موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - احد مشايخ الشيعة يدعو ألشيخ الكلباني ( احد أمة الحرم المكي ) للتشيع ورد الشيخ لدعوته

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ حسين البيات ( الشيعي ) يعمل بشركه خاصه في السعوديه وله منصب مرموق

خطابه دعوته للشيخ الكلباني

الشيخ محمد مرعي الأنطاكي كان عالما شافعيا متولدا عام 1314 هـ في قرية انطاكية وقد تعرف على كتبه الفقهية والعقدية العامة وذهب الى الحجاز للتعرف على مذهب السلف حينما سمع بانهم يملكون ادلة علمية جديدة وقوية ، وفوجيء بتكفير زوار القبر الشريف والداعين عنده ، فقد رفض ذلك النهج ورجع الى بلده محاولا التعرف على الحقيقة واصبح الشك ينتابه شيئا فشيئا حتى قرأ متلهفا كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين فتعرف على ما فيه من ادلة ساقها السيد رضوان الله عليه من كتب الاخوة السنة ومصادرهم العلمية وسرعان ما انتقل الى مذهب التشيع .

ولكن ما الذي اثر عليك - شيخنا الانطاكي - لكي تسرع الى مذهب علي وابناء علي فيقول رحمه الله انه قول رسول الله صلى الله عليه واله :

«إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .فانظروا كيف تخلفوني فيهما (1).

وفي رواية اخرى قوله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم : مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى (2) ، وما اكثر من انضم الى ركب سفينة نوح فشعروا بسعادة وطمأنينة في عقيدتهم وهدوء في نفوسهم فرأيناهم اشداء في حواراتهم وعظماء في تاليفاتهم وانفتحوا على كل مغلق وممنوع واتضحت لهم كل ظلمة بنور محمد واله .

وما احلى ما قاله الشيخ الانطاكي في كتابه (لماذا اخترت مذهب الشيعة) :

قوة الأدلة التي توجب وتفرض على كل مسلم الإتباع لأئمة مذهب أهل البيت عليهم السلام و تسد الطريق على غيرهم . وهذه الأدلة وردت في القرآن والسنة . في حين أن أدلة غيرهم متناقضة، متواهية، مترددة (3).

واننا ياشيخ كلباني نقول كلمة الاسلام العظيمة اننا نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وان الجنة حق والنار حق وان الله

يبعث من في القبور واننا نمد يد الاسلام الذي جاء لاجل الحق واخراج الناس من الظلمات الى النور الى كل المسلمين حتى من اتخذ سبنا وتكفيرنا والعداوة علينا لاننا اصحاب رسالة ، وصاحب الرسالة لا يوقفه ظلم هزا او عداوة هذا او تكفير ذاك ، واننا في خط محمد وعلي واهل البيت عليهم السلام لن توقفنا كلمة او تصدنا دعوى فقد ورد عن الصادق عليه السلام قوله كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا .

ومن هذا المنطلق سنرد على دعوى التكفير بالكلمة الطيبة والدعوة الحسنة ، والدليل لمن اراد الادلة ، والتوضيح لمن شك فيها ، لان هذا هو خط اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ونحن على نهج علي وابناء علي سائرون ولن يرهبنا التكفير او التهريج فبحمد الله لا يزيدنا ذلك الا شدة وقوة ، لان كل دعوى دون دليل لإثباتها - سوى النغمات المعادة - هي خرط القتاد لا تفيد شيئا ولن تحط من شأننا بل انها تزيد اتباع ال محمد صمودا وثباتا ، و لدى إخواننا المسلمين رغبة للتعرف على نهج ال محمد صلى الله عليهم اجمعين فيركب هذه السفينة المزيد من المؤمنين.

انني ادعوك من هذا المنبر الكبير الى التشيع واتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام واني لاعلم انك لو اطلعت على سيرة اهل البيت لاقتربت منهم ودخلت في مذهبهم ولا اظنك سترفض قوله تعالى (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا). فلو اعطيت لنفسك قليلا من الوقت للتعرف على ما يحويه هذا المذهب العظيم وهذا الرابط الاسلامي المتين بالله ، معتصمين بحبل الله وهم عترة محمد واله ، وقد تتردد في قرآءة شيء من ذلك لما للحملات الاعلامية المشوهة للمذهب من اثر بليغ في ابعاد كثير من المسلمين من التعرف على هذا النبع الصافي خوفا من دخول الشك الى قلوب المسلمين ولكنك تحمل قلبا يشاهد الكعبة المشرفة في كل صلاة متعاطفا مع مستجار احتضن روح علي بن ابي طالب يوم ولادته ، فاني على ثقة بانك سوف تفكر في الانضمام الى مذهب اهل البيت عليهم السلام فارفع غشاوة الخوف من قلبك وتعال معنا

ذكر ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بسنده عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً لا حساب عليهم) ثم التفت إلى علي عليه السلام فقال هم من شيعتك وأنت إمامهم) ورواه الخوارزمي في مناقبه ولكن فيه فقال علي عليه السلام: (من هم يا رسول الله؟) قال: (هم شيعتك يا علي وأنت إمامهم)

فما احلاه من طريق وما الذه من نهج وما اجمله من اخاء هارون من موسى وولاية الله ورسوله وامير المؤمنين بغدير خم وهم سفينة النجاة وباب حطة من دخلها كان آمنا رزقنا واياكم ايها المؤمنون شفاعة محمد واله والبراءة من اعدائهم وسقانا واياكم حوضهم الذي لا ضمأ بعده

رد الشيخ الكلباني حفضه الله

أيها الأخ الشيعي هل صحيح أن ما أنت عليه من دين ومذهب، هو حقاً - الدينُ والمذهبُ الذي ارتضاه الله عز وجل لي؟.. أم أن الأمر غير ذلك؟

وعليه فالواجب عليّك أن تبحث وأن تنقب وأن تسال حتى تصل إلى الحق وجوهر الحقيقة التي يرتضيها الله تبارك وتعالى، وعندها تكون قد وصلت إلى برّ الأمان، وشاطئ السلام. إن عموم أهل التشيع الإمامي (وغيرهم) إنما ورثوا مذهبهم عن الآباء والأجداد، وليس عن علم وفهم ودراسة، ومن هنا يظهر منطق التعصب الأعمى للمذهب.. ويختفي منطق العقل.

، تعال معي الى قضية واحدة فقط ، وهي مهمة ،، ولم نتحدث عن القران وتحريفه وهناك قضايا كثيرة ، سنتحدث عن مسألة الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

لقد ترضى الله تبارك وتعالى عن هؤلاء الصحابة، وأنزل رضاه ومدحه لهم في كتابه العزيز ليتلوه الناسُ إلى يوم القيامة، حيث قال عزّ من قائل: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)) [الفتح:18].

وقوله: ((وَالَّذينَ آمَنُوا وَهَاجرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)) [الأنفال:74].

وقوله جلت قدرته: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجدًا يَبْتَغونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السّجودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَج شَطأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغلَظ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجبُ الزّرَّاعَ لِيَغيظ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغفِرَةً وَأَجرًا عَظيمًا)) [الفتح:29].

وقوله عز من قائل: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جنَّاتٍ تَجرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ)) [التوبة:100].

والآيات في هذا المقام عديدة وكثيرة، وكلها تثني وتمتدح وتترضي على هؤلاء الكرام رضوان الله عليهم.

فكيف يترضى الله تبارك وتعالى عليهم، وأنتم يا معشر الشيعة الإمامية تسبونهم وتطعنون فيهم وتحطون من قدرهم؟ وهم الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم: (لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه.

أما علماء الشيعة فماذا يقولون عن هؤلاء الكرام الذين حملوا راية الإسلام إلى أقطار الأرض في الشرق والمغرب، والذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.

أُحبُّ أورد ذلك - أخي - نصّين من نصوص وأقوال علمائكم، أحدهما من الأقدمين وهو شيخكم (الكليني) في كتابه (الكافي) والآخر من المعاصرين وهو (الخميني) في كتابه (كشف الأسرار).

حيث يقول الأول: (الكليني) عن أبي بكر وعمر، ما نصه (.. إن الشيخين أبا بكر وعمر فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)

وأما الثاني: (الخميني) فقد قال بكل صراحة ووضوح: (إن أبا بكر وعمر وعثمان لم يكونوا خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله، بل وأكثر من ذلك إنهم غيّروا أحكام الله وحلّلوا حرام الله، وظلموا أولاد الرسول، وجهلوا قوانين الرب وأحكام الدين)

فانظروا إلى ما يقوله القرآن الكريم عن الصحابة الكرام، وإلى ما يقوله علماء الشيعة عنهم.

القرآن يترضى عليهم، والشيعة يسبونهم ويلعنونهم، فمن نصدق؟ من المؤكد أن المسلم والمؤمن والمتقي إنما يصدق الله رب العالمين.

واسمع معي -يا أخي - هذه الحادثة.. وهذه القصة التي أوردها أحد علماء الشيعة الإمامية وهو (مصطفى حسيني طباطبائي) في كتابه (حل الاختلاف بين الشيعة والسنة في مسألة الإمامة)

عن إبراهيم بن قدامة بن حاطب عن أبيه عن علي بن أبي الحسين، الملقب بزين العابدين قال: أتاني نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم -أي طعنوا فيهم- فلما فرغوا قال لهم علي بن الحسين: ألا تخبروني أأنتم المهاجرون الأولون ((الَّذينَ أُخْرِجوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) [الحشر:8].

قالوا: لا قال: فأنتم ((وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبّونَ مَنْ هَاجرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجةً مِمَّا أُوتُوا)) [الحشر:9].

قالوا: لا.

قال: أما أنتم، فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال عز وجل فيهم ((وَالَّذينَ جاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجعَلْ فِي قُلُوبِنَا غلًّا لِلَّذينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10] أخرجوا، فعل الله بكم، أي: شتمهم.

روضة الكافي (8/346).

كشف الأسرار الخميني، ص(110).

ص (38،37،36).

إن مصير الإنسان وكل إنسان إنما هو معلق بهذا الدين العظيم وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وليس وفق ما جاء به علماء الأديان والمذاهب والملل والنحل، ولن ينفع الإنسان أي إنسان في كل زمان ومكان أن يقول أمام الله رب العالمين يوم القيامة ((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنّا أَطعْنَا سَادَتنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضلّونَا السّبِيلا. رَبّنَا آتهِمْ ضعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)) [الأحزاب:67-68].

إن قضية الاعتقاد مسألة خطيرة، وجليلة؛ لأنها مسألة مصير في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا لن تكون المسيرة، مسيرة الإنسان في الحياة صحيحة وسليمة، إذا كان التصور في أساسه خاطئاً في الاعتقاد.. وخاطئاً في العبادة.. وخاطئاً في الحكم على الآخرين. أما في الآخرة فإن القضية أهم وأخطر؛ لأنها قضية مصير، إما إلى الجنة وإما إلى النار. اسال الله لك الهداية وان تسلك طريق الصواب وتهتدي ...

لله درك شيخنا الفاضل الكلباني