Sep 2013 01:19 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

وكل هذا مشاهد بالتجربة , ومثل واحد من هذا النوع إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس , رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه , وبين من لم يكن كذلك ..

* ** * ** * ** * ** *

وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله , وبما أتى العباد من فضله وكرمه المتنوع .

* ** * ** * ** * ** *

فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر , أو نحوه من الأغراض التي كل انسان معرض لها , فإنه بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له , تجده قرير العين , لا يتطلب بقلبه أمرا لم يقدر له , ينظر الى من هو دونه , ولا ينظر الى من هو فوقه ..

* ** * ** * ** * ** *

وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية إذا لم يؤت القناعة .

* ** * ** * ** * ** *

كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان , إذا ابتلي بشيء من الفقر , أو فقد بعض المطالب الدنيوية , تجده في غاية التعاسة والشقاء .


فراشة الربيع 27 Sep 2013 02:10 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

ومثل آخر : إذا حدثت أسباب الخوف وألمت بالانسان المزعجات .. تجد صحيح الايمان ثابت القلب , مطمئن النفس , متمكنا من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما هو في وسعه من فكر وقول وعمل , وقد وطن نفسه لهذا المزعج الملم , وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده .

* ** * ** * ** * ** *

كما تجد فاقد الايمان بعكس هذه الحال .. اذا وقعت المخاوف انزعج منها ضميره , وتوترت اعصابه , وتشتتت أفكاره , وداخله الخوف والرعب , واجتمع عليه الخوف الخارجي , والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه !!

* ** * ** * ** * ** *

وهذا النوع من الناس ; إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية التي تحتاج إلى تمرين كثير , انهارت قواهم وتوترت أعصابهم وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر خصوصا في المحال الحرجة , والأحوال المحزنة المزعجة .

* ** * ** * ** * ** *

فالبر والفاجر , والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة الإكتسابية , وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها ولكن يتميز المؤمن بقوة ايمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه , واحتسابه لثوابه -


* ** * ** * ** * ** *

أمورا تزداد بها شجاعته , وتخفف عنه وطأة الخوف , وتهون عليه المصاعب , كما قال تعالى : " إن تكونوا تآلمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون " النساء

* ** * ** * ** * ** *

ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف , قال تعالى : " واصبروا ان الله مع الصابرين " الانفال .



فراشة الربيع 27 Sep 2013 02:54 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

ومن الاسباب التي تزيل الهم والغم والقلق :
الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل , وانواع والمعروف ..

* ** * ** * ** * ** *

وكلها خير واحسان , وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها ..

* ** * ** * ** * ** *

ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب , ويتميز بأن احسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير , ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه ..

* ** * ** * ** * ** *

قال تعالى : " لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة او معروف او إصلاح بين الناس من يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما " النساء

* ** * ** * ** * ** *

فأخبر تعالى أن هذه الامور كلها خير ممن صدرت منه , والخير يجلب الخير , ويدفع الشر , وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله اجرا عظيما , ومن جملة الاجر العظيم : زوال الهم والغم والأكدار ونحوها .


فراشة الربيع 27 Sep 2013 03:36 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

ومن اسباب دفع القلق الناشيء عن توتر الأعصاب , واشتغال القلب ببعض المكدرات :

* ** * ** * ** * ** *

الاشتغال بعمل من الاعمال او علم من العلوم النافعه , فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه , وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي اوجبت له الهم والغم , ففرحت نفسه , وازداد نشاطه ..

* ** * ** * ** * ** *

وهذا السبب ايضا مشترك بين المؤمن وغيره , ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه او يعلمه , ويعمل الخير الذي يعلمه ..

* ** * ** * ** * ** *

ان كان عبادة فهو عبادة , وان كان شغلا دنيويا او عادة دنيوية أصحبها النية الصالحه , وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله , فلذالك اثره الفعال في دفع الهم والغموم والاحزان ...

* ** * ** * ** * ** *

فكم من انسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار , فحلت به الامراض المتنوعه فصار دواؤه الناجع : * نسيانه السبب الذي قدره وأقلقه , واشتغاله بعمل من مهماته *

* ** * ** * ** * ** *

وينبغي ان يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه ; فإن هذا ادعى لحصول هذا المقصود النافع , والله أعلم .



بالقرآن نرتقي 27 Sep 2013 04:12 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...tFbuEI8PT-o_Sq

فراشة الربيع 27 Sep 2013 04:32 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

ومما يدفع به الهم والقلق :
اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر , وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل , وعن الحزن على الوقت الماضي ..

* ** * ** * ** * ** *

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن , فالحزن على الأمور الماضيه التي لايمكن ردها ولا استدراكها , والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل ..

* ** * ** * ** * ** *

فيكون العبد ابن يومه , يجمع جده واجتهاده في اصلاح يومه ووقته الحاضر , فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال , ويتسلى به العبد عن الهم والحزن .

* ** * ** * ** * ** *

والنبي صلى الله عليه وسلم اذا دعا بدعاء او ارشد امته الى دعاء فهو يحث - مع الاستعانة بالله والطمع في فضله - على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله , والتخلي عما كان يدعو لدفعه ; لأن الدعاء مقارن للعمل ..

* ** * ** * ** * ** *

فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا , ويسأل ربه نجاح مقصده , ويستعينه على ذلك ..

* ** * ** * ** * ** *

كما قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز , واذا اصابك شيء فلا تقل : لو اني فعلت كذا وكذا كان كذا وكذا , ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل , فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم .

* ** * ** * ** * ** *

فجمع صلى الله عليه وسلم بين الامر بالحرص على الامور النافعة في كل حال , والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار , وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة , ومشاهدة قضاء الله وقدره .

* ** * ** * ** * ** *

وجعل الامور قسمين : قسما يمكن العبد السعي في تحصيله او تحصيل ما يمكن منه , او دفعه او تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده ..

* ** * ** * ** * ** *

وقسما لا يمكن فيه ذلك , فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم , ولا ريب ان مراعاة هذا الاصل سبب للسرور وزوال الهم والغم .


فراشة الربيع 27 Sep 2013 04:54 AM

رد: الوسائل المفيده للحياة السعيده .....
 

ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته :
*الاكثار من ذكر الله * فإن لذلك تأثيرا عجيبا في انشراح الصدر وطمأنينته , وزوال همه وغمه ..

* ** * ** * ** * ** *

قال تعالى : " الا بذكر الله تطمئن القلوب "الرعد
فلذكر الله اثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته , ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره .



الساعة الآن 09:11 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي