موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=36963)

فتى الإسلام 02 Oct 2015 08:17 AM

الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ
 
الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ

قال ابن ماجة في سننه(43):

حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ ،‏ ‏وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّوَّاقُ ‏ ‏قَالَا : حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ‏: ‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ :
وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَوْعِظَةً ‏ ‏ذَرَفَتْ ‏ ‏مِنْهَا الْعُيُونُ ‏ ‏وَوَجِلَتْ ‏ ‏مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ، قَالَ ‏:-" ‏قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا ‏ ‏يَزِيغُ ‏ ‏عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا ‏ ‏بِالنَّوَاجِذِ ‏ ‏وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ"[1]

شرح الحديث
قال السندي في شرحه على سنن ابن ماجة :

‏قَوْله ( عَلَى الْبَيْضَاء ) ‏‏أَيْ الْمِلَّة وَالْحُجَّة الْوَاضِحَة الَّتِي لَا تَقْبَل الشَّبَه أَصْلًا ،فَصَارَ حَال إِيرَاد الشُّبَه عَلَيْهَا كَحَالِ كَشْف الشُّبَه عَنْهَا وَدَفْعهَا وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ لَيْلهَا كَنَهَارِهَا ‏‏قَوْله ( فَإِنَّمَا الْمُؤْمِن ) ‏‏أَيْ شَأْن الْمُؤْمِن تَرْك التَّكَبُّر وَالْتِزَام التَّوَاضُع فَيَكُون ‏‏كَالْجَمَلِ الْأَنِف ‏كَكَنِف أَيْ بِلَا مَدٍّ وَكَصَاحِبِ أَيْ بِالْمَدِّ وَالْأَوَّل أَصَحّ وَأَفْصَحُ أَيْ الَّذِي جُعِلَ الزِّمَام فِي أَنْفه فَيَجُرّهُ مَنْ يَشَاء مِنْ صَغِير وَكَبِير إِلَى حَيْثُ يَشَاء ‏‏حَيْثُمَا قِيدَ ‏أَيْ سِيقَ ، وَاللَّهُ أَعْلَم (ا.هـ)


وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير:

( قد تركتكم على البيضاء) وفي رواية عن المحجة البيضاء وهي جادة الطريق مفعلة من الحج القصد والميم زائدة (ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) فيه من معجزاته الإخبار بما سيكون بعده من كثرة الاختلاف وغلبة المنكر،
وقد كان عالما به جملة وتفصيلا لما صح أنه كشف له عما يكون إلى أن يدخل أهل الجنة والنار منازلهم، ولم يكن يظهره لأحد بل كان ينذر منه إجمالا ثم يلقي بعض التفصيل إلى بعض الآحاد، (فعليكم) الزموا التمسك (بما عرفتم من سنتي) أي طريقتي وسيرتي القديمة بما أصلته لكم من الأحكام الاعتقادية والعملية الواجبة والمندوبة، وتفسير السنة بما طلب طلبا غير لازم اصطلاح حادث قصد به تمييزها عن الفرض (وسنة) أي طريقة (الخلفاء الراشدين المهديين) والمراد بالخلفاء الأربعة والحسن http://www.ansaaar.com/images/smilies/rada.gif فإن ما عرف عن هؤلاء أو بعضهم أولى بالاتباع من بقية الصحب (عضوا عليها بالنواجذ) أي عضوا عليها بجميع الفم كناية عن شدة التمسك ولزوم الاتباع لهم، والنواجذ الأضراس والضواحك والأنياب أو غيرها (وعليكم بالطاعة) أي الزموها (وإن كان) الأمير عليكم من جهة الإمام (عبدا حبشيا) فاسمعوا له وأطيعوا
(فإنما
المؤمن كالجمل الأنف) أي المأنوف وهو الذي عقر أنفه فلم يمتنع على قائده .(حيثما قيد انقاد).

_________________


[1] صححه الألباني الصحيحة (937)

----------


قال الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير- حفظه الله-:

((فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد))

يعني سهل القياد، لا ينتصر لحظوظ نفسه ويعاند ويصر، لا؛ يتبع الحق حيثما انقيد حيثما قيد بالحق انقاد، كالجمل الأنف الذي يجعل الزمام في أنفه ويجر به، هذا الجمل الذي خرم أنفه، ووضع فيه القياد –الزمام- وقيد به لا يستطيع أن يخالف قائده، فعلى هذا المؤمن ينقاد حيثما قيد بالنصوص، لا أنه مغفل يجر حيثما أراد من أراد أن يجره، ويستهويه من حيث من أراد أن يجلبه إلى هواه، لا، المؤمن كيس فطن ومع ذلك سهل القياد،

وقد جاء في الحديث: ((لينوا بأيدي إخوانكم)) ومن الناس من هو وإن انتسب إلى الإسلام من هو عسر الطبع، بحيث يكون معانداً في كل ما يؤمر به، كما قال بعضهم: السهل يوطأ، ولا شك أن الإنسان إذا دعي إلى الحق عليه أن يستجيب، وليس له خيرة، فينقاد لأمر الله وأمر رسوله، ومن يأمر بهما.

المصدر: شرح مقدمة سنن ابن ماجه (6)ـ




أم مهاب 02 Oct 2015 08:24 AM

رد: الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ
 
جزاكم الله خير وبارك فيكم ..

أبو خالد 02 Oct 2015 03:43 PM

رد: الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ
 
جزاك الله خير اخي الفاضل


الساعة الآن 10:23 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي